|
موسم البدايات والنهايات المدونة التي اغضبت كرتي
|
مدونة السفير البريطاني بالخرطوم نيكولاس كاي علي صفحات الفيس بوك
http://blogs.fco.gov.uk/roller/kayarabic/
Quote:
"كان لدينا الخبرة ولكن غاب عنّا المعنى". هذا المقطع من شعر ت. س إليوت والذي أتذكره بصورة غائمة كان في ذهني عندما عدت من جوبا بعد أن شهدت ميلاد دولة جنوب السودان. لقد كانت تجربة بحق وحقيقة. الحرارة تجعل المرء يتصبب عرقاً بينما الآلاف والآلاف من الناس يحتشدون. الأعلام، الموسيقى، التصفيق و الدموع التي تنهمر بصورة غير طبيعية . العديد من الشخصيات الأجنبية البارزة أحاط بها المنظمون من كل جانب. لقد كان الأمر أشبه بلعبة الكراسي في المكان المخصص لكبار الشخصيات. الزعماء والوزراء الزائرين تدافعوا على ما تبقى من مقاعد. لكن الأمر لم يؤثر فقد كانت روح الاحتفال معدية. الحنكة كانت حاضرة بما في ذلك وجود وخطاب الرئيس البشير. بعد إلقاء الكلمات، إفتتح وزير خارجيتنا ، ويليام هيغ، السفارة البريطانية الأولى في جنوب السودان .
إذن جاء ذلك اليوم الذي طال انتظاره و مضى بينما القضايا المهمة لا تزال عالقة بين البلدين الجديدين، لكن السماء لم تقع . لقد مر أسبوع الآن و لا يزال الغموض يكتنف ما يعنيه ذلك الحدث بالنسبة للبلدين، المنطقة وأفريقيا ككل. هنا في الخرطوم ، وهي الآن عاصمة ثالث أكبر بلد في أفريقيا، هو موسم بدايات ونهايات. لقد عقد فريقنا إجتماعه الأخير كسفارة في السودان الواحد مع مجموعة من الزملاء. خارج السفارة، أقضي أيامي في وداع الزملاء والمبعوثين الدوليين، الذين لن يكون هناك من يحل محلهم ، على سبيل المثال هايلي منكريوس، قائد بعثة الأمم المتحدة في السودان، الماهر والمثابر ذو الشخصية الآسرة والسير ديريك بلمبلي رابط الجأش و الرئيس المتميز لمفوضية التقييم والتقييم (AEC).
السودان مقبل على مرحلة جديدة. البدايات مختلطة. في أول خطاب له أمام المجلس الوطني، أعلن الرئيس عن بزوغ فجر "الجمهورية الثانية". تحدث برصانة عن حريات سياسية جديدة ، تشاور حقيقي بشأن وضع الدستور الجديد وحكومة جامعة. معظم السودانيين في ظني سيحكمون على الأفعال وليس الكلمات -- لكن الكلمات كانت جيدة على الأقل في معظمها. لقد سمعنا أيضاً عن برنامج للتقشف لمدة ثلاث سنوات وعملة سودانية جديدة. أوقات صعبة في إنتظارنا. هناك القليل أو لاشيء يمكن أن يقلص من الميزانية اليومية للناس العاديين. الوفورات الحقيقية تحتاج أن تأتي من خفض النفقات العامة التي يذهب الجزء الأكبر منها للدفاع والأمن. تحسين الكفاءة والشفافية هو أمر حيوي أيضاً : أي بلد لا يستطيع التسامح مع الفساد في أي وقت، خصوصاً في فترة تتسم بالتقشف.
هناك حاجة ماسة الى إتفاق مع جنوب السودان بشأن الترتيبات المالية الانتقالية، بما في ذلك الترتيبات المتعلقة بالنفط، إذا أردنا تجنب الضبابية المستمرة على المستوى الإقتصادي. الأسواق والمستثمرين لا يحبذون الضبابية. سوف يتأثر كل من الشمال والجنوب بها.
الأمر الأكثر إلحاحاً لا يزال هو الصراع في جنوب كردفان والذي يهدد بالإنتقال إلى ولاية النيل الأزرق. الإتفاق الذي وقع في أديس أبابا في 28 يونيو مهد الطريق لعمليتين متوازيتين سياسية و أمنية بدعم من الإتحاد الأفريقي و آخرين محتملين. المساران يجب أن يمضيا جنباً إلى جنب: لا يوجد حل عسكري لمشكلة "الجنوب الجديد". المملكة المتحدة والعديد من أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يواصلون الدعوة الى وقف فوري للأعمال العدائية ، وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وتنفيذ الإتفاق الموقع في أديس أبابا. المزاعم حول وقوع إنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تحتاج أيضاً إلى إجراء تحقيق شامل.
الأمطار لم تهطل بعد في الخرطوم. الحرارة في الشوارع قاسية. المخاوف تتصاعد حول ما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب. لقد قلت ذلك من قبل، هناك حاجة الى عقول حكيمة وقلوب مفتوحة -- والآن ربما أكثر من أي وقت مضى.[
/QUOTE]هناك القليل أو لاشيء يمكن أن يقلص من الميزانية اليومية للناس العاديين. الوفورات الحقيقية تحتاج أن تأتي من خفض النفقات العامة التي يذهب الجزء الأكبر منها للدفاع والأمن.
|
|
|
|
|
|
|