|
تحية العيد الى المرأة المعيلة
|
صباح العيد, بشارة الخير, زيارة الناس ,دعوات الصباح الباكر مع اصوات التهليل والتكبير جو من الفرح المعتاد ورغم عودة العيد مع كل عام الا ان طعمه لا بنمحى و لا بيفوت ولا بتبدل الا عند الاسرة او المرأة التى فقدت عزيزها زوجها وعائلها ابا كان ام زوج ام ابن تركه ففى هذا اليوم نتذكر هذة الاسرة وهذة المرأة ونقول لها فى هذا العيد وكل عيد وانتى بخير كل عام وانتى بعافية كل عام وانتى باجمل من سابقه واجمل من الفات كوثرصديقتى كنا نلتقى فى المناسبات العابرة توطدت العلاقة عندما رحلت بجوارنا فى حينا الذى نسكن فيه فأصبحنا نزور بعضنا البعض وفجاة زارنى زوجها الغالى معاودا وليطمئن على صحتى فى مرض عارض وتحدثنا عن كوثر والعيال فقال لى ذهبوا الى السودان ولا ندرى هل ستعود الاسرة ام نستقر فى بلدنا ووسط الاهل مرت الايام ورن تيلفونى الجوال آلو ايوه عبد الله معاك يا ايمان معاى اسرة فى المستشفى جاءت لتوها من الخرطوم الاب مريض ويحتاج لكم ومعه الزوجة والابناء تذكرت زيارته التى لم تمضى عليها اكثر من ستة اشهر يا الله يا له من مرض عضال قاتل لئيم قاتله الله وشفى منه الامة مرت الايام القليلة تحمل النبا الجلل توفى الزوج العزيز زوج حبيبتى كوثر وترك لها تركة مثقلة وحنين وذكريات ذكريات الحب وايام الزواج وبهجة القدوم الى امريكا وقدوم الابناء الثلاث واحلى ذكريات العمر الوردية يا الاهى انها فى العقد الثالث ومازالت بنفس النضارة والجمال والحلاوة وطيب المعشر كلماتها الودودة الاليفة والتى هونت على الزوج الحبيب لحظات الفراق العنيدة والتى يأبى فيها الجسد ان يفارق الروح و الجسدين وكانت صديقتى ترقب طارق الباب ذلك الباب الذى يحجب دموعها وتوسلها الى الله ان يمد فى ايامه ويحجب خوفها البادى عليها و تخاف اكثر ان يراها الزوج الحبيب وهى غارقة فى دموعها يفترسها القلق من اقتراب اللحظات الفارقة ومابين الترقب للمشهد المهيب ومغالبة الاقدار بقليل الامل فى ان يصرع الحبيب المرض تناديها توسلاته ومناداته لها اصبرى وتسلحى بالصبر لقادمات الايام فأنتى ستكونيين الام المعيلة ام واب ستكونين ربة البيت لوحدك فهلا ترسبلتى حبيبتى بالصبر والقوة ومواجهة الاقدار تقف صديقتى وقفة تأمل وتكفكف دمعها وتاتيه مقبلة مطمئنة للوهلة الاولى والتى لا تلبس الا هنيهات يعود بعدها الخوف والترقب ونظرات الطبيب وماهى الا لحظات وهدأت النفس المطمئنة ترجع الى ربها راضية مرضية وتتعالى صرخات الصغار ابنائه ودعا ابى تمهل قليلا وكما عهدناك ترجل فانت ما زلت بكامل قوتك ولا تخف فان اصحاب الرسالة سيأخذونك برفق برفق برفق برفق فشخص البصر ونامت العينين بعد سهاد طويل طوت صديقتى صفحة الماضى القريب وترسبلت بقسوة الحياة الجديدة تكابد وتكابد لتعيش ولتعول وامتدت اليها ايادى الخيريين وهنا تجلت عظمة بلدى الثانى امريكا وكان للفقيد ما اراد وقصد من العودة عائدا الى امريكا ليموت بها فقد اتفقا وصديقتى فعزما القدوم والعودة الى هنا الى واشنطن حيث رقد الجسد المتعب وبقيت السيرة الحسنةسيرتهم فيها بين الناس وبالفعل فقد أحاطوا صديقتى بكل ما تحتاج وكان الحب يتقدمهم وفى صباح العيد السعيد نهديك عزيزتى الف تحية ونشد من ازرك فانتى المعيلة وانتى الاب والام وربة البيت اقدرك الله على اتمام رسالتك والف تحية لكل ام وامراة معيلة مع وافر الحب والمودة
|
|
|
|
|
|