حدث قبل يوم من الانفصال : مصير (موسى) !!

Quote: أصبحنا على أعتاب يوم واحد من انفصال الجنوب ، وهو يوم يشهد أكبر حركة (انتقال) بين شطري السودان في تاريخه القريب والبعيد ، انتقال يبدو في مظهره (قسرياً) لكثير من أبناء الجنوب والشمال معاً وقد شهدنا وقرأنا ما حدث بالأمس في احتفالات مؤسسات حكومية وخاصة بوداع منسوبيها من أبناء الجنوب من مشاعر حزن ودموع للفراق الصعب ، ولكنها نتائج السياسة ومطالب تحققت سلمياً عبر استفتاء قال فيه أبناء الجنوب كلمتهم ، لتبقى تلك الدموع مقياس محبة وترابط جمع أهل السودان شمالاً وجنوباً ، هذا ما كان من أمر (الوداع) فكيف الحال هناك عند (الاستقبال) ؟! فقد ارتجت وسائل الاعلام أمس بما حدث للشيخ موسى المك كور نائب (الترابي) بعد وصوله الى جوبا عاصمة الدولة التي (ستولد بعد ساعات) فقد التزم موسي بالعودة الي الجنوب للاحتفال هناك ولكنه لم يكن يتوقع أن استخبارات جيش الحركة الشعبية قد (جهزت) استقبالاً من نوع آخر للجنوبيين العائدين من الشمال بغرض الاقامة في معسكر (بلغم) ، وفشلت كل قيادات الحركة الشعبية في اطلاق سراحه حتى تدخل سلفاكير شخصياً وباعتباره قائد الجيش الشعبي وليس رئيس الحركة ، بالطبع فان الجيش الشعبي لا يفهم ولا يفرق بين المؤتمر الوطني والشعبي ولا يعنيه حزب الامة ولا الاتحادي ، ولكنه جيش (مقفول) يعتبر كل من يعود من الشمال ( جلابي) حتى لو كان من أصول (جنوبية) وبالتالي فانه يفتح معتقلاته التي (فاضت) لمزيد من المعتقلين . يحتاج سلفاكير منذ اليوم الي تخصيص مكتب له في معسكر (بلغم) ليشرف بنفسه على اطلاق سراح أبناء الجنوب العائدين من الشمال فقد وضح أن استخبارات الجيش الشعبي لا علم لها بتقاطعات السياسة في الشمال ، و(مصير) الشيخ موسي المك كور سيكون في انتظار العائدين من أبناء الجنوب الذين عاشوا في الشمال . ان ما حدث للشيخ موسى المك كور بالتأكيد سيكون في انتظار قيادات المؤتمر الوطني من الجنوبيين العائدين وفي ذلك الوقت لن يتقدم سلفاكير لانقاذهم من سطوة الجيش الشعبي ، مما يهدد بوقوع أحداث مصاحبة للاحتفال ، رغم كل ما جرى وما هو متوقع فاننا نأمل أن يمضي حدث الانفصال في هدوء وسلام بكل المشاعر المتناقضة هنا وهناك حتى يؤسس أبناء الجنوب دولتهم ويتحملون مسئولياتهم بعيداً عن الاعتماد على الشمال ، ولن ينفع الندم حينما يعلم (باقان) أي دولة فاشلة أقام ؟!