|
كلاكيت تاني مرة
|
يبدو أن كل حديث عن الحرب الدائرة في الدمازين (حول من المحق ومن المخطئ) -ترف. إذا ما فكرت في من لم يخبروا في حياتهم ذل النزوح.
أنا سمعت أن التاريخ يكرر نفسه..لكنني ما ظننت أنه سيكررها حتى تفاصيلها الصغيرة فكأني وأنا في العقد الأول من الالفينيات، أعود إلى أوائل التسعينيات. يا سبحان الله وكأني ركبت كبسولة الزمن!!
عادت إلى ذاكرة سمعي ذات النداءات الأولى: الكرمك وقيسان الكرمك وقيسان شدة ما كانت الحكومة تذكرهما (سيطرنا علي الكرمك وقيسان) (قوات العدو تحتل الكرمك وقيسان). همشكوريب وكل ذلك
ثم...نداءات الدفاع الشعبي (وهي أيضا جسم مسلح عسكري كان يجب أن يحل بموجب نيفاشا..ما علينا) ولبسنا الكاكي يالله ...1995 من جديد. أقول لكم نفس التفاصيل..نفس أزمة المياة وانقطاعها لأيام متواصلة، وأنا "أعتل" جرادل المياه من الطابق الأول وأصعد الدرج حتى الطابق الرابع، حيث كنت أسكن في أول "تجارب" المهندسة وداد "النحلة" في المعمار (!!!!) نفس أزمة السكر، هو ذاته شحيحا وعزيزا، وأزمة الغاز. لا ينقصني سوى رؤية طوابير البنزين لأوقن تماما أن الزمان قد استدار وعاد إلى نقطة بداية ما وها هي الحكومة تغلق الصحف الواحدة تلو الاخرى ولعلها تعيد اصدار صحيفة الانقاذ الوطني اعلان الطوارئ وحكم عسكري والخطابات العنترية ذاتها..نفسها
بي رغبة إذا أن اعدل عن قراري من دخول كلية الاداب وأن أدرس المسرح بي رغبة ملحة أن أخبر الزبير طه أن لا يركب الطائرة بعد عودته من القاهرة وأن مؤامرة تدبر له، فقط لأرى نتائج هذا التغيير (تجربة فيزيائية لا أكثر) أو أن أرسل رسالة إلى الترابي أن يحذر علي عثمان (للمتعة لا أكثر) وأن أجلس مع ابن عمي عثمان النجومي ثم اطلعه على مال الحال، أستعرض له رفاق الأمس، كيف أضحوا قططا بدينة تلعق النعمة عن شواربها
يقولون أن العاقل من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه هسي الحكومة دي يقولو عليها شنو؟
قالت من قبل الحسم العسكري..ثم بان وظهر جليا أن الحلول العسكرية لا تحسم ولا يحزنون ستساق هذه الحكومة إلى حرب استنزافية لا طاقة لها بها. التوقيت سيء حقيقة. مقبلون على موسم زراعي سيتعطل، وارتفاع الاسعار وعجز بالميزانية وتقلص الصادرات. مع ثورات بالجوار...ليس أذكى الحلول بصراحة
لعل السؤال الذي سأله المكاشفي خضر هنا هو أهم سؤال (ليه نيفاشا من البداية؟)
ارى أن البعض يقول هنا : مهما كان! هيبة الدولة وبسط نفوذها أن مجرد التطرق لمثل هذا الأمر ثانية بعد عشرين عاما هو إدانة للحكومةوأدعى لعدم الوقوف معها. فمنذ أن أذنت فوق رؤوسنا في يونيو 89 ببسط السلطة وقطع يد المارقين وصد المتربصين.ما رأينا شيئا من ذلك كديه يا حكومة عايني لروحك حبتين في ال 20 سنة شالو منك حلايب وفي سابقة لم يسمع بها السوداني طوال تاريخه منذ المهدية..ضربوا بورتسودان والمتمردبن دقوا ابواب عاصمتك دارفور ليست بيدك ولا جنوب كردفان ولن تصفوا لك الدمازين
وأهو المتربصين والمارقين شالو منك الجنوب ومشو والأثيوبين يزازو في الفشقة ويغازلون القضارف زي ما دايرين ويرجعو ولأنك يا حكومة يا سلام عليك ما عندك قشة مرة مع زول جبتيهم كقوات دولية في الحدود علي ابيي المصريين يشيلو حلايب، تقولي ومال؟و مادايرين الفين فدان في أحسن موقع في السودان؟ حلايب؟ حلايب شنو ياخ...ما بينا حلايبات؟
انا بس بقول يا حكومة مش يمكن يعني يمكن...ألشغلانة دي ما شغلانتك (بالذات حكايةهيبة الدولة وبسط النفوذ ما اختصاصك) وحقو تخلليها لزول تاني عسى ولعل
|
|
|
|
|
|
|
|
|