|
|
 Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال (Re: Hisham Amin)
|
مقال عمار ادم الراى العام
لا تزال قضية الصرف الصحى فى السودان منذ خمسينيات القرن الماضى تلقى الاهمال من الحكومات الوطنية كافة التى تعاقبت على حكم البلاد، بحسبان انها قضية مقدور عليها ولا تشكل خطراً ومهدداً كبيراً على البيئة بمنطق ان التخلص من بقايا المخلفات البشرية والحيوانية امر سهل لكثرة المجارى والخيران بالبلاد التى يمكن ان تذوب اى مخلفات عند هطول الامطار فى فصل الخريف، وظل هذا المنطق معمولاً به حتى اليوم فى ولايات البلاد نسبة للتخلف السائد بين مواطنى الولايات خاصة فى القرى منها التى يتخلص مواطنوها من الفضلات البشرية عبر الوسائل البدائية، كما أسهم عدم وجود شركات للصرف الصحى بالولايات فى تأزم الموقف البيئى فيها، ولكن بعيداً عن الولايات وقريباً من المركز ولاية الخرطوم نجد أنها تعانى منذ العام 1954م من مخاطر الصرف الصحى حيث لم تقم شركة الخرطوم للصرف الصحى التى أنشئت حديثاً بمجهودات تذكر للحد من تهديد الصرف الصحى للعاصمة التى اضحت الآن غارقة فى (اشبار من اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى)، واعتمدت فقط على المنحة فى الشبكات التى تكرمت بهما دولتا امريكا واليابان فى ذلك العام، الامر الذى اوصل الخرطوم اليوم الى حالة التعفن.
عموما واقع الخرطوم المأزوم فى الصرف الصحى دفع معهد دراسات الكوارث واللاجئين بجامعة افريقيا العالمية بعد تمدد خطر الصرف الصحى بالعاصمة الى عقد ندوة بعنوان (المخاطر البيئية للصرف فى ولاية الخرطوم) بوزارة الزراعة والغابات الاتحادية تمكن المتحدثون فيها من تشخيص الازمة ومخاطرها على البيئة، كما ان عنصر الشفافية كان سائداً فى هذه الندوة.
ويقر المهندس عبدالقادر الطاهر التلب ممثل شركة الخرطوم للمياه والخدمات بعدم اعطاء الولاية اى اهتمام لمسألة الصرف الصحى منذ العام 1954م، مؤكداً أنه لم تجر أية عمليات احلال وتأهيل لشبكات الصرف الصحى، واعتبر التلب ان عدم توافر التمويل الكافى للشركة واحدة من العقبات التى هزمت فكرة إعادة تأهيل الشبكات، مؤكداً أن المشروع يغطى (10%) فقط من سكان العاصمة، فيما يستعمل (90%) من المواطنين آباراً تقليدية (الحفر) للتخلص من الفضلات، وانتقد التلب حصر شبكات التغطية على منطقتى الخرطوم وبحرى دون امدرمان التى قال انه لايوجد بها اى مشروع للصرف الصحى حتى اليوم، وما زال اغلب مواطنيها يستعملون الحفر، لكنه اشار الى انه حتى الشبكات الموجودة بالمنطقتين تغطيتهما ضعيفة حيث يغطى المشروع بالمنطقة الصناعية بحرى (2%) فقط، ووصف التلب مشروع الصرف الصحى الحالى بالولاية بالمتخلف جدا، واضاف انه ظل قابعا فى مكانه منذ العام 1954م ، بل انه حاليا تهالك وانتهى. ويرى عوض خليفة موسى مدير معهد دراسات الكوارث واللاجئين ان من اسباب تفاقم قضية الصرف الصحى بالعاصمة التمدد العمرانى والهجرة من الريف الى المدن دون وجود أية دراسات بيئية تحد من هذه الظاهرة، مما أسهم فى الضغط السكانى على الولاية وبالتالى الضغط على شبكات الصرف الصحى الذى نتجت عنه الانفجارات المتكررة فى هذه الشبكات، اضافة التى التصديق العشوائى من إدارات التخطيط بالولاية لقيام مدن جديدة بالعاصمة دون وجود أية خدمات صحية وشبكات للصرف الصحى بهذه المدن، وعد هذه الخطوة من اهم الاسباب التى أسهمت فى تفاقم مشكلة الصرف الصحى، كما عاب خليفة على الدولة عدم تفعيلها للقوانين التى تحد من مخاطر الصرف الصحى على البيئة رغم وجود محكمة للبيئة، وطالبها بتفعيل هذه القوانين لوقف خطر الصرف الصحى على البيئة، مشيراً الى ان للصرف مخاطر كبيرة على صحة الانسان والحيوان معاً حيث تحمل الفضلات البشرية والحيوانية الموجودة فى المياه الجراثيم والفيروسات والديدان المعوية التى تتسبب فى العديد من الامراض خاصة الاسهالات المائية وامراض الملاريا، كما انها تشكل بؤراً لتوالد الحشرات، داعياً الى ضرورة التخلص من هذه العوامل حتى لا تتعرض صحة المجتمع العامة للخطرلاسيما الاماكن التي تقع بجانب مواقع تصريف المياه والفضلات مثل المناطق السكنية والترفيهية، ورأى أن مخاطر الصرف الصحى ليست محصورة فى الفضلات البشرية فقط وانما تلعب المخلفات الصناعية دوراً كبيراً فى تدهور البيئة حيث ان ما تخرجه من مواد سائلة تؤدى الى تلوث التربة والمياه السطحية والجوفية والغذاء، فضلاً عن أن للمعادن آثاراً خطيرة على صحة الانسان لاحتوائها على مواد مسرطنة.
وفى السياق اكدت عديلة عبدالمنعم ممثل مركز المختبرات البيئية فشل شركات الصرف الصحى فى معالجة القضية وضبط مواصفات المياه الصالحة للشرب من غيرها، موضحة ان الفشل نتج بسبب غياب التعاون والتنسيق فى الامر، مشيرة الى ان تفاقم المشكلة فى محطتى سوبا والحاج يوسف برز لعدم التعاون مع مختبر البيئة.
وتوكد احصائيات منظمة الصحة العالمية الحديثة انه سنويا يتوفى اكثر من (1,8) مليون شخص مايعادل (40%) من سكان العالم جراء امراض الاسهالات الناتجة عن مياه الصرف الصحى، وان (90%) من مخلفات النفايات الصناعية فى الدول النامية ملقاة فى المجارى الصناعية دون وجود اية عمليات تدوير لها فيما يكلف علاج الامراض الناتجة عن الصرف الصحى ما يفوق (11,6) مليار دولار. ومهما يكن من أمر فإن مسألة الصرف الصحى بالخرطوم وصلت اليوم الى حالة لايمكن السكوت عليها خاصة بعد تفشى امراض الاسهالات المائية أخيراً، الامر الذى يتطلب تضافر الجهود بين حكومة الولاية وعدد من الجهات التى لها علاقة بالقضية لانتشال مواطن الولاية من تفشى الامراض التى استوطنت أخيراً بالعاصمة نتيجة عدم الاهتمام بالجانب البيئي.
|
|
  
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف الصحى؟ | Hisham Amin | 09-14-11, 04:03 AM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | Hisham Amin | 09-14-11, 05:00 AM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | Hisham Amin | 09-14-11, 05:02 AM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | Hisham Amin | 09-14-11, 05:05 AM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | ود الباوقة | 09-14-11, 05:26 AM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | محمد أبوالعزائم أبوالريش | 09-14-11, 05:56 AM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | علي الكرار هاشم | 09-14-11, 06:32 AM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | Dalal Ezzaldin | 09-14-11, 07:12 AM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | محمد الامين محمد | 09-14-11, 07:28 AM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | د.محمد حسن | 09-14-11, 08:11 AM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | Hisham Amin | 09-15-11, 03:53 PM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | Hisham Amin | 09-15-11, 00:47 AM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | Hisham Amin | 09-15-11, 00:43 AM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | عادل نجيلة | 09-15-11, 01:05 AM |
| Re: سؤال الى والى الخرطوم ايهما اجدر بالاهتمام المترو ام شبكة الصرف ال | محمد سنى دفع الله | 09-15-11, 05:23 AM |
|
| |
Hisham Amin
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست