شدت انتباهي صورة الرجل السبعينى فى مواقع الاخبار..الناس يتحلقون حول سجنه في دلهى بعد ان رفض الخروج ما لم تستجب الحكومة لمطلبه وتتركه يواصل تظاهراته السلمية وصيامه لاجل اجازة قانون يمنع الفساد فى الهند..او ما يعرف ب (لوك بال بيل) تحرُك الرجل الذي يسترشد بالزعيم غاندي أثار فضولي..فى الوقت الذى يتحدث فيه الناس عن نية الامام الصادق المهدي في المشاركة فى الحكومة القادمة.. حكومة الفساد والقتل والايادى المولغة لاكثر من عشرين عاما فى دم الشعب.. هزاري ليس نموذجى الجيد جدا بالطبع..فهو ذات نفسه لا يعتبر ليبراليا بالمعنى..اذ كانت واحدة من حملاته القديمة في قريته تتدخل في خيارات الناس الشخصية.. وتتميز بمينية تجعله (ثقيل اليد) في حراكه الديمقراطي كما وصفته الديلى تلغراف البريطانية.. ولعل هذا وجه شبه آخر يقربه من الامام الذى أيضا لازال ثقيل اليد فى حراكه الديمقراطى بيمينية متعثرة! غير ان هزاري..أفترش سنيه السبعين فى ساحات دلهى العاصمة..وتحلق الناس حوله من نواحى الهند وسواها... خروجه الى الشارع ذكرنى باللافتة التى حملها السيد نقد..حينما خرج ولم يجد احدا يهتف ضد الانقاذ..ولا حتى الامام!
هزاري يوصف الان بانه الاكثر شعبية بواسطة المراقبين السياسيين..ربما اكثر حتى من من رئيس الوزرا مانوهان سينغ الذى عرف بنزاهته و اليوم تحديدا.. نجح هزاري فى انتزاع حق التظاهر والاحتجاج عن طريق صيام 15 يوما..تبعه فيها ملايين الهنود احتجاجا على الفساد.. هزاري اصبح بطلا موحيا للتغيير فى الهند..بجلبابه الابيض ونظاراته الطبية..وما يحركه من امواج تعد عظيمة بحق..في ركود الحياة السياسية.. و ليس من بينها بالطبع اخبار عن توليه او تولى احدى بناته حقائب وزارية!
أتفهم جيدا ان الناشطين هم فى الاصل ساسة..وان لم يصطبغوا باى من ألوانها الحزبية.. غير ان لكل أيقاعه فى التغيير..ولكل نكهته ايضا..وما ربيع الثورات العربية ببعيد!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أيزابيلا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست