الجفرة، قرية صغيرة على جهات الدالي و المزموم، حيث عمق مناطق الزراعة الالية المطرية. يربطها شارع ترابي قاسي بمنطقة النيل الابيض، كمنفذ للتبادل التجاري للانتاج الزراعي و الحصول على قطع غيار الاليات الزراعية. اٍشتهرت المنطقة أيضا بصناعة بعض الاسلحة النارية الصغيرة، بنادق و مسدسات تصنع بطريقة بدائية و هي خطرة نوعاً ما على مستخدمها مثل خطورتها على الهدف. تستخدم هذا الاسلحة بالبدائية بواسطة الرعاة و أصحاب المزارع الصغيرة لاغراض الحماية الشخصية و تعرف فى اوساط الاهالي بـمسدس او بندقية دق اب جفرة او دق الجفرة، بل ان بعضهم يسميه دقْ ابو ظرطه كناية عن بدائيته الشديدة.
المتابع للواقع السياسي المؤلم فى السودان لابد انه يذكر اننا كنا على مقربة من تحقيق السلام بين الشمال و الجنوب فى نوفمبر من العام 1989 كنتيجة لما عرف باتفاقية الميرغنى قرنق. وافقت معظم القوي السياسية على الاتفاقية و اٍعتبرتها خطوة جيدة فى الطريق الصحيح، الا الجبهة الاسلامية عارضتها بشراسة و وقفت ضدها. قامت لاحقاً بانقلابها العكسري حتى تقطع الطريق على مسيرة السلام. من ثم ساقت كل الشعب السوداني الي حرب ضروس، شعارها الارض المحروقة و القتل العشوائي، خلّفت مأسي و جراحات فى كل بيت سوداني خاصة أهل الجنوب. ففي ظاهرة غريبة على كل تأريخ الحروب لم يجد الجيش الرسمي أي أسير بين يديه يطلق سراحه يوم توقيع اٍتفاقية السلام. لا يوجد أسري لانهم يقتلون بلا رحمة. صحِبت هذه الحرب الكريهه دعاية اٍعلامية نتنة، ساهمت فى تعميق جراح الوطن و هتك قماشة الوحدة الوطنية و الشعور القومي بين أبناء البلاد.
طوال هذه السنين ظلت الجبهة الاسلامية تخبرنا انها الاحرص على وحدة السودان و سلامة اراضيه. كيف انتم حريصون على وحدة السودان و الحرب ذات المطالب و الاجندة السياسية صارت جهاداً فى سبيل الله، فريق من المواطنيين يتولاه الله بالرعاية و العناية و النصر فريق يتولاه بالغضب و الهزائم. كيف يكون الله العادل خصماً للفقير الذي يطالب بحقه فى السلطه و الثروة و العيش الكريم؟. لا ندري!. حتى عندما لاحت فرصة للسلام و الحفاظ على وحدة السودان، بددوها بالاكاذيب و الاحتيال و العناد المستمر.
عناد و اٍصرار على اٍبقاء و تعلية شأن كل ما يفرق الناس و يقسمهم. عناد و طمع و نفوس ملئها الجشع و الرغبة فى المكاوشة على كل نعيم الدنيا و ليذهب الفقراء للجحيم. بعد كل هذه المسيرة المؤلمة من التخريب و العبث بمصائر بهذا الشعب الكريم و تمزيق البلاد التى اٍغتصبوها و كانت موحّدة جاءوا يعلنوا عن سعادتهم بانفصال البلاد!. بل تطاولوا على الفقراء المستضعفين، الذين ولغوا فى دمائهم ردحاً من الزمان و وصفوهم بانهم كانوا سرطان فى جسد الوطن، يا ديييني. من أين يأتي هؤلاء الناس؟ خلقة الله ولا دق الجفرة /اب ظرطه؟.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة