أشكرك علي إستمرار تدفق مقالتك الراهنة دوماً والتي تدق علي الأوتار الأحداث الحية إن من المؤلم إن تتمكن الإنقاذ بفضل حماقاتها من هد الحلم الذي ظللنا نعمل علي حمايته لما يقارب ثلاثة أرباع القرن وطن حدادي مدادي من حلفا إلي نملي...دفع الشماليون والجنوبيون معاً ثمناً باهظاً للوحدة والحرية والعدل في توزيع الثروات والخدمات لكن للأسف كان الثقل الإسلامعروبي كان يعمل منذ الأربيعات في إتجاهات إستعلائية أنانية معاكسة للحلم فخربت كل محاولات تناسي الجراح لذلك كتب أبيل ألير بغبن التجارب المرة عن نقض الشمال للمواثيق والعهود وهو الرجل الذي زامل الشماليين منذ أن كان طالباً في جامعة الخرطوم وشارك في السلطة بعد المائدة المستديرة ممثلاً للجنوبيين حتي خذله النظام المركزي كما خذل العهود التي أمضاها من قبل منذ الأربعينات وربما كان لدخول الترابي السلطة وتفقيه النميري بدواهي المؤامرات فعل الخبث الذي عمل علي تفتيت الجنوب بغرس بذور النزاعات العرقية والإقليمية وكانت الإنقاذ ثالثة الأثافي بتعميقها للإستعلاء الثقافي الإسلامعروبي عبر تزكية نزعات الفعل الديني الإمتيازي المهيمن والطامح إلي صياغة كل الناس مسلمهم ومسيحيهم ووثنيهم علي معايير الإسلام الإنقاذي حتي يئس الجنوبيون من خير فيها(الوحدة) أوافقك مرة أخري بأن أمل الجنوبيين إنبني علي عود القوي الديمقراطية لا سيما الفروع الحداثية منها في إستعادة الوطن المختطف لكن دهاء التوحيدنيين الإسلامويين كأن أكبر من فعل الغضب المستجيش في صور الشباب والأحزاب والمثقفين ورغم أخطاء الإنقاذ وصراعاتها الداخلية المكبوتة وتوفر كل عوامل الثورة إلا أنها تأبي أن تندلع إستجابة لرغبة الشعب يبدو أن لها عوامل غير مرئية لنا لا بد من توافرها قبل أن تفاجئ الجميع.. لكن صبر إخوتنا الجنوبيين كان أقصر ولظروف موضوعية نقدرها تحديات الإنفصال لا يجاوزها إلا لؤم الإنقاذ وأظن أن الوحدة قادمة لكن بعد زوال الإنقاذ وعلي أسس عادلة حقيقية لأنها الوحدة هي رغبة الجنوبيين مثلما هي رغبة الشماليين وإلا فلا معني بأن يجمع قرنق في حلفه كل أطياف الشعب السوداني ولمعرفتي بباقان أموم ودينق ألور أقول أنهم علي عكس ما يحاول الإنقاذيون أن يصوروهم فهم من أكثر الجنوبيين محبة ووداً للشماليين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة