|
Re: لمن ينسب طفل الاغتصاب (نقاش ديني بين القضاة والفقهاء) في السودان (Re: محمد إبراهيم علي)
|
اعلاه كله يتكلم عن الزنا بالتراضي (والله اعلم) فماذا عن الاغتصاب ؟ هذا ما ورد على الراي العام اليوم
Quote: يدرس مجمع الفقه الاسلامي، مقترحا تقدم به مولانا احمد محمد عبدالمجيد قاضي المحكمة العليا عبارة عن بحث قانوني وفقهي يطلب فيه من المجلس الموقر الحاق الطفل الناتج عن الاغتصاب بالمغتصب ونسبته اليه، مثلما ينسب الابن لابيه. مولانا عبدالمجيد قال ان الخطوة التي قام بها كان محفزه لها استفسارات وردت حول جواز الحاق طفل الاغتصاب بالشخص الذي ارتكب الجريمة، واشار الى انه بحث هذه القضية من النواحي الفقهية والقانونية والواقعية، ووجد لها سندا في بعض الآراء التي تجيز نسبة ولد الزنا بالزاني اذا اقر بذلك. واستند مولانا عبدالمجيد في مقترحه الذي سيدرسه المجلس الى ان معاقبة المغتصب جنائيا سواء كان بالجلد او الغرامة او السجن او التغريب لن تستفيد منه الفتاة او المرأة التي تم اغتصابها، وستقتصر العقوبة الجنائية على المغتصب ولن تعالج الآثار النفسية والاجتماعية التي سترزح تحت قيدها الضحية، بل ان علامة الاستفهام الكبرى ستلاحق هذه المرأة وكذلك ابنها الناتج عن عملية الاغتصاب وسيظل السؤال الذي يحتاج الى اجابة (من ابوه؟).. وفي حين يتم معاقبة المغتصب ثم يقضي عقوبته ويذهب الى حال سبيله خفيفا، تبقى الأم مثقلة بالعار، محطمة بثمرة مرة لا ذنب لها فيها. للتحقق اكثر من نسبة الطفل الناتج عن عملية الاغتصاب الى الفاعل اقترح مولانا ان يتم فحص البصمة الوراثية وحال تطابقت مع الجنين يمكن للام ان ترفع دعوي شرعية امام المحكمة وينسب الجنين للفاعل (المغتصب) حتى لايلحق العار بالأم. ولكن مهلا فإن المحكمة الشرعية لن تحكم (لابن السفاح) بنسبته الى المغتصب حتى ولو تطابقت البصمة الوراثية، لأن المحكمة بكل بساطة لن تنظر الى هذه القرائن ولكنها ستنظر الى قانون الاحوال الشخصية الحالي، وهذا هو بيت القصيد الذي يريد مولانا تعديله حتى يتم النص على إلحاق ابن (الاغتصاب) بالاب المفترض. المسألة التي اثارها مولانا عبدالمجيد في غاية التعقيد الفقهي والقانوني والاجتماعي، فحتى لو تم تعديل القانون مراعاة للمرأة والطفل الناتج عن عملية الاغتصاب، فإن جدلا آخر سينشأ حول مترتبات هذا التعديل، وستنهض اسئلة اخرى، مثل هل سيرث هذا الابن من الوالد المفترض والعكس؟ وهل سترث المرأة المغتصبة من الرجل الذي اغتصبها والعكس؟ وهل سيترتب على هذا ان تطالب المرأة الوالد المفترض (الذي قام باغتصابها) بالنفقة على ابن السفاح؟ مع الاشارة الى ان المطالبة بالنفقة في هذه الحالة اشبه بالعيب كون ان المرأة وذويها يطلبون نفقة ممن قام بهتك شرف ابنتهم؟ هل سيتطرق المقترح الى هذه المعالجات ام انه سيكتفي فقط بمعالجة موضوع النسب ويغفل الجوانب المترتبة عليه؟ الموضوع يبدو مرهقا ومربكا للفقهاء والقانونيين ولبعض منظمات المجتمع المدني التي تنشط في حقل الدفاع عن المرأة اوالاطفال فاقدي السند (اللقطاء)، لأن كل طرف سيتمسك بجزء من القضية الكلية، وسينظر من الزاوية الخاصة به. غير ان ما يجب النظر اليه وعدم إغفاله، هو ان الدفع بمثل هذا المقترح لا ينشأ في الغالب من فراغ، ولا اظن انه جاء من وحي مسألة فلسفية نظرية، صحيح ان مولانا عبدالمجيد ربما اراد الدفع بمقترحه هذا تحوطا من حالات ستقع، خاصة مع جرائم الاغتصاب التي اصبحت تطال الاطفال بصورة ملحوظة، ولا يبدو ان المجرم الذي يريد ان ينتهك العرض ويقضي وطره بالحرام سيستثني الفتاة والمرأة. ولكن الخوف ان تكون هناك حالات حقيقية امام الجهات العدلية او لم تصل للجهات العدلية، ولكن تظل الام المغتصبة والابن الذي جاءت به رغما عنها في رحلة بحث قانوني عن الاب المفترض.
|
| |
|
|
|
|