الله في مذكرات مُلحد ( مجموعة قصصية )( 1 )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-23-2024, 07:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-04-2011, 02:29 PM

حاتم محمد
<aحاتم محمد
تاريخ التسجيل: 11-29-2010
مجموع المشاركات: 127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الله في مذكرات مُلحد ( مجموعة قصصية )( 1 )

    الحقيقة
    ضاع النهار بكامله وأنا أدور على قدمي بحثاً عنها , لم أجدها بين أكياس القمامة , أو في مرافي الأحبة المنتشرة على ضفاف النيل , تلك المرافي التي لا يدخلها إلا من استطاع إليها سبيلا , قلبت جيبوي باحثاً عن شيء ما , أخرجت سيجارة مكسورة علقت بها بعض قشور الفول السوداني الذي أسكت به عواء بطني إلى أن أعود أدراجي إلى منزل أبي الكبير , فأأكل ملء معدتي فأشعر بعناية السماء تحيطيني برفق , وأن الرب وقف إلى جانبي في تلك اللحظة , فأخاف أن تتخلي عني عنايتها فأتسول كأطفال سيرلانكا والصومال , ثم أحمدها – من جديد - لأنها أخرجتي ذكراً لا أستطيع أن أأكل من لحم ثديّ , كما يأكل بعضهم – الآن - بطرق مختلفه في مجملها غير شرعية في الواقع .
    لكنها ستكون موجود في مكان ما من الكون , سيجارتي هذه خُلقت في مصانع حجار بالخرطوم بحري , وأنا خلقت من خطأ تقديري , لأ أدري الفكرة تبدو متناقضة بعض الشيء ؟ أحاسيس كثيرة تستر عورتي ثم تكشفها من جديد , خُلقت السيجارة ولا تستطيع ان تُعرّف خالقها , أو تتخيل وتفهم كيف خُلقت ؟ ولن تعلم أيضاً من هو خالقها ؟ بل ستكابر وتستنكر فكرة خلقها , لقد خُط على صندوقها : ( تحذير من وزارة الصحة – ثم في السطر الذي يليه - التدخين ضار بالصحة ) , لقد حدد الهدف منها واقعياً , أذن فهي خلقت لتضر بالصحة , بينما تأخذ منها الحكومة الضرائب كل عام , العم كافوري صاحب الدكان المجاور لمنزلنا , يجزم دائماً بحرمتها , لكنه يبيعها على مضض فهو يُبرر ذلك قائلاً : ( السجائر يُحرك الدكان ) والحكومة تثبت اقتصادياً ذلك .
    الرجل اعتاد أن يخرج كُرسية في الصباح , يتصيد أخبار الجيران المخفية بنهم , يحب النميمة وسيرة الناس لدرجة الأدمان , محمد أبو سن لديه بقايا عضلات مفتولة , يُقال : ( أنه كان همباتي في الزمان الماضي ) , لم أفهم مغزى الكلمة !! , لقد كانت – للأسف الشديد – غير مكتوبة في مقررات ( ملبسنا , مسكننا ) , ولسبب ما سقطت كلمة ( همبتة ) فلم أدرس , ماذا تعني ؟ حتى في لغة التاريخ العُرفي بالمدينة , لم أستطيع استخراج معناها ؟ فتشتت عنها في كل مكان , سألت جدتي ذات الأسنان الصناعية , التي تخلعها مساءاً , ثم ترتديها صباحاً , كانت تخاف أن تخرج أسنانها في مظاهرات احتجاجية عقب كل ثورة ضحك عارمة . قالت لي من غير تفكير , بل مباشرةً : ( همباتي يعني رباطي ) , لم اهضم أيضاً معنى ( رباطي ) هذه , بالتالي أُضيفت مفردة معقدة أخرى إلى كلماتي اصبحت ( همباتي , ثم رباطي ) , سألت مستفسراً محاولة تقريب المعلومة لأفهم محواها فسألت : ( هل الرباطية يعملون في الحكومة ؟ يا حبوبة ) أجابت بحسرة : ( في الحكومات الفاتت , كانوا بقولو الرباطية مجرمين !! , بس في الحكومة دي , والله ما عارفة ياولدي ؟!! , ما تكسر راسي بالكلام الكثير ؟؟ ) .
    أسرجت شكوكي وأبحرت عكس اتجاه الريح , فخرجت من الدار مخلفاً ورائي فراغ فيزيائي غامض , سألت عم كافوري أيضاً لم يجب ؟؟ , بل أشار خلسةً في اتجاه محمد أبو سن , فجأت تذكرت حتمية تفسيرها ضمن مفردات معجم د: عون الشريف قاسم , وتحديداً في طبعة ما قبل المقررات التعليمية الحديثة .
    الفكرة كانت غير منطقية , فكتب الرجل انعدمت في الأسواق والمكتبات العامة , لسبب مجهول , غير مفهوم , عجز عن تعليل ذلك مدير جهاز الأمن العام شخصياً , عندما سأله أحد الصحفيين المتطفلين مستفسراً , أثناء محاضرة ألقاها المذكور أعلاه حول : ( المؤمرات الدولية لتحطيم الأمة الإسلامية ودينها ) .
    سألت نفسي سؤال ثاني : ما هي الحقيقة ؟ أين هم الهمباتية ؟ , أو الرباطية ؟ على حد قول جدتي , أين أجد هؤلاء ؟ هل هم في المساكن , في الجوامع , في اطراف المدن , داخل البيوت ذات التكييف المركزي ؟؟؟ أين أقابلهم ؟
    كانت البداية المتعثرة , بداية شك طويل الأمد والصراع , عن العدالة والسماء , الفقر والجوع والغنى , عن كنه الأشياء ونهاياتها , عن المعجزات وغيرها , أستاذ التربية الاسلامية يمتاز بشخصية صارمة حانقة على الجميع , كل شيء لديه حرام , قال ذات يوم : ( الاصل في الأشياء الاباحة , مالم يوجد نص يُحرم ذلك ) , أخرجت آلتي الحاسبة , واخذت أحصي المباحات والمحظورات , بدايةً من الخمر نهاية بإزال الأذى عن الطريق , مالت الآلة الحاسبة إلى اليسار فجأة , فلم أجد من المباحات الكثير , لكن عم كافوري يقول : ( النساء ناقصات عقل ودين ) لقد كان يقاتل إلى آخر رمق دفاعاً عن فكرته تلك , ثم يذكر عندما ينتشي : ( أن الحور العين منزهات عن النجاسة ) , بدت لي أن الفكرة بها اغواء جنسي فاضح , بطريقة ما ؟ لا أدري أين هي الحقيقة ؟
    تناسيت الفكرة واخذت أنقب بطريقتي الخاصة عن معنى همباتي , وذلك الثقل الجديد الذي هبط على قلبي فجأة , إلا هو الرباطي , وبالصدفة لعبت فيها السماء دور المخرج الأول , قالت لي حبشية تبيع الشاي , في ركن منزو بالمدينة , يتكوّم العاطين عن العمل عند أطراف ثوبها الشهي , كانت جميلة جداً , خُيل لي أنها تشابه الغواني اللاتي يُحن لهن عم كافوري في نهايات كل صلاة .
    فسرت لي تلك الحبشية الفاتنة هذه الكلمة في كلمتين : ( همباتي هو قاطع الطريق ) , إلا هو كذلك , لقد ذكر أستاذ الدين أن هؤلاء يجب أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف , إن لم يتوبوا قبل أن يقبض عليهم متلبسين , العم كافوري كان له رأي محايد : ( الهمباتي مغلوب على أمره , من قلة التعليم والصحة والخدمات – صمت برهة , ثم أضاف متنهداً – والوظيفة ) , لم يحاول أن يدافع محمد أبوسن عن الفكرة , لكنه طرح موضوعاً لنقاش طويل : ( الهمبتة كانت لإثبات الرجالة والقوة آنذاك لكن اصبحت مهن الحكومات هذه الأيام ؟ ) سألت نفسي : ( أين الله ؟ لماذا لا يعقابهم ؟ ) أستاذ الدين يقول : ( يولى عليكم بإعمالكم ) ثم يعود بعد خطبة الجمعة , راكباً سيارة ألمانية الصُنع , ذات تكييف عال الجودة .
    لا أدري لماذا خُيل لي فجأة , أن كل شيء يودع في كهف من الزجاج النقي الناصع , يتلوّن بلون الذي يدخل فيه , ثم يعود شفاف ناصع كما كان , ليعود للتلوّن من جديد حاملاً صبقة الزائر الجديد , مثل أقوال استاذ التربية الأسلامية هذه .
                  

العنوان الكاتب Date
الله في مذكرات مُلحد ( مجموعة قصصية )( 1 ) حاتم محمد09-04-11, 02:29 PM
  Re: الله في مذكرات مُلحد ( مجموعة قصصية )( 1 ) بريمة محمد09-04-11, 03:04 PM
    Re: الله في مذكرات مُلحد ( مجموعة قصصية )( 1 ) ود الخليفه09-04-11, 03:49 PM
      Re: الله في مذكرات مُلحد ( مجموعة قصصية )( 1 ) عمار عبدالله عبدالرحمن09-04-11, 04:06 PM
      Re: الله في مذكرات مُلحد ( مجموعة قصصية )( 1 ) حاتم محمد09-04-11, 08:50 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de