|
Re: 7 ساعات مع يحي فضل الله بأمستردام - الاحد 4 يوليو 2011 (Re: خدر)
|
خدر دبايوا برضو صلح الخطأ الهنا
Quote: اسف للخطأ الغير مقصود في العنوان , الاحد يوافق 3 يوليو وليس 4 يوليو, فعذرا الاحتفال سيكون في يوم الاحد الموافق 3 يوليو 2011
|
الخطأ غير المقصود الله هونينى بالله بلغ سلامى لاخونا يحى والظاهر ان الاستاذ يحى كريم مع ناس امستردام وبخيل لناس تونتو ونحن فى انتظاره الله فرجينى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 7 ساعات مع يحي فضل الله بأمستردام - الاحد 4 يوليو 2011 (Re: هاشم نوريت)
|
يا هاشم الله فرجيني انا ده المره دي وين الخطأ تاني ؟ الاحد واقع 3 يوليو ما تلخبطني يا نوريت ياخي
بعدين يحي ده نحن زملانو في معهد الموسيقي زمان و صحبانو في الخرطوم دي حوامة زي 44 سنةكده و مدافرة مع ادارات المعهد المتعاقبة و اتحادات الطلبة و الانقاذ و عييييك, ما يجينا و يجيكم انتو جيرانو ؟ عشان الرسول الكريم وصي علي سابع جار ؟ حقارين يا نوريت والله لقيتكم.
____ قطعا امازحك يا صديقي نوريت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 7 ساعات مع يحي فضل الله بأمستردام - الاحد 4 يوليو 2011 (Re: عوض شكسبير)
|
هههههههههههههه هولندا فيها طواحين هواء لكن الصورة دي في ايرلندا يا السني التوثيق وعد اجيبو ليك هنا كأنك حاضر معانا و بلغ اتحيات للفنانين الكبار المعاك يا سني وقول ليهم والله خرمانيين و قرمانين ليكم عدييل تحيات يا مصطفي و موسي و إنشاء الله المقام طاب في دوحة الخير
شكسبير انتو موش مفرض كان تكونوا معانا في اول مايو الفات ؟ عملتوها لي برامج رمضان و كنجالات اها خموا و صروا كان اسه لحقتوا المولد ده حا تفوتكم فوضي كبيرة جدا غايتو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 7 ساعات مع يحي فضل الله بأمستردام - الاحد 4 يوليو 2011 (Re: محمد ادم الحسن)
|
محمد ادم ما تقلق كلوعاملين حسابو للتوثيق ما عدا الكاميرا الفوتغرافي البروفيشنال ابي خليفة رحل باريس و قطع راسنا
جمال يا فنان ات عارفاخوك طبعا ما عندو مانع لكن لابد من التفاهم مع يحي (صاحب الامر) اتصل علي و خلينا ننسق كيف و متين تلاقيو او كيف تتصل بيهو في ابرلندا قبل مايوصل تحياتي يا مهموم بالتوثيق للفن و الفنانين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 7 ساعات مع يحي فضل الله بأمستردام - الاحد 4 يوليو 2011 (Re: خدر)
|
تداعيات ــــــــــ يحيي فضل الله ـــــــــــــ هذيان نهائي البداية ــــــــــــــــــــ في شتاء إنقاذي بارد برودة حكامة تجاه كل المشكلات اقتلع عبد الصبور المروحة من سقف حجرته الوحيدة وخرج بها إلى دلالة الجمعة وباعها لتهرب منه الدينارات محولة نفسها إلى أصناف بسيطة داخل كيس بلاستيكي يعلن عن عصر الشختفة لم يكن عبد القادر يتوقع أن يحدث ما حدث ، كانت عيونه تتابع حركات القط علي حائط الجالوص القريب من عنقريبه المهتوك وكان القط يتحرك علي الحائط باسترخاء ويمؤ بكسل يدل علي جوعه وعبد القادر يذهب به جوعه إلى أن يتحسس تلك الفكرة وهكذا حدث ما حدث . هذا المساء احتج برشم علي سلوك اللجنة الشعبية بالحي وامتد هذا الاحتجاج إلى درجة أن استقبلت المنضدة التي يجلس وراءها سكرتير اللجنة الشعبية ضربات قاسية من كف برشم هذا بالإضافة الي صرخاته ، كل ما في الأمر هو أن القادم الجديد علي أسرة برشم رفضت اللجنة أدراج اسمه علي بطاقة التموين بحجة أن الإضافة إضافة المواليد الجدد لابد أن تكون في نهاية العام، الأمر الذي جعل برشم يستعين ببعض الألفاظ البذئية معلنا تدخل اللجنة الشعبية في مواعيد تخلق الأجنة . وقف عبد القادر ينظر إلى القط ، تحرك نحوه ببطء شديد ، القط كان يمؤ مجادلا جوعه لذلك تمكن عبد القادر من القبض عليه وما هي ألا ساعة حتى تحول فيها ذلك القط الي وجبة دسمة دعا أليها عبد القادر بعض ندمائه الذين تولوا المهام الأخرى التي تستدعيها ولابد منها كي تكون هناك حلة ،طبعا دون أن يعرفوا بمصير ذلك القط ومن ذلك اليوم الذي حدث فيه ما حدث ظل عبد القادر يهتم اهتماما خاصا بالقطط. عبد الصبور استطاع أن يتخلص من شبابيك حجرته مستغلا ذلك الصيف الإنقاذي، خلع الشبابيك من الجدران وحملها علي كارو يقوده حمار اقل ما يمكن أن يوصف به هو انه مصاب بسوء تغذية كما انك لا تستطيع أن توصف مطلقا صاحب الحمار ، قبل دخوله ألي حيث زحمة الدلالة فاجأه جباة ضرائب شرهين ، اشهروا في وجهه إيصالا تهم ، لم يستطيع عبد الصبور أن يدفع ضريبة علي شبابيكه تلك التي اقتلعها من جدران حجرته فرجع بها خوفا من مصادرتها أشجار المهوقني فقدت لحالها والسبب في ذلك وصفة عملية تقول أن لحى أشجار المهوقني حين تغلي علي النار تستطيع أن تعالج داء الملاريا الذي هو منتشر وله حق المواطنة منذ أزمان بعيدة ، ولم تملك بعدها اشجار المهوقني الا ان تحقق تلك المقولة التي تقول أن الأشجار تموت واقفة . أثناء ثورة برشم كان سليمان يضحك في داخله لان اللجنة الشعبية لم تمهل حذف سبع أوقيات من السكر من بطاقته التموينية شاطبة اسم ابنه بخيت الذي توفي الاسبوع الماضي بخبث من الملاريا . حين كانت الصحف والإذاعة والتلفزيون مهتمة إلى درجة من التعب في تحليل تفاصيل الغلاء واصبح ذلك السؤال الذي يقول : هل هو غلاء ندرة أم غلاء وفرة ؟ بمثابة سؤال أزلي تنافس المتشدقون في الإجابة عليه من خلال ندوات ومؤتمرات وسنمارات ومهاترات رسمية وشعبية، حين كان يحدث كل ذلك الذي يحدث كاد متوكل أن يموت وهو يبحث عن ذلك النادر جدا واخيرا ذهب إلى أحد الخبراء الذين بفضلهم اكتسب ت الأسواق لون السواد ، اخذ ذلك الخبير متوكل إلى ركن قصي في زقاق مهجور وقال له ــ شوف يا متوكل أنا عايز أخدمك توعدني الموضوع دة يكون سر بيني وبينك ــ.
ــ جدا سرك في بير .ــ ــ يا راجل بير شنوا أنت من زمن الآبار بتحفظ سر، مافي زول يعرف يا متوكل ، لانو السرية مهمة جدا وعلي الطلاق لو أنت ما راجل أخو أخوان وتستحق الخدمة ــ ــ مشكور، مشكور جدا ربنا يقدرنا علي جزاك.ــ ــ اها خلي بالك معاي وتركب تمشي حي البروش بعد الحارة 63ولا أقول ليك يستحسن تركب تاكسي وتقول لي بتاع التاكسي ينزلك في سوق ارفع سدرك شوفت سوق خمس دقائق بس بعدو اها الأكشاك العلي يدك اليمين تخليها، في أكشاك علي يدك الشمال تمشي عليها تعد الأكشاك الكشك السادس خلي بلك السادس، آخر كشك وراهو في ميدان بتاع كوره القون القريب ليك تخليهو، تمشي علي القون التأني اها القائم العالي يدك اليمين قصادو طوالي في زقاق تدخل بالزقاق ده تمشي طوالي لحدي تلقي قدامك بيت قدامو في ثلاثة لساتك خلي بالك ثلاث لساتك، اها تدق الباب حتلقي الراجل العندو الموضوع. ــ ـ اسمو منو ؟ــ ــ يا أخي عايز بي أسمو شنو؟ ما قلت ليك يا متوكل المسألة دي سرية للغاية المهم أقول لكن عشان اساعدك حاكتب ليك مذكرة هو حيتصرف معاك .ــ ــ كتر خيرك ــ ــ بعد ذلك وريهو أنت عايز قدر شنو وما تتكلم معا هو كتير يا متوكل خلي بالك الموضوع غاية السرية ــ وتقود خطوات اللهفة متوكل إلى حيث تلك الأوصاف التي حددها ذلك الخبير . قلم الحبر السائل من نوع ابوشفاطة أو أبو أمبوبة أو أي نوع من تلك الأقلام التي أصبح وجود أوعيتها تلك الصغيرة بمثابة ميزانية مالية قد تتفوق أحيانا على سعر القلم نفسه ، هؤلاء هم أطفال الابتدائية يملأون أقلامهم من محبرة على الدكاكين الصغيرة في الأحياء بمبلغ 50 جنيها ،آسف خمسة دينارات في الحي الذي يسكنه عبد القادر لوحظ ان القطط بدأت تختفي رويدا رويدا ، بينما ظلت فكرة الأمن الغذائي تسيطر على أعضاء المجلس الوطني حتي انها بتلقائية ماكرة و ملتبسة بعض الشئ قد تحولت من كثرة تكرارها الي ـ الغذاء الامني ـ لاسيما ان مسئولا كبيرا في الامن كان نال درجة الدكتوراة في موضوع الامن الغذائي . ها هي القرود في جنوب السودان تتقدم المجاهدين في حربهم ضد الكفار كي تفجر الألغام منحازة الى كل ذلك النقاء الديني الذي يشع من وجود المجاهدين منيرا ظلمة تلك الغابات الحالكة . " عبد الصبور " استطاع أن يتخلص من شبابيكه بأن باعها لاحد النجارين الذي جردها في عقله إلي الخشب ونزع عنها كل ذكريات " عبد الصبور " معها مقابل دينارات لا تسمن ولا تغني من جوع . تهرب الحافلات من أفواج الطلبة والطالبات الخارجين والخارجات من المدارس في تلك الظهيرة الحارقة لان نصف قيمة التذكرة التي يدفعها الطلبة والطالبات بمثابة خسارة لا تستطيع مطلقا ان تنحاز للتعليم الذي فقد مجانيته . التلفزيون يعلن عن قبر يتكلم في منطقة الدخينات ،تناقلت هذا الخبر و من ثم تنافست حول نشره الصحف ، قبلها كانت هناك صورة في احدي الصحف تظهر فيها لافتة مكتوب عليها ـ الدخينات تحذر امريكا وللمرة الثانية قاضي محكمة شوهد وهو يتسول في شارع خفي ، كان في حاجة إلي مائة دينار آسف ألف جنيه . بوليس حركة يفتعل مشكلة في موقف الحافلات أمام بوستة أم درمان كي يتم تغطية المشكلة بعدد من الدينارات ،في مستشفى التجاني الماحي واجه أحد اولئك المجانين الظرفاء عدد من طالبات الأحفاد اللاتي قد تم تقديمه اليهن كنموذج للدراسة ، نظر المجنون في وجوههن وبعقلية حسابية دقيقة قال : السؤال بي ميتين دينار . خرج عصام من الحافلة مقذوفا وبشدة لانه كان متآلفا مع هروبه من أن يدفع أجرة جارتهم وبنتها كما يفعل عادة السودانيون . اقتحمت عربة البوليس فناء كلية الأحفاد الجامعية للبنات وطارد أفراد ما يسمى بالشرطة الشعبية ، الطالبات اللاتي يلبسن أزياء لا تنتمي الى فكرة التوجه الحضاري كما أن الطالبات اللاتي اطلقن شعورهن داخل فناء الجامعة قد عوملن معاملة خاصة من أفراد الشرطة الشعبية التي أصبحت مهام الحشمة هي إحدى مهامها الحضارية وتحركت تلك العربة الدخيلة على فناء الكلية وصرخات الطالبات والسافرات اللواتي على ظهرها تختلط بصيحات الناجيات من تهمة السفور ومما لا شك فيه أن قسم البوليس الذي وصلت إليه العربة قد ضج بكل ذلك الحضور النهاري الجميل . " عبد الصبور" يتخلص من سجادة قديمة ومكواة وتلفزيون معطوب . سريرين وسجادة كانت لجدته من وراءه زوجته كان قد تخلص من دبلة خطوبته مقايضاً لها بكيلو لحم ضان تلك الفتاة بت القبايل ، بت الأصول التي أشارت للعربة الكريسيدا المتهادية في أحد شوارع الخرطوم ، الخرطوم بالليل على طريقة ياعم معاك كإشارة حميمة بمعنى autostop لم تعد هي تلك الفتاة لانها أدمنت انتظار تلك الكريسيدا فخرجت من زمرة ناس " يا عم معاك " وتنوعت على أناملها الرقيقة الدينارات . اهتزت الأرض من إحدى الساعات الأولى من إحدى صباحات 1993م ، أنها الأرض قد زلزل زلزالها، علق أحدهم قائلا : ما هي الأرض قد اهتزت فمتى يهتز هؤلاء البشر ؟ نفس ذلك المذياع الذي وصف الزلزال الذي حدث في مصر أنه غضب من الله وصف ذلك الذي حدث في السودان وبدون خجل أنه امتحان من الله . وصل متوكل الى سوق ارفع سدرك وتابع وصف ذلك الخيبر حتى وصل الى حيث ذلك الباب الذي أمامه اللساتك التلاتة ، طرق الباب .. طرق حتى جاءه ذلك الرجل ،أعطاه متوكل المذكرة التي كتبها ذلك الخبير ، قرأ الرجل المذكرة ونظر الى متوكل مليا ونظر اليه شذرا وقال ــ عارف انو الموضوع ده سري جداً ؟ ــ ــ أيوة جداًــ ــ طيب عايز كم ؟ ــ ــ عايز عشرة ــ ــ لا عشرة كتيرة خمسة وبس ، بعدين القطعة بعشرين دينار ــ ــ يعني ميتين جنيه ــ ــ عليك نور ــ ــ طيب ما في مشكلة ــ
كل الأحياء السكنية في العاصمة القومية نتثر الرماد قبل الغروب على عتبات الأبواب وعلى الحوائط أسفلها في شكل شريط من الرماد وذلك لان هناك وحش بستة أرجل ووجه غريب وأيادي اخطبوطية ورأس ذئب وذنب تمساح يتجول داخل العاصمة القومية ، يشاهد في امبدة بينما يكون في نفس الوقت في الدروشاب حتي الاحياء العشوائية تلك التي تختفي فيها الأبواب وعتباتها وتأخذ فيها الحوائط أشكالا من الكرتون والجوالات لم تنس أن تنثر الرماد كي يحيط بمساحتها المتواضعة ، قيل أن الوحش يخاف من رؤية الرماد ، الرماد هو الشيء الوحيد الذي يجعل هذا الوحش بعيدا عن الناس ، سمع أحد أصحاب المزاج عن هذا الوحش الذي يخاف من الرماد فعلق قائلا : هو ده أصلو وحش ولا حماد استنادا على المقولة التي تقول : الرماد كال حماد طبعا الخيل تجقلب والشكر لي حماد . أقسم " عباس الوناس " أنه شاهد فرح ود تكتوك والحنين والخضر وبلة يقفون في صف التأشيرة ، سأله نديم حميم في مجلسه ـ ود تكتوك والخضر والحنين ديل عرفناهم بلة ده منو ؟ رد عليه عباس الوناس قائلا : مش في مثل بقول يحلنا الحل بلة من القيد والمذلة بس بلة ده ذاتو . دخل الرجل الى الداخل وجاء يحمل كيسا في يده ، متوكل أعطاه 1000 جنيه يعني مية دينار ، وقبل أن يعطيه الرجل ذلك الكيس ، نظر إليه شذرا وبعيون تحاول أن تكثف ذلك الحذر ، وقال الرجل ــ متوكل خلي بالك الموضوع ده سري جداً لأنو الرغيف ما بنبيعو لأي زول . " عبد الصبور " تخلص من كل شئ وها هو أخيرا يبحث عن عتلة لدى الجيران كي يهدم حائط منزله الجانبي لجمع الطوب بين ذلك الركام ويتخلص منه لان ألف الطوب قد تجاوز العشرة آلاف دينار ، يعني مية ألف جنيه ، حتما " عبد الصبور " لا يمكنه أن يعيش بلا طعام هو ليس نورانيا . ها قد جاء اوائك الذين يحولون المأتم الى أفراح ، الى أعراس ،جاءوا الي الحي بعرباتهم و هتافاتهم ،لا بأس أنها سيرة عرس الشهيد ،اقتحموا صيوان العزاء ، دخلوا الى داخل المنزل وأخيرا استطاع المذيع التلفزيوني أن يقتلع زغرودة من أم الشهيد تبعها تشنج من الهتافات ، حاجه ـ آمنة ـ لم تستطع أن تزغرد على موت ابنها ولكنها بدلا من ذلك كالت التراب على رأسها الكاشف الأمر الذي جعل المذيع يهرب من أمامها وهي تلاحقه بالشتائم . بدا وجه " عبد القادر " يتحور تدريجيا حتى انه اصبح يشبه وجوه القطط التي أكلها بينما تناثرت في الشوارع لافتات ضخمة مكتوب عليها ، من يملك قوته لا يملك قراره ، أشهر " عبد القادر " ابتسامة قططية الأمر الذي جعله حين دخل بسبب فضول رخيص لا يملك القدرة على تنفيذ حتى التجارة البكماء ، دخل " عبد القادر " السوبر ماركت وحين نظر الى رجل بدين وعمامته تعلن وبشكل واضح عن وضعه الاقتصادي ، كان ذلك الرجل يشتري ويشتري ويشتري بينما " عبد القادر " ينظر إليه وبتلك الذاكرة القططية ويراه ووجه قد تحول الى وجه قط ولكنه أليف برغم ذلك بدأ يستأنس فكرته امام هذا القط الذي أمامه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 7 ساعات مع يحي فضل الله بأمستردام - الاحد 4 يوليو 2011 (Re: خدر)
|
استلاب
خبرينى والمساء الشاحب الخطوات يحترف التعب.. ورحيل أغنيةٍ توشوشُ فى خبايا الإنتظار تضيع منى كى اجاذب كل أطراف الزمان أهدهد الكلمات لا أقوى على شىءٍ من الذكرى وهذا العقلُ متعب رجوع الدرب .. لا يفضى إليك ولا إلى اللغةِ الصريحة كى أحدد ما تبقى من رحيقك فى مسام الروح .. والجسد إشتعال وهذا النبض .. أتعب ********* وتلك الخطوة إبتعدت عن الصحو المكمِّل للحقيقة أغلقت بالخبث أبواب الوضوح زيفت صوت المغنى عهرت لغة النشيد ضيعت حلم الصبايا .. فى طوابير الرغيف غيبت حلم الطفولة أنهكت حزن الشيوخ همشت منك .. القضايا فى إحتمالك للتواصل والمرابون إستباحوا هذه الأرض الحلوب فيا جميلة .. خبرينى كيف بددنا الكذوب فى انتظارك بالكذوب ثم إنّا لم نعد ندرى بأنا مذ حملناكِ .. جنينا قد نسينا أن نضع فيه الملامح كى نحددما فعلنا بانعتاقك لو سـُئلنا كيف ضيعنا إنبهارك بالخصوبة وأرتضينا أن نسلم للعساكر من ثمارك ما يطيب
__________ كلمات يحي فضل الله الحان و غناء مصطفي سيد احمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 7 ساعات مع يحي فضل الله بأمستردام - الاحد 4 يوليو 2011 (Re: خدر)
|
العزيز طارق
تحية و شوق
حاسة لمس يحيى فضل الله قطة بيضاء، لا ليست بيضاء تماما، هناك بقع سوداء على فروها الناعم، الأبيض في كل مكان، محاصر أنا بالأبيض، تلال من الجليد متناثرة هنا وهناك، بيضاء عتبات البيوت وسقوفها، حتي الأشجار فقدت سطوتها الخضراء وثقلت أغصانها بالجليد، ليست كل الأشجار لان منها من يبس وتعري من خضرته وحدها شجرة عيد الميلاد من جادلت بخضرتها الدائمة هذا البياض الحتمي فمالت فروعها بثقل الجليد، كأنها تستعد لممارسة قداستها بتحمل هذا العبء، أتاوا، مدينة تعرف كيف تشهر كرنفالها الأبيض في الشتاء. قطة جارتنا التي تجلس باسترخاء على عتبة البيت حينما ينتصف الليل، منتصفه تماما، جارتنا، لا أراها أبدا إلا في سياق هذا الزمن، منتصف الليل، أو بعده بقليل، يبدو لي ذلك لأنها تعمل في وردية ليلية لا تتيح لها أن تجلس على عتبة بيتها وباسترخاء أليف إلا في هذا الزمن تحديدا، هي تعمل في احدي المتاجر الكبرى، عادة ما تجلس على عتبة بيتها في الصيف ولكن في هذا الليل الشاتي الأبيض هي الآن تقف على عتبة بيتها وتركت شعرها الأشقر الغزير المصمم بفوضى متعمدة ان يمارس خبرته الحريفة مع برودة الطقس بينما يتولي البالطو الصوفي الأحمر مهام تدفئة جسدها الممشوق، لاحظت انه ممشوق في الصيف، الصيف في كندا له سطوته العارية، نزعت جارتي قفازها، قفاز اليد اليمني واحتفظت به على يدها اليسرى التي لم تنزع عنها قفازها، استندت بميلان جميل على درابزين حديدي على جانب من عتبة بيتها وكانت تدخن باسترخاء أليف. منسحبا من ضجري، ملأت كاسي بعد أن انتشيت بعذوبة عبد العزيز داؤد الغنائية أصلو الغزال في طبعو من كل شئ هواب كنت انوي الخروج، رغبة كثيفة في التدخين، حنين عارم يجتاحني وأنا أتأمل وبتذوق شجي ترانيم عود برعي محمد دفع الله وصوت أبو داؤد يلوم شادن العمراب. تركت الباب الخلفي الذي يؤدي إلى الحوش الصغير مواربا وأنا أقف على العتبة ولكنه الحوش كان محتلا بالجليد، الأبيض في كل مكان، حتي الليل أبيض، بل داكن البياض، منهزما تجاه الأبيض، عبرت الصالة بعد أن أغلقت الباب الخلفي، خرجت أدخن على عتبة الباب الأمامي. لم أجدها، جارتنا، لكني وجدتها، القطة، تلك المدللة، تجلس باسترخاء، استرخاء أليف، على عتبة البيت، باب البيت، بيت جارتنا، وحين كنت أحاول تفجير المشهد مستخرجا من فمي صفيرا منغما له من الحنين علائق، صفرت لها، القطة، فاجأتني، ناعمة جاءت، وحين مررت أصابعي على فروها الناعم أحسست بدفقة من الدفء لم تمنحني إياها كمية الملابس الكثيرة التي أرتديها من أخمص قدمي حتي الرأس، دفقة من دفء كثيف حميم. فتحت جارتنا بابها، انحنت، غطي شعرها الأشقر وجهها فنفضته إلى الوراء، مسحت على فرو قطتها الناعم بأصابع يدها اليمني بينما أصابع اليسرى متجهة بالسيجارة إلى فمها، يبدو أنها نست أو تناست أن ترتدي قفازاتها. صفرت مستدعيا لحن أغنية من عيونك يا غزالي لعثمان حسين، هرولت نحوي القطة، انحنيت ومررت أصابعي على فروها الناعم، امتصت جارتنا أنفاس من سيجارتها وحين انعكس ضوء سيارة مقتربة من الفسحة التي أمام البيوت على وجهها عبرت قطتها أصابعي وهرولت نحوها. صفرت هذه المرة مستدعيا خضر بشير تحديدا أغنية الله فوق زوزو وكنت قد أطفأت سيجارتي، جاءتني القطة ومنحتني ذلك الدفء، جارتي أشعلت سيجارة أخرى، لاحظت ان السيجارة أيضا بيضاء ومن بين ل! هب الولاعة الرقيق لاحظت أنها نظرت إلى ووجهها يلوح بابتسامة واضحة وصفرت بفمها ما يشبه لدي صفارة الكاوبوي فهرولت نحوها القطة وحين وصلتها مررت أصابعها، أصابع اليسرى هذه المرة، على فروها الناعم. أشعلت سيجارة أخرى كي ابرر وقفتي على عتبة الباب في هذا الطقس البارد جدا وصفرت بلحن الأماني العذبة لخليل إسماعيل فجاءتني القطة ناعمة وأخذت منها ما يكفي من دفء، وصفرت جارتنا بلحن ناعم أيضا فهرولت إليها القطة ومررت عليها أصابعها ومررت إلى ابتسامة أكثر وضوحا هذه المرة. هكذا، اصفر بفمي، تأتيني القطة، امرر أصابعي على فروها، تصفر جارتي بفمها فتذهب إليها قطتها وتمرر عليها أصابعها. اصفر أنا وتصفر هي والليل الأبيض شاهدا على هذه التفاصيل السرية والقطة تروح وتجئ حاملة لمسات أصابعي إلى جارتي وتعود إلى حاملة لمسات أصابعها فكان أن أشعلنا الكثير من السيجار واشتعل بيننا الكثيف من علائق الدفء. حدثت جارتنا قطتها بانجليزية مسترخية، أيضا استرخاء أليف، أمرت جارتنا قطتها بالدخول، انسحبت القطة بنعومة عابرة لمسات أصابعي على فروها الناعم، لم تنس جارتنا أن تمنح فرو قطتها ربتة بأصابع سريعة اللمس وتمنت لها ليلة سعيدة بانجليزية مسترخية، لا مفر من انه استرخاء أليف. القطة في الداخل وأنا وهي نحاول أن نجادل برودة هذا الخارج، الخارج الأبيض. جليد كثير تساقط بعد أن دخلت جارتنا إلى الداخل، حبات الجليد البيضاء تمتص الضوء قبل سقوطها على الأرض التي تراكم عليها البياض، حركة الحبات البيضاء تغطي فضاء المشهد بتوتر كريستالي ناعم، من بين هذا الغشاء الأبيض لمحت القطة تجلس على النافذة والضوء على فروها الناعم يشف، لا ادري، لماذا خيل لي أن القطة قد أشعلت سيجارتها؟ خيل لي أنها وحيدة، القطة وحيدة وأنها تشتهي ملامسة أصابعي على فروها الناعم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 7 ساعات مع يحي فضل الله بأمستردام - الاحد 4 يوليو 2011 (Re: الرشيد محمد الخير)
|
الداخل الحي - الخارج الميت يحيى فضل الله الله أكبر بذلك الخوف الأبي تجاه الموت ترتجف الأصوات مرددة التكبيرة الأولى في صلاة الجنازة، مساء حزين، ريح متكاسلة تلامس شواهد القبر مكثفة ذلك الخوف الأبدي الميتافيزيقي، قلوب واجفة، نباح كلاب بعيد، نجوم تحاول أن تخترق شبكة الغبار التي تحاصر الأفق فتبدو النجوم شفيفة وشاحبة شحوب هذه اللحظة التي تحول فيها ذلك الضحوك الساخر إلى معنى غريب للغياب، صوت الثاكلات لا يملك إلا استمرار متخذا مختلف النبرات رغم هذا الاختلاف المتباين في الأصوات إلا إن أنين(بثينة) شقيقة بابكر الصغرى. كان أنينا متواصلا ومتأهلا بذلك الحزن الفاضح وتلك الحسرة التي يبدو أنها لا تنتهي، لم تستطع والدته حاجة (التاية) ان تحتمل هذا الغياب المفاجئ لابنها فنفت وعيها بعيداً وفقدت حتى تلك القدرة التي يتميز بها الهذيان، غابت الحاجة (تاية) عن وعيها في اللحظة التي عرفت أن أبنها (بابكر) قد ذهب هناك الى حيث لا عودة. (الله اكبر) وقف (عصمت) خارج ذهنه تماما وقف من ضمن المصلين في الصف الثالث، كان يتجول بعيدا هناك حيث تحتفظ الذاكرة بتفاصيل صديقه(بابكر)، لا يملك حتى إمكانية أن يردد مع المرددين يتصيب منه العرق وتصب في دواخله أنهار من اللوعة والحزن و تتبعثر حيويته أمام غموض التساؤلات والحيرة تجاه تلك الحقائق المطلقة التي يقذف بها الموت في وجه الحياة و عنفوانها.، تشرخ أصوات الثاكلات خواطره المتعبة، يحدق هناك في فراغ لا نهائي، ينسي تماما ان يشارك بصوته الذي انسحب الى الداخل، شواهد القبور أمام عينيه يهرب منها متعلقا بغبار الأفق، ينظر بلا معنى نحو أضواء المدينة البعيدة، يحتل جسده ارتجاف غامض ومخيف، تضيع منه حروف الكلمات فيتحرك في منطقة ذهنية خالية من التفكير المرتب، يهذي هناك حيث تختفي قيود المنطق. حيث لا يمكن أن يتصور أحد. لا أحد يملك حق أن تكون هناك تفسيرات. عذاب مثقل يجثم على العقل ويخربش بأنياب حادة في الأنسجة التي تحرض على الحياة. تخلت تلك الريح عن كسلها واختفت النجوم خلف مظلة كثيفة من الغبار الهائج، أكياس النايلون تتطاير وتلوذ بتلك الأشجار الشوكية المتناثرة بين القبور، الطيور التي ألفت المكان استلفت أصواتها ذلك النواح المحتج على ما يحدث، نباح الكلاب البعيد يتزايد، الريح تحكمت في تلوين أصوات الثاكلات وكأن الريح قد حرضتها علي الصراخ المؤلم، ضجة تلك الأصوات المتباينة كانت لاتعني شيئا أمام صراخ الدواخل العنيفة، من بين دموعه كان (عصمت) يحاول أن يلجأ إلى ذاكرته ومنزويا في الأقاصي البعيدة للخواطر. نقاء الدموع تلوث بغبار حرقته الرافضة تماما لفكرة غياب (بابكر) الأزلي، يراه هناك متجولا بحيويته الأليفة في كافتيريا الجامعة يملا المكان بضحكاته وصرخاته ذات الألفة الحميمة .يري بابكر وقد اقترب منه هامسا ((عصمت تعال تابع معاي المشهد دة)). دائما ما كان (بابكر) يحاول أن يحول التفاصيل إلى مغزى عميق، كان صاحب لسان لاذع، عقلية نقدية حادة تجاه كل الأمور، صريحا وفاضحا، يدخل مباشرة إلى حيث يكمن جوهر الموضوع. ((في شنو يا بابكر؟)) ((يقول ليك تعال معاي)) ((جدا، بس أوع يكون مقلب)) ((مقلب شنو، يقول لك تعال)) تحركا نحو تلك المنضدة التي اختارها كموقع للمراقبة، أشار ل (عصمت) بطرف خفي نحو المنضدة المقابلة لهما، أنتبه (عصمت) لطالب وطالبة كانا يتناجيان (بابكر) في أذن (عصمت) ((تابع حركة عيونها)) وأضاف بعربية رصينة قائلا ((أنها تنطلق بالهوى)) كانت الفتاة تتحدث وكأنها تغني، يكفي أن تنظر في عينيها لتعرف ماذا تقول، تتحرك فيها العيون بالمعني الواضح والخفي من خلال غلاله شفافة من الإيحاء الأنثوي الذي قرر أن يجتذب بتعقيدية انفعالات الذكر التي لا تجيد فن الإخفاء. ((لاحظ لون اليد وقارن بلون الوش، من فوق مصرية ومن تحت زنجية)) ويضحك(بابكر) ضحكة مكتومة، كان الشاب لا يملك إزاء ثرثرة العيون إلا الإستسلام كان يوافق علي كل شيء، لا يعترض أبدا، تثرثر الفتاة ويضحك (بابكر) بحشرجة خفيفة ويقول ((بلاهي شوف الانتيكة ده مستحمل البراية دي كيف)) نهض الشاب، تلك الفتاة لم تتوقف إذا التفتت خلفها وواصلت ثرثرتها مع شاب آخر كان يقف هناك عاد الشاب يحمل معه قرطاسين من التسالي جلس في مكانه وتدفقت تلك الثرثرة نحوه أعطى الشاب قرطاسي التسالي للفتاة، (بابكر) يهمس ((لاحظت يا عصمت بعد الأناقة دي كلها اشتري ليها تسالي يا غالي)) استلمت الفتاة التسالي وسرعان ما بدأت فرقعة خفيفة تتخلل حديثها المتصل والشاب يسمع فقط ويوافق علي كل شئ، اخرج الشاب منديلا من جيبه، مسح به علي جبينه، ارجع المنديل ومد يده نحو الفتاة كي تعطيه ما تيسر من التسالي وهنا دخل (بابكر) في جوهر الموضوع ودون أي مقدمات صرخ في وجه الشاب قائلا ((ليه، ما أنت اشتريت قرطاسين ما تشيل واحد وتديها واحد ليه تديها الاثنين؟ وبعد ذلك تمد يدك تقولها أديني؟ ما معقول اسمح لي أقول ليك يا شاب أنت من النوع البعدين هيسلم ماهيتو كلها)) ضحك (عصمت) من خلال دموعه التي هربت من العيون واختارت أن تتقاطر في الدواخل، كاد أن يضحك بصوت عال ولكنه انتبه إلى الأصوات الجماعية التي هدرت بالتكبير. (الله اكبر) يهرب سريعا من كل ما يوقظ هذا الواقع، يري بين تجاويف الذاكرة مدرج الفلسفة حين جاء ذلك الأستاذ داخلا المدرج، كان الأستاذ مولعا بمناهج التفكيك، بكل الطموح الفلسفي كان يحاول دائما إثارة الاسئلة، الاسئلة الغريبة، مداخله إلى المحاضرة كانت دائما تتسم بالغرابة التي تثير من النقاشات مايكفي تمام لتأكيد مبدأ الغموض الذي يقود إلى الكشف، دخل ذلك الأستاذ إلى المدرج حمل قطعة طباشير واتجه نحو السبورة ووضع نقطة بيضاء في الوسط تماما من السبورة والتفت نحو الطلبة قائلا: ((شايفين النقطة دي؟ عايز واحد يتكلم عنها من وجه نظر بس النقطة دي يعني شنوا)) ترتعد أوصال (عصمت) وترتجف لهدير الأصوات التي تعيده قسرا إلى واقع اللحظة الميتة، يصر على ذاكرته، يري فيما يرى الأستاذ يبحث بتلك النقطة البيضاء على سواد السبورة عن متحدث جرئ تدخلت أصوات الطلاب في شكل همهمات مبهمة يأتي صوت الأستاذ مصرا على أمر النقطة: ((يا شباب النقطة دي بتعني ليكم شنوا؟ بدون تعقيدات أنا عايز الانطباع الأول ما في زول عايز يتكلم؟)) بابكر يفرقع اصابعه ((ايوة أتفضل)) ((ضروري يا أستاذ نتكلم عن النقطة دي؟)) ((بالضرورة)) ((ممكن طلب بسيط؟)) ((جدا أتفضل)) ((لو سمحت يا أستاذ النقطة دي ممكن تقلبا لينا بالجهة التانية؟)) وانفجر المدرج بالضحك وضحك (عصمت) ضحكة معلنة تنتمي إلى الداخل الحي ولوثت ضحكته هذا الخارج الميت، ضحك بصوت عال، اهتز الصف الثالث في صلاة الجنازة، امتد الضحك انكسر وقار الموت الهيبة وابتذلت صفات الموت النبيلة، امتدت ضحكة (عصمت) جلجلت وطفت على صوت الريح والثاكلات وتوقفت تفاصيل صلاة الجنازة وفقدت صفوف المصلين ذلك الانتظام المهيب، تبعثر المصلون امسك بعضهم بتلابيب عصمت ولكنهم لم يمسكوا ضحكته التي أخذت تعلو وتعلو وانفلت (عصمت)، هرول نحو جنازة (بابكر) تسبقه ضحكته الناشرة والمعلنة رفضها للأمر، هرول (عصمت) نحو عنقريب الجنازة وبغتة وبدون أن يتوقع أحد امسك (عصمت) بالعنقريب وقلبه لتسقط جنازة (بابكر) على الأرض، تدحرجت الجنازة على الأرض وبكل ضحكته وقع (عصمت)عليها كان يضحك ويبحث عن (بابكر) من خلال كتلة البياض التي تحيطه وتكفنه، هز (عصمت) جسد (بابكر) الميت، يبحث فيه عن تلك الحياة ويضحك ويضحك ويضحك وكانت ضحكته قد اختلطت بأصوات نحيب رجالية عميقة، خلص بعض الحاضرين (عصمت) وضحكته المستمرة من جنازة(بابكر) بمشقة عظيمة، حمل (عصمت) إلى البيت بعد أن امتدت ضحكته إلى كل البيوت والدروب والشوارع ولوثت أثير الليل بالحسرة والحزن وبالمعني العميق الذي يمكن في تضادها المعلن. وفي ظهيرة ذلك اليوم عاد (بابكر) من الجامعة مرهقا تغدي ونام ولم يستيقظ بعدها أبدا هكذا ببساطة انسحب ذلك الضاحك الساخر من الحياة دون أي مقدمات تاركا ذلك الغياب القاسي يعذب الجميع. تم الاعتناء بحالة (عصمت ) التي رفض موت (بابكر) بتلك الضحكة المجلجلة بين القبور، تم حقنه بحقنه مهدئة في تلك الليلة المغبرة بالموت. * في الأيام التالية لذلك الحادث لاذ (عصمت) بصمت مطلق، كانت نظراته فارغة، كانت لا ترى ملامح الخارج، لا تهتم مطلقا بذلك كانت عيونه ترى هناك، تتجول في الدواخل العميقة وتجتر حياة (بابكر) رافضة نفيه في الموت كان (عصمت) في صمته يتحدث مع (بابكر)، يتجادلان في الفلسفة والجماليات ويلونان أحلام اليقظة بالضحكات وتمادت هذه الذاكرة حتى تجسدت فيها الحياة بعمق وتحولت إلى صور حية لا يراها أو يعايشها سوى (عصمت)، لذلك صمت (عصمت) لتضج منه الدواخل ارتاحت الأسرة والأصدقاء لهذا الصمت واطمأنوا أن حالته تسير إلى الأحسن وكان الخوف من تعاوده تلك الضحكة قد زال تماما. صباح الجمعة خرج (عصمت) من المنزل ووصل سوق الرواكيب اشتري طماطم وبصلا ودكوة وجرجير وعجور وشطة وكميات من الخبز وربع رطل سمسم، حمل كل ذلك في كيس واتجه إلى حيث منزل( بابكر) حيث انهما يسكنان في حي واحد، وصل منزل (بابكر)، طرق الباب، جاءته (بثينة) شقيقة (بابكر) شاحبة وحزينة، دخل المنزل لم يلاحظ الكآبة التي تسيطر على جميع من في المنزل بل أن قدومه قد كثف من الحزن ما يكفي، جلس علي بنبر بحميمة عالية ومألوفة أمام حاجة (التاية) التي كانت تحدق في فراغ لا نهائي، ناول عصمت كيس الخضار إلى حاجة (التاية) قائلا (( يلا حاجة ظبطي لينا السلطة دي، بابكر وين في الحمام ولا شنوا ؟؟؟))
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 7 ساعات مع يحي فضل الله بأمستردام - الاحد 4 يوليو 2011 (Re: الرشيد محمد الخير)
|
كـشـــــــه
يحيى فضل الله "يا شاويش علي" قفز "الشاويش علي" برغم سنواته التي قاربت الخمسين، قفز وكأنه يعلن عن شبابه، قفز من على كومر البوليس واتجه نحو الضابط، فرفع تحية بإخلاص أدمن التعود أمام الضابط "سالم". "نحن حندخل على الحلة جوه، أنت أنزل هنا كش لينا "كلتومايه" لمن نجي راجعين نلقاها هي وعدتها بره، ما تتهاون معاها أبدا، مفهوم". "مفهوم جنابك"، قالها "الشاويش علي" رافعا يده بالتحية، متأكد تماما من مهمته، واتجه نحو الاتجاه الذي يقوده إلى "انداية" كلتوماية" بينما تحرك كومر البوليس متوغلا أكثر بهديره المعروف. قبل أن يصل "الشاويش علي" الى بيت "كلتوماية" كان خبر "الكشة" قد تسرب إلى الحلة، وذلك أن الأطفال لم يتوانوا في صنع زفة صغيرة تركض خلف ذلك الكومر المشهور معلنة عن ذلك الحدث الهام، وحين شعر أفراد قوة البوليس التي تنظر باستمتاع إلى ذلك الموكب الطفولي من عل، وحين شعروا بالزهو وبجلال المهمة، كان "الشاويش علي" قد اقتحم بيت "كلتوماية" بغتة، فتح ذلك الباب الحديدي القديم ودخل مشهرا سلطته بينما كانت "كلتوماية" و"حوة بت الصيد" و"عفاف الغناية" يدخن البرنجي ويشربن القهوة بذلك الاستمتاع المعروف عادة في العصريات. "يا حليمة . كبي لينا - من قزازة الزفت ده" كان عصرا نديا أعطته الغيوم من رذاذها الخفيف دفقات من النشوة، كانت "حليمة" تنضح بالبشر وتدور حول الجميع منسابة مع الغناء وترانيم عود "أبشر" الترزي ذو الوترين فقط، بحميمية وعذوبة متناهية أصوات الكل ليتداخل معها "رجب" بائع" "الطايوق" معلنا عن نشوته العارمة. "ده منو دا؟" وهنا تأتي الإجابة منغمة بانسجام تلقائي من جميع الباحثين عن معنى النشوة. "ده العسكري". "عايز شنو؟"، يقف رجب على البنبر ويشير بيديه" "عايز يزدري"، إجابة جماعية قاطعة" "علي منو؟" يقفز "رجب" الى الأمام "على علي" كورال من العذوبة" "علي منو ؟ "، رجب يتهز بالتساؤل "الما يجينا إلا ساعة الانيشا"، يردد الجميع ويذوب صوت "رجب" مع تلك النشوة الجماعية " يا حليمة . كبي لينا - من قزازة الزفت ده." حين كان "ود السنجك" يستعد ليتداخل مع تلك الأغنية الجماعية مرددا نفس التساؤلات التي رددها "رجب" لتكتمل الأغنية في دائرتها الازلية وموضوعها الدائري والمكرر، داهم كومر البوليس المكان، اعتنى أفراد تلك القوة بالرواد الكرام واعتنى اخرون "بحليمة" حيث حملت كل الأواني التي لها علاقة بالعملية، على ظهر الكومر المشهور تكومت تلك الفرقة الغنائية، فقد عود "ابشر" الترزي أحد الوترين، "ود السنجك" اكتفى فقط بوضع "سفة" بين لسانه "رجب" مصر على حواره مع البوليس دون جدوى "عمر فارغة" يضحك برغم كل شئ "سلمان" يبحث عن فردة حذائه ويمنعه البوليس من النزول وصعدت "حليمة" مع أوانيها الفارغة والممتلئة بدون مشقة على ظهر الكومر ـ حين هم الكومر بالتحرك، نظر "رجب" إلى أحد أفراد البوليس بكل تلك الرغبة في الخلاص قائلا: -"شنو يا أخوانا انتو مصرين على المسألة دي؟"، ضاع تساؤل رجب محاطا بذلك الصمت القاسي والرسمي. في بيت "كنتوشة" كان "النور الكج" قد بدأ في إعلان الإثارة اليومي "عتوت" معروض لصاحب الحظ الذي يفوز به بواسطة "الكرتلة" عادة ما يذبح صاحب الحظ ذلك "العتوت" مشاركا الجميع في حظه و"كنتوشة" وابنتها "سميرة" كفيلتان بتجهيز الوليمة، يدور "النور الكج" "بالكرتلة" على الرواد المتناثرين هنا وهناك عارضا برنامج الإثارة على الجميع، ولا ينسى مطلقا أن يتقبل الكاسات كهدايا تنهال عليه ويحفظ كل فرد رمزه في الكرتلة بعد أن يدفع ثمن هذا الرمز الذي اختاره. في ذلك العصر أضاع كومر البوليس على ذلك الجمع المنفلت من بيت كمنتوشة متعة فتح الكرتلة لإعلان صاحب العتوت المحظوظ داهم البوليس منزل كنتوشة وصعد الجميع على ظهر الكومر بينما ظل ذلك العتوت مربوطا أمام الراكوبة واستطاع بمجهود بسيط أن يجذب طرف ملاءة قديمة كانت تحاول أن تعطي ذلك اللحاف المهترئ والمتسخ كان العتوت يمضغ طرف الملاءة مستمتعا بنجاته من ذلك الموت المرتبط بحظوظ أولئك البشر. حين خرج "رحمة الله" من بيت "مريوم" يحمل كيس الثلج في يد وفي الأخرى جردل البلاستك المعبأ بالعسلية وقف كومر البوليس أمام بيت "مريوم" حاول "رحمة الله" أن يهرب راكضا بعد أن وضع الجردل سريعا علي الأرض ولكن صوت الضابط "سالم" جعله يتراجع عن ذلك فعاد "رحمة الله" طائعا وصعد على ظهر الكومر بينما كان أولئك الذين تشرفوا من قبل بصعود ذلك السجن المتنقل يضحكون بانفلات يتأرجح المخمورين. رجب الذي يحاول دائما أن يضرب الهم بالفافة نظر إلي كيس الثلج الذي يحمله "رحمة الله" وعلق قائلا "بالثلج وكده" وضحك الجميع ماعدا أولئك الذين يتضخم في دواخلهم معنى الفضيحة. حاولت ستونا أن ترشي دون جدوى فصعدت على ظهر الكومر لاحقة بالأواني ولكنها أصرت أن ترتدي ثوبها المضغوط وان تكحل عينيها وجلست وسط زميلاتها بتأفف شديد. ((يا سهاري تعالوا شوفو ألبي الحبيبة ما قست علي.)) يدندن "عباس ركس" باستمتاع وهو يترنح في شارع السلخانة كان عائداً من قيلولته الاستشنائية التي امتدت حتى نهاية العصر حين مر به كومر البوليس محتشدا بأولئك السكارى وصانعات الخمر وقف الكومر أمامه فما كان من "عباس ركس" آلا أن رحب بتلك الوقعة ذات القصد المعروف قائلا شكرا يا شاب "دفرة لي قدام"، استغرب "ركس" لتلك الضحكات التي استقبلت سؤاله وحين صعد على ظهر الكومر بمساعدة أحد أفراد البوليس الذي كان يكتم ضحكته هنا انتبه "بوليس عديل كده ". غابت شمس ذلك اليوم لتترك الغيوم حريتها وبعد أن تلونت سماء ذلك اليوم بلون الشفق كان وقتها كومر البوليس عائد من تلك الجولة التي بسببها احتشد الفوج المتنوع من البشر على ظهره استسلم الجميع الى الأمر الواقع وفكر البعض في عواقب الأمر اختلطت أحاديث السكارى "عباس ركس" عاد بلا مبالاة الى الترنم، "ستونا" تثرثر تحاول إظهار عزتها"سميرة" ابنة "كنتوشة" الخوف يظهر في عينيها باستغراق شديد يحاول "ابشر" الترزي أن يربط الوتر المقطوع في عوده، "رحمة الله" يعاني وسط هؤلاء السكارى من وعيه ويحس بحجم الفضيحة ويفكر في الشلة التي تنتظرة، "رجب" اعتدي على كيس الثلج، "حليمة"، صامتة وتضع يدها على خدها، أفراد البوليس يحيطون بالجميع إحاطة السور بالمعصم، ،"حليمة،" تحس بالملل لأنها تحملت عبء كل تلك الجولة وهي على ظهر الكومر، "النور الكج "، بنظز الى الكارثة التي في يده ويفكر في مصير ذلك العتوت، الكومر يهدر بصوته الذي يزن في أذن الجميع مكثفا معني الجريمة، يسير بين زقاقات الحلة في رحلة عودته ويصيح الأطفال راكضين خلفه:((الكشه الكشه الكشة)). صيحات الشامتين تصاحب ركاب الكومر بتلك التجمعات الصغيرة لا يملك أولئك الباحثون عن الأخبار والحوادث ألا تلك الرغبة في التعرف على شخصيات ركاب ذلك الكومر حين وصل الكومر الى نفس ذلك المكان الذي فيه الشاويش علي ليؤدي مهمة القبض على كلتوماية، وجد الضابط سالم المكان خاليا تماما من الشاويش وكلتوماية واونيها حسب الاتفاق أمر الضابط سالم السائق بالتحرك في اتجاه بيت كلتوماية أملا في أن يكون الشاويش علي قد أدى مهمته وهو ألان ينتظر أمام البيت اعترض طريق الكومر خور عريض مما جعل الضابط سالم يأمر السائق بالوقوف لينزل هو كي يتأكد من وجود الشاويش علي أحس بأن هناك خللا في مكان ما، نظر الي يمينه لم يجد أي أثر، تحرك الى بيت كلتوماية سمع أنغام دلوكة حين وصل الى الباب الحديدي القديم، كان صوت الدلوكة قد اختلط مع غناء عذب فتح الباب رأى أول ما رأى كاب الشاويش علي ملقي على أحد البنابر وكانت عفاف الغناية تضرب على الدلوكة وتغني، حوة بت الصعيد وكلتوماية يصفقن بمتعة ويشاركن في الغناء، بينما الشاويش علي يضع الكأس على رأسه الأصلع ويتمايل طربا. وقف الضابط سالم مدة ينظر إلى الاحتفال الصغير الذي تحول فيه الشاويش علي الى راقص محترف يعرف كيف يتحكم في الكأس الذي يتوسط رأسه الأصلع استعذب الضابط صوت عفاف الغناية الشجي. ((حبيبي تعال نتلم ما دام الريد اختلط بالدم يا حبيبي)). نظر الضابط الى الكاب الملقي على المنبر الشاويش علي يرقص بمتعة متناهية دون أن تسقط الكأس من على رأسه لم يملك ألا أن يبتسم ويقفل الباب ويرجع الى حيث يقف الكومر محتشدا بضجة وثرثرة أولئك السكارى صعد الضابط سالم وجلس على المقعد الأمامي أمر السائق بالتحرك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 7 ساعات مع يحي فضل الله بأمستردام - الاحد 4 يوليو 2011 (Re: الرشيد محمد الخير)
|
تحياتي لك الاخ طارق مرة أخرى و عبرك التحية للأستاذ الصديق الخلوق يحي فضل الله العوض
تخيل يا طارق مرة و أنا طالب بجامعة الخرطوم ذهبت إليه في المسرح التجريبي (دا مكتب مسرحيين جوار الاذاعة ) طلبت منه أن يسجل لي audio قراءات شعرية تصور
طلب مني فقط مسجل Recorder وشريط كاسيت فاضي .
بعد اسبوع عدت إليه في مكتبه , كان جالس تحت الشجرة فأعطاني شريط و لا كل الشرايط
يا ضلنا
إستلاب
إلى التي فقدت حتى الملامح
يا خطوتك
مسامات الأنامل
و
قابلته العام الماضي عند زيارته لأبوظبي لتقديم عرض مسرحية مأساة يرول
و كان يحي و المجموعة عند حسن ظن الجميع
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 7 ساعات مع يحي فضل الله بأمستردام - الاحد 4 يوليو 2011 (Re: خدر)
|
خدر ازيك وتحياتي ممكن نعرف الجولة الاوروبية ترتيباتها التانية شنو ؟ امستردام ما بعيدة لكن بتكون بعيدة لمن تعرف في نفس اليوم(سلخ تقيل ) لو في طريقة اسأل استاذنا يحى عن لحدي بعد اسبوعين كدة عشان لو في طريقة الواحد يحصل ان شاء الله في تركمانستان ( الوش الخبيث ابا يجي معاي كلو كلو ) ... انت عارف ترتيبات البلدان دي كيف حاولت اشوف تذكرة رخيصة لليوم لقيتها بي 234 جنيه....
لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
|