|
عجاج إيه اللي بيكتح يا الصّوارمي... صـلاح الدين عووضـة
|
"عجاج إيه اللي بيكتح يا الصّوارمي" ..؟!! * الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة يبدو أنه في حاجة إلى (تحديث) معلوماته العسكرية .. * فتحديثُ المعلومات ذات الصلة بالجيش لا يقل أهميّة عن تحديث الأسلحة .. * ولأن الأسلحة في (زماننا) هذا صارت حديثة (جداً) فإن زمان (العجاج) الذي ما زال العقيد الصّوارمي يعيش بعقله وقلبه وشعره فيه قد ولّى إلى غير رجعة .. * (العجاج) الذي يرمز إلى الرجولة .. * أما (العجاج) الذي تثيره (نقائض) الرجولة هذه فهو كثير في بلادنا الآن .. * بلاد المشروع الحضاري (الإسلاموي) .. * ويكفي أن (يخطف) أخونا الصّوارمي (رجله) نحو أقرب حفل من داره ليرى (العجاج) الذي هو على (أصوله) .. * ففي زمان (التّأصيل) أضحى غناؤنا (عجاجاً) في (عجاج !!) .. * وكذلك صنوف التّفاعل معه .. * وحفلاً من (دول) دفعتني ظروف المجاملة إلى حضوره رأيت فيه رجلاً ينتحب وهو يتساءل : (يعني زمن الرّجالة خلاص راح ؟!) .. * ثم يمضي في تساؤلاته الباكية دون أن يعيره أحدٌ التفاتاً : (وين رقيص زمان ؟!.. وين عرضة زمان ؟!.. وين حياء زمان ؟!. * ولم يدر أخونا الباكي هذا أن (الرّاهن) كان يجيب على تساؤلاته هذه بلسان الحال قائلاً: (زمانك فات، وغنَّايك مات) .. * وكذلك لم يكن يدري العقيد الصَّوارمي أنّ زمان (العجاج) في الحروب قد (فات) و(غنَّايو) مات حين طفق يغني للعجاج في مناسبة خاصة بعيد الجيش قبل أيام .. * وكان مما تغنى به الصّوارمي شعراً: (نادوه للعركة أم سيوفاً عجاجها بيكتح) .. * (عجاج إيه اللي بكتح) يا الصوارمي يا (أخوي) .. * فالحروب الحديثة لا تحتاج إلى رجولة ، و(رجالة) و(مرجلة) .. * يكفي أن يضغط أيّ (مُخنَّث !!) – أو حسناء – على زر لينطلق صاروخ كروز مثل ذاك الذي دمَّر مصنع الشّفاء .. * أو مثل ذاك الذي دمَّر عربة الـ(سوناتا) ببورتسودان. * أو مثل تلك التي دمرت (القافلة) بشمال شرق السّودان .. * وكانت (عركةً) – يا الصّوارمي – لا (سيوف) فيها ولا (عجاجة) .. * أو تحرياً للدقة ، لا (عجاجة) من النوع الذي يعنيه الناطق الرسمي باسم الجيش .. * لا (عجاجة) بفعل السيوف وإنّما بفعل (الدمار) الذي لحق بـ(الهدف) .. * ولكن حتى لا يكون وقع قولنا هذا صعباً على الصوارمي – المعجب بالصّوارم والرجولة و(العجاج) – نقول له إن (الرجالة) ما يزال لها مكان من إعراب الحروب .. * فالمقاتل الذي لا ينتهك عرضاً فهو (راجل) .. * والذي لا يقتل أسيراً فهو (راجل) .. * والذي لا يدع جريحاً – من العدو - دون إسعاف فهو (راجل) .. * والذي لا يستأسد على (الضّعيف) – بمثلما يفعل الجيش السوري هذه الأيام – فهو (راجل) .. * والذي لا يحتمي من (القوى) بعبارة (نحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب) فهو (راجل) .. * والذي لا يسكت على انتهاك لتراب وطنه فهو (راجل) .. * ثم إن للرجولة وجهاً آخر يشير إليه الحديث الشريف: (ليس القويُّ بالصرعة وإنما القويّ الذي يملك نفسه عند الغضب) .. * وهذه أسمى آيات (الرّجالة) وإن لم يكن معها (عجاج !!) .. * ولأنّ الحاكمين الأُول من المسلمين كانوا (أقوياء !!) لم نسمع أنً أحداً منهم قال في لحظة غضب : (أولاد الحرام) .. * أو قال: (الشّحاتين) .. * أو قال : (ألحسوا كوعكم) .. الجـريدة
|
|
|
|
|
|