ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-17-2024, 04:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-08-2011, 01:26 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية!

    عنوان لمقال ممتع للاستاذ/عبد المنعم عجب الفيا
    تناول فيه بعض الكلمات او العبارات الشائعة الاستعمال في لهجنا السودانية مثل
    فلان بتكلم ساكت .. وفلان قام قعد و جيت لقيتك مافي .. وكثير ما يصفها البعض بأنها
    اخطاء لانها متناقضة وغير منطقية قياسا باللهجات العربية .. وايضا يتخذها بعض
    العرب وخاصة المصريين مجالا للسخرية والتندر من لهجتنا السودانية . . كما ذكر
    فيصل فضل المولى في مقاله( بعض اخطاء اللهجة العامية السودانية) وهو
    السبب الذي اثار وحفز الاستاذ/ عجب الفيا لكتابة مقالته مدافعا بحجة قوية عن لهجتنا
    العامية ..نافيا وجود اخطاء في اللهجة .. قا ئلا انه لا يجوز لنا من ناحية علمية
    قياس لهجة او لغة على لغة اخرى لتخطئة احداهما ..لان للهجات نظام خاص يختلف
    عن نظام اللغة الام.
                  

07-08-2011, 01:29 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: حسن محمود)
                  

07-08-2011, 01:32 PM

فايزودالقاضي
<aفايزودالقاضي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 10091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: حسن محمود)

    ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة (السودانية)!! .. بقلم: عبد المنعم عجب الفيا

    abdou alfaya [[email protected]]
    نشر الاستاذ فيصل محمد فضل المولى مقالا بسودانايل بتاريخ 19 يونيو 2011 بعنوان: (بعض أخطاء اللهجة العامية السودانية) أورد فيه عددا من الامثلة من اللهجة السودانية وصفها بالاخطاء. وقد جاء وصفه لهذه الامثلة بانها أخطاء قياسا إلى اللهجات العربية الاخرى، اضافة الى إعماله المنطق العام والقياس العقلي في تخطئة تلك الامثلة. وهذا نهج خاطيء في النظر الى النظام اللغوي الخاص باللغة واللهجة على السواء.
    فاللغة اي لغة نظام قائم بذاته تحكمه وتضبطه قوانيين داخلية لها منطقها الخاص الذي تستمده من نظامها الداخلي وليس من اي نظام لغوي آخر او منطق خارجي عام. وما ينطبق على اللغة، ينطبق على اللهجة. ولذلك لا يجوز من ناحية علمية قياس لغة على لغة اخرى او قياس لهجة على لهجة أخرى لتخطئة اي منهما. واذا جاز لنا الحديث الخطأ اللغوي، فهو خطأ الافراد في استعمال النظام الخاص باللغة او اللهجة المعينة وليس الخطا في بنية اللغة او اللهجة في حد ذاتها. ويذهب علماء اللغويات المحدثين إلى حد القول انه لا يجوز لنا حتى ان نخطيء اللهجات قياسا إلى اللغة الام. فاللهجات نظامها الخاص الذي يختلف عن نظام وبنية اللغة الام.
    يبدأ الاستاذ فيصل بتخطئة قولهم: " ذهبت اليك في مكتبك ولقيتك مافي" ووجه الخطأ في هذه الجملة من وجهة نظره انها تنطوي على تناقض منطقي بين " لقتيك" و "مافي". ونحن لا نرى اي خطا في هذه الجملة، لا بالمنطق العقلي العام، ولا بمنطق اللغة الام. فالمعنى هو : حضرت اليك في مكتبك ولقيت حالة كونك مافي. فالفعل " لقي" هنا ينصرف إلى وصف حالة الغياب ولا ينصرف إلى وجود الشخص. وحتى نقرب الصورة اكثر نعيد كتابة الجملة على نحو آخر كان نقول : " حضرت إليك في مكتبك ووجدتك خارج المكتب او مسافر". اي وجدت حالة كونك خارج المكتب أو حالة كونك مسافر.
    ثم يستدل الاستاذ فيصل على أخطاء اللهجة السودانية بالقول :"ويتعجّب المصريون كذلك من كثرة استعمالنا للفعل قام، فنحن نقول: " فلان قام مشى السوق، وبعد داك قام ركب الحافلة، وقام قعد في الكرسي"وأكثر ما يدهشهم هو قولنا: "قام قعد" ولا يخفى علينا أن القيام والقعود لا يمكن أن يجتمعا عند بشر سوي، وقد تساءل أحد المصريين الظرفاء قائلاً: " بقى إزاي فلان دا قام قعد؟ يعني بعد ما قام واقف اتطربق على الهواء وقعد؟".- انتهى.
    ونحن لا نرى سببا لهذه السخرية المريرة وجلد الذات بلا مبرر. فاستعمالنا للفعل قام في لغة الكلام بهذه الكيفية يتطابق مع التعبير العربي السائد والذي نسمعه يوميا في لغة الاعلام ونشرات الاخبار:" قام السيد رئيس الجمهورية بالوقوف على سير العمل بالمشروع.." وقام الوزير الفلاني بزيارة إلى المكان الفلاني ألخ.. فالفعل قام يستعمل لتوكيد ما نقوم به من فعل. كأن تقول مثلا :" ضُرب الولد لانه قام بالجلوس في الشارع" او " كل من يقوم بالجلوس في الشارع سيخالف القانون". ومثل هذا التعبير موجود في لغة القرآن. قال تعالى:" وإنه لما قام عبد الله يدعوه" سورة الجن – الاية 19 اي قام يدعو ربه، وذلك من غير أن يكون القيام هنا من لوازم الدعاء، إذ ان الفعل المراد الاخبار عنه هنا الدعاء وليس القيام. فالدعاء يكون قياما وقعودا وعلى الجنب كما ورد في الآيات المعنية.
    أما قولهم " قام قعد" فتعني ببساطة، انه، قام بالقعود. وإذا كان البعض مصر ان يرى في هذا تناقض او تضاد، فان هذا التناقض والتضاد هو الفصاحة بعينها. جاء في معجم لسان العرب في مادة، قعد: " وقال ابو زيد: قعد الانسان، أي قام وقعد جلس، وهو من الأضداد". وهذا هو بالضبط قولنا: قام قعد !!
    ونحن نستعمل الفعل قعد احيانا كفعل مساعد للدلالة على استمرارية ما نقوم به من فعل أو ناتي به كوصف مكمل لتصوير الفعل الذي يدور حوله الحديث المراد الاخبار عنه. ومنه قولنا : " انا قاعد أكل" او " فلان ما قاعد يتكلم معاي". والمعنى حالة كوني أكل. وحالة كوني ممتنع عن الكلام مع فلان. وقاعد هنا تقابل لفظ " عم" في اللهجات الاخرى وبخاصة اللهجة المصرية واللهجات الشامية. يقولون: "عم باكل" أي انني أكل الان. و" عم تسمعنى؟" اي هل تسمعني الان. وتقابل عندنا:" قاعد تسمعني؟".

    وإذا كان الاستاذ فيصل قد بنى تخطئته لبعض الشواهد من اللهجة السودانية استنادا لتعجب الاخوة المصريين منها- على حد تعبيره. فانه يورد شاهدا من اللهجة المصرية ثم ينسبه الى اللهجة السودانية ليخطئ به كلام السودانيين. وهو قولهم " بتاع الحافلة " ويرى ان الصحيح ان نقول " الحافلة بتاعة " فلان.
    أولا أن لفظ "بتاع" ليس اصلا في اللهجة السودانية ولكنه من الدخيل الذي وفد الينا مع الفاظ وتعابير كثيرة من اخواننا المصريين. فالمصريون يقولون :" بتاع الحافلة" و"بتاع البقالة" إلخ.. وهنالك فليم مصري اسمه "بتوع الاوتوبيس". فاذا كان ثمة خطأ في ذلك، فانه لا شأن للهجة السودانية به. اللهم إلا خطأ التقليد لغيرنا بلا وعي. والتعبير الاصيل المقابل لذلك في اللهجة السودانية هو: " سيد الحافلة" و"سيد الدكان" و" سيد البيت" وغير ذلك. وهذا يتطابق مع التعبير في اللغة الام، مثل، سيد الخلق، وسيد البشر، وسيد الكون، إلخ .. ومن مترادفات، سيد، في التعبير العربي القديم، كلمة "رب". قال الشاعر:
    اذا كان رب البيت للدف ضاربا * فما شيمة أهل البيت الا الرقص
    وحتى في التعبير المعاصر يقولون "ربة منزل" اي سيدة "ست" بيت. ومنها قول بشار:
    ربابة ربة البيت * تصب الخل في الزيت
    وللشاعر السوداني عوض الكريم القرشي اغنية مشهور اكثر فيها من استخدام "رب" بمعنى " سيد" ومنها قوله : رب الجمال، اي سيد الجمال بمعنى صاحب الجمال.
    وبتاع أصلها متاع. وإذا كان أهل مصر مثلا يقولون: " القلم دا بتاعي" يقول في ذلك أهل ليبيا والمغرب العربي:" القلم هذا متاعي" بكسر الميم. أما نحن فنقول : " القلم دا حقي" بينما يقول : " أهل الخليج والعراق" هذا القلم مالي" .فاذا ارادوا الاستفسار، قالوا: القلم هذا مال منو ؟ والسيارة هذي مالت منو؟ وبالسوداني : القلم دا حق منو؟ والسيارة دي حقت منو؟ والملاحظ ان اللهجات العربية المختلفة وظفت في الشواهد السابقة ثلاثة كلمات هي : متاع ومال وحق، والمعنى واحد.
    كثيرا ما يتندر أخواننا العرب من قولنا :" ما تتكلم ساكت". ويحق للاخرين ان يتعجبوا ويستغربوا من هذا الاستعمال. ليس لكونه خاطيء وإنما من طبيعة الانسان أن يتعجب مما لا يالفه فاذا الفه او فهم مغزاه زال العجب. ولكن اذا جاز للاخرين العجب فما بالنا نحن نجاريهم في هذا العجب! يقول الاستاذ فيصل مستنكرا ومتعجبا من المثال المشار إليه :" إذ لا يُعْقَل أن يتكلم أحد وهو ساكت؛ فالسكوت في اللغة هو الامتناع عن الكلام، والذي يتكلم ساكت كمن يتكلم وهو مُكًمِّمٌ فمه، وهذا لعمري شيء عجاب!".
    ولا يغيب على بال الاستاذ فيصل ان كلمة ساكت في قولهم "ما تتكلم ساكت" لا تستعمل بمعنى السكوت الدال على الصمت. وهو يعلم تمام العلم إن السوادنيون ليسوا في حاجة الى من يذكرهم بان السكوت في اللغة هو الامتناع عن الكلام. ولكن ما فات عليه هو أن "ساكت" استعملت هنا استعمالا استثنائيا خاصا اخرجها عن المعنى العام إلى المعنى الاصطلاحي. واي لهجة او لغة لا تخلو من التعابير الاصطلاحية على هذه الشاكلة والتي يستعصي فهمها على غير الناطقين بها. وهذا الاستعمال الاصطلاحي يطلق عليه في اللغة الانجليزية Idioms .
    والدليل على ان للعبارة معنى مختلف عن المعنى العام للسكوت إنها تنطق احيانا " ما تتكلم ساي". اذا علينا ان نبحث عن المعنى الاصطلاحي للعبارة لا المعنى القاموسي المباشر العام. ومعنى ساكت وساي، كما يعطيه السياق الدلالي للكلام، هو فارغ، ليكون تأويل معنى العبارة : "لا تتكلم كلاما فارغا". اي ان ساكت وساي، جاءت في صيغة الصفة للكلام الفارغ الذي يود منك المتحدث الكف عنه. وما يعزز ذلك قولهم :"دا كلام ساي" اي مجرد كلام بلا معنى. وقولهم في الاجابة على السؤال لماذا فعلت كذا وكذا:" ساي أو ساكت بس!" اي بلا سبب.
    ويرى الدكتور عبد المجيد عابدين ان "ساي" ترخيم لـ"ساكت". وعابدين هو استاذ مصري كان يدرس في خمسينات القرن الماضي بجامعة الخرطوم، أحب السودان والثقافة السودانية ووضع في ذلك عدد من الكتب منها " من أصول اللهجات العربية في السودان " الذي يعدد من أجود ما كتب في مجاله. ومن ابرز تخريجاته اللغوية ان كلمة "خشم" بمعنى "فم" في كلامنا، والتي يسخر منها غيرنا من العرب انها لغة عربية قديمة لقبيلة قضاعة من أكبر المجموعات العربية القديمة.
    ومن الشواهد الذي يعدها الاستاذ فيصل من الاخطأ المستحدثة في اللهجة السودانية قول البعض:" الكتاب الاديتني ليهو" ويرى ان التعبير الصحيح وفق اللهجة السودانية الذي كان في الماضي هو:" الكتاب الاديتو لي". هنا ينحو الاستاذ فيصل منحى علميا حين يخطيء استعمالا معينا من داخل النظام اللغوي للهجة السودانية قياسا على نظام اللهجة السودانية ذاته وليس قياسا على نظام لغوي آخر من خارجها. لان ما يصفه بالخطأ هنا هو مخالفة أفراد او مجموعة او فئة لما هو سائد في داخل اللهجة نفسها. وحتى هذا الخطأ اذا صار شائعا وتواتر في اكثر من جيل فسيصبح جزء من بنية اللهجة وبالتالي يصعب جدا الحديث عن تخطئته.
    هذا مجمل ما اورده الاستاذ فيصل في مقاله من شواهد. وفي الختام نؤكد على انه لا يجوز لنا ان نحاكم لهجة قياسا على لهجة اخرى والا سوف نجد انفسنا نخطيء كل اللهجات العربية لمجرد انها تختلف معنا في الطريقة التي ألفناها في الحديث والتعبير. ودعنا نضرب مثالا بسيطا من اللهجة المصرية. المصريون يستعملون كلمة "أخوات" بصيغة جمع المؤنث، للاخوان الذكور. يقولون:" فين أخواتك" أي اخوانك. ولا يجدون حرجا في ذلك ولا يحسون ادنى احساس بان هذا التعبير خاطئ، وغير هذا كثير. مثال آخر كلمة "يبلش" عند أهل الشام ( اللبنانيين بخاصة) تعني يبدأ، بينما تعني عند المصريين يفرغ من او ينتهي من. فلم يخطئ أحد، أحدا، ولم يسخر أحد من أحد، وكل مستمسك بطريقته في التعبير.
    لذا على السودانيين ان يتحرروا من الاستلاب اللغوي والثقافي الذي يقعون ضحيته بمحض ارادتهم وان يستعيدوا الثقة في لهجاتهم ومورثوهم الثقافي العربي والافريقي وان يتعاطوا مع اخوانهم العرب بكل الندية. وهذا يتطلب بالضرورة، العمل على خلق الوعي الكاف باهمية وقيمة هذا الموروث الثقافي واللغوي.


    شكراً استاذ حسن ..
                  

07-08-2011, 01:33 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: حسن محمود)

    Quote: يبدأ الاستاذ فيصل بتخطئة قولهم: " ذهبت اليك في مكتبك ولقيتك مافي" ووجه الخطأ في هذه الجملة من وجهة نظره انها تنطوي على تناقض منطقي بين " لقتيك" و "مافي". ونحن لا نرى اي خطا في هذه الجملة، لا بالمنطق العقلي العام، ولا بمنطق اللغة الام. فالمعنى هو : حضرت اليك في مكتبك ولقيت حالة كونك مافي. فالفعل " لقي" هنا ينصرف إلى وصف حالة الغياب ولا ينصرف إلى وجود الشخص. وحتى نقرب الصورة اكثر نعيد كتابة الجملة على نحو آخر كان نقول : " حضرت إليك في مكتبك ووجدتك خارج المكتب او مسافر". اي وجدت حالة كونك خارج المكتب أو حالة كونك مسافر.
                  

07-08-2011, 02:11 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: حسن محمود)

    الاخ/ فايز ود القاضي
    خالص التحايا والود

    المقال جميل ومقنع ..ريحني خالص ليلة امس .. والتحية للاستاذ/ عبد المنعم عجب الفيا .. السوداني
    الاصيل الذي فتح عقولنا على اشياء جميلة وعبقرية في لهجتنا.
    ومشكلتنا اننا دايما نُعجب بتعجب وسـ خريةالآخر من لهجتنا مثل الاخ/ فيصل فضل المولى
    رغم اننا الاقرب الى الصحيح ..
    مقال نأخذ منه عبر ودروس في الاعتزاز بلهجتنا وعدم التقليد والانسياق خلف
    الاخرين ولهجاتهم .. وعلينا كما قال الكاتب التحرر من حكاية الاستلاب اللغوي
    والثقافي ونتعامل بندية مع الاخرين.






















    .

    (عدل بواسطة حسن محمود on 07-08-2011, 02:20 PM)

                  

08-08-2011, 01:03 AM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: حسن محمود)

    وجدت هذا الرد من الاستاذ فيصل محمد فضل المولى على المقال موضوع البوست ويعترف فيه بروح طيبة
    بخطأ منهجة في التناول ..و بأستاذية عبد المنعم عجب الفيا.


    ((الحمد لله الذي قَيَّضَ للهجة العامية جنوداً يحرسونها ويدافعون عنها بعزيمة لا تفتر، كأمثال أستاذنا عبد المنعم عجب الفيا.
    وعبد المنعم كما نعلم ناقدٌ وأديبٌ ومترجمٌ ، وقد ألَّفَ في كثير من ضروب الأدب، تشهد على ذلك كتبه القيمة التي نذكر منها: "في عوالم الطيب صالح، وتي إس إليوت والأدب العربي، وفي الأدب السوداني الحديث".
    ويكفينا فخراً ما قاله عنه الدكتور عمر هارون: "لو كان هنالك عشرة نقاد في السودان، يكون عبد المنعم من بينهم".
    وقال عنه محمد المكي إبراهيم: "إن نموذجه الفريد يؤكد على استمرارية العطاء الثقافي بين الأجيال".
    وإنه ليشرفنا أن يتحاور معنا رجل في قامة أستاذنا عبد المنعم عجب الفيا، أدباً وعلماً وخلقاً وتواضعاً، والرجل قد خاطبنا بلغة مهذبة في مقاله: "هل يجوز علمياً الحديث عن أخطاء في اللهجة السودانية؟!" ليَرُدَّ به على مقالنا "بعض أخطاء اللهجة العامية السودانية".. ذلك المقال الذي أوردنا فيه بعض العبارات العامية التي جمعناها من ملاحظات أساتذتنا وأصدقائنا، وكنا قد أبدينا تعجبنا من غرابة تلك العبارات: " لقيتك مافي، بتكلم ساكت، قام قعد، أديتك ليهو، بتاع الحافلة".
    وقد خطأ الأستاذ عبد المنعم منهجنا الذي سلكناه في ذلك المقال، إذ لا يجوز تخطئة اللهجة استناداً على العقل والمنطق والمقارنة مع اللهجات أو اللغات الأخرى، "فاللغة نظام قائم بذاته تحكمه وتضبطه قوانين داخلية لها منطقها الخاص الذي تستمده من نظامها الداخلي وليس من أي نظام لغوي آخر أو منطق خارجي عام، وما ينطبق على اللغة ينطبق على اللهجة" انتهى.
    والخطأ عند عبد المنعم هو "خطأ الأفراد في استعمال النظام الخاص" وذلك ما جعله يجيز منهج أستاذنا عبد الله في تخطئة عبارة "أديتو ليك".
    ولعل الحجج المنطقية التي ساقهاعبد المنعم في مقاله الشائق قد نبهتنا إلى إلى ما كنا في غفلة عنه، ولم يعد أمامنا من خيار سوى الإنصات إليه والانتهال من بحره الفياض.
    ولا عجب أن تأتي مرافعته عن اللهجة العامية بهذه القوة والمتانة، فالرجل قانوني ضليع تخرج بمرتبة الشرف في كلية القانون بجامعة الخرطوم وألف في ذلك المجال، وذلك ما جعله يدعم دفوعاته بشواهد من القرآن الكريم، والشعر العربي ومعاجم اللغة وأقوال العلماء.
    ولا أظن أن تلميذاً مثلي يستطيع أن يقارع أستاذاً نابهاً مثل عبد المنعم عجب الفيا، ولذلك فإنني أعترف بخطئي في وصف تلك العبارات بالأخطاء، ولكنني مازلت متعجباً من عبقرية اللهجة العامية التي جعلت من الكلام الذي لا قيمة له "كلاماً ساكتاً" وجعلت من الشخص الواقف "قاعد يتكلم" والعبارة الأخيرة استفدتها من مقال أستاذي لأضيفها إلى عبقرية اللهجة العامية.
    وأحمد الله أنني نجحت في اكتساب صديق مهذب قَدَّمَ إلينا درساً بليغاً في النقاش العلمي الجاد، وأفادني في تصحيح مفاهيمي عن اللهجة السودانية التي نعتز بها جميعاً.
    وإن كنت قد أخطأت في وصف لهجتنا السودانية، فإنني آمل أن أكون قد كفَّرْتُ عن ذلك الذنب بإثارة هذا الموضوع ودفع أستاذي عبد المنعم عجب الفيا لإخراج كل هذه الجواهر الثمينة ليتحف بها قراء الصحافة وسودانايل.
    ولا بأس من إعادة هذه الطرفة التي أرسلها لي القارئ: الأمين عبد الرحمن لتكون بمثابة اعتذار لكل من أزعجه تطاولنا على اللهجة العامية.
    الطرفة:
    قالت الأم لابنتها عندما أحست بقدوم عمال جمع النفايات: " البرا ديل ما ناس الوساخة؟
    فرد عليها كبير العمال: لا يا حاجة نحن ناس النظافة... أما ناس الوساخة فديل إنتو!

    عبقرية اللهجة السودانية! .. بقلم: فيصل محمد فضل المولى))
                  

08-08-2011, 01:10 AM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: حسن محمود)

    يبدو ان مقال الاستاذ/ عجب الفيا (( ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية))) وجد اهتمام وكثير
    من الردود والتعقيب كما لاحظت علي مواقع النت .. وسوف احاول تنزيل كل المقالات ذات الصله لفائدة
    الباحثين والمهتمين باللغة واللهجات .
                  

08-08-2011, 01:14 AM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: حسن محمود)

    حيوا معى الاستاذ عبد المنعم عجب الفيا .. بقلم: د. محجوب حسن جلى


    القارىء الكريم . . اننى كقارىء لسودانايل و (كويتب ) فيها احيانا , أرى انه من الواجب ان أبدا بتحية هذه الصحيفة الرائعة والقائمين عليها , فقد أتاحوا لنا التعرف على العشرات من حملة الأقلام السودانية الجادة المسكونة بحب الوطن والشعب والمهمومة بالشأن الفكرى الثقافى والسياسى والاقتصادى لبلادنا العزيزة .
    الاستاذ عبد المنعم عجب الفيا واحد من هذه الاقلام الوطنية الرصينة , وهو وان كنا قد قرانا له فى الصحافة الورقية , الا انه يحمد لسودانايل اتاحتها لكتاباته لقطاع اكبر من القراء جعلت الوصول access الى مافاتنا من مقالاته اكثر يسرا . لست اعرفه شخصيا شانه فى ذلك شان اخرين رائعين تبادلت مع بعضهم رسائل خاصة مشيدا بما كتبوا ومتمنيا لهم تمام الصحة والعافية ليستمر عطاؤهم للوطن الحبيب واتحافنا بما يسطرون ونطالعه على شاشة سودانايل . . احيانا يشعرالمرء ان التعبير عن الاعجاب والتشجيع ينبغى ان يخرج من التواصل الثنائى الى العلن ولهذا قلت: حيوا معى عبد المنعم عجب الفيا .
    الاستاذ عبد المنعم عجب الفيا ينافح عنا فى جبهة هامة من شؤوننا الثقافية واعنى مسالة اللسان العربى واللهجة العربية فى السودان .
    وانا كواحد من اصحاب هذه اللهجة العربية فخور بها , واعتز بكونها من اقرب اللهجات العربية الى اللغة الفصيحة ان لم تكن اقربها , وسعيد باندياحها فى البلاد عبر القرون بحيث صارت لغة السوق والتفاهم بين الاقوام وغير الناطقين بها اصلا . . ان جهل الاخرين بالواقع اللغوى التعددى وبلهجتنا العربية ( وخاصة الاخوة فى شمال الوادى ) جعل الامر ملتبسا عندهم فلم يفرقوا بين اللهجة العربية السودانية التى يدافع عنها الاستاذ عجب الفيا وتلك اللهجة (العربية ) التى خالطتها العجمة التى يعبر بها مواطنونا من اصحاب اللغات ولانقول الرطانات الاخرى . والذاكرة هنا تستدعى طرفة : اواخر السبيعنات وانا وصديقى المرحوم احمد سرالختم الكارورى نتمشى فى احد شوارع وسط البلد بالقاهرة ( كان المرحوم يحضر لدرجة الماجستير فى الاداب عن جماعة ابوللو الادبية ) . . استوقفنا احدهم فجاة ودون سلام او سابق معرفة وبادرنا فى خفة ظل عرف بها القوم : بيؤلك (يقولك ) واحد سودانى سال التانى : انتى ياعصمانه ( انت ياعثمان ) ليه بيسموا بلدنا سودانه ( السودان ) رد عليه صاحبه لاننا سود , فاردف الاول : يعنى لو كنا بيض كانوا هايسموها( بيضانه ؟) ! وضحك صديقى الكارورى حتى كاد يستلقى على قفاه, اذ لم يصدق ان يتم الاحتفاء بنا والظرف معنا على هذه الشاكلة .
    ان هذا الجهل واسع الانتشاروالمصحوب بالاستخفاف يعبر عن جهل بمكونات السودان اللغوية وهو جهل يتصدى له امثال الاستاذ عبد المنعم عجب الفيا بكل اقتدار . . سمعت الاستاذ على شمو ذات مرة يحكى طرفا من ذكرياته وهو طالب بالازهر, حيث ذكر ان صاحب احد الحوانيت اندهش عندما سمعه يتكلم بلهجة عربية سودانية سليمة فما كان من ذلك الرجل الا ان ارجع هذا ( التطور ) فى لغة على شمو الى قدرات وميزات المجتمع المصرى ( تعيشى يامصر يللى بتنطئى الحجر ( تجعلين الحجر ينطق ) !
    استشاط الممثل والمخرج المسرحى الكبير_ محمدشريف على _ غضبا وهو يعلق ويرد على حديث للممثل (السودانى المصرى ) المرحوم ابراهيم خان ارجع فيه فشل الدراما السودانية فى ايجاد القبول عند العرب الى اللهجة السودانية ( وهذا مبحث اخرمثل موضوع السلم الخماسى ومحدودية الاغنية السودانية ) .
    ان ( الحفريات اللغوية ) التى يقدمها للقراء الاستاذ عبد المنعم عجب الفيا لجديرة بالاهتمام والتقريظ , وكاتبها جدير بالاشادة والتكريم, فانعم به من ( اركيولوجست ) . . ولو كنت وزيرا للثقافة لقمت بجمعها فى كتاب وطبعته على نفقة الدولة ( التى تضيع مواردها وجباياتها فى مخصصات واسفار المسؤولين الدستوريين ) .
    فى مقاله الاخير كتب الاستاذ عبد المنعم عجب الفيا تحت عنوان ( ليس هناك مايسمى اخطاء فى اللهجة السودانية ) جاءت هذه الفقرة التى اوردها ادناه وكأنى به يقول لنا ( ايها السودانيون لاتقبلوا بالدنية فى لهجتكم العربية ) وغنى عن القول ان نذكر ان غير الناطقين بالعربية فى بلادنا او الذين ينطقونها مع تاثير واضح من لغاتهم الاصلية هؤلاء جميعا محل اعتزازنا وفخرنا بتعددية وطننا الكبير . يقول الاستاذ فى خاتمة مقاله :
    ( . . . لذا على السودانيين ان يتحرروا من الاستلاب اللغوى والثقافى الذى يقعون ضحيته بمحض ارادتهم وان يستعيدوا الثقة فى لهجاتهم وموروثهم الثقافى العربى والافريقى وان يتعاطوا مع اخوانهم العرب بكل الندية, وهذا يتطلب بالضرورة العمل على خلق الوعى الكاف باهمية وقيمة هذا الموروث الثقافى واللغوى ) أ.ه. ولكن من اين لنا يااستاذ بجيش قادته وجنوده وصف ضباته من امثالك ؟ بارك الله فيك ومتعك بالصحة والعافية.

    د. محجوب حسن جلى/السعودية / الطائف
                  

08-08-2011, 10:41 AM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: حسن محمود)

    اللهجة السودانية فِطْرِيَّة وليست اصطلاحية .. بقلم: د. عمر محمد سعيد الشفيع

    قرأتُ أخيرًا في العالم الإسفيري مناقراتٍ عن اللهجة السودانية بين مَن يرميها بالأخطاء ومن يبرئها من هذه الأخطاء، وعلى رأس الفريق الأخير الأستاذ المحسن عبد المنعم عجب الفيا، وهي مناقرات جِدّ مفيدة ونفيسة وبعضها مُحْسِنٌ على حد تعبير الشيخ الجليل عبد الله الطيب عليه شآبيب الرحمة. وساق الكتاب المحترمون أمثلةً لهذه المناقرات مثل لفظة (ساكت)التي أبدع الأستاذ هشام مكي حنفي في تفسيرها والدفاع عنها، واستخدام الفعل (قام) “مساعداً؟” في كثير من الجمل والتعابير التي تتميز بها اللهجة السودانية. وأظن أن هذه سانحة طيبة للدعوة لتأسيس لسانيات خاصة للّهْجة السودانية تستفيد من علوم اللسانيات المعاصرة(وأولها اللّهْجِيَّات)، ومن اللسانيات العربية وخاصة في شقها المبدع مثل (النظرية القصدية في اللسانيات) للأستاذ عالم سبيط النيلي عليه رحمة الله و(نظرية اللسانيات النسبية) للدكتور محمد الأوراغي و(النظرية الخليلية الحديثة) للدكتور عبد الرحمن الحاج صالح. والنظرية القصدية هي التي نستعين بها في هذه المقالة ولا نخالفها إلا في إعادة تعريف الترادف والمجاز، إذ أن لنا في تعريفهما رأي خاص.ا

    وأريد في هذه المقالة القصيرة أن ألفت إنتباه هؤلاء الأفاضل إلى نقطتين أظن أنهما سوف تساعدان في هذه المناقرات النفيسة، وهما ـ أولاً ـ أن الناس (يطلق عليهم العوام) أقرب في تعبيرهم إلى فطرية وقصدية الدلالة المحورية للفظة العربية لأن المعاني متأصلة في نفوسهم، والحمد لله أنهم بعيدون عن اعتباطية الإصطلاح التي أفسدت علينا فطرية المعنى اللساني ودلالته العامة المنطلقة في الفضاء تبحث عن شيء في عالم الخلق أو روح في عالم الأمر تنطبق عليه أو تتشابه معه، ولسانهم ـ الذي نطلق عليه العامي ـ هو بمعانيه الحركية أحسن في تدبر القرءان العظيم من ذلك اللسان الذي سجلته المعاجم العربية؛ و ـ ثانياً ـ توضيح لواحدة من أهم آليات عمل اللسان الفطري وهي الدلالة العامة المنطلقة في الفضاء تبحث عن مدلولها وتتكون من دلالة محورية تبدأ بالجذر ودلالة فرعية تتقدم نحو الجذع وقد تصل إلى الجذم.ا

    ومن الإجمال إلى بعض التفصيل.ا

    النقطة الأولى هي أن الناس ـ أو العامة إن شئتم ـ في لهجتهم أو لَغْوَتهم يعبّرون عن معانٍ فطرية قصدية من دلالات ألفاظهم الحركية التي تنطبق على ما تجده مطابقًا أو مشابهًا لها في الكون. واللسان الفطري قصدي في دلالته، أي أن معاني ألفاظه تابعة لمعاني أصواته ذات القيمة المسبقة. والاصطلاح ـ رغم اعتباطيته أحيانًا ـ فهو مطلوب خاصةً في اللغات الواصفة واللغات العلمية.ا

    وهنا بعض الأمثلة التي تدل على فطرية لسان الناس.ا

    مثال أول: لفظة“عشق” عند هؤلاء الناس الطيبين لها معنى حركي يطلقونه على كل ما يناسبه من عشق ـ “حركة تتضح معالمها المبهمة وتتشعب إلى وجهٍ آخر بشكل ظاهر ثم تندفع بتدبير مقصود لهدفٍ معلوم” ـ سواء كان بين حبيبين من الناس أو أي عشيقين، ويجيزون المعنى نفسه إن وجدوا شيئًا في الكون يشابهه وقد وجدوه مرة في جزء من السيارة فأطلقوا عليه آلة التعشيق ثم جاء فيما بعد أهل المجامع اللغوية
    وأجازوا ما سار سلفًا على ألسنة الناس.ا

    والمجاز في اللسان الفطري مثله مثل الترادف لا علاقة له بمعنى المجاز عند علماء اللغة والأصول الذين يضعونه في مقابل المعنى الأصلي أو في مقابل الحق. والمجاز كما هو في لفظه، أي إجازة أو تجاوز اللفظة من شيء دلت عليه إلى شيء جديد يمكن أن تدل عليه أيضًا مطابقةً أو مشابهةً ضمن حركة دلالتها العامة، فهم عندما أجازوا العشق من تشابك عواطف الناس إلى تشابك آلاتٍ في السيارة لم يقولوا ولم يقصدوا أن الأول حقيقي والثاني (مجازي) غير حقيقي؛ ولكن المجاز عندهم ـ مرة أخرى ـ هو حركة تعني إجازة اللفظة من دلالة إلى دلالة أخرى بالتطابق أو المشابهة. مثال ثان: أتذكر مرة أنني سألت أمي لماذا تسمي النساء عنبر الولادة بعنبر القايلة (بالقاف المعقودة) ـ اسم عنبر الولادة في حلفا الجديدة ـ وكنت أعرف أن اللفظة جاءت أصلًا من لفظة (قاينَكولوجي) الطبية ولكن أمي التي لا تقرأ ولا تكتب أجابت بفطرةِ لسانها أنها لا تعرف ولكن ربما لأن النساء تقيِّل فيه، وتعجبت في ذلك الوقت، إذ أنني لم أكن على دراية بفطرية لسان الناس، كيف لها أن تربط بين القيلولة والقايلة لو لم تحس بالمعنى المحوري لمعاني أسرة ألفاظ القيلولة. وكنت أيضًا كلما قلت لها إلتهاب تقول لي استلهاب وبالطبع فقد كنت أراها على خطأٍ حتى وأنا طالب في كلية الطب بيد أنني تبينت لاحقًا أنها على حق فالإلتهاب في السودان هو استلهاب قبل أن يكون إلتهابًا. وأمي هذه التي جعلتها مثلًا هي واحدة من ملايين الناس في بلادي الذين يمتلكون حسًّا لسانيًا قصديًا في تسميته للأشياء ولكن علماء اللسان في السودان لم يطوروا ـ على حد علمي ـ آلة وصف دقيقة (لسانيات اللهجة السودانية) لتوصيف وتفسير هذه اللهجة التي هي رمز التواصل وديوان الحضارة. ومثال ثالث أن الناس عندنا يقولون (كَلْمة ـ بفتح الكاف وسكون اللام) في مثل قولهم <أديني كَلْمة> و<خليك عند كَلْمتك> وفي هذا النطق فهم يقصدون كَلْمة التي جمعها كَلِم وليست كَلِمة التي جمعها كَلِمات لأنهم بفطرتهم يعرفون أن الكَلْمة هي واحدة الكَلِم والقول، ويؤيدهم القرءان العظيم الذي ورد فيه أن الكلمات هي الموجودات في الكون وأن الكَلِم والكلام يمكن تحريفهما [يحرفون الكلم عن مواضعه | يحرفون الكلم من بعد مواضعه | وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه]، والكلام يمكن أيضًا تبديله زيادة على تحريفه [يريدون أن يبدلوا كلام الله]، بينما الكلمات نفى الله عنها المبدل والتبديل [وتمت كَلِمة ربك صدقًا وعدلًا لا مبدل لكلماته | لا تبديل لكلمات الله]، والكلمات من عالم الخلق الذي لا يمكن تبديله [فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله]. ومن هنا نستطيع أن نقول أن لسان الناس (في لهجاتهم العربية) فطري كما أن لسان القرءان فطري محفوظ في نصه وخطابه ولكنه تعرض في تفسيره للتحريف من أوجهٍ عدة: منها أن ألفاظه لا تُشرح وتُتدبر من قيم أصواتها ومعني جذرها بل يفسرها العلماء بمساواة لفظةٍ بأخرى لا علاقة لها بها مثل ما نفعل إذ نساوي المشركين بالكافرين في الدلالة، زيادةً على أننا لا ننتبه إلى دقة الصياغة القرءانية في دلالتها على المعاني الفرعية المتمايزة عن المعنى المحوري لجذرها مثل مجموعات الكفر المختلفة التي تبدأ بمجموعة الذين كفروا (واحدها الذي كفر) ثم مجموعة الكافرين (واحدها الكافر) ثم مجموعة الكُفّار (واحدها الكَفّار) ثم مجموعة الكفرة (واحدها الكفور). مثال أخير يخص التركيب في اللسان الفطري: في اللهجة السودانية نقول “درسوا الأولاد” بعلامة المطابقة بين الفاعل الجمع وفعله. ويرى الكثيرون منا أن هذه الجملة خطأ ويقيسونها على المشهور في النحو العربي القديم بلغة “أكلوني البراغيث”. وهذا التركيب وارد في القرءان العظيم في آية الأنبياء 3 [وأسروا النجوى الذين ظلموا] وآية المائدة 71 [ثم عموا وصموا كثير منهم] وفي شواهد لسانية ـ للاستئناس فقط ـ مثل (يتعاقبون فيكم ملائكة) و(يلومونني في حب ليلى عواذلي). وحديثًا وصفت نظرية اللسانيات النسبية لفظة الأولاد في التراكيب الثلاثة [درس الأولاد | الأولاد درسوا | درسوا الأولاد] بأنها في وظيفة الفاعل وإجراء المطابقة حيث لا يلزم تركيبيًا فلغرض تداولي. ولمعرفة لماذا ينطق السودانيون بعض الألفاظ مثل الحُمار والحُصان بالضم فقد كتبنا فيه مقالة سابقة يمكن مراجعتها لمن يريد.ا


    النقطة الثانية هي أن الدلالة (المعنى) تتفرع بالنظر إلى الجذر والجذع إلى (1) دلالة محورية تنتج عن معاني أصوات الجذر وترتيبها، (2) ودلالة فرعية يزيد معناها بزيادة مبناها الذي ينتج بدوره عن الحركات والصياغة. والصياغة هي أوزان معروفة أو كامنة تنتج من نظام الاشتقاق الذي يعمل على نظام التصريف بزيادةٍ من أصوات ـ سألتمونيها ـ أو غيرها من الأصوات الأخرى مثل الراء في لفظة (بعثر) القرءانية، بالإضافة إلى التضعيف.ا

    وإن أردنا أن نطبق هذه القاعدة على لفظة (ساكت) المشهورة في لهجتنا السودانية، فدلالتها الأصلية ناتجة عن دلالة الأصوات (السين والكاف والتاء) المكونة لجذرها الأصلي؛ وعن ترتيب هذه الأصوات (السين أولًا فالكاف ثانيًا ثم التاء ثالثًا)؛ وعن الحركات (فتح السين بعدها ألف المد فالكسرة على الكاف ثم سكون التاء)؛ وأخيرًا صيغة (فاعل). هنا أيها الأفاضل شرح لدلالة الأصوات ولن نتكلم عن الترتيب ولا الحركات ولا الصياغة. السين تعني (انسلال الحركة خفيةً لتظهر فيما بعد) والكاف تعني (تكتل الحركة مع ما يشبهها وهو تكتل للمتآلفات) والتاء تعني (إجتذاب الحركة لأمثالها لتشكيل حركات مترتبة معها)؛ فهذه حركةٌ منسلةٌ خفيةً متكتلةٌ مع متآلفاتها ومجتذبةٌ لأمثالها، وإن تأملت حركة السكوت فهذا هو معناها، سواء كان سكوتًا عن الكلام أو أن يسكت الغضب عن موسى أو أن تفعل شيئًا ساكت أو أن تقول كلامًا ساكت أو غيرها من الحركات غير المتناهية التي تنطبق عليها أو تتشابه معها دلالة حركة السكوت. ما أريد قوله أن المعاجم العربية قرنت دلالة اللفظة العامة بواحدةٍ من معانيها التي تشيّأت في شيء بعينه مثل ما فعلت حين قرنت الاشتعال بالنار في حين أن الاشتعال حركة عامة (الانتشار السريع لأمر ما في شيء ما) ترتبط بفاعلها ويمكن أن يتصف بها الرأس “اشتعل الرأس شيبًا” أو الدار “اشتعلت الدار بالفتنة أو بالنار” كما جاء في النظرية القصدية.ا

    والذي يفيدنا في لهجتنا السودانية أن نرى أن دلالة أي لفظ عامة متحركة في الكون يمكن أن تنطبق على أي شيء ولا يمكن لنا أن نجعلها ساكنة بأن نقرنها بشيء واحد ثم نخترع آلية المجاز لحل المشكلة التي خلقناها بأنفسنا بتثبيت دلالة اللفظة العامة على شيء واحد. والحمد لله أن اللهجة، لسان الناس، قد خلت من ذلك إن أردنا أن نصفها دون أن نفرض عليها قواعدنا الفاسدة. ومثال واحد يتبدى في لفظة ذاق ولفظة أكل، حيث أن الناس تستعمل هاتين اللفظتين استعمالًا دلاليًا صحيحًا ؛ فالذوق في معناه الحركي العام هو حصول الإحساس الحقيقي بالشيء، وبهذا المعنى استعمله القرءان مقترنًا بالرحمة والعذاب والخزي والشجرة والموت، وبالمعنى نفسه استعملته اللهجة السودانية أيضًا (ذوق المال وذوق القهر وذوق الذل وذوق الجنس وغيره) ولم تقصره على المطاعم والمشارب كما يقول كثير من علمائنا، إذ المطاعم والمشارب جزء من مقترنات الذوق وليست أصلًا له حتى نضطر لمقولة المجاز بمعناها العُلَمَائي؛ أما الأكل فاللهجة السودانية تستعمله في معناه الفطري الحركي العام حيث يمكنك أن تأكل فاكهةً أو امرأةً أو مالًا أو غير ذلك، وعليك فقط أن تنظر كيف استعمل القرءان العظيم لفظ الأكل في معناه الحركي العام (أكل الشجرة وأكل الربا وأكل التراث ويأكل لحم أخيه ميتًا وأكل النار وغيرها من الإقترانات).ا

    وأرجو أن يكون في هذه المقالة بعض الفائدة وقليل من الأخطاء. والله أعلم.ا

    ---
    سودانايل4/8/2011
                  

08-08-2011, 11:27 AM

عبد الباقي الجيلي
<aعبد الباقي الجيلي
تاريخ التسجيل: 06-23-2004
مجموع المشاركات: 1613

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: حسن محمود)


    الأخ حسن والمتداخلون الكرام ...

    حز في نفسي كثيراً أننا فقدنا كتابات الأستاذ عجب الفيا على صفحات منبرنا ...

    وكان له فيها صولات وجولات ... كنا في حضرتها تلاميذ في حضرة الأستاذ ...

    وأعجبني ذلك الحوار الهادئ والعقلاني من الأستاذين الجليلين عجب الفيا وفض المولى

    وتمنيت لو أن بعض كويتبينا المناكفين اقتدوا بهذا الخلق النبيل في الحوار ..

    مما يدهشني دوماً أن الاستغراب من مفرداتنا يأتي من أخوتنا المصريين ... وذلك يدل

    على انكفاءهم على ذواتهم ... لأن أغلب المفردات التي يندهشون منها أخذناها من الصعيد

    المصري نفسه ... ومن قلب الجزيرة العربية ...

    وأحاول في هذه الأيام كتابة بوست عن المفردات السودانية المستقاة من لهجات الصعيد المصري

    آمل التوفيق في الانتهاء منه قريباً ... وأقول لهجات الصعيد ... لأن لقبائل ومناطق

    الصعيد المصري المختلفة لهجات تختلف عن بعضها كثيراً ...

    ورمضان كريم للجميع
                  

08-08-2011, 09:05 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: عبد الباقي الجيلي)


    بوست نُشر في هذا المنبر العام 2006
    أخطاء في لهجتنا العامية
    مع احترامي لكل من تناول الموضوع، وأرجو أن يكون مجرد توارد خواطر.
                  

08-10-2011, 09:46 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    Quote: مما يدهشني دوماً أن الاستغراب من مفرداتنا يأتي من أخوتنا المصريين ... وذلك يدل

    على انكفاءهم على ذواتهم ... لأن أغلب المفردات التي يندهشون منها أخذناها من الصعيد

    المصري نفسه ... ومن قلب الجزيرة العربية ...

    وأحاول في هذه الأيام كتابة بوست عن المفردات السودانية المستقاة من لهجات الصعيد المصري

    آمل التوفيق في الانتهاء منه قريباً ... وأقول لهجات الصعيد ... لأن لقبائل ومناطق

    الصعيد المصري المختلفة لهجات تختلف عن بعضها كثيراً ...


    الاخ/ عبد الباقي الجيلي .. خالص التحايا
    اتفق معك .. الصعايدة ناسنا واقرب لنا في اللهجة.. اما ناس بحري .. بتاعين مسخرة
    و(بتكلمو ساكت)... وفي انتظار البوست
                  

08-10-2011, 09:51 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: حسن محمود)

    Quote: واي لهجة او لغة لا تخلو من التعابير الاصطلاحية على هذه الشاكلة والتي يستعصي فهمها على غير الناطقين بها. وهذا الاستعمال الاصطلاحي يطلق عليه في اللغة الانجليزية Idioms .
    والدليل على ان للعبارة معنى مختلف عن المعنى العام للسكوت إنها تنطق احيانا " ما تتكلم ساي". اذا علينا ان نبحث عن المعنى الاصطلاحي للعبارة لا المعنى القاموسي المباشر العام.



    نجد اللهجات العامية السودانية ايضا تختلف من منطقة او مجموعة الى اخرى .. مثلا
    في لهجة البقارة يستخدمون بعض العبارات تشبة عبارة (بتكلم ساكت ) من حيث التناقض في المعنى او استعمال الكلمه وضدها .. مثلا يقولون : الموية دي باردة حار و البنت دي سمحة حار
    والمنقة دي حُلُوة حار .. كلمة حار هنا خرجت عن المعنى العام والقاموسي الى معني اصطلاحي جديد واستثنائي خاص بالمجموعة وهي هنا بمعني شديد او جدا ومبالغة في الوصف ..اي الموية بارد شديد
    والبنت سمحة شديد ..
    .. وكذلك يقولون : ولد فلان حرامي حااار .. حتى كلمة حرامي هنا لا يقصدون المعنى االعام (سارق) بل يقصدون انه زول مسلط وشيطان .
    وكذلك يقولون : الشاي دة حامي حار .. رغم ان الكلمتين حامي وحار متشابهات في المعنى الا انه بالنسبة للهجة البقارة ليس هناك تكرار للمعني .. حيث ان حامي تعني ساخن _ بالمناسبة نادرا ما يستخدمون في البادية كلمة ساخن او سخن ويستخدمون بدلا عنها حامي – بينما حار كما اسلفنا بمعنى (شديد او جدا) فتصبح العبارة بدارجية ناس الخرطوم الشاي سخن شديد ..بدلا عن (الشاي حامي حار).. وهناك كثير من الامثلة على هذا المنوال في اللهجات السودانية ..يمكن للآخرين الاستدلال بها.
                  

08-10-2011, 10:01 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: حسن محمود)

    محمد ابو العزايم ابو الريش .. تحياتي
    .. وهذا ايضا تشابة في المدخل وتوارد خواطر في تناول الموضوع ه بين الاستاذ/ عبد المنعم عجب الفيا والاستاذ/ هشام حنفي ..في مقاليهم حول الموضوع .. كما حصل في بوستيك المذكور و فيصل فضل المولى حيث انكما تتفقان في وصف ما يحدث بالاخطاء في اللهجة ... بينما عجب الفيا وهشام حنفي يمثلان الفريق الرافض لوصف ما يحدث بالاخطاء .. مع الاختلاف في التفاصيل.

    الغريبة .. حتى توارد الخواطر ظاهر في عناوين المقالات بالنسبة للفريقين .


    ادناه مقال هشام حنفي حول نفس الموضوع.. وقد اشار الى الى مسألة التشابةالغير مقصود في التناول
    مع عبد المنعم عجب الفيا

    --
    هل ثمة أخطاء في عاميات أهل السودان .. بقلم: هشام مكـي حنفي

    كنت قد شرعت في كتابة هذا المقال بنية الرد على مقال نشر بصحيفة سودانايل، بعنوان "بعض أخطاء اللهجة العامية السودانية" للأستاذ الفاضل فيصل محمد فضل المولى إلا أنني انتهيت إلى كتابة رأييِّ فيما يراه البعض أخطاء و منهم الأستاذ فيصل، و هو رأي سمعته من قبل من بعض السودانيين. و معيارهم الذي يستخدمونه لقياس صحة عامياتنا من عدمه هو معايرة اللفظ أو التركيب المعني بما يقابله في العربية الفصحى و أحياناً يفعلون ذلك بالقياس لعاميات عربية أخرى من دول غير السودان و غالباً ما يأتي هذا في سياق إنتقاد أو سخرية بعض العرب من بعض قولنا مثلما أورد الأستاذ فيصل " ويتعجّب المصريون كذلك من كثرة استعمالنا للفعل قام، فنحن نقول: " فلان قام مشى السوق، وبعد داك قام ركب الحافلة، وقام قعد في الكرسي وأكثر ما يدهشهم هو قولنا: قام قعد ". هذا الرأي الذي يرى في بعض طرق تعبيرنا أخطاء رأي غير موفق من وجهة نظري و سأشرح لاحقاً لماذا أرى ذلك. كذلك بتطبيق هذا المعيار للصحيح و الخطأ على عاميات العرب المختلفة سنجدها تعج بتعابير أقل ما توصف به أنها أخطأ وفق هذا المنهج لأن كثير من منها أتى من الهندية و الفارسية و لغات أخرى و رُكِّب في لحمة العربية وهو لا يشبه في لفظه اليوم لغاته التي منها أتى و لا يشبه العربية التي يدعون، لكنه بلا شك يمثل إثراءً و إضافة جديدة لعربية اليوم و على سبيل المثال كلام أهل اليمن و اكتظاظه بمفردات هندية و فارسية و إنقليزية و غير ذلك و هم أهل العربية العاربة وفق نظرية ما في التاريخ العربي.
    لكل لغة منطقها الخاص الذي يبرر طريقة التعبير و الكلام فيها و وفق هذا المنطق تتألف بلاغتها التعبيرية. و ما يكون بليغاً في لغة أو لهجة قد يبدو ركيكاً في سواها، و دوننا التقديم و التأخير بين الصفة و الموصوف و الفعل و الفاعل و الذي يختلف كثيراً في العربية عنه في لغات أخرى كالإنقليزية و اللغات السلافية. فجملة مثل (رجلٌ طويلٌ، أسمرٌ و وسيم) تأتي معكوسةٌ تماماً حين ترجمتها لأيٍ من اللغات المذكورة، حيث يتم أولاً حشد كل الصفات ثم يأتي الموصوف في آخر الجملة. و مثل هذا كان يوقع بعض المترجمين في ركاكة بائنة فيما أذكره من بعض كتب قصص و روايات مترجمة كنا نقرأها صغاراً، زمان كانت القراءة و احدة من ممارسات معتادة في هذا البلد.
    العربية عندما هبطت هذا البلد الأمين لم تجده خلواً من لغات و ثقافات سابقة و من طرق للحياة و للتعبير عنها، إذاً و الأمر كذلك فقد إنبنت العاميات العربية في السودان* على قاعدة لغات أخرى لها منطقها المغاير أو المختلف على أهون تقدير و جمع هذا على ذاك خلق هذه الطريقة الجديدة في التعبير و النظر و التي هي أشبه يإسقاط لا واعي لموروث لغوي عريق على واقع لغوي حاضر.
    من مثل هذا التداخل ينشأ نوع من الإثراء للغة الجديدة في نسختها المعدلة و يتكون نوع من البلاغة الخاصة التي قد تبدو ركاكة إن هي قيست بمعيار آخر. و هذا القياس و المعيار فوق أنه غير عادل فهو غير صالح للتطبيق في هذه الحالة. و لأبين رأيي هذا أقول أن عدم صلاحية هذا القياس يأتي من كون المقيس يختلف في الحالتين، فالعربية الفصحى في نسختها الأقدم هي التي أنتجت هذا المعيار الذي به تقاس و هو يصح عليها وفق ما رأى أهلها الأولون و وفق ما تواضعوا عليه – برغم الأصوات التي تنادي بتحريرها من بعض قواعدها و إطلاقها للتلاقح مع اللغات الأخرى و مع الواقع المعاصر –. من الناحية الأخرى فالدارجيات العربية في السودان نسخة أخرى قامت على خلفيات ثقافية تختلف عن تلك، و لها قوالبها التعبيرية المختلفة و ما تم أشبه باستلاف تعابير جديدة و صبها في قوالب قديمة و هو ما ينتج ما يراه البعض ركيكاً أو غير معقول و ما نراه نحن تفرداً بلاغياً يحسب للعاميات السودانية لاعليها.
    للتدليل على عدم صحة المنهج الذي يخلص إلى ما يسميه أخطاء في العامية السودانية نقول أنه لا يتعمق في رصد دلالات الكلمات و المعاني الجديدة التي استوعبتها الكلمة في بيئتها السودانية و هذا الأخذ السطحي يأتي من جهل ببلاغة و قواعد العاميات السودانية إن أحسنا الظن أو من خفة التناول والإسراع للنقد و البحث عن المثالب، و الأمر قد لا يخلو من شئ من تقليل الذات تجاه نموذج يرونه أعلى. فيما يلي نورد كلمة واحدة تجد النقد السلبي و توصف بخطأ الإستخدام حسب ما أورد الأستاذ فيصل على سبيل المثال، و هي كلمة ساكت و خطأ القياس يأتي من عدم التعمق في الإستخدام الدلالي لكلمة ساكت بأشكاله المختلفة التي تأتي حسب السياق و الحال المعبر عنه.
    فاستخدام لفظة ساكت يأتي على عدة معاني و هي معروفة لمتحدثي الدارجيات العربية في السودان و أول هذه المعاني إستخدامها في معنى الصمت و السكوت و هو ما يشابه لفظها و مبناها فتقول "هو ساكت أي لا يتحدث". و معنى آخر كما في قولنا "فلان قاعد ساكت" في سياق الرد على سؤال مثل "ماذا يعمل فلان؟" و ساكت هنا تفيد عدم العمل و هي لا تشير للكلام أو الصمت بأية حال في هذا الموضع، و مثال آخر قد يسألك سائل "لماذا تفعل هذا الأمر" فتجيب "ساكت" أي بلا سبب أو أنك تود أن تدلل على نوع من العبثية في الأمر وهنا ليس أبلغ من قولة ساكت. كذلك قولك "شغال ساكت" قد تعني شغال بلا مقابل أي تطوعاً أو بلا أجر. نخلص من هذا إلى أن بلاغة التعبير الدارجي السوداني خلقت من فسيخ السكوت شرباتاً كثيراً، لذا من العسف إن لم نقل عدم الأمانة أن نسخر من قولنا "بتكلم ساكت" فالمعني واضح ويفيد أن الشخص المعنِي يتكلم لغواً أو يقول قولاً لا طائل منه و هو تعبيرٌ بليغ في قياسنا لا قياسهم.
    وردت حوالي ثلاثة أو أربعة تعابير في المقال المشار إليه للتدليل على الأخطاء في عامياتنا منها كلمة ساكت و قد استخدمتها هنا كنموذج للتدليل على رأيي و منها ما اقتبسته أعلاه عن استخدام الفعل قام و هو أمر لا يحتاج كثير جهد للرد عليه بل أن الأستاذ فيصل قد فعل ذلك بنفسه في قوله " وأستاذي محجوب يرى أن استعمالنا للفعل قام استعمال فصيح، لأنه لا يأتي بمعنى الوقوف فحسب بل يأتي أيضاً بمعنى فعل أوعمل، وله في ذلك شواهد كثيرة!".
    لعلني لست في حوجة لأن أقول أن ما أراه في هذا الشأن هو عين ما أراه منطبقاً على كل اللغات و اللهجات فموقفي هذا غير مبني على حساسية الإنتماء أو تقديس ما هو سوداني، بل على العكس من ذلك فدارجية الوسط اليوم تحتشد بمفردات و تعابير تحتاج لإعمال النقد فيها.
    هامش:
    * قصدت أن أقول العاميات العربية في السودان و ليس العامية و ذلك لوجود عاميات عربية كثيرة و متباينة لحدٍ بعيد في السودان بما لا يصح معه جمعها تحت مسمى واحد.
    ملحوظة و تنويه:
    و أنا أهم بإرسال هذا المقال وجدت بسودانايل مقال للناقد المتمكن الأستاذ عبد المنعم عجب الفيا يرد على المقال المعني "بعض أخطاْ ...." و وجدت تشابهاً كبيراً بين ما كتبت و ما كان قد كتب لا سيما في المدخل الذي اتخذه كلانا للنظر للموضوع و هذا للحد الذي جعلني أتردد أولاً في إرسال هذا المقال، لكن القارئ سيلاحظ بلا شك إختلاف التناول
    .

    -----
    المصدر : سودانايل
                  

08-12-2011, 03:13 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: حسن محمود)

    Quote:
    وإن أردنا أن نطبق هذه القاعدة على لفظة (ساكت) المشهورة في لهجتنا السودانية، فدلالتها الأصلية ناتجة عن دلالة الأصوات (السين والكاف والتاء) المكونة لجذرها الأصلي؛ وعن ترتيب هذه الأصوات (السين أولًا فالكاف ثانيًا ثم التاء ثالثًا)؛ وعن الحركات (فتح السين بعدها ألف المد فالكسرة على الكاف ثم سكون التاء)؛ وأخيرًا صيغة (فاعل). هنا أيها الأفاضل شرح لدلالة الأصوات ولن نتكلم عن الترتيب ولا الحركات ولا الصياغة. السين تعني (انسلال الحركة خفيةً لتظهر فيما بعد) والكاف تعني (تكتل الحركة مع ما يشبهها وهو تكتل للمتآلفات) والتاء تعني (إجتذاب الحركة لأمثالها لتشكيل حركات مترتبة معها)؛ فهذه حركةٌ منسلةٌ خفيةً متكتلةٌ مع متآلفاتها ومجتذبةٌ لأمثالها، وإن تأملت حركة السكوت فهذا هو معناها، سواء كان سكوتًا عن الكلام أو أن يسكت الغضب عن موسى أو أن تفعل شيئًا ساكت أو أن تقول كلامًا ساكت أو غيرها من الحركات غير المتناهية التي تنطبق عليها أو تتشابه معها دلالة حركة السكوت


    والله ما قصرت يا د. عمر الشفيع
    جنس فلفلة..دة كلو في (كلام ساكت ).
                  

08-15-2011, 04:02 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس هنالك ما يسمى أخطاء في اللهجة السودانية! (Re: حسن محمود)

    Quote: حز في نفسي كثيراً أننا فقدنا كتابات الأستاذ عجب الفيا على صفحات منبرنا ...

    وكان له فيها صولات وجولات ... كنا في حضرتها تلاميذ في حضرة الأستاذ ...



    الجيلي

    رابط مكتبة الاستاذ/ عبد المنعم عجب الفيا ..

    مسجل غياب منذ 2007 نامل عودة للكتابة بالمنبر

    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?board=19
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de