إذا سلمنا جدلا أن أن الأزمة تكمن في عدم إفاء النظام مواثيقه كاملة وبالأخص بعض البنود في إتفاقية نيفاشا . ونفترض إنه ربط العزم على المضي في إستكمالها ، أو واجه ضغوطا داخلية وإقليمية وعالمية لإستكمال إيفاءاته وهذا محال في ظل الظروف الراهنة خاصة بعد الأزمة في جنوب كردفان والنيل الأزرق ماذا عن إستحقاقات بقية أجزاء السودان ؟ .. وماذا عن التحول الديمقراطي؟ .. والدستور الذي يتفق عليه الجميع؟ هل سيقدم على كل ذلك ؟ ..قطعا لا مهما كانت الضغوط داخليا وخارجيا .. لان ذلك يعني زواله. النظام يعلم تماما أن زوال سلس له لن يكون خاصة تورط قيادته في جرائم حرب لا تسقط بالتقادم . كما أن الضغوط الإقتصادية الناجمة عن خروج البترول من معادلة التوازن ، تجعله أكثر تمسكا بالقبضة الأمنية ، حيث لم يعد هنالك في الصندوق جزرا يلوح به للأرانب السياسية.. إذا هي العصا لم عصا .. والموت الزؤام لم تمرد ، والسحل والتنكيل لكل من يقول لا. فماذا بعد ؟ كم تبقى للشارع ليخرج هتـافـه ، وعلى أي ساحة يتفتح الياسمين .. الذين يعولون على تشظي النظام من باطنه ، فهو بالطبع متشظيا الآن ولا تحرسه الفكرة ، تحرسه البندقية وهذه لا يسقطها الهتاف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة