|
Re: أحمد القرشي - محمد المرتضي - ممكونه - طراوه - أزهري عبد القادر (Re: سفيان بشير نابرى)
|
لم تكن أغانى ( حقيبة الفن) تلك قد نالت هذا الاسم عندما شرع فنانوها بدءا بعبدالله الماحى فى تسجيلها على الاسطوانات فى عشرينات القرن المنصرم ، وقد كان حصاد رحلاتهم الى مصر كم هائل من التسجبلات ، تعهدت بها هناك شركات استقدمتهم و تكفلت بمكافآتهم و نفقات سفرهم و اقامتهم مثل كايروفون و بيضافون و بارلوفون و غيرها ، و وكلاء محليون من امثال البازار ، اكتشفوا سـوقا رائجة لسلعة انجذب الناس اليها فى يســر و انبهار ، فكان أن بدأت ثورة الاستماع الثانية ، حين حرر الفونوغراف الاغنية من قيد بيت الحفلة الى رحابة المقاهى والمتاجر و البيوت التى اقتنى اهلها تلك الآلة الحاكية العجيبة . ساعد انتشار الاسطوانات على تغيير تقاليد الاستماع ومكن الناس من الاستمتاع بنصوص مطولة ما كانت الاحاطة بها قبلا فى مقدور سواد الناس ، و اكسب الفنانين و الشعراء صيتا و نجومية . و لنشر هنا الى ان مصانع الشبراويشى بمصر كانت قد أطلقت اسم ( كرومة ) على أحد عطورها و زينت قنينته بصور له ، الى جانب عطرين آخرين حملا اسم رسم السيدين على الميرغنى و عبدالرحمن المهدى ! شغل سـوق؟ لكن التسويق لم يكن لوجه السوق وحده فثمة اجندة اخرى ، سواء اعلنت فوعيت أم اضمرت فغابت عن الناظرين . لن يغيب عن بالنا ان تلك القصائد التى ترسمت خطى الشعر العربى فى بنيتها و محتواها و رموزها هى بعض مما ورط موسيقانا و اغانينا فى الدوران فى فللك الاغنية العربية ( المصرية ) و عربنة صورة المحبوبة فى الذهن السودانى ( العربسلامى – باجمال حسن موسى ) فمن ليل الضفاير المسدل الى الوجه القمر و الحاجب الهلال و الصدير النافر و الحشا المبروم و التقل المرجرج كالخايض الوحل، تشكلت صورة لحبيبة أنشئت فى خيال الشعراء على مثال عنيزة امرئ القيس و ليلى قيس ، بيضاء من غير سوء فاقع لونها تسر الناظرين ، يذكرنا من ادعى وجودها بمن نظروا امتدحوا قميص فرعون الذى لم يوجد ابدا . استمر انتاج نسخ معدلة لتلك الحبيبة المفارقة ، حسب السوق والطلب الى يومنا هذا، ووقع فى فخها معظم شعراء الاغانى الا من اسعتصم بمنهاج قويم كشعراء الواقعية الاشتراكية (الدوش ، محجوب شريف على عبدالقيوم، مبارك بشير ومن تبعهم باحسان، أو آخرون كصديق مدثر و صلاح حاج سعيد) لا يحتمل هذا المقال كثيرا من الخوض فى هذا المبحث الذى قد أعوده يوما ما. ما ارجو أ ن اشير اليه هنا هو قول طريف لبادى ، مفاده ان هذه الصورة المثالية للحبيبة التى روجها الغناء خلقت حافزا قويا لدى فتياتنا للتزين والسعى لتجسيدها على الواقع، تشبها فى المظهر و تقمصا فى المسلك ... ( ياخوى ناس الكريمات والبواريك و البدرة ديل نص قروشن اللتنا نحن و ناس السينما) وقد أصاب. من المستفيد من كل ذلك و من هما طرفا الاستثمار فى هذه المعادلة؟ مجال كتابة اخرى .
|
|
|
|
|
|
|
|
|