المناداة بمحاكمة السيد عبد العزيز الحلو.. تشي عن وجه العنصرية البشع الذي اجبر اهل الجنوب مفارقة السودان المؤتمر الوطني يمكن له ان يحاكم عبد العزيز الحلو..و الأرض التي انجبت عبد العزيز الحلو ستنجب مليون عبد العزيز اخر
الأسبوع الأول من انقسام السودان الى دولتين: جمهورية السودان ، و جمهورية جنوب السودان ، لازال اهل السودان يعمهون في غياهب الصدمة.. لأن الغالبية كانت تظن أن الأمر هو مجرد مكايدات سياسية..و لكن حدث الواقع..و التهاني اصدقها لأهل جنوب السودان بالتحرر من محارق الموت و الإستعلاء و المعاملة كمواطنين من الدرجة الثانية في وطنهم..!
و ظن الكثيرون و الكثيرات.. أن الخطوة هي مدخل للسلام في الجانبين..و أن يتفرغ كل منهما الى بناء الدولة التي يرغب..جنوب السودان الأمور فيه واضحة.. يسعى لإقامة دولة ديموقراطية تؤمن بالتنوع و كرامة الإنسان..و هذه خطوة ذكية.. لأنها مجال تسويق للدولة الوليدة..و سوف تجلب كثير من الخير لأهلها.. سواء كان ذلك برغبة فتح ابواب الإستثمار و العلاقات الإقتصادية المتينة أو بخلق استقرار نسبي يعطي اهل الجنوب الفرصة للإحساس بالحرية و الكرامة الإنسانية..! اما في جمهورية السودان ، فالأمر لازال يراوح مكانه..و يبدو أن العقلية الإستعلائية الإقصائية التي مارستها كل النخب السودانية و بانت اقصى تجلياتها في نموذج الجبهة الإسلامية ، يبدو أن هذه العقلية لم تستوعب شئ من كل التجارب.. فمن تسيطر عليه غمة عقلية الهيمنة و السيطرة لا يرى غيرها..فاهل الجمهورية الثانية لازالوا و بكل قوة عين يحدثوننا عن الصبر ..و الصبر يعني أن يمنحوا فرصة اخرى لتطبيق برنامجهم الفاشل..و الذي لا يستوعب حقيقة السودان وواقعه بعد ذهاب الجنوب..فلازال القوم يصرون ان الشريعة هي اولوية كبرى..و ان العروبة هي المعيار الوحيد لتحديد هوية السودان القادمة..يعني نفس الذي قالت به الإنقاذ في سنواتها الأولى يظنون أنه يمكن التطبيق الآن بعد خلو الجو بذهاب الجنوب..
رئيس الدولة يرفض الإتفاق الإطاري بين حزبه و الحركة الشعبية في اديس ابابا..و يلوح بالعودة للحرب في أبيي..و ادارته الإقتصادية و المالية مهمومة بتغيير العملة ( و هو التغيير الثالث في غضون ربع قرن..و هو امر اٍدا)..!
في ظل هذه التخبطات.. تنعق اصوات النظام بين الفينة و الأخرى بنيتها في محاسبة السيد عبد العزيز الحلو.. بدعوى ارتكابه خيانة عظمى في حق الوطن..و انه تمرد على السلطة في الدولة..و لم يسأل احدهم لماذا التمرد اصلا ؟..هل يتمرد الناس ساكت لوجه الله أم أن هناك مظالم و غبائن تفعلها الدولة و تدفع الناس عنوة لخيار الحرب و المواجهة المسلحة؟..لا عاقل بين اهل الجبهة الإسلامية اليوم يجيب على مثل هذه التساؤلات..و سيؤجلون الإجابة الى أن يصبحون ذات فجر على كارثة اخرى.. ثم يصبحون يعضون اصابع الندم..!
المناداة بمحاكمة السيد عبد العزيز الحلو.. تشي عن وجه العنصرية البشع الذي اجبر اهل الجنوب مفارقة السودان ، فما فعله الطيب مصطفى ولازال يصر على فعله هو خيانة وطنية عظمى في حق الوطن قبل انقسامه و بعد انقسامه و يستحق المحاكمة العلنية..و صدق الكاتب عثمان ميرغني حينما تساءل : هل سيمنح نتياهو و دولته الإسرائلية وسام الإنجاز للطيب مصطفى و منبره و صحيفته لما فعله من اجل ذهاب الجنوب؟..
هذا هو السودان الذي اصبحنا عليه بعد ذهاب الجنوب.. استمرار العنصرية و التعالي و الإصرار على الهيمنة..و فوق ذلك غياب المؤسسية (التي هي اصلا غائبة).. فالأفراد فيه يقررون و يوجهون الدولة حسب رغبتهم..ولازال البعض منهم يظن أن القوة و الصلف هي امور كفيلة لصناعة دولة..و سوف يحصدون ما فعلت ايديهم..!
المؤتمر الوطني يمكن له ان يحاكم عبد العزيز الحلو..و الأرض التي انجبت عبد العزيز الحلو ستنجب مليون عبد العزيز اخر.. لأن تلك الأرض ليست مشكلتها هي مشكلة افراد يولودون و يعيشون و يموتون..و انما هي مشكلة كرامة و البحث عن حياة يحترم فيها الإنسان كانسان..ووطن يعامل مواطنيه بالمساواة و العدالة و احترام بعضهم البعض..!
و شاءت الجبهة الإسلامية أم لم تشاء.. فعليها ان تتحمل نتائج اخطائها ، فليس هناك شئ اسمه المؤتمر الوطني كحزب و مؤسسة و انما هناك فرد يسمع كلام خاله و يجعل منه مقررات سياسية يروج اليها بانها في سبيل قضايا عامة..!
جمهورية السودان ، بعد ذهاب الجنوب ، غنية بالتنوع..و هذا التنوع لا يحتمل استمرار الهيمنة بالطريقة السابقة..! فليسمع عمر البشير كلام خاله ( لأنو الجنا خال)..و لكن لن نسمح بان يكون اهلنا في النيل الأزرق و جنوب النيل الأبيض و جنوب كردفان و دارفور بان يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية في جمهورية السودان.. الداير شريعة خليهو يمشي بيت الله هناك و يطبقها..و الداير عروبة خليهو يرجع الجزيرة العربية و يبقى عربي قح..!
الطيب مصطفى هو من تجب محاكمته و ليس عبد العزيز الحلو..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Kabar
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست