وكان من اهم العوامل التى استخدمتها الحكومات العربية فى المنطقة من اجل السيطرة على الشعوب , عاملى الخوف وقتل الامل , ان ليس هناك فائدة او بديل , وان من سيتحرك سيتم قطع راسه , والخوف هو اكبر حليف للطغاة . حتى بدات الحركات , وهى حركات لم يكن مُخططاً لها , فالشعوب مغبونة والاحتقان قائم , لكن الخوف وقتل الامل كانا رادعين , ولهذا كان هناك اطمئنان من الذين هم على راس السُلطة . نُلاحظ ان هذه المنطقة منطقة هامة للغاية , اولاً لوجود اسرائيل فيها , حيث كانت هناك ضرورة لتغييب الشعوب من أجل أمن اسرائيل , وكان من الضرورى ايضاً تغييب الشعوب حتى يُفرض عليها نظام خاص بالبترول , باعتبار ان البترول يُشكل اهم عنصر للتحكم فى الدنيا , فاصبح هناك الخوف وقتل الأمل واسرائيل والبترول , وتم الحديث عن الاستثنائية العربية وان هناك استثناء للعرب من الثورة الديمقراطية وانهم سوف يستمرون هكذا . تطرقت فى الكتاب للعوامل التى أدت الى كسر حاجز الخوف واسترداد الامل , وهذا دون شك قد بدأ بطريقة عفوية والعناصر التى أشتركت فيه هى عناصر شبابية ولا يستطيع احد الادعاء انها تتبع لايدولوجيته الخاصة , وهى قد تحركت بوسائل مُبتكرة وحققت هذا الانطلاق . المشكلة ان الفترة الماضية قد شهدت قفل باب الاجتهاد السياسى , ولذلك فعند حدوث ونجاح هذه الثورات وجدت نفسها بدون ايدولوجية , فماذا تفعل ؟ , ماذا بعد ؟ , هى بدون قيادة وبدون ايدولوجية , وعندما تحررت الشعوب فانها بدات فى التعبير عن اشواقها وتطلعاتها وأفكارها , وهذا قاد الى أشتباك كبير وما يُشبه الفوضى , فالعناصر التى قادت الثورة لم تتولى هى المسئولية , وانما تولى المسئولية من هم جزء من النظام السابق . هناك حديث يدور بان هذه الثورات سوف تقود حتماً لتمكين التوجهات الاسلامية , باعتبار انه وأثناء المواجهة للنظام القمعى فان هذا النظام القمعى نفسه قام باعلاء صوت العناصر الاسلامية حتى يقوم بتسويق هذا للغرب , اننا لو ذهبنا فان هؤلاء هم البديل , وايضاً فان العناصر الاسلامية قد أستطاعت الصمود وتقديم نضال , وايضاً لانها أستطاعت ان تتخندق فى أنماط تقليدية منظمات مجتمع مدنى ومساجد الخ . والحديث يدور بان هذه الثورات هى من اجل تحقيق نظام اسلامى , ويقول بعض الناس بما أننا نقوم بتطبيق النظام الاسلامى فلا خطر علينا من الثورات , هذا الكلام يُقال فى السودان وايران وفى بعض المناطق , والحقيقة هى انه فى السودان وايران وبعض المناطق الأخرى فان الوعى الواضح هو ان الحرية والديمقراطية اصبحتا المُعبر عن أشواق الشعوب , الديمقراطية ذات الانواع الثلاثة , الديمقراطية السياسية , حقوق الانسان .. الديمقراطية الاجتماعية , العدالة الاجتماعية .. والديمقراطية الدولية , التعامل بندية مع الهيمنة الدولية . هذه الأنواع الثلاثة من الديمقراطية حتميات لأشواق الشعوب , صحيح ان لدى كثير من الشعوب عند التعبير عن هذه الاشياء فان هذا التعبير يأخذ منحى مرجعية اسلامية , باعتبار ان المكون الثقافى الاكبر فى بُلداننا هو الاسلام , ولكن ليس اسلام يتناقض مع هذه المعانى وانما اسلام يتكامل مع هذه المعانى وهذا هو الفرق . فى الزيارة الاخيرة فى طهران كان علينا ان نقوم ببيان هذه الحقائق باعتبار ان هناك من يقول اننا نُطبق الاسلام ولسنا فى حاجة لثورة , والحقيقة ان التطبيقات الاستبدادية الاحادية الديكتاتورية للاسلام تتساوى فى رفضها شعبياً مع كل التطبيقات الأخرى , وصار واضحاً ان كل الدعاة الواعين من المسلمين يتكلمون الان بان الحرية اولاً , حقوق الانسان اولاً , والاسلام يأتى كحق الشعوب فى التعبير عن أشواقها الاسلامية بحرية , وهذا أصبح الموقف السائد , والتجربة التركية صارت من أهم التجارب التى تُعزز مفهوم ضرورة التوفيق بين الديمقراطية والاسلام . الكتاب يتطرق الى ان الثورة العربية تنطلق من مظالم خاصة مُحددة , الاستبداد والفساد , العطالة وفى كل هذه البلدان نجد ان الشباب أغلبية والشباب عاطل , وهناك التبعية المذلة للخارج . هذه الحقيقة الموضوعية صحبتها حقيقة ذاتية وهى وجود شباب أكتشف وجود وسائل مُبتكرة مثل فيس بوك وتويتر ويو تيوب , فكانت النتيجة ان هذه الطلائع عبرت حركياً لكنه كان تعبير متواضع للغاية , فنجد كمثال انه فى يوم 25 يناير فى مصر كان الأحتفال بعيد الشرطة , التعبير نفسه كان متواضع للغاية , ولكن لانه ضرب فى وتر حساس فكانت الاستجابة المليونية , وتم أكتشاف أسلحة جديدة , السلاح الاول الدرع المليونى , السلاح الثانى الأعلام المساند وما من شك ان الفضائيات الحرة مثل الجزيرة قد لعبت دوراً كبيراً فى هذا الصدد , والسلاح الثالث هو الرأى العام الدولى وهو رأى منذ سقوط حائط برلين أصبح لديه حساسية خاصة فى موضوع حقوق الانسان , والان هناك المحكمة الجنائية الدولية وهى تعبير عن ضمير الشعوب وضمير العالم بانه لا يمكن الافلات من العقوبة للذين يضطهدون شعوبهم , ومنظمات حقوق الانسان فى العالم اليوم هى بالالاف , ولو تحدثنا عن التطوير الذى حدث فى القانون الدولى الانسانى فهو لا أول ولا أخر له , وأصبح الان هناك قرار من الجمعية العمومية للامم المتحدة بمسئولية حماية الشعوب من اى بطش . أصبحت هناك حساسية من اى جهة تقوم بالبطش بشعبها , وهذا ليس فقط كما يقول بعض الناس للعالم الثالث وأفريقيا فقط , لا ابداً , حتى أمريكا يُمكن انتقادها , وتقارير المنظمات الدولية تتحدث عن الدنيا كلها , والمدهش ان أمريكا فى مراعاة حقوق الانسان لا تأتى فى المرتبة الاولى او الثانية او العشرين , أمريكا مُصنفة بصورة مُتدنية جداً , هذا هو الضمير العالمى الذى أصبح يقظاً لقضية حقوق الانسان , وهذا الضمير أصبح حليف للشعوب ولعب دوراً هاماً للغاية فى أنتصار الثورات .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مركز الخاتم عدلان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست