الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (31)
بعد عدد من الأيام ناداني الشخص المسئول وقال لي
- يا زول انت بتمشي وين؟؟
- رددت عليه بوقاحه..
- كيف ، يعني بمشي وين؟؟ (عندما تعاملت بأدب لاحظت أن بعضهم ظنني "ود لين" أو ود راحات كما علق أحدهم ، لاحقاً قرصت ذلك الذي كان يعلق علي في "صلبه" قرصة حاره وبها كثير من السفاهة وهذا أمر سأتطرق اليه لاحقاً)
- من الصباح انت بتختفي !!
- بختفي أنا الرجل الخفي؟ شنو البختفي ما في السوق.. بعدين انت قاعد هنا عرفتني كيف بختفي؟؟ وانا أعمل شنو عشان ما تقول ليك تاني مختفي؟؟ اجي اقول ليك انا ما مختفي ولا شنو؟؟!
وجدني ######ا أكثر مما تصور ، لم يكن أحدهم يتعامل معه بتلك الخشونة اللفظيه ، نظر الي ثم قال:
- من بكره تجي تاني تتمم الساعه اطناشر - تورينا وشك شان نعرف انك في !! (أي تسجل حضور مرة اخري عن الثانية عشرة ظهراً)
- عاااااااااااادي يا زول انت قايل التمام ده صعب ولا شنو؟؟
لا شك في أن التمام الثاني صعب علي حياتي ولكن لأن ذلك العمل مهامه لا يستطيع أحد أن يقول لك أنك أديتها أم لم تؤدها خصوصاً وأن الكشات عمل جماعي ..
صرت أخرج من بيتي في الصباح الباكر ، أذهب لاسجل حضور، ثم أخرج هائماً في السوق وأقضي جزءاً من يومي في الدار السودانية واقفاً علي قدمي أقرأ كتاباً وأحيانافي تلك المكتبة التي لا أذكر إسمها والتي تقع بجانب بنك النيلين..أعود عند الثانية عشرة منهكاً وحزين وأوقع مرة أخرى على أنني موجود لكنني أشعر ذلك الرجل بنشاط وكأنني قدمت من بيتي للتو !! كان ذلك يشعرني بارتياح أكثر.
من الثامنة وحتى الثانية عشرة أدور "كمترار" حبوبتي ..أحياناً كثيرة يتضايق مني بعضهم ويقول لي
- القرايه ممنوعه !!
لم لا تضع الدار السودانية للكتب مقاعد للناس ليطلعوا علي ما يريدون مثلما تفعل مكتبة "بوردرز" ؟؟!! ، كنت أقف ثلاث ساعات لأقرأ ، لم أكن أفكر في الاستفادة من الوقت ، لم يعد الوقت ذو أهمية بالنسبة الي !!
كنت ضائعاً ويتناوبني حزن مازال يداهمني دون أن أفهم أسبابه.. لا غرو أنني كنت أفكر كثيراً في السنوات اللاحقة بعبد الرحيم ابوذكري ومايكوفسكي وأحب أن أغني "عزه في هواك" بطيئة جداً لتناسب ذلك الحزن الباذخ..
بدء كثير من اصدقائي بالتدخين ، كنت أحسدهم على ذلك ، من الجيد أن يؤمن أحد ما بشيء ما على أنه وسيلة لتفرقة "الزهج" والالم حتى وإن لم يكن كذلك !! حيث اعتقد ان ذلك ساعدهم ولا أعني التدخين وإنما القناعة بأنه يمتص جزءاً من توترك !! ، كنت لا اثق ان هنالك شيئاً ما يمتص ذلك الإحساس بالضياع ولذا لم أدخن أو اشرب !! لم يكن المانع أخلاقي ، كان عقلياً!!
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (32)
ناداني المشرف أو الحكمدار لا أذكر بم كنا نسميه، قال للبقية
- الزول ده هسي نعمل فيه شنو؟؟
- نعمل ليه "حله" رد سريعا أحد الافراد
- كدي خلوه ، أرح معاي يا زول ، وقمنا بجوله في بناية الأوقاف بجانب ميدان أبو جنزير ، كان به عدد من بائعات الشاي ، نظر لواحدة منهن وقال لها
- بجيك بعدين في البيت أجهزي !!
ضحكت ضحكة تجمع بين الخوف وشيء ما لم أعرفه ، ربما رغبة وربما قهر ، المهم أن ضحكتها كان يشوبها خوف .
عرفت في ايامي تلك أن معظم بائعات الشاي هن نساء جنود أعطوا أرواحهم أو أطرافهم لهذا البلد وضن عليهم هو بما يسد رمق أبنائهم فخرجت نسائهم للعمل ، كن ككل فئات المجتمع الاخري فيهن المسكينة والعاهره ، والمنكسرة والمستغله.
مررنا بأخرى "مدخنة" دخاناً تملأ رائحته المكان ، مد يده الى نهدها فردت عليه في غنج
- هوي يا فلان هوي... قنب ساي
مررنا على ثالثه بدت منكفئة على نفسها وتحاول أن تحافظ على شرفها ... نظرت اليه بخوف ، قال لها:
- والله انا كان ما نـ.... يوم تشوفي براك
بدت خائفة ولاذت بالصمت ، كان قادرا على حبسها وإدخالها في سلسلة من المشاكل ، لم أكن أعرف ذلك لكنها كانت تعرف!!
أمسك ببائع متجول يبيع قمصان ، ثم ثال لي:
- بتعرف الفك والتركيب؟
- ما بعرف؟ يعني شنو؟؟
- يعني القمصان ديل اربعه ، يصلن المحليه تلاته ، مسكت 5 يصلن المحليه اتنين وكده ... فهمت؟؟
- أيوا فهمت
- نظر الى بائع متجول وأومأ لي براسه فيما معناه "طبق ما تعلمته عملياً"
تظاهرت بالبلادة لكنه فهم أنني لا اريد ذلك...
نواصل......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (33)
كان معظم العاملين بالنظام العام "مرافيد" شرطه اي أنهم مفصولين من الشرطه، واحد أو أثنان كانا مفصولين من الجيش ،أحدهم كان ينظر الي دائما بتعاطف ويعاملني معاملة كريمه ، ذهبت اليه وسألته:
- إنت "حَله" يعني شنو ؟؟ - وهي كلمة حله ذاتها الاناء الذي نستخدمه للطبخ
- إنت سمعتها وين؟؟
- واحد من الجماعه ديل كان بقول ليهم اعملوا ليه حله.
- لا حول ولا قوة الا بالله.. أسمع..تاني الناس ديل ما تحتك بيهم.. ما تقيف جنبهم.. تجي دايما تقيف جنبي انا سامع؟؟ حله يعني يورطوك في جريمه ، يرموا ليك بنقو في جيبك او يعملوا ليك أي شي زي ده فهمت؟؟ اعمل حسابك شديد
- فهمت ايوا... لكن ما بخليه.. والله الزول ده اطلع ليك دينو...
نشأت في الكلاكله القبه ، في بيئة مسالمه لكننا كنا اولاد "مفتحين" كما أصبح يعبر بها الشباب عن الأشخاص العارفين بخبايا الامور وحيل الشوارع ، لم يبخل علينا أهلنا ولا أصدقاءناولا إخواننا بصراحة جنبتنا كثير من المشاكل وسيئي الخلق
ذهبت الى ذلك الشاب الذي إقترح عليهم أن يورطوني بجريمة ما .. كان يقف في وسط السوق ويتجاذب اطراف الحديث مع زملائه ، لم يكن ضخم الجثة ، كنت أفضل منه بنيه ، جئت ثم أمام الجميع قرصته في مؤخرته قرصة فيها كثير من السفاهه ثم قلت له:
يا زول هوي انت قايلنا "صيص" ولا شنو؟؟؟ والله انا الم فيك اقد ليك بطنك دي... انعل ....... ثم سببت كل ما يمت له بصلة من أهله وحتى دينه..
"صيص" بلغة الشوارع تعني الرجال المثليين اي فاقدي الرجوله..
- يا زول مالك؟؟ قالها ب"خلعه" وهي تعبير اكثر دقه إذ أن ملامحي كانت توضح كم انا جاد في "قد بطنه" ؟، الغريب في الامر أنه أصيب بالهلع ولم يدافع عن نفسه ولم يتدخل أحد من زملائه لمساعدته ، ربما كانوا مستغربين من هذا الولد الذي كان يبدو عليه الهدوء وهو يتحول لشيء اخر ...
نواصل.....
إعتذار:
وددت أن أعتذر إن خدشت إحدى كلماتي حياء أحدهم فأنا حريص على أن انقل ما دار كما هو للأمانة والتاريخ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (36)
إستمر الوضع قاتلاً ومصيباً بالإحباط ، إذ أنك تحس بأنك لا تملك شيئاً لنفسك ، تخوض في مستنقع الوحل ذاته كل يوم.
ما زلت أحاول ان أبقي مسافة كافية بيني وبين زملائي في العمل الا عسكري الجيش المعاشي الذي يعمل معنا ، الغريب في الأمر أنه يبدو من مواليد أوائل السبعينات !!
قابلت عمر عبد الوهاب " أبو أربعه عيون" كما كنا نسميه ونحن صغار لأنه كان يلبس نظارة !!
عمر أحد أصدقاء أخواني الخلصاء في مقتبل عمرهم ، تأثرت علاقتهم قليلا لاحقاً لعمله مع الكيزان الا ان الود بينهم ظل مقيماً وظل يزاورنا بإستمرار ولا ينصرف الا بعد أن يسمع بعض التعليقات الساخرة من والدي علي شيء ما ويرتشف معه الشاي ..
- مدثر.. انت بتسوي في شنو بي جاي؟؟
- والله يا عمر انا موزع خدمه الزاميه هنا..
ناداني وسألني عن الحال فأخبرته بما يحدث عموماً.. قال لي :
طيب أنا أجيبك معاي "منسقية الشرطه الشعبيه"
- هه هه هه..ضحكت بسخرية دليل علي عدم قبولي - منسقيه حسب فهمي أنك تشارك على أقل تقدير بالتواطئ مع ما يحدث.
ضحك وقال لي :
أنا عااارف رايكم يا اولاد محمد عمر ما تخاف ده بكون موضوع شكلي ساي أنا بحاول اعمل ليك تفريغ تدرس مع ناس محو الاميه وبجي أمشي معاك ليهم، عندنا "مرابطين" دايرين نعلمهموعاملين ليهم فصل..
كان ذلك حلاً ذهبياً بالنسبة الي علي الاقل لن يرمي لي أحدهم "حشيشاً" في جيبي ولن أتورط بجريمة ما دبرت لي لأنني لا أقبل الرشوه!! ، وسأدرس رغم كرهي للتدريس واللحى التي بت اراها كلها نتنة ومنافقه !!
واعدني وذهبت معه وقابلتهم ، حصلت علي الموافقة المطلوبة ، تعامل معي عمر برقة وأخوة حقيقية ، طلبوا مني أن أذهب منزلي وسيخبرني عمر بموعد إفتتاح "فصل المجاهدين" لمحو الأميه..
حمدت الله كثيراً وكلما تأخرت ترتيبات الفصل زدت حمداً على حمدي..
نواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
إحدى مصائبنا الكبيرة كشعب هو ضعف الذاكرة ، نحن شعب يتعامل مع كل شيء قاسي بعد أن ينتهي بنوع من الحنين ثم نحتفي بالحزن وكأننا المسيح(ع)!!
ظل د.الحميدي يردد لنا مقولة بطريقته الساخرة ونحن نضحك..ربنا كان يجدر بنا أن نبكي!!
- الواحد فيكم ذاكرتو زي السحليه.. السحليه تمرق من جحره وهي واقفه في باب الجحر ما تعرف ترجع تاني ، يقول ذلك بعد أن يقطع العبارة بعد قوله وهي واقفه في باب الجحر بأن يغمض عيونه و يخرج لسانه ويدخله عدد من المرات بسرعة محاكياً لها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
العزيز مدثر سلام و محبة: و الله مؤجل البوست دا عشان أقراهو برواقة يوم الخميس و فعلاَ قد كان .... و بالجد بوست بؤرخ لفترة من أظلم فترات حياتنا و عليك الله واصل .... الصدفة الغريبة أني الليله الصباح كنت بقرا في كتاب Ayaan Hirsi Ali الصومالية المثيره للضجة .... المهم دا ما الموضوع لكن لقيت شبه غريب فأنت يا صديق تكلمت عن مدير المدرسة الراعي الرسمي للدكتاتورية في مدرسته حيث يصفي حسابات مزعومة مع والدك ... يصفي هذه الحسابات معك أنت
Quote: تذكرت المضايقات الغبية التي تعرضت لها بالمدرسة ومنها طرد المدير لي دون أي اسباب غير أن أبي شيوعي !! ..الأستاذ عبد المنعم المدير السابق لمدرسة حسونه الثانويه ..من بحري.. رجل عاتي الجسد احمر اللون أشيب الرأس فعل كل ما يمكن أن يفعله أحد ما ليثبت ولاءه ومنها طرد أحد طلبته ولطمه على وجهه دون سبب لأن أبيه شيوعي.. يا للرجل البائس الخلق!! على كل هذا ما أذكره عنه فهو أيضاً يستحق التوثيق هو والاستاذ شيخ الدين الإسلامي الخلوق الذي تكرم بشرح الأمر لوالدي إذ أنه تم بحضوره وطلب منه السكوت من أجل أن لا أواجه المزيد من المضايقه.. عفوا سرحت مرة اخرى في جروح أخرى قديمه !!! |
و هذا ما كتبته هارسي علي ( الصومالية سابقاً) فريسا علي وقتها كان ابوها معتقل في سجون سياد بري حيث كتبت معاناتها مع استاذتها في المدرسة قائلة:
Quote: The first day, my class teacher hit me on the head when I wouldn’t open my mouth to sing the songs (for Siad barre). The hitting hurt, so I repeated her words. It felt awful: I was betraying both my father and mother. Each morning, in line with other kids, I would try just to move my lips, and the same teacher would pull me out and beat me. She told my class by way of introduction that I was the daughter of an “inti” and that therefore was an “inti”too, because all we learned in school was to chant praise to Siad Barre andd communism, and I refused to join in. I had no friend after that. |
فلك أن تتعمن يا صديقي كم تشابه الدكتاتوريات صرف النظر عن منطلقها الفكري .... و كم تتشابه معاناتنا معها .... و الأمر كم يتشابه وكلاء هذه الدكتاتوريات في أي مؤسسة أو دولة ... تحميل الأبناء جرائم مزعومة اقترفها الأباء حسب الفهم الشمولي
واصل يا مدثر فقد كتبتني هنا و أخرون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
العزيز حافظ .. لك تحيايا كثيرة ومحبه..
أحمد الله أن صوتي وصل أحد ما بمكان بعيد
أدهشني التشابه جداً لكن وحقيقة الامر أن أزمنة القهر تتشابه كما يتشابه الجلادون .. الغريب في الأمر أن ليس لذلك الرجل أي مشكلة مباشرة مع والدي ولا يعرفه لكن الامر يبين كم كان حجم التنسيق بي جميع خلاياهم وعلى كافة الأصعده .. وقد قال لي أبي أنه قاطعه عندما أبتدأ يكذب عليه بقوله:
- والله يا استاذ انا طبعا بثق جدا في إبني ..
سأكتب ويؤلمني أنني أكتب كثيرين منهم أنت فالقهر طعمه واحد سواءاً كان في نيالا ، في ياي أو في الخرطوم !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (37)
تحلقناحول تلك الطاولة ..لا أذكر ما دار بالتحديد لكنني أذكر تفاصيل محدده ..
** بدء الإجتماع بصورة العصر وأنتى ايضاً بقراءة صورة العصر
**عرف كل من الحضور الذين يبلغ عددهم خمسه نفسه كالاتي:
بسم الله الرحمن الرحيم، أخوكم في الله فلان الفلاني... فلان الفلاني ..فلان الفلاني ، أي أنه بعد أن أكدانه اخونا في الله ردد إسمه ثلاث مرات !!
** تكلم الحضور عن الرباط والقبض على السكارى والحرامية بغابة السنط
خرجت من ذلك الإجتماع مهموماًفقد خرجت من ذلك الإجتماع بعد أن تقرر أن أكون كاتباً !!!
عدت في اليوم الثاني كما طلب مني وكما نصحني أبي بقوله: " ياولدي انت أمشي وشوف انت ذاتك بتكتب شنو وبعدين قيم" .
أعطاني عمر عبد الوهاب خطاباً معنوناً لمنسقية الدفاع الشعبي وطلب مني أن أكتب مثله لجهة أخرى ، قمت بنسخ الخطاب كما هو بما في ذلك عنوان الجهة المرسل اليها والتاريخ !! طلب مني أن اعيده وأغير إسم الجهه ، فعلت مثلما فعلته اول مره!! قال لي
- يا مدثر انت مالك؟؟!!
لم يزد على قوله ذلك.. كان مهذباً جداً معي.. أعطاني المنسق الاول خطاباً ففعلت نفس الشيء ، قلت لعمر:
- يا عمر ياخي انا ما بنفع معاي الموضوع ده ...خليني في موضوع التدريس ، سكت , يبدو أنني جعلت حياته أصعب.
- خلاص يا مدثر بس بكره تعال الصباح وامشي زي حوالي 12 كده
جئت ، بدأ أحد العاملين منهم يضايقني والمنسق الاول يسألني بعض الأسئله ، أخبرت عمر عندما جاء ، قال لي :
- ده طبعا بتاع امن لكن انت حاول تتجنب تتكلم معاه ورد عليه باختصار لو اضطريت ، دعاهم عمر لاجتماع عاجل ودعاني للحضور ، قرؤوا صورة العصر ثم ناقشوا موضوع الرباط ... بعدها قال لهم عمر:
- أسمعوا... مدثر ده شغال تحتي أنا .. ما داير اي زول يتكلم معاه أو يكلفوا بي شي الا عن طريقي.
لم يعلق أحدهم... وجه لي الخطاب:
- انت تاخد اوامر مني انا بس مفهوم؟؟!!
رددت عليه:
- مفهوم
كان بالسينما أيضاً عدد من المرابطات ، كانت أحداهما تغازلني ، كنت محبطاً في ذلك اليوم وقفت على باب المكتب وأمسكت يدي.. تركت لها يدي قليلاً بحياد..نظرت اليها وهي ترتدي الزي العسكري ... جررت يدي من يدها وذهبت.. لا بد أنها ذكرت الله في رباطها قبل قليل ، الى الان تدهشني العلاقة بين كلمة رباط من المرابطه ورباط اي قاطع طريق !!!
نواصل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: احمد الأمين على إدريس)
|
أحمد الأمين.. أشكرك على كلماتك الرقيقات...
كان دكتور الحميدي يسخر منا في محاضرات الفيزياء بقوله:
"ذاكرتكم زي السحليه.... السحليه تمرق - ثم يقلدها باخراج لسانه وتحريكه - وهي واقفه في جحرها ما بتعرف ترجع تاني.."
وكانت كلماته تضحكنا ... الان صارت تبكيني... أحس بالراحة عندما أكتشف أن عدد أكبر منا لا ينسى بسهوله... أحياناً كنت أحس أنني أعذب نفسي كي لا أنسي.. وأحياناً التمس لعدد كبير منا العذر..."النسيان أسهل طريقة للحياه " كما قال عبد الرحمن منيف..
صدقني أرقني أمر لغتي كثيراً قبل البدء بكتابة هذا المقال الذي ظل يدور في رأسي لسنوات...
لم أرد للألم أن يبدو لامعاً كالبرق.. أردته حارقاً كالنار.. !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً &qu (Re: مدثر محمد عمر)
|
يا مدثر ...ما قيمة ما نكتب ان اردناه فقط بعض من ممتلكاتنا التي نسجنها في زنازين انانيتنا وذاتيتنا ؟؟.. انا لا اكتب واعظا انا اريد فقط ان يشاركني الجميع هنا فيما اراه مفيدا .. مخطئ من يظن انه يعرف .. اننا نقضي عمرا مهما طال لنعرف والمعرفة ليست كما يقاس وانما مدخلا لمعرفة اوسع وهكذا كلما يبدو لنا او يصور لنا خيالنا اننا عرفنا نكتشف جهالتنا .. انا باحث عن المعرفة عند الاخريين وعندك منه كثير ولن تزيدك بضع اسطر مني كما في المقال اعلاه اكثر مما عرفت او تعلمت انا مما تكتب انت منذ ان التحقت بهذا المنبر .... مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
|