|
Re: أحمد القرشي - محمد المرتضي - ممكونه - طراوه - أزهري عبد القادر (Re: سفيان بشير نابرى)
|
انطلق صوت بادى محمد الطيب فى نهاية الخمسينات ، مثالا للتينور السودانى المحبب ، بجلاء نغماته ووضوح نبراته وامتاز بمقدرة فائقة على التطويع و التنويع و سهولة الانتقال من منطقة صوتية لأخرى و احساس دقيق بالايقاع و الزمن الموسيقى ، وهى مؤهلات كانت جديرة بأن تضعه بين فرسان الاغنية الحديثة بلا جدال ، لكن بادى آثر ان يكون حيث هو ، ان يظل تلميذا وفيا لكرومة و سرور و الامين برهان وعبدالله الماحى وغيرهم، مسخرا وقته و جهده فى تحقيق نصوصهم و الحانهم و صقلها و تقديمها الى معجبيه ، مازجا فى حفلاته بينها و اغانى الثراث الحماسية منها والخفيفة ، وما عرف بالغناء الشعبى ...استمع اليه وهو يؤدى (الكواكب احتفلوا بالقمر) أو ( قائد الاسطول) أو (الواعى ما بوصوه ) أ و ( يا جميل يا سيد الذكرى ) لتر كيف كان بادى استاذا فى مجاله ، قادرا على الانتقال بصوته من لون الى لون والولوج بمستمعيه من حال الى حال، فى سلاسة المتمكن القدير . كان بادى عفا جم التواضع ، أنافته ونظافته الباديتان ما هما الا بعض مما فى اعماقه. وفيا لذكرى زملائه، حين توفى الفنان المجدد أحمد الطيب خلف الله استبد ببادى حزن لازمه زمنا طويلا ، شاجنته فى أمر أحمد مـرة، سرح ببصره طويلا ثم استل ضفيرة من شعره المرسل الفواح، قربها من أنفه فى هدوء وقال فى أسى (الناس ما بتعرف مكانة احمد، لكين لو ما احمد ، كتير من اخواننا ديل ما كان ظهروا) و مضى يحدثنى عن احمد الطيب ومحمد احمد عوض و ريادتهما، وعن صوتيهما واسلوبيهما. لفت بادى نظرى ذات يوم الى فئة من الفنانين الذين وصفهم بالزهاد، كرمضان زايد وايوب فارس وأعاننى على النظر اليهم بعين تتفحص وتسبر، فظللت أتساءل: ما الذى اقنعهم بالبقاء فى هامش الساحة وهم القادرون على الارتكاز فى قلبها؟ أهو رفضهم لعلاقات الانتاج التى سيطرت عليها والشللية التى ادارتها؟ ام عدم اقتناعهم بما يصاحب البقاء فى تلك الساحة من تنازلات على مستوى المسلك الشخصى؟ أم احساسهم بالتناقض الذى تنطوى عليه نصوص الاغانى و مفارقتها البينة للواقع؟ فى حال سخائه، يحدثك بادى حديث العارف المحب ، عن الجاغريو ، و بابا ، وكان يحفظ عن ظهر قلب كلمات وزير الثقافة الاسبق المرحوم عمر الحاج موسى حين نعى للشعب السودانى المطرب الشعبى الاشهر(ابراهيم ادفرينى) . ويكشف بادى عن المام العارف المدقق اذ يحدثك عن الفوارق بين اايقاعات هؤلاء واولئك من قبائل السودان وشعوبه، وأساليبهم الصوتية. كان بادى ساخرا عذب العبارة ، فى معرض تعليق له على رأى لى موجزه اننا لم نحظ بصوت فى نقاء صوت رمضان حسن الا لدى زيدان ايراهيم ، قال بادى: يا استاذ خلينا من ناسك البتدارقو بالعدة ديل، ات كان ما سمعت المريود احمد طه؛ ســميك ما سمعتو؟ (يقصد الفنان الشعبى عبدالله محمد) لكين تعال اللقول لك، ادقش لا فوق ولا تحت وشوف الناس الفى خلا الله و الرسول، على اليمين اصواتن تسـطل، لكين ما كل زول بيجى العاصمة وببقى فنان.
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|