وداعا استاذى وصديقى محمود الزين (بكوستاريكا ) واحزنى عليك يا صديقى

Quote: أما وقد مات محمود الزين حامد، هذه الثلاثاء، فقد تخليت عن صلف المثابرة على فهمك يا موت. فلتكن نذلاً كما كنت، كن طاهي دمنا على حجر الحنين، كن نمّـام المذابح وكن مرشدها. فقط لا تكن أجيراً رخيصاً، هكذا، لقلاقل الفسيولوجيا ولطيشها. خذهم فرادى وخذهم على مهل، ولا تجعل لقهقهاتك، يا موتُ، صخباً أعلى من وحيح الفريسة. كيف تستدرج محموداً إلى ثرثرات ظهيرتك وأنت تراه يلقي درسه اليوميَّ على طلابه؟ أفي قاعة الدرس، يا جاموسةَ العبثِ الجريحة، يا روحَ أبيك؟ كوستاريكا؟ وماذا كنت ستفقد من كمالك المترّف لو أمهلته حتى استدرجته إلى صمتها دار حامد؟ ماذا كنت ستخسر من مهابتك المتحرّشة لو أرجأته حتى تعرّف على رائحةِ الحديقةِ في صمت إمرأةٍ تزوّجها قبل قليل؟ تمسك بصوابك كما شئت، أيها الموتُ، فلي أسئلة تشغلني عن ثراثراتك عنك: كيف تعتني كوستاريكا بجثامين الغرباء؟ ماذا يصنع الأصدقاءُ القليلون بضحكةِ محمود؟ وبما أسند قلبي، هذه الثلاثاء، وقد مال بي على هاوية؟ نعمان