مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 04:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-23-2011, 11:03 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين

    مدارج السالكين إلى مذكرات الرائد زين العابدين (1)

    مصطفى عبد العزيز البطل

    [email protected]

    ---------------------------------------------



    (1)

    الفضل من بعد الله لشيخنا العلامة الدكتور عبد الله حمدنا الله في كوني قضيت ساعاتٍ ماتعاتٍ طيبات مطالعاً ومراجعاً ومتأملاً فقرات وسطور مذكرات المغفور له بإذن الله الرائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر، أحد مفجري انقلاب مايو 1969م، وعضو مجلسها الثوري القيادي. تحمل المذكرات الصادرة عن مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية عنوان (مايو: سنوات الخصب والجفاف). وشيخنا يعلم عني أنني شديد الاهتمام بأدب المذكرات، لا سيما تلك التي تعالج تاريخ السودان الحديث والمعاصر. وكان الدكتور حمدنا الله قد عاجلني قبل أسابيع قلائل بمقال هجومي مباغت سفّه فيه بعض ما ورد في مقالٍ سابق لي، وسفّل بعض مواقفي ورؤاي حول الشأن العام تسفيلاً ما بعده تسفيل. ويبدو أنه فكَّر بعد ذلك في النتائج الكارثية المحتملة لعدوانه الغادر. لا سيما وأنه سمع بأنني شرعت في إعداد مقال الرد تحت عنوان كنت قد ادَّخرته، بعد أن حظر أهل الرقابة القبلية نشره في زمن سابق، وهو (عبد الله حمدنا الله كوز فالصو)، فسارع الشيخ يتدارك العواقب، مؤتزراً أُزار الحكمة الشعبية السودانية الخالدة (الإضينة دقو واعتذرلو، بأن ترسل له الكتب الجديدة)، وبعث إليّ على جناح الطائر الميمون بكتاب مذكرات الرائد زين العابدين، مع إهداءٍ لطيف. أطال الله عمر شيخنا، وأدام فضله، ونفعنا بعلمه.

    (2)

    مما عظّم السياسي الوطني والقانوني الضليع الدكتور أمين مكي مدني في عين رأسي، عندما عرفته للمرة الأولى، وعاصرته وزيراً في حكومة انتفاضة 1985م، أنه كان الوحيد من أعضاء مجلس الوزراء الذي اعترض رسمياً على تشكيل المحكمة التي عرفت باسم "محكمة مدبري انقلاب مايو 1969م"، وذلك عندما تقدم بمقترح تشكيلها النائب العام آنذاك الأستاذ عمر عبد العاطي. كان الدكتور أمين واضحاً ومباشراً وهو يعبر عن اعتقاده بأن المساحة التي طرقها النائب العام تنبسط فوق منطقة رمال متحركة يجمُل بالحكومة تفاديها خاصة في ظرف ما بعد الانتفاضة الأبريلية الحساس، الذي غطّت سماءه سحب الأزمات المتكاثفة. كما أن شعب السودان - شئنا أم أبينا - منح مايو شرعية كاملة عندما أيّدها، في مبتدأ أمرها ومقتبل عمرها، تأييداً كاسحاً لا يغيب عن بصر أي معاصرٍ منصف. تجلَّى ذلك في موكب الثاني من يونيو 1969م، الذي لم تعرف الخرطوم نظيراً له قبلاً ولا بعدا، وانخرط غالب المثقفين في صفوف "الثورة" وساندوها بغير تحفظ. وكان من رأيه أن تصوَّب حكومة الانتفاضة بصرها باتجاه صور الفساد والتخريب وممارساته، فتأخذ بناصية المسؤولين عنه مسؤولية مباشرة، دون التورط في محاكمات سياسية خلافية مفتوحة يصعب التكهن بمآلاتها، فتضر ولا تنفع. وقد صدقت الأيام رؤى الرجل الثواقب ومواقفه البصيرة، إذ جاءت المحاكمة التي أجازت أمرها بعد ذلك حكومة الانتفاضة وبالاً على الكثيرين، ولم يجنِ السودان من ورائها خيراً. فقد نكأت جروحاً غائرة، ورفعت غلالاتٍ ساترة، وفضحت رجالاً كنا نظنهم من الأخيار.

    كان الرائد زين العابدين قد بدا، وهو أسير القفص في تلك المحاكمة، أسداً هصوراً تصدَّى بكلماتٍ قوية، ما زال صداها يرن في الأفق ويخترق الآذان، لنفاق المنافقين وتدليس المدلسين. كيف لا وهو العارف الخبير الذي عرك سنوات الخصب والجفاف في مايو، وخبِر نصف مثقفي السودان ومتعلميه، وأعيانه ورموزه، وتأملهم بعينه الفاحصة وهم يردون مُشرع مايو، ويعبّون من نهرها الرقراق في هناءٍ وحبور، ويلهطون على موائدها الفالوذج بالفستق المقشور، قبل أن يقفزوا من سفينتها الغارقة، ويلتحقوا بالجديد المدخور.

    وفي كتاب مذكراته يسير الراحل ذات سيرته أوان المحاكمة الشهيرة إلى حدٍ كبير، وهو يعرض الوقائع من وجهة نظره، ويعالج الفصول والمواسم التي عاظل فيها برد مايو وحرّها، وعاصر دنياواتها مقبلةً ومدبرة. غير أن لنا في مواجهة بعض ما جاء في سيرة الرجل المدونة والمبذولة على قارعة التاريخ ملاحظات وتحفظات ومآخذ بالغة الجدية، ووقفات كبار، سنعرض لها تباعاً ضمن هذه السلسلة. لا تقدح ملاحظاتنا ووقفاتنا في شيء من عظيم تقديرنا للراحل الكريم، وتوقيرنا لسيرته الوطنية، ولا ينبغي لها. وهو الرجل الذي نعلم يقيناً أنه أحب السودان، وحمله في سويداء الفؤاد، فنهض في حيز تاريخي معين، بدورٍ يستوعبه تماماً - برغم كل ما قيل وما يمكن أن يقال - فضاء الزمان الثوري في ستينات القرن العشرين، عهد ارتفاع الرايات الاشتراكية والقومية، وتنامي دور الجيوش الوطنية المتصدية لقيادة الأمم في دورب الثورات الكبرى.ٍ آمن الراحل أن من شأن وفائه بذلك الدور أن يحمي ذمار الوطن، ويرتقي به مدارج الجوزاء، ويرفع ذكره بين الورى. وقد صدقته الأيام تصديقاً، ثم كذبته تكذيباً. بذلت له من مجدها وعنفوانها، ثم استدارت فقلبت له ولأحلامه وتصوراته ظهر المجن. فإذا الظنُّ غير الحق، والظن لا يغني عن الحق شيئا، واإذا النظارات غير الدبارات، وإذا الفكرُ غير العمل، وإذا الخيبة وسوء المنقلب هما دقيق الأيام وزيتها وخبزها المحروق. لم يستنكف الرجل أن يقر بذلك كله في صفحات مذكراته وسطورها، بل انه لم يخرج أصلاً في طلب الريشة والمحبرة إلا لكي يقر بذلك كله ويثبته في لوح التاريخ!

    لا مندوحة إذن من أن نسجل يقيننا بأن مذكرات الرجل التمست الصدق في روحها، وتوخته في خويصة قلبها. لا نرتاب قط في أن صاحبها كتبها وفي روعه قول ناصح العربان: (وما من كاتبٍ إلا سيفنى/ ويبقى الدهرُ ما كتبت يداه / ولا تكتب بكفّك غير شيء / يسرُّك في القيامةِ أن تراه). ولكن أهواء النفوس غلابة، ورغائبها خلاّبة، ترزؤنا نحن ولد آدم وإن التمسنا التجرد، ونشدنا الصدق وخرجنا في طلبه، فتنال من عضد حبنا للحقيقة وولائنا لها وبيعتنا لسلطانها، وتلقي بظلالها على أمانة الشهادة للناس وعلى الناس. ولا عجب. صاحبنا - رحمه الله - بشرٌ من البشر، خلقه الله من طينٍ ومشاعر. والإنسان هو الإنسان. كان منذ رسم خطاه على درب الزمان، وسيظل حتى يشخص أمام خالقه يوم الميزان. ولهذا قال ربك في التنزيل المجيد: (‏‏وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا)‏‏ ‏[‏الكهف‏:‏ 54‏]‏‏.

    (3)

    الخلاف التاريخي والانقسام الذي شهده العام الأول لانقلاب مايو، وانتهى بطرد وتجريد ثلاثة من عناصر مجلس قيادة الثورة، المحسوبين على الحزب الشيوعي السوداني، من عضوية المجلس يأخذ مكاناً علياً في المذكرات. وهو أمر مفهوم تماماً، إذ إن ذلك الخلاف يشكل الأساس لأحداث كبرى غيرت مسار مايو وأسلكتها دروباً غير التي أرادها الثوار في بداية أمرهم. أدهشني في إشارات المؤلف لبعض الجوانب الشخصية لرصفائه من أبطال تلك الأحداث أن مرارات الماضي بقيت حاضرة، تظلل بعض رواياته للأحداث، رغم أنه شرع في كتابة المذكرات بعد أكثر من ثلاثة عقود على تلك الصراعات المؤسفة التي انتهت بإعدام بعض زملائه الأقربين، وكان الظن أن تخفف تلك العقود الثلاثة من عكار النفوس وتردها الى صفاء التجرد والعدل. جاء في المذكرات عن المقدم بابكر النور عثمان عضو مجلس قيادة ثورة مايو، ثم رئيس مجلس قيادة ثورة انقلاب يوليو المندحر، رواية يبدو أن المراد منها أن يستدل القارئ إلى أن الأخير كان يفتقر إلى الشجاعة الكاملة وروح الإقدام ويرتقي بمعيار سلامته الشخصية فوق كل معيار. وفقاً للعرض الذي تقدمه المذكرات فإن المقدم بابكر النور لم يكن مشاركاً في الانقلاب، وقد سمع اسمه في عضوية مجلس قيادة الثورة من الإذاعة صباح الخامس والعشرين من مايو 1969م. جميل. ماذا فعل المقدم بابكر النور عندما استمع الى البيانات الأولى من المذياع وعلم بأنه أصبح عضواً في مجلس قيادة الانقلاب؟ وفقاً لرواية زين العابدين فإنه: (لبس بذلته العسكرية، وذهب الى منزل جاره العقيد مهندس صلاح الدين إبراهيم أحمد). لماذا يذهب المقدم بابكر النور الى منزل جاره ذلك الصباح بدلاً من أن يهرع الى القيادة العامة؟ التفسير عند زين العابدين هو: (لعل بابكر قد تحوط للأمر بإيجاد شاهد على عدم اشتراكه في الانقلاب، فيما لو فشلت الحركة). إذن الهم الأساسي للمقدم بابكر النور لم يكن هو الثورة ونجاحها، وإلا لاندفع الى مواقع القيادة والخطر ليذود عن الثورة ويثبت أقدامها، بل كان همه هو حياته الشخصية وحمايتها، ولهذا كان أول ما فكر فيه هو البحث عن شهود يشهدون بأنه لم يكن مشاركاً في تنفيذ الانقلاب!

    يذكرني ذلك بالكتابات المتعددة التي جاءت في مذكرات بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة المصرية والضباط الأحرار من كارهي أحشاء الرئيس الراحل أنور السادات عن دوره الحقيقي في تنفيذ انقلاب 23 يوليو. إذ توافق العديد من هؤلاء على أن الصاغ (أو الرائد) أنور السادات آنذاك، قام ليلة التحرك وتفجير الثورة في الثالث والعشرين من يوليو 1952م بالذهاب الى إحدى دور السينما مصطحباً زوجته، وحضر إحدى عروض منتصف الليل، وحرص على أن يدخل في مواجهات مع بعض موظفي السينما، ثم احتفظ بالنصف الثاني من تذاكر الدخول. وكل ذلك بغرض إيجاد شهود وأدلة كافية تثبت أنه لم يكن داخل معسكرات الجيش ولم يكن مشاركاً في الانقلاب، في حال فشل الحركة ورود اسمه وتعرضه للمساءلة!

    خطر لي بعد قراءة ذلك الجزء الذي وقفت عنده متأملاً لبعض الوقت أن أمارس شيئاً من نشاط الصحافة الاستقصائية. ولم لا؟ هناك عقيد مهندس واحد فقط لا غير يحمل اسم صلاح الدين إبراهيم أحمد كان يسكن بمقربة من منزل المقدم بابكر النور في العام 1969م، وهو الذي ورد اسمه في رواية الرائد زين العابدين. هو نفسه المهندس صلاح الدين إبراهيم أحمد قطب حزب الأمة، ورجل الأعمال المعروف في الخرطوم حاليا. وأنا أعرف هذا العقيد المتقاعد/ المهندس/ رجل الأعمال معرفة لصيقة، لسبب بسيط جداً، وهو أنه يمت إليّ بصلة دم وقربى. عندما بادرت بالاتصال به كان هدفي أن أعرف ما عساه أن يكون السبب الحقيقي الذي حدا بالمقدم بابكر النور لزيارته ذلك الصباح، وطبيعة الحديث الذي دار بينهما. ولكنني لم أحصل على الإجابة التي كنت أتحراها، إذ كانت تنتظرني عند قريبي بدلاً من ذلك مفاجأة كبرى لم تكن قد خطرت لي على بال. هاك يا رعاك الله. خذ عندك إجابة العقيد مهندس صلاح الدين إبراهيم أحمد، على سؤالي بشأن زيارة المقدم بابكر النور له في منزله صبيحة الخامس والعشرين من مايو 1969م، والإجابة كالآتي: (هذه الرواية التي وردت في كتاب المرحوم الرائد زين العابدين لا نصيب لها من الصحة. لم يحدث أن زارني بابكر النور صباح 25 مايو 1969م. لم يحضر الى منزلي لا في الصباح، ولا في الظهر، ولا في المساء. لا في حضوري ولا في غيابي).

    يا لظلم الإنسان الحي لأخيه الإنسان الراحل. ليت المغفور له الرائد زين العابدين كان أكثر جلداً، فلم يضعف أمام إغراء الاحتفاء بتلك الرواية المردودة ويثبتها في لوحه على علاتها. ليته توقف فاستبصر، ثم تثبّت وتبيّن، قبل أن يكتبها في حق رجل مات خصيماً له، وأصبح - عند تسطير المذكرات - في ذمة ربه، لا يملك أن يرد عن نفسه غلواء البشر وتزيّداتهم.
                  

03-23-2011, 11:04 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    (4)

    ونلمح جوانب أخرى متشابكة عن طبيعة العلاقة بين الجناح الذي انتمى اليه الرائد زين العابدين داخل المجموعة القيادية من ناحية، والجناح الشيوعي من ناحية أخرى، ونتوقف أمامها تشدنا الحيرة. حيرتنا مصدرها أن صاحب المذكرات يعرض لنا بعض الوقائع التاريخية عرضاً يخالف ما عليه وعينا، وما رسخ في الشعور العام على وجه الإجمال. نقصد بذلك أن ذات الوقائع جرى فحصها وتوثيقها والتداول حولها لسنوات متلاحقة، ثم استقرت على نحو ما استقرت عليه في وجدان وعقول المؤرخين والمتلقين. غير أنه لا عبرة عندنا بكل ذلك، إذ إن زين العابدين من صناع الأحداث. وسلطة صانع الحدث تعلو على سلطة المراقب والمؤرخ. وفي وسع صاحب المذكرات بغير شك - وهو من هو - أن يمحق ما كتب الآخرون وثبتوه في العقول، وأن يبدلنا ما هو خير منه. نحن هنا فقط نستعلم، ونلتمس إن اقتضى الحال من أهل الذكر أن يلقوا إلينا بأضواء كاشفة تعيد تقويم ما هو مدون، فتصوبه تصويباً يعزز الحق ويوقره ويعلي من مقامه.

    نحن نعلم أن الحزب الشيوعي السوداني عارض قرارات التأميم والمصادرة التي حدثت في العام 1970م معارضةً سافرة. وفي زعمنا أن ذلك الموقف ممهور ومشهور ومسجل. ونعلم أيضاً أن الحزب الشيوعي عارض قرار ضرب الجزيرة أبا بالطائرات وفتحها بالقوة الغاشمة في ذات العام. وذلك أيضاً ممهور ومشهور ومسجل. بل انه وفقاً للتاريخ المسطور فإن حكومة مايو عمدت الى اعتقال الزعيم الشيوعي عبد الخالق محجوب ونفته الى القاهرة في الأول من أبريل 1970م، بعد أيام قليلة من قرار ضرب الجزيرة أبا تحييداً لنفوذه وتقييداً لآثار معارضته القاطعة لمخطط الاعتداء المسلح على الأنصار. الوثائق المتوفرة بشأن هاتين النقطتين تسد عين الشمس. ولذلك فإنه عندما يكتب الرائد زين العابدين في مذكراته أن قرارات التأميم والمصادرة، بحسب نص كلماته: (جاءت تنفيذاً للبرنامج الذي وضعته الكميونة الشيوعية). وأن الشيوعيين كانوا (أكثر الناس حماسة) لضرب الجزيرة أبا، فإننا نشعر بكثير من القلق، وتضطرب أمام نواظرنا الأشياء، ويفقد التاريخ عندنا بوصلته!

    ظننت في مقتبل الأمر أن الخلط ربما تعلق بالضبط المنهجي للفظة "شيوعيين". وأن اللفظة ربما أخذت معاني وتفسيرات متضاربة عند الرائد صاحب المذكرات. ولكن القراءة المتأنية تدل على أن الرجل يعرف تماماً الفارق بين الشيوعيين الحقيقيين الذين تمترسوا عقب انقلاب مايو خلف قائدهم عبد الخالق محجوب، والمنشقين الآخرين الذين هجروا الحزب وانخرطوا في مؤسسة مايو، فلم تعد لفظة "شيوعي" تصف أيّا منهم. كما إن الكتاب يقدم وصفاً دقيقاً لممارسات المقدم بابكر النور والرائد هاشم العطا، عضوي الجناح العسكري للحزب الشيوعي، الذين اتهمهما بأنهما كانا يواليان الحزب الشيوعي في كل صغيرة وكبيرة، وأن كل منهما كانت تقف وراءه - بحسب وصفه - كتيبة من الخبراء عينها الحزب الشيوعي، كانت ترفدهما بالأفكار والآراء والمواقف التي تعبر عن سياسات الحزب. وأن هذا الوجود والتأثير الحزبي الشيوعي الكثيف على هذين العضوين شكل أول مسمار في نعش وحدة مجلس قيادة الثورة (يضيف الكتاب اسم الرائد فاروق عثمان حمد الله باعتباره واقعاً بدوره تحت التأثير الشيوعي، بالرغم من أن الأخير لم يكن عضواً بالحزب). هذا كله مفهوم. مشكلتنا تتجلى فقط في التوفيق بين ما هو متاح من معلومات ومصادر ترتقي عند الكثيرين مرتقى التاريخ المعتمد عن معارضة الشيوعيين لذينك الحدثين الكبيرين من جانب، وحيثيات الرائد زين العابدين التي تذهب الى أن: (قرار فتح الجزيرة أبا اتخذ بالإجماع ولم يعارضه أحد وكانت العناصر الشيوعية داخل المجلسين أكثر حماساً له) [ص، 31]. وان قرارات التأميم والمصادرة كان وراءها الحزب الشيوعي وأنها جاءت تنفيذاً لبرامجه!

    لفتت نظري في الصفحة (102) إشارة الى أول قرار أعلنه مجلس قيادة الثورة بمصادرة ممتلكات وأعمال إحدى الأسر السودانية الكبيرة وتحويلها لمصلحة الدولة، ثم ما تبع ذلك لاحقاً من قرارات أوسع بمصادرة أملاك وثروات الآخرين. والإشارة هنا الى قرار مصادرة ممتكات أسرة عثمان صالح. يلي ذلك بحسب المذكرات التفكير في مصادرة ممتلكات الشركات المملوكة للأجانب، أو السودانيين من ذوي الأصول الأجنبية، مثل شركة سودان مركانتايل وازمرليان وبيطار وميتشل كوتس وغيرها. في هذا الموقع كتب الرائد زين العابدين العبارة الموحية التالية، والتي تلقي في نظري كثيراً من الضوء على الدوافع الحقيقية لإقدام قادة الانقلاب على خطوات التأميم والمصادرة: (كان الجو ضاغطاً، وأعياد الثورة على الأبواب، ولا بد من اتخاذ قرارات تعلن خلال الاحتفالات. وتم على عجل إعداد قائمة بالمؤسسات التي سيتم مصادرتها وتأميمها. بعضها لأسباب مبررة وبعضها بغير تبرير). هل عرفت أعزك الله لماذا قلت لك في مقتبل هذا المقال إن كاتب المذكرات قد جهد ما وسعته الطاقة الإنسانية كي يراعي وجه الله فيما كتب؟ هل رأيت صراحة ووضوحاً وتجرداً في الصدع بالحقيقة أكثر من هذا؟ الحاجة الى قرارات ثورية يتم إعلانها على الشعب في أعياد الثورة كانت في مقدمة الدوافع للإسراع في إنجاز قرارات التأميم والمصادرة. هكذا كان مستوى تفكير الجماعة التي استولت على الحكم بليل فحكمت السودان وسيطرت على مقدراته! هل تصدق.. أم انك مثلي مذهول؟!

    (5)

    ولكن ذلك كله لا يجيب على السؤال المحوري عن أصل وفصل ومصدر قرارات المصادرة والتأميم ودور الحزب الشيوعي ومسؤوليته المفترضة عنها. ولذلك كان لا بد أن أنقل إليك جملة أخرى أثارت انتباهي وردت عند الجزء الذي تطرق فيه الرائد زين العابدين الى بدايات نشوء فكرة المصادرة والتأميم، حيث كتب: (تجمعت لدينا معلومات مكثفة [عن الشركات المشار اليها أعلاه] فعرضناها على مجلس قيادة الثورة، فوردت فكرة المصادرة من مستشار المجلس الاقتصادي الدكتور أحمد محمد سعيد الأسد). الحمد والشكر لك يا رب. أخيراً وجدنا رأس خيط يمكن أن يدلنا على الحقيقة، فنحن على الأقل نعلم الآن أن إسم العبقرى، صاحب فكرة الاستيلاء على شركات القطاع الخاص وتحويلها لملكية الدولة، لم يكن عبد الخالق محجوب. اسم العبقري هو: الدكتور أحمد محمد سعيد الأسد. السؤال الذي يطرح نفسه على عجل: من هو هذا الأسد؟ هل كان عضواً في الحزب الشيوعي السوداني، وكانت أفكاره بالتالي تعبر عن سياسات ومناهج وخطط الحزب الشيوعي؟! فإذا لم يكن هذا الأسد الهصور شيوعياً، ونحن نعلم الآن أن الفكرة في الأساس فكرته، ثم تبناها مجلس قيادة الثورة، فكيف يكون بوسع أي شخص أن يزعم أن "كميونة الشيوعيين" كانت وراء قرارات المصادرة والتأميم؟!

    فلنتفرق أنا وأنتم - أعزكم الله جميعاً - إلى مجموعات صغيرة. ولنبدأ نفير البحث عن الدكتور أحمد محمد سعيد الأسد، فعنده الخبر اليقين.



    يا أهل المروءة هل منكم من يدلنا على عنوان الأسد؟!

    [ نواصل ].



    عن صحيفة "الاحداث"
                  

03-23-2011, 02:04 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    حظيت المذكرات بتدشين فاخر في فندق السلام روتانا
    وظلت متواجدة بصورة يومية لفترة طويلة عبر عمود الاستاذة آمال عباس صدى
    وكان د. محجوب برير قد كتب ايضا ساخطا
    وبرغم أني لم اقرا ما سطره قلمه الجدير بالقراءة كونه أحد فرسان نفس الميدان الذي يتحدث عنه صاحب المذكرات
    .
    .
    .
                  

03-23-2011, 07:09 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    برغم أني لم اقرأ رد د. محجوب برير إلا أني سأتي به باذن الله لنقرأه معاً
                  

03-23-2011, 07:30 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    DSC07155.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-23-2011, 07:32 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    DSC07159.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-23-2011, 07:34 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    DSC07161.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-23-2011, 07:53 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    Quote: (هذه الرواية التي وردت في كتاب المرحوم الرائد زين العابدين لا نصيب لها من الصحة. لم يحدث أن زارني بابكر النور صباح 25 مايو 1969م. لم يحضر الى منزلي لا في الصباح، ولا في الظهر، ولا في المساء. لا في حضوري ولا في غيابي).

    يا لظلم الإنسان الحي لأخيه الإنسان الراحل. ليت المغفور له الرائد زين العابدين كان أكثر جلداً، فلم يضعف أمام إغراء الاحتفاء بتلك الرواية المردودة ويثبتها في لوحه على علاتها. ليته توقف فاستبصر، ثم تثبّت وتبيّن، قبل أن يكتبها في حق رجل مات خصيماً له، وأصبح - عند تسطير المذكرات - في ذمة ربه، لا يملك أن يرد عن نفسه غلواء البشر وتزيّداتهم.
                  

03-23-2011, 08:19 PM

عوض محمد احمد

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 5566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    Quote: وكان د. محجوب برير قد كتب ايضا ساخطا
    وبرغم أني لم اقرا ما سطره قلمه الجدير بالقراءة كونه أحد فرسان نفس الميدان الذي يتحدث عنه صاحب المذكرات



    الاخ محمد ميرغنى
    سلام

    هناك طرفة تروى ان برير قد شك ليلة انقلاب مايو بحدوثه فتابع ثلاثة من اعضاء مجلس الانقلاب حتى يتسنى له المشاركة معهم, و لما كان
    للانقلابيين راى سئ فى برير فقد اوهموه انه لديهم (قعدة) فقفل راجعا لمنزله
    السيد برير رجل ذو ملكات و مواهب جيدة فى الكتابة و الحكى اما امور الحكم و السياسة فهو ابعد الناس عن اجادة فنونها
    و كذلك ايضا ضباط الانقلاب الذين كان معظمهم فى اواخر الشرين و اول الثلاثين من اعمارهم بلا اى خبرة لا فى الحياة و لا فى السياسة, لهذا كان سهلا
    ان صاروا فريسة سهلة لرهط من الاكاديميين و الساسة الطموحين الذين استغلوا سذاجتهم و قلة حيلهم ليحكموا السودان باسمهم
    ثم ركلوهم بعد ذلك بغير رحمة: هل تصدق ان كل او معظم ضباط الانقلاب كانوا بحلول منتصف السببعينات مرميين فى بيوتهم و بعضهم تم اتهامهم
    بالاتجار بالمخدرات
                  

03-23-2011, 08:36 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
                  

03-23-2011, 08:46 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    المقدم بابكر النور في مذكرات العميد منير حمد

    Quote: الشخصية المهمة من صفوة الصفوة بالقوات المسلحة المقدم بابكر النور عثمان عملت معه بفرع العمليات الحربية بالقيادة العامة قبل ثورة مايو 1969 تربطني به صلات ود أسرية وجميع اخوانه عثمان النور الموظف بالخطوط الجوية السودانية بمكتب لندن، الاخ عمر النور بشركة أجب، الدكتورالصديق علي النور، الدكتور أمين النور، الدكتور حسن النور الدكتور محمد النور والدكتور صديقي أحمد وصداقتي مع ابن خالتهم زميلي أحمد الشيخ وأسرهم الممتدة الأصدقاء آل سوار الدهب، إبراهيم العوض آل جاويش وآل البله هم الأصالة وفخر مدينة أم درمان العريقة. المقدم بابكر النور عثمان موسوعة وفكر متقدم وطني وله حس أمني حكيم.. كان لوجوده في أكتوبر وحركة جوبا عندما كان قنصلاً بكمبالا ساعد على تأهيل مجموعة من الضباط المميزين في دورات إستخباراتية بألمانيا منهم الرائد أحمد الشيخ عبدالرحمن، الرائد هاشم العطا، الرائد صلاح النور خميس، الرائد محمد زين العابدين الرائد مصطفى الزين صغيرون.
    كان الأخ بابكر النور عثمان يصحبني معه إلى المنزل المجاور لمنزلنا بالخرطوم بحري للاستمتاع بحلو الحديث مع دكتور الصادق، دكتور الرشيد، د. مصطفى خوجلي، الأخ محمد نور السيد، المهندس عوض أحمد بوجود الأستاذ عبدالخالق محجوب.. كان أكثر الحديث إجتماعياً وثقافياً وليس سياسياً، كانت أياماً لا تنسى ولا تعود..
                  

03-23-2011, 08:52 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)


    د. محجوب برير في مذكرات العميد معاش منير حمد ونلاحظ أنه في نفس رتبة زبن العابدين


    Quote: سارع في تحديد موعد إستلام السلطة والتحرك في فجر الخامس والعشرين من مايو 1969 لوجود قوات من سلاح المدرعات بخور عمر ـ من بينهم بعض الضباط المتعاونين وفي حالة إستعداد للتحرك لتنفيذ التحرك ولسلام السلطة على رأسهم الرائد خالد حسن عباس، الرائد محجوب محمد نور برير، اليوزباشي كامل عبدالحميد وآخرين.. والقوة الأخرى من القوات المحمولة جواً بقيادة الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم والرائد زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر بالقرب من منطقة خور عمر الموقع المناسب للتدريب العملي.
                  

03-23-2011, 09:02 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    زيارة صباحية أخرى في 25 مايو 1969 م للمقدم بابكر النور من مذكرات العميد م منير حمد المنشورة على النت بالرقم 17:

    Quote: كان المقدم بابكر النور عثمان يسكن بمنطقة أمدرمان، في صباح 25مايو 1969م زار الرائد الرشيد ابو شامة وناقشا تسرع الحركة لاستلام السلطة في ذلك اليوم، ولم تتم الموافقة لاستلام السلطة في آخر إجتماع للضباط الاحرار.
                  

03-23-2011, 09:31 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    أهلا وسهلا بك أخي عوض
    قلت:



    Quote: الاخ محمد ميرغنى
    سلام

    هناك طرفة تروى ان برير قد شك ليلة انقلاب مايو بحدوثه فتابع ثلاثة من اعضاء مجلس الانقلاب حتى يتسنى له المشاركة معهم, و لما كان
    للانقلابيين راى سئ فى برير فقد اوهموه انه لديهم (قعدة) فقفل راجعا لمنزله
    السيد برير رجل ذو ملكات و مواهب جيدة فى الكتابة و الحكى اما امور الحكم و السياسة فهو ابعد الناس عن اجادة فنونها
    و كذلك ايضا ضباط الانقلاب الذين كان معظمهم فى اواخر الشرين و اول الثلاثين من اعمارهم بلا اى خبرة لا فى الحياة و لا فى السياسة, لهذا كان سهلا
    ان صاروا فريسة سهلة لرهط من الاكاديميين و الساسة الطموحين الذين استغلوا سذاجتهم و قلة حيلهم ليحكموا السودان باسمهم
    ثم ركلوهم بعد ذلك بغير رحمة: هل تصدق ان كل او معظم ضباط الانقلاب كانوا بحلول منتصف السببعينات مرميين فى بيوتهم و بعضهم تم اتهامهم
    بالاتجار بالمخدرات

    لك الشكر بهذه الإضافة الثرة
    اعتقد أن د. محجوب برير ليس كما وصفت وأن الرأي السيء فيه من قبل الانقلابيين سببه الأيدلوجياهذا إذا كان هو من الراغبين فعلا في المشاركة في الأمر
    الجيش في ومنه لا يستهان به وضباطه يتميزون بكفاءة عالية وتأهيل جعل جيشنا محترما مهابا
    سنعتمد على شهادة الرجل في تناوله المذكرات بالنقد
    لك الشكر ونرحب بمتابعتك وإضافتك
                  

03-23-2011, 10:05 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    Quote: وتجد فى المذكرات الكثير من النقاط المثيرة للانتباه وبخاصة عن انقلاب مايو 1969 وانقلاب يوليو 1971. ويعزز من قيمة إفادات ملاسى هنا هو انه كان لصيقاً بصنّاع الانقلابين. من المعلومات الدقيقة التى تقف عليها، على سبيل المثال، الاجتماع الذى عقده تنظيم الضباط الاحرار لاختيار اعضاء مجلس قيادة الثورة فى الخامس عشر من مايو، قبل تنفيذ الانقلاب بعشرة أيام. والمصدر هنا هو صديقه الرائد فاروق عثمان حمد الله، الذى يبدو انه كان المنسق الأساسى للانقلاب. رشح الناصريون الرائد ابوالقاسم هاشم، الذى وصفه ملاسى ب " مفكر الناصريين" مع انه لم يكن من المشاركين فى تنفيذ الانقلاب. وقد انتهز فاروق حمد الله الفرصة، طالما ان هناك سابقة لضم عناصر من غير المشاركين فى التنفيذ، فرشح الرائد هاشم العطا، الذي كان وقتها نائبا للملحق العسكرى بالمانيا الغربية (السابقة)، على أساس انه كان قبلها يشغل منصب سكرتير تنظيم الضباط الاحرار. كما رشح المقدم بابكر النور مع انه أيضا لم يكن من المنفذين. ومن المعلومات المثيرة أن الضباط كانوا فى بلبال شديد ليلة التنفيذ، نتيجة لذيوع اخبار عن انكشاف أمر الانقلاب وتسرب اسراره، والخوف من العواقب الوخيمة، وان السبب الوحيد الذى دفع الضباط باتجاه التنفيذ هو تهور الرائد محجوب برير محمد نور، وتهديده بأنه قد قام بتنوير جنوده وهيأهم للتحرك، وانه سيتحرك بهم فى كل الاحوال، سواء شارك الآخرون ام لم يشاركوا، وتهديده بأنه سيقوم فى حالة القبض عليه بالاعتراف بكل شئ والتطوع بذكر أسماء كل الضباط عند التحقيق والمحاكمة المتوقعة.


    http://www.sacdo.com/web/forum/printer_friendly_posts.asp?TID=7052
                  

03-24-2011, 08:44 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    الصحافة الأعداد : 6325 _ 6326

    Quote: وفي الاعداد لساعة الصفر وتقييم الموقف وفي الاجتماع الذي عقد في الأسبوع الثالث من ابريل 1969م بمنزل الرائد عبد المنعم محمد أحمد «الهاموش» بحي السجانة وكان يضم أربعة وعشرين ضابطاً . كتب صاحب المذكرات «مع احتدام المناقشات تبين ان الاجتماع سينقسم وان الانقسام لن يكون في صالح التنفيذ وكانت حجة الشيوعيين هي «عدم نضوج الأزمة الثورية وعدم كفاية القوات وامكانية ضرب التنظيم ضربة فاضحة اذا ما تم اكتشاف الحركة .. وكانت حجة نميري ان لدينا فرصة لن تتكرر إلا في العام القادم وان الضباط الذين لديهم قوات جاهزة للتحرك هم الرائد خالد حسن عباس قائد معسكر المدرعات والنقيب أبو القاسم محمد ابراهيم والرائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر قائدي بلوكي المظلات .. وانه ليس مطلوباً من الأسلحة الأخرى تحريك قوات وكل ما هو مطلوب منهم هو تأمين أسلحتهم .. مجرد تأمين «دي صعبة» .. عندما لم يجد نميري قبولاً طلب التصويت برفع الأيدي فوقف «18» ضابطاً مع التأجيل وستة ضباط فقط مع التنفيذ العاجل . الضباط الستة هم «جعفر محمد نميري ، خالد حسن عباس ، أبو القاسم محمد ابراهيم ، مامون عوض أبوزيد ، زين العابدين محمد أحمد عبد القادر ، فاروق عثمان حمد الله» ورفع الاجتماع وسط مشاعر متباينة . البعض شعروا بخيبة الأمل والكثرة شعروا بأن التنظيم قد منح نفسه فرصة لضمان تنفيذ أفضل في المستقبل .
    ٭ خرجنا نحن الستة الذين رأينا ضرورة التنفيذ العاجل من الاجتماع في حالة حزن شديد وفي بالنا صف الضباط الذين ساندونا ويتلهفون لساعة الصفر وكان معنا من المظلات الجاويش محمد ابراهيم والأمباشي عبد الله الدخري والجاويش محمد عمر السنجة ومن المدرعات الجاويش عبد الله خير الله والبنجاويش عبد الله البدري .. اتفقنا نحن الستة ان نذهب لمنزل السيد عبد الرحيم النعيم بكراوي «حطب» خال الرائد مامون عوض أبو زيد» في حي ود ارو بأم درمان للتداول في الأمر وبعد أخذ ورد ونقاش ساخن تخللته مشاعر الحسرة والتلويح بقبضات الأيدي والتشنج قررنا بالاجماع أن نقوم بالتنفيذ وتحريك قواتنا والاستيلاء على السلطة .. رضى تنظيم الضباط الأحرار أو لم يرض واتفقنا أنه من الناحية الأخلاقية حتى لا يتحمل التنظيم مسؤولية ما نقوم به إذا فشلنا لابد أن نعلن انسلاخنا عنه وتم تكليف الرائد أبو القاسم هاشم باعتباره سكرتيراً للتنظيم لاجتماع عاجل تعلن فيه استقالتنا أو قل انسلاخنا من التنظيم .
    (كنا قد طرحنا عددا من الاسماء لقيادة مجلس الثورة ومنهم العميد عمر الحاج موسى .. اللواء محمد ادريس عبد الله .. العميد محمد الباقر احمد .. اللواء احمد الشريف الحبيب العميد مزمل غندور الذي رفض على الفور على اعتبار انه رجل نرجسي شديد الاهتمام بشخصه على حساب الآخرين اضافة الى غروره غير المبرر ، واقترح اضافة السيد بابكر عوض الله والذي صرف النظر عنه ايضاً باعتبار ان الرئيس لابد ان يكون عسكرياً كان الاقرب الى قلوبنا كل من العميد احمد الشريف الحبيب والعميد محمد الباقر احمد بحكم خدمتهما السابقة في جنوب السودان والشعبية الكبيرة التي يتمتعان بها في اوساط الضباط وصف الضباط والجنود . ورغم ذلك فقد كانت هناك تحفظات قدمها بعض الزملاء مفادها ان من لا يعايش تجربة التغيير من اولها ويتشرب بافكارها لا يمثل ضمانة لاستمرارها .
    ٭ بعد تدارس الموضوع اتفقنا على ان يتولى العقيد جعفر نميري ذلك الانسان الذي تتجسد فيه وقتها صفات (اخو الاخوان .. الشهم .. والذي يقدس العلاقات ويحترم الآخرين ويهرع لنجدة الملهوف والمحبوب في كل قواعد الجيش والذي عمل ببسالة وشجاعة في مسرح العمليات بجنوب السودان).

    (وخلال الفترة من اذاعة البيان الاول وحتى اذاعة تشكيل مجلس قيادة الثورة في السادسة مساءا أى بعد اثني عشرة ساعة من البيان رقم واحد حدثت تحركات سياسية واسعة لا سيما من قبل الحزب الشيوعي السوداني وفصائل اليسار، كانت الوزارة التي اذيع تشكيلها صباحاً تضم عدداً من الوزراء الشيوعيين واليساريين ومنهم المهندس سيد احمد الجاك ، السيد فاروق ابو عيسى ، الدكتور محمد عبد الله النور ، الدكتور موريس سدرة ، السيد جوزيف قرنق )


                  

03-24-2011, 01:31 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    مقتطفات من إفادات بابكر عوض الله لبرنامج في الواجهة:


    Quote: مقدم البرنامج : متي حدث اول لقاء لك مع فاروق حمدنا الله وقادة مايو،؟
    - بابكر عوض الله : اول لقاء تم معهم في مارس 1968م ولم تكن هنالك سابقة معرفة بيننا وانه ادرك انني تدخلت كواسطة للخواض.
    مقدم البرنامج : هذا الحدث سرده لنا عبر هذا البرنامج دكتور عبدالحميد صالح ؟
    - بابكر عوض الله : نعم .. لقد كان الخــواض صديقي وزميلي ؟
    - مقدم البرنامج: ان قادة مايو سمعوا بموقفك وبدأ فاروق حمدنا الله ورفاقه في التخطيط لمايو وقتها والان فاروق عثمان اتصل بك فكيف استطاع ان يتحدث معك بشأن الترتيب لانقلاب ؟
    - بابكر عوض الله عرفني بنفسه وانتقد لي الاوضاع وشكرني علي المحاولات التي بذلتها لارجاعهم وقال لي ان الاوضاع الحالية لا تناسبهم وان لديهم رأي اخر وطلبوا الاجتماع بي .
    مقدم البرنامج : هل خططتم لمايو في هذا المنزل ؟
    - مولانا بابكر : نعم في سطوح هذا المنزل وكانت زوجتي تملك عربة حيث درجت علي نقل الابناء خارج المنزل اثناء انعقاد الاجتماعات
    مقدم البرنامج هل حدثت مواقف طريفة اثناء مرحلة التخطيط ؟
    - مولانا بابكر : نعم .. حدث ان زارني احد اقربائى وهو محمد يوسف في ذات الوقت المحدد للاجتماع ولقد قلت له انا مرتبط وبالفعل ارتديت ملابسي وخرجت معه ثم عدت للمنزل.
    مقدم البرنامج: هناك قصة مثيره بشأن الكشوفات التي نساها فاروق حمد الله هلا سردتها للمشاهدين ؟
    - بابكر عوض الله : تعود تفاصيل تلك القصة الي انني واثناء جلوسنا في السطوح سألت فاروق حمد الله عند الكشوفات فقال لي انها في العربه خارج المنزل . فقلت له واذا سرقت وبالفعل قفز فاروق واحضر الكشوفات
    مقدم البرنامج: هل التقيت نميري وقتها ؟
    - بابكر عوض الله : بدأ البحث عن قائد لقيادة الحركة من العسكريين ويصبح رئيسا
    مقدم البرنامج: هل فكروا بان تكون انت الرئيس وكيف تمت الترشيحات منهم احمد الشريف - الحبيب وعثمان حسين ولقد رفضتوهم ؟
    - بابكر عوض الله: انا رفضت الذين تم ترشيحهم وهم اثنين .. وقالوا لي هنالك شخص وطني يسمي جعفر نميري ويمكن يشترك معنا وقلت لهم انا رفضت السابقين لانني اعرفهم ولكنني لا استطيع ان اقول كلمة في جعفر نميري بلا او نعم . واذا كنتم تعتقدوا بان نميرى مناسب فهذا رأيكم وبالفعل طلبوا نميرى وحضر في السابع من مايو 1969 للخرطوم
    مقدم البرنامج : هذا يعني ان نميري دخل لحركة مايو في يوم (7) مايو 1969م
    - مولانا بابكر:
    نعم قبل (1 يوم من الانقلاب
    مقدم البرنامج: لاكمال تلك المعلومة اود ان اقول في عام 1992م تعرفت بصورة وثيقة بالاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني وسألته بعلاقتهم بمايو . فقال لي ناداني عبدالخالق محجوب واخبرني بان اتصل بجعفر نميرى وبالفعل ذهبت لودنوباوي لمقابلة نميرى واتفقنا علي اللقاء في موقع طلمبه نمره (2) الحالية بالخرطوم وكان يحمل كيس موز وذهبنا الي منزل ما وقابلنا عبدالخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ عليهما رحمة الله وبدأ عبدالخالق الحديث مع جعفر نميري وسأله هل انتم تريدون القيام بحركة فرد عليه نميري بنعم . فقال له عبدالخالق ومن اين تجدوا التأييد فقال له نميري انتم فرد عليه عبدالخالق قائلا نحن لن نؤيدكم . وقد حاولت عبر هذه المعلومة اكمال الصورة . ولكن هنالك بعض الشيوعيين ايدوا مايو وقد صار الشارع احمر بعد اذاعة البيان وظهر فاروق ابوعيسي.


    Quote: واصل مولانا بابكر
    - بابكر عوض الله : فقال لي فاروق حمد الله انهم يعلمون كل ما قلته بشأني وجميعنا اتجاه واحد قومي عربي فقلت له اذن سنتعارف الي ابعد الحدود
    مقدم البرنامج: مولانا بابكر سبق وان نشر لك مقالا اشرت فيه الي وجود محاولة انقلابيه ثانيه وقتها رتب لها المرحوم شنان والختمية فمتي كانت وماهي تفاصيلها؟
    بابكر عوض الله: بدأت الاجتماعات لتطوير او تكوين حزب بالمبادئ الواضحة وحدة وادي النيل والاتحاد وفي هذا الاطار تعرفت بشنان وقد رتب لذلك قيادة الختمية وعقد الاجتماع في حلة خوجلي وكان يشارك في الاجتماعات عبدالخالق محجوب.
    مقدم البرنامج: انتم ختمية تؤمنون بوحدة وادي النيل فهل عبدالخالق محجوب سكرتير عام الحزب الشيوعي كان وحدوياً يقف مع وحدة وادي النيل؟
    - بابكر عوض الله : حتي هذا اليوم لاتزال تلك النقطة تمثل علامه استفهام بالنسبة لى.
    مقدم البرنامج: هنالك حقيقة تاريخيه لابد ان نجليها ونوضحها للناس لازالة الخلط واللبس وهي تتعلق بالمعلومات التي ترددت بان بابكر عوض الله وعبدالخالق محجوب عقدا اجتماعات للاعداد لانقلاب مايو فما هي حقيقه تلك المعلومات مقرونه بمشاركة عبدالخالق في اجتماعات حلة خوجلي ؟
    - بابكر عوض الله : اجتماعات حله خوجلي كانت بهدف اعداد انقلاب للختمية ولاعلاقة لها بالاجتماعات الاخري.
    مقدم البرنامج: ماهي علاقتك انت بالختمية ؟
    - بابكر عوض الله : تربطني علاقات مع السيد علي الميرغني وانا لست ختميا ولاصوفيا لان علاقة الانسان بربه لا تحتاج الي واسطه
    مقدم البرنامج: فلماذا اختارك الختمية للمشاركة في اجتماعاتهم للاعداد للانقلاب ؟
    - بابكر عوض الله : حقيقة بعد ان اتجه الازهرى للاستقلال وقال لى مبارك زروق الحشاش يملأ شبكته قابلت السيد علي وقلت له انت وعدت الناس بمبادئ معينة ووجهتهم بالتصويت للمرشحين الذين يمثلونها وتحقق الفوز . والان اراد المرشحون ان يتراجعوا عن المنهج (180 درجة) دون الرجوع للمواطنين الذين انتخبوهم . فقال لي السيد علي يابابكر شخص يقال له هاك استقلالك يقول لا فقلت للسيد علي ان الاتحاد استقلال وقوة وزيادة
    ( عرضت علي الشاشة لقطة مصورة للسيد علي الميرغني)
    مقدم البرنامج : هذه صور للسيد علي ترجع لتلك الفترة التي تحدثنا عنها . الان نعود لانقلاب الختمية؛ ماهي نتائج اجتماعات انقلاب الختمية وهل كانت جادة؟
    - بابكر عوض الله : لاتوجد جدية فيه
    مقدم البرنامج: هل شرعتم في اتصالات في اتصالات وخطوات متقدمة مع شنان بشأن الانقلاب؟
    - بابكر عوض الله : ابداً لم نخطو خطوات متقدمة في ذلك الامر
    مقدم البرنامج: يبدو ان الانقلاب المعني كان مجرد فكرة ؟
    - بابكر عوض الله : نعم كان مجرد فكرة.


    Quote: مقدم البرنامج : هل تلك هي القناعات التي دفعتك للموافقة على المشاركة في انقلاب مايو؟
    - بابكر عوض الله: نعم تلك الممارسات واذكر عندما وصلت رسالة لعبد الله خليل محتواها ان علي عبد الرحمن اجتمع بمحمد على المرضي تفيد بان عبد الناصر طلب منهم التوحد لاسقاط حكومة عبد الله خليل وقد ادت تلك الرسالة الى قيام حكم عبود.
    مقدم البرنامج: زيارتك لعبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب الشيوعي يوم 23 مايو قبل الانقلاب بيومين تمت بتكليف من مجلس مايو ام بمبادرة شخصية منك؟
    - بابكر عوض الله:جاءت زيارتي لعبد الخالق في منزله بمبادرة مني.
    مقدم البرنامج: ماهي اهداف زيارتك لمنزل عبد الخالق محجوب؟
    - بابكر عوض الله: اخبرت عبد الخالق محجوب بوجود انقلاب الا انني لم اطلعه على يوم التنفيذ ووفق علمي ان عبد الخالق علم بالانقلاب في ذلك اليوم وادركت ذلك من خلال رده علي حديثي حيث قال لي هل هذا الحديث صحيح.. وسيأتي الينا مرة ثانية عساكر والله هكذا كانت كلمات عبد الخالق محجوب وهي اول رد فعل وقد قلت له ان العساكر افضل لنا من هذه الحالة التي نحن فيها. فقال لي ان الوضع الحالي احسن لان هنالك تعبئة وردد لي حديث الشيوعيين المعلوم.. فقلت له اذا انت غير موافق على الانقلاب فانا اودعتك السر وظني فيك خيراً بعدها خرجت منه.
    مقدم البرنامج: المشاهدون الكرام تذكروا في نهاية الحلقة الماضية انني وعدتكم باكمال القصة.. حيث قلت لمولانا بابكر عوض الله انك زرت عبد الخالق محجوب يوم 23 مايو قبل قيام الانقلاب بيومين.
    وتفيد المعلومات ان عبد الخالق وفور خروج بابكر عوض الله من منزله اجري اتصالاً بالاستاد محمد ابراهيم نقد اخبره فيه بان جعفر نميري يرتب للقيام بانقلاب فبما انه من ابناء دفعتك في حنتوب الثانوية عليك اثنائه عن هذه الخطوة.. وبالفعل ذهب نقد الي منزل نميري بودنوباوي وتوجها معاً الي منزل عبد الخالق في نمرة 2 بالخرطوم وكان نميري وقتها قد وصل ام درمان قادماً من جبيت.. وعقد اجتماع حضره عبد الخالق والشفيع احمد الشيخ ونميري ومحمد ابراهيم نقد. وابلغني نقد الذي انتهز هذه السانحة لتحيته حيث لا زلت في انتظار موافقته لاستضافته في برنامج في الواجهة ابلغني بان المرحوم عبد الخالق ابتدر الحديث وسأل نميري هل انتم ترتبون لانقلاب فأجاب نميري بالايجاب نعم فقال له عبد الخالق ولكن من اين تجدوا التأييد فرد عليه نميري سنجد التأييد منكم فقال له عبد الخالق محجوب نحن لن نؤيدكم فاستخدم نميري كلمة late towاي ان الوقت تأخر وحدث الانقلاب هذا وفق رواية نقد.
    ويواصل مقدم البرنامج اردنا عبر هاتين الروايتين ان نوضح حقيقة ما الا ان ذلك لا ينفي ان الرايات الحمراء تم رفعها وانقسم الشيوعيون.
    - بابكر عوض الله: نعم هنالك معاوية ابراهيم سورج وحاج الطاهر.
    مقدم البرنامج: متي عقد اخر اجتماع تحضيري للانقلاب وماذا عن اسرار ليلة 24 مايو؟
    - بابكر عوض الله: عقدت كل الاجتماعات في منزلي بما فيها الاجتماع الاخير الذي حضره كل اعضاء مجلس مايو وغاب عنه زين العابدين وابو القاسم هاشم حيث كانا وقتها في خور عمر.
    مقدم البرنامج: هل ظهر في ذلك الوقت محجوب حسين مؤسس تنظيم الضباط الاحرار؟
    - بابكـر عوض الله: نعم شارك في ذلك الاجتماع محجوب حسين .
    مقدم البرنامج: ماذا دار في ذلك الاجتماع؟
    - بابكر عوض الله: حقيقة في ذلك الاجتماع كنا في انتظار خروج القوات من خور عمر لاستلام السلطة.
    مقدم البرنامج: من كتب البيان الاول الذي تلاه جعفر نميري يوم الانقلاب عبر الاذاعة؟
    -بابكرعوض الله: كتبته انا لوحدي دون ان يقترحوا على نقاط.
    مقدم البرنامج: لاول مرة نستمع لبيانين من عسكري ومدني كان ذلك في انقلاب مايو واذكر وقتها انني كنت طالباً في الثانوية بمدينة بورتسودان ونتمتع بوعي سياسي فماهو مغذي البيانين؟
    - بابكر عوض الله: الخطاب الثاني يتضمن تفاصيل عن اقتصاد البلاد والمؤسسات الهامة يها وقد عرضته بعد الصياغة علي فاروق ابو عيسى قبل تلاوته عبر الاذاعة.
    مقدم البرنامج: ماهي علاقتك بفاروق ابوعيسى ونحييه عبر هذا البرنامج وهو الآن عضواً في المجلس الوطني؟
    -بابكر عوض الله : تربطني علاقة اسرية بفاروق ابوعيسى لان ابن خاله عديلي؟
    مقدم البرنامج: هل اطلعت انت فاروق ابو عيسى علي ترتيبات الاعداد لانقلاب مايو؟
    -بابكر عوض الله: فاروق ابو عيسى كان على علم بانقلاب مايو واخطرته انا بتلك المعلومة وقلت له انا رشحتك لوزارة الخارجية.
    مقدم البرنامج: انت رشحت فاروق ابوعيسى وتعلم انه شيوعي وكذلك محجوب عثمان وزيراً للاعلام؟
    - بابكر عوض الله: نعم كنت اعلم ان فاروق ابو عيسى شيوعي اما الآخرون لا اعرف انتماءاتهم الحزبية ماعدا جوزيف قرنق وفاروق ابوعيسى اعضاء بالحزب الشيوعي.
    مقدم البرنامج: كيف علمت بنجاح انقلاب 25 مايو صحبية يوم الانقلاب وهل تمت في ذلك اليوم؟
    - بابكر عوض الله: زارني في الساعة الواحدة صباحاً فاروق حمد الله وقد تمت في تلك الليلة.
    مقدم البرنامج: متى واين سجلت البيانات؟
    -بابكر عوض الله: سجلت البيانات في صباح يوم 24 مايو في منزل عديلي دكتور نصر الدين في حي المطار.
    مقدم البرنامج: من اين جلبتم اجهزة التسجيل والكاميرات؟
    -بابكر عوض الله :بعد ان قررنا التسجيل قمت بشراء رول بحوالي ثلاثة جنيهات ونميري لم يكن يملك ذلك المبلغ وقتها - وقد قمنا بالتسجيل مره واحده عبر جهاز مسجل جلبه نميرى . وعندما استولي فاروق حمد الله علي الاذاعة اطق طلقة من مسدسه عندما رفضوا التعاون معه . وعندما وافقوا علي اذاعة البيان وجدوا ان الشريط المسجل لايمكن استخدامه في الاجهزة العاملة في الاذاعة فتم نقله الي شريط اخر وتكرر ترديد هنالك بيان هام فترقبوه كثيرا في فترة تفريغ الشريط .



    مايو ليست شيوعية وهناك إنقلاب دبرت له قيادة الختمية! أي...بابكر عوض الله؟؟؟؟؟؟
                  

03-24-2011, 04:19 PM

Abdelmuhsin Said
<aAbdelmuhsin Said
تاريخ التسجيل: 10-10-2006
مجموع المشاركات: 2678

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    مشكور يا محمد ميرغنى على المجهود والمعلومات الغزيرة .. لكين مسئول من الخير: الأسد لقيتوه؟ كاتب المقال بفتش على واحد اسمو الاسد قال عنده الخبر اليقين فى مسألة التأميم والمصادرة.. ما فى زول عرف خبرو؟!
                  

03-24-2011, 11:33 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: Abdelmuhsin Said)

    Quote: مشكور يا محمد ميرغنى على المجهود والمعلومات الغزيرة .. لكين مسئول من الخير: الأسد لقيتوه؟ كاتب المقال بفتش على واحد اسمو الاسد قال عنده الخبر اليقين فى مسألة التأميم والمصادرة.. ما فى زول عرف خبرو؟!


    عبد المحسن حبابك عشرة
    اطمئن ود البطل دا ما بجيب سيرتو إلا عندو منو خبر أو عندو ليه دريب

    لك الشكر على الإطلالة
                  

03-25-2011, 01:08 AM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    تخيل إرتجال وغوغائية وسذاجة هذا النفر من ضباط القوات المسلحه يجتمعون لاحداث تغيير بدون قائد ثم يبحثون عمن يقود تحركهم استرشاداً بأمر مدنى ثم يرشحون ضابطاً لقيادتهم قبل اسبوعين فقط من تحركهم بعد فشلهم فى إختيار أحد النخبه من زايعى الصيت من ضباط القوات المسلحة فى ذلك الزمن وفى نفس الوقت هذا القدر الكبير من سذاجة هذا الشعب الملول المغلوب على أمره المؤيد لكل من قدم نفسه بعد مجموعة مارشات عسكريه صباحية.....

    بدون البحث عن الاسد أود أن اؤكد أن قرارات التأميم والمصادرة تمت رغماً عن أنف الشيوعيين الذين حاولوا جاهدين معارضتها ولما لم يجدوا سبيلاً لوقفها لجاؤا للضباط المعارضين لمايو للاشراف عليها بغرض افشالها ولم لبث أن ذهبوا جميعاً كأعضاء مجلس عسكرى وضباطهم ليتركوا الساحة لضباط مايو (الاحرار؟؟؟؟) ليعيثوا بالارض والعباد ما ارادوا نهباً وسحلاً وتنكيلا تحت ضروب من المسميات والحجج لتبرير حتى ضرب المدنيين بالطائرات فى أبا وبالدبابات فى مسجد ودنوباوى وعرض الخمور و....و....وهلم جرا
                  

03-25-2011, 12:51 PM

أبوبكر أبوالقاسم
<aأبوبكر أبوالقاسم
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: sourketti)

    ماذا عن مجزرة بيت الضيافة ؟

    لقد ظللنا نسمع هنا إسطوانة مشروخة تنكـــر مسئولية من قاموا بها ... كل ربع والثانى ....

    هل تطرقت المذكرات إليها؟
                  

03-25-2011, 05:37 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: أبوبكر أبوالقاسم)

    Quote: تخيل إرتجال وغوغائية وسذاجة هذا النفر من ضباط القوات المسلحه يجتمعون لاحداث تغيير بدون قائد ثم يبحثون عمن يقود تحركهم استرشاداً بأمر مدنى ثم يرشحون ضابطاً لقيادتهم قبل اسبوعين فقط من تحركهم بعد فشلهم فى إختيار أحد النخبه من زايعى الصيت من ضباط القوات المسلحة فى ذلك الزمن وفى نفس الوقت هذا القدر الكبير من سذاجة هذا الشعب الملول المغلوب على أمره المؤيد لكل من قدم نفسه بعد مجموعة مارشات عسكريه صباحية.....

    بدون البحث عن الاسد أود أن اؤكد أن قرارات التأميم والمصادرة تمت رغماً عن أنف الشيوعيين الذين حاولوا جاهدين معارضتها ولما لم يجدوا سبيلاً لوقفها لجاؤا للضباط المعارضين لمايو للاشراف عليها بغرض افشالها ولم لبث أن ذهبوا جميعاً كأعضاء مجلس عسكرى وضباطهم ليتركوا الساحة لضباط مايو (الاحرار؟؟؟؟) ليعيثوا بالارض والعباد ما ارادوا نهباً وسحلاً وتنكيلا تحت ضروب من المسميات والحجج لتبرير حتى ضرب المدنيين بالطائرات فى أبا وبالدبابات فى مسجد ودنوباوى وعرض الخمور و....و....وهلم جرا

    شكر لك سوكتي على الطلة والأضافة
    يبدو جليا أن الأحداث غير قابلة للتطويع لكل من هب ودب ليخرجها كيف شاء لأن التفاصيل الكثيرة تفضح كل محالولات تلميع الذات وتضخيم دورها ولي عنق الحقائق للوصول لصورة زاهية ولكنها زائفة للأسف.
    ليس بمقدور الشيوعيين التنصل عن مايو وافاعيلها تاميما أو ضربا للمدنيين أو غيره
    والمثل بقول البلد المحن يلولي صغارن


    لك الشكر
                  

03-25-2011, 05:55 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    أستاذ أبو بكر مرحبا بك
    بيت الضيافة مفصل مهم لا يجب أن تتجاوزه أي مذكرات تتعلق بمايو دعك من أن يكون اسمها مايو!!
    لم أقرا الكتاب كاملا
    ولكن من خلال تصفحي السريع له ولعدم بحثي عن هذه الحادثة لم تصادفني
    لذلك سنرى أن تم تناولها أم لا

    لك الشكر على التنبيه لهذه المسالة المهمة والمرور
                  

03-25-2011, 07:58 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    Quote: توفى الى رحمة الله اثر علة لم تمهله سوى ساعتين بالمستشفى زين العابدين محمد احمد عبد القادر بمدينة الخرطوم ضاحية برى والفقيد لمن لا يعرفه احد قادة ثورة مايو1969، والذى اسهم بشكل كبير فى تحمل المسئوليات الوطنية ابان فترة مايو حيث عمل وزيراً لعدد من الوزارات الهامة .
    ولد زين العابدين العام 1938م وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدن عدة حيث كان والده يعمل معلماً في المرحلة الثانوية ثم تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة الخرطوم الثانوية بينما كان والده ناظراً للمدرسة نفسها... ومن بعد التحق الفقيد بالكلية الحربية ضمن الدفعة «13» التي دخلت الكلية العام 1959م وتخرج مع زملاء دفعته العام 19 .
    كان ضمن الضباط الاوائل الذين اسسوا سلاح المظلات الذي ضم من ذات الدفعة ابوالقاسم محمد ابراهيم ويعقوب اسماعيل واسماعيل عبدالرحيم ومرسى وفرحات ذلك بعد فصل وحدة المظلات من سلاح الطيران.
    برز زين العابدين منذ مطلع ايام مايو الاولي وتعرف عليه الناس جيداً من واقع رئاسته للمحكمة العسكرية التي عقدت لمحاكمة وزير الصحة السابق الاستاذ احمد زين العابدين حيث كان التلفزيون وقتها قد خصص وقت برامج السهرة اليومية لبث مداولات تلك المحاكمة.
    اول منصب تولاه زين العابدين كان رئاسة جهاز الرقابة وكان يطلق على شاغل تلك الرئاسة «الرقيب العام» ..بينما كان يعاونه في تلك المهام الخبير الاداري محمد عبدالحليم محجوب، وفي 16 نوفمبر 1970م اسند نميري الى زين العابدين منصبي مساعد رئيس الوزراء للقطاع الزراعي ووزير الثروة الحيوانية اللذين كان يشغلهما المرحوم الرائد هاشم العطا الذي اعفي في اليوم نفسه من عضوية مجلس قيادة الثورة ومعه المرحومان المقدم بابكر النور والرائد فاروق عثمان حمدالله.
    شغل منصب مساعد رئيس الوزراء لشؤون القطاع الزراعي ثم عين وزيراً للثروة الحيوانية ثم وزيراً للنقل ورقيباً عاماً لادارة الرقابة الادارية.
    بعد حل مجلس قيادة الثورة وقيام مؤسسة رئاسة الجمهورية في 12 اكتوبر 1972م ..اسند الى زين العابدين منصب وزير النقل ..لكنه لم يمكث طويلاً في المنصب وغادره في ظل تتابع شمل اثنين من اعضاء مجلس الثورة السابقين هما اللواء خالد حسن عباس والرائد مامون عوض ابوزيد... لكن العلاقة لم تنقطع بينه وبين زملائه في الحكم حيث كان مرافقاً لجوزيف لاقو عند زيارته لاول مرة لمدينة جوبا بعد اتفاقية السلام في اديس ابابا في 3 مارس 1972م وكان وزيرا للعريس لاقو الذي اعلن زواجه خلال تلك الرحلة وسط حضور سياسي قاده نميري...
    وفي العام 1975م اعيد زين العابدين الى مسؤولية الحكم وزيرا للشباب والرياضة ..قبل ان تسند له مناصب سياسية قيادية في التنظيم السياسي الوحيد ظل يشغلها الى جانب منصبه الدستوري..
    عند اعلان الرياضة الجماهيرية تولي زين العابدين رئاسة نادي الهلال الذي كان من اقطابه.
    حوكم الرائد زين العابدين بعد انهيار نظام نميري في عام 1985 مع عدد من زملائه اعضاء مجلس قيادة ثورة 1969 بتهمة الاستيلاء على السلطة بطريقة غير شرعية تمثلت في الانقلاب العسكري.
    وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، لكنه وزملاءه لم يمكثوا اكثر من ثلاثة أعوام، إذ إن الرئيس عمر حسن البشير أمر في اليوم التالي لاستيلائه على السلطة في عام 1989 ....اق سراحهم وزيادة مخصصاتهم التقاعدية ومعاشاتهم الوزارية.
    توفى بالخرطوم ظهر يوم 19-4-2005م .


    المصدر
                  

03-26-2011, 04:55 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    رواية الرائد زين العابدين ورواية بابكر عوض الله للأحداث تجعلنا أحيان كثيرة أمام قصص متعارضة!!!
                  

03-26-2011, 06:24 PM

Abdulmageed Gorashi
<aAbdulmageed Gorashi
تاريخ التسجيل: 02-11-2008
مجموع المشاركات: 218

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    تشكر الاخ محمد ميرغنى على هذا البوست التوثيقى وهذا الشئ الذى نفقده فى السودان. الكثير من التجارب السابقة فى كل المجالات ذهبت مع الريح , كان من المفترض ان نستفيد منها وناخذ العبر وعدم التكرار.
                  

03-27-2011, 12:03 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: Abdulmageed Gorashi)

    مرحبا بك أخي عبد المجيد وتشكر للمرور
    وكما قلت ليتنا نعتبر بما مضى
    ولكن نعاني مرارة تزييف الحقائق
    وتجميل القبيح
    وقول ما لم يكن بأن كان
    لك الشكر على الإطلالة
                  

03-27-2011, 06:47 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    Quote: لقد كان انقلاب يوليو 1971م من العلامات الفارقة في مسار ثورة مايو وبداية التحول في شخصية جعفر نميري الذي كان اسمه على كل لسان وكانت هتافات عائد عائد يا نميري تصل آذانه فتزيده زهواً وغروراً .
    في هذا الجو المشحون بالاسى والفقد والتفريط والغفلة والاحزان والدموع جاء قرار الاستفتاء على رئاسة الجمهورية .

    Quote: لحظة نزولي من الطائرة في مدينة طوكر جيء لي بصحيفة نشرت الامر الجمهوري الخامس المتعلق بالاستفتاء وجاء في نهايته ان مجلس الثورة سيحل فور اعلان نتيجة الاستفتاء .
    ٭ عدت على الفور وبنفس الطائرة الى الخرطوم وذهبت مباشرة لجعفر نميري وقلت له : «اننا لم نتفق على ذلك» ..
    ٭ لم يملك الرجل رداً وكانت تلك نقطة تحول اساسية في علاقتي الشخصية معه وعلامة واضحة على الملامح الجديدة لشخصية نميري في المراحل اللاحقة من عمر نظام مايو .

    Quote: «بعد اعلان فوز جعفر نميري في الاستفتاء على رئاسة الجمهورية جرت مراسم اداء القسم لأول رئيس جمهورية في تاريخ السودان بمباني مجلس الشعب القديم بالخرطوم ، وبعد اداء القسم ذهبنا جميعا لمكتب رئيس المجلس السيد الرشيد الطاهر بكر ـ رحمه الله ـ وكنا بلبس «الاسبلايت» الحمراء مع العلامات العسكرية التي كانت تميز أعضاء مجلس الثورة عمن سواهم من الضباط العاملين بالقوات المسلحة ، قبل أن يدور علينا الساعي بأكواب المرطبات .. نادى الرئيس جعفر نميري مدير مكتبه الرائد عمر محمد علي محقر ، وخاطبنا قائلا « يا اخوان اخلعوا «الاسبلايت» الحمراء وسلموها للرائد عمر محقر فالمسؤولية اصبحت مسؤوليتي .. هذه جمهورية وأنا رئيسها» ..
    * كان يتحدث دون خجل ودون تردد ومن شدة التأثر سالت الدموع من مآقينا اذ ايقنا اننا امام شخصية جديدة .. ليس هذا جعفر نميري الذي عرفناه ووثقنا فيه وقدمناه رئيسا .
    * وخاطب نميري مدير مكتبه الرائد عمر محقر موجهاً اياه بان يودع الاسبلايت الحمراء لأعضاء مجلس قيادة الثورة «السابق» في المتحف القومي او دار الوثائق المركزية .. هكذا اصبحنا توابيتا في المتحف القومي ونحن في العقد الثالث من العمر .. كان ذلك في الثاني عشر من اكتوبر عام 1971م .
    * لقد كان حل مجلس قيادة الثورة قرارا فرديا من نميري .. كما كان بداية لاسلوب جديد في القيادة وفاتحة لعهد جديد لحكم الفرد .. كنت دائما اخاف من مجيء هذه اللحظة .. فأنا اعرف جيدا قدرة نميري على التحول من موقف لآخر ان لم يجد من يقول له «لا» أو يكبح جماحه
    .


    Quote: المصالحة
    ذهب نميري إلى بورتسودان، واجتمع بالصادق المهدي وعاد في اليوم التالي. ليدعو لاجتماع لمجلس الوزراء أطلعه خلاله على ما دار في الاجتماع.
    قلت: إنني أعتقد أن المعارضة استنفذت كل قدراتها وأن المصالحة ستسبب لنا مشاكل سياسية نحن في غنى عنها. لأن العائدين بالطبع لن يعودوا بالبراءة التي تطرح بها مايو المصالحة. وينطبق المثل الذي يقول (لتتمسكن حتى تتمكن) وهذا ما تأكد لاحقاً.
    كان المكتب التنفيذي لشباب السودان من أقوى مراكز المعارضة للمصالحة الوطنية. وكنت أنا مساعداً للأمين العام للاتحاد الاشتراكي للمنظمات الجماهيرية ورئيساً لتنظيم شباب السودان. وكان الأخ مكاوي عوض المكاوي أميناً عاماً للتنظيم.
    عندما طرحت فكرة المصالحة، دعا اتحاد شباب السودان لاجتماع عاجل طلبوا مني أن أترأسه. اتخذ الاجتماع قراراً بالإجماع – برفض مبدأ المصالحة الوطنية – وكان لابد من إبلاغه لرئيس الاتحاد الاشتراكي السوداني.
    ذهبت ومعي الأخ مكاوي أمين التنظيم وسلمناه القرار المكتوب وقد كانت المرة الأولى التي يواجه فيها نميري كلمة (لا) من تنظيماته، وبوضوح شديد.
    قلت له: إن المعارضة تترنح فهل ننهيها بالضربة القاضية. أم نرشها بماء بارد لتصحو وتقاومك من جديد؟
    بدأ عليه الغضب واختصرنا.
    كان نميري في عام 1977م قد وصل إلى مرحلة من العناد لا تقاوم وصار يصعب التكهن بما يفعل. وأصبح التعامل معه صعباً للغاية.
                  

03-28-2011, 08:16 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    من مذكرات العميد منير حمد
    Quote: التقى الرائد فاروق عثمان حمدالله بالعقيد جعفر محمد نميري وأقنعه بالإشتراك في الحركة القادمة لإستلام السلطة عن طريق القوات المسلحة.. وعن العقيد جعفر محمد نميري بتجنيد عدد من الأصدقاء للاشترك في تلك الحركة منهم الرائد أحمد حسن قرين والرائد بابكر عبدالرحيم وكلاهما لم يوافقا بحجة أن الوقت غير مناسباً لإستلام السلطة.. كان لقاؤهم في كافتيريا اثني بالخطوم وقد وجدتهم عن طريق الصدفة في ذلك اليوم.
    سارع في تحديد موعد إستلام السلطة والتحرك في فجر الخامس والعشرين من مايو 1969 لوجود قوات من سلاح المدرعات بخور عمر ـ من بينهم بعض الضباط المتعاونين وفي حالة إستعداد للتحرك لتنفيذ التحرك ولسلام السلطة على رأسهم الرائد خالد حسن عباس، الرائد محجوب محمد نور برير، اليوزباشي كامل عبدالحميد وآخرين.. والقوة الأخرى من القوات المحمولة جواً بقيادة الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم والرائد زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر بالقرب من منطقة خور عمر الموقع المناسب للتدريب العملي.
    كان من الضروري للإتفاق على قائد مسيرة الثورة والإصلاح.. أقترح الرائد ابوالقاسم هاشم السيد اللواء أحمد الشريف الحبيب لكفاءته وحكمته.. أقترح آخر السيد العميد مزمل سلمان غندور لعلمه وثقافته العالية عسكرياً ومدنياً وافق المجتمعون الموافقة على ترشيح الرائد فاروق عثمان حمدالله باختار العقيد جعفر محمد نميري قائداً للثورة في 25 مايو 1969م، ويؤتي الله الحكم لمن يشاء وينزعه ممن يشاء


    Quote: تحول تفكير الرائد فاروق عثمان حمد الله من الاستراتيجية العسكرية الى الناحية السياسية بعد لقائه وصداقته بمولانا السيد بابكر عوض الله في القاهرة والخرطوم وإزدادت الثقة بينهما . زار الخرطوم من القاهرة احد القادمين ليلتقي ببعض ضباط التنظيم السري للتعاون معهم، كانت المقابلة بمنزل الرائد فاروق عثمان حمد الله بالعمارات شارع «47» بالخرطوم بحضور الرائد هاشم العطا والرائد الرشيد أبو شامة، تحدث القادم من مصر عن العلاقات بين البلدين وأن لديه تعليمات من القيادة العليا بمصر للتعاون بلا حدود وتقديم الدعم المالي والمعنوي وكل احتياجات تنظيم الضباط الاحرار، كان رد الرائد هاشم العطا بدبلوماسيته المعهودة بالشكر على تلك الزيارة، ثم اوضح له أن تنظيم الضباط في السودان له مقدرة وتخطيط سليم لاحتياجاته الداخلية ولايحتاج لدعم من الخارج، كان الأخ الرائد فاروق عثمان سعيداً بإجابة الرائد هاشم العطا.


    Quote: في عصر الرابع والعشرين من مايو 1969م زار العقيد جعفر محمد نميري بعض الضباط بالقرب من خور عمر كان محاولاً تأجيل استلام السلطة في ليلة الخامس والعشرين من مايو بحجة عدم موافقة الحزب الشيوعي لاستلام السلطة العسكرية. علم العقيد جعفر نميري من الضباط أنه لا رجعة في قرار التحرك وتم تنوير القوة خاصة الضباط وضباط الصف والوطنيين منهم الجاويش عبد العزيز محمود، الجاويش حسن البدري، الجاويش محمد زين الشايقي، والجاويش أحمد عبد القادر، عاد العقيد جعفر محمد نميري مساءً الى منزله بود نوباوي وكنت في زيارته مع أسرتي من غير موعد ونصحته بعدم التحرك ودخول السودان في مسلسل جديد.


    من أوراق شوقى ملاسى (3-3): الغواصات البعثية وانقلاب السيد الميرغنى
    Quote: وعن الرئيس السابق جعفر نميرى يذكر ملاسى نقلاً عن الرائد فاروق حمد الله انه بعد اختياره لقيادة الانقلاب اشترط للمشاركة فى التنفيذ ان توفر له طائرة يقودها الطيار صبرى أرباب لنقله الى القاهرة فى حال فشل الانقلاب. وهذه الرواية تعضد الشهادة التى ادلى بها الرائد محجوب برير محمد نور امام محكمة مدبرى انقلاب مايو التى شكلت بعد انتفاضة ابريل عام 1986. وكان الرائد محجوب برير قد ذكر أمام المحكمة ان جعفر نميرى جاء الى خور عمر ليلة التنفيذ بملابس مدنية وعندما ابدى الضباط استغرابهم ذكر لهم انه لا يريد ان يرتدى ملابس عسكرية حتى لا يتم التعرف عليه اذا تم كشف المخطط، وانه فى هذه الحالة يفكر فى المسارعة بالسفر الى القضارف لاحضار تعزيزات من القيادة الشرقية. وقد اثار ذلك غضب الضباط، فقام الرائد كامل عبد الحميد باحضار بدلة عسكرية وقذف بها فى وجه النميرى وطلب منه باستياء شديد ان يرتديها ان كان يزمع قيادتهم. وتعزز هذه الافادات روايات اخرى، عن خوَر الرئيس السابق وتخاذله عند الملمات، جاءت فى احدى كتب الدكتور منصور خالد وصف فيها ردة فعل جعفر نميرى عقب هجوم قوات الجبهة الوطنية على الخرطوم فى يوليو 1976 بقيادة العميد محمد نور سعد، اذ انه سارع بالاختفاء فى منزل احد اصدقائه بحى من أحياء الخرطوم، لعله حى العمارات، ولم يخرج قط حتى انجلى الموقف، مع انه كان القائد العام للقوات المسلحة، ويفترض فيه ان يكون فى موقع القيادة دفاعاً عن العاصمة، لا مختبئاً مع النساء والأطفال فى منازل الاصدقاء.

    Quote: ومن المعلومات المثيرة أن الضباط كانوا فى بلبال شديد ليلة التنفيذ، نتيجة لذيوع اخبار عن انكشاف أمر الانقلاب وتسرب اسراره، والخوف من العواقب الوخيمة، وان السبب الوحيد الذى دفع الضباط باتجاه التنفيذ هو تهور الرائد محجوب برير محمد نور، وتهديده بأنه قد قام بتنوير جنوده وهيأهم للتحرك، وانه سيتحرك بهم فى كل الاحوال، سواء شارك الآخرون ام لم يشاركوا، وتهديده بأنه سيقوم فى حالة القبض عليه بالاعتراف بكل شئ والتطوع بذكر أسماء كل الضباط عند التحقيق والمحاكمة المتوقعة.

    من هذا اتفق كل من ملاسي ومنير حمد على أن:
    * فاروق عثمان حمد الله هو منسق الانقلاب.
    * قادة الانقلاب كانوا ينوون التأجيل ولكن زملاءهم في خور عمر رفضوا ذلك.
                  

03-28-2011, 08:37 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    من مذكرات منير حمد: خطورة محجوب برير
    Quote: ذهب الرائد محجوب محمد نور برير الى العميد مزمل سلمان غندور بنادي الضباط بشارع النيل وكان معه العقيد أبو شيبة، ذكر الرائد محجوب محمد نور برير للسيد العميد مزمل سليمان غندور أنه كان هو الخيار لقيادة مجلس ثورة مايو وأن قواته هي التي فجرت الثورة وعلى إستعداد لإستلام السلطة والتصحيح بتعيين العميد مزمل سلمان غندور القائد للثورة وليس العقيد جعفر محمد نميري، في اليوم الثاني إتصل العقيد جعفر محمد نميري بالسيد العميد مزمل غندور وأبلغه بأنه يود تعيينه القائد العام للقوات المسلحة للصداقة والعمل سوياً بمدرسة المشاة، بحيث كان هناك إعتراض من أعضاء مجلس قيادة الثورة لتولي العميد مزمل قيادة القوات المسلحة، حدد الرئيس جعفر محمد نميري اللقاء في اليوم الثاني بين اعضاء مجلس قيادة الثورة والعميد مزمل سلمان غندور بالقيادة العامة للقوات المسلحة إستطاع العميد مزمل غندور بالرد على جميع أسئلة أعضاء المجلس بذكاء ومقدرة وعلم.
    ذكر العميد مزمل غندور بحسن نية أنه ليس من المتآمرين ضدهم رغم أن بعض الأخوة إتصلوا به عندها أصر أعضاء مجلس قيادة الثورة أن يخطرهم العميد مزمل بالضباط الذين إتصلوا به فرفض، لكنه أخطر فقط الرئيس العقيد جعفر محمد نميري على إنفراد، بالتالي اخطر العقيد جعفر زملاءه بمجلس قيادة الثورة بحديث الرائد محجوب محمد نور برير للعميد مزمل غندور فكان القرار الأول إبعاد العميد مزمل سلمان غندور من العمل بالقوات المسلحة وكذلك زملائه، علم الجانب المصري خطورة الموقف خاصة القوات التي شاركت في تنفيذ الإنقلاب ولم يجد بعض الضباط مواقع قيادة في ثورة مايو عليه إتصلت القيادة المصرية بالجانب السوداني واخطرتهم بأنها سترسل سبع طائرات نقل حربية لترحيل كل قوة المدرعات التي شاركت في تنفيذ الإنقلاب إلى مصر للتدريب وضربنار، حاول الرائد محجوب محمد نور عدم السفر مع القوة الى مصر، ولكنه أخيراً إستمع الى نصيحة السيد الشربيني القنصل المصري بالخرطوم وسافر الى مصر، عندما عادت القوات من مصر كان مجلس قيادة الثورة اكتسب خبرة وتحولت مايو الى إستراتيجية أُخرى.
                  

03-28-2011, 08:59 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    من مذكرات العميد منير حمد (20)
    Quote: طلب المعتقل العميد مزمل سلمان غندور من السيد وزير الداخلية مقابلة السيد رئيس مجلس الثورة جعفر محمد نميري ـ أخطر السيد الرائد فاروق عثمان حمد الله الرئيس جعفر محمد نميري بطلب السجين العميد مزمل لمقابلته أمرني السيد الرئيس جعفر محمد نميري بالذهاب لمقابلة صديقي العميد مزمل سلمان غندور بسجن كوبر لمعرفة أسباب المقابلة وماذا يريد السيد العميد مزمل سلمان غندور؟! ذهبت على الفور إلى سجن كوبر بالخرطوم بحري والتقيت بالأخ العميد مزمل سلمان غندور كان غاضباً لسجنه بكوبر ولم يرتكب جريمة تستدعى حبسه بسجن كوبر من المجرمين، تحدث كثيراً وبصراحة عن سلبيات حكومة مايو أجابتي للسيد الرئيس جعفر محمد نميري بإختصار ان الأخ العميد مزمل سلمان غندور أبلغني بأنه لم يكن يتصور أن العقيد جعفر محمد نميري ينسى الملح والملاح عندما كان القائد الثاني له بمدرسة المشاة بجبيت، والنقطة الثانية المهمة أن الرئيس جعفر محمد نميري يدرك الحقيقة أن العميد مزمل سلمان غندور ليس من المتآمرين ضد زميله وصديقه جعفر محمد نميري ورحب به عند إبعاده إلى جبيت والحقيقة الأخرى أن مزمل ليس من أنصار الإنقلابات العسكرية نائب الرئيس جعفر محمد نميري بإجابة صديقه العميد مزمل وواصلنا الإجتهاد في إطلاق سراحه.
                  

03-28-2011, 09:23 PM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)



    بسم الله الرحمن الرحيم

    (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ )

    صدق الله العظيم
                  

03-28-2011, 09:24 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين وعند جهينة الخبر اليقين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    DSC07223.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-28-2011, 09:28 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين وعند جهينة الخبر اليقين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    DSC07224.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-29-2011, 06:45 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين وعند جهينة الخبر اليقين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    أقوال من يتهمون الميرغني بالانقلاب عندما يطالبون بالدليل:


    بابكر عوض الله:
    Quote: الان نعود لانقلاب الختمية؛ ماهي نتائج اجتماعات انقلاب الختمية وهل كانت جادة؟
    - بابكر عوض الله : لاتوجد جدية فيه
    مقدم البرنامج: هل شرعتم في اتصالات في اتصالات وخطوات متقدمة مع شنان بشأن الانقلاب؟
    - بابكر عوض الله : ابداً لم نخطو خطوات متقدمة في ذلك الامر
    مقدم البرنامج: يبدو ان الانقلاب المعني كان مجرد فكرة ؟
    - بابكر عوض الله : نعم كان مجرد فكرة.


    ابو القاسم محمد إبراهيم

    Quote: عندما خرجنا من الاجتماع كان اول ما قاله ابو القاسم ان الجماعة ديل بهظروا وكان انطباعه انهم غير جادين وان ما يفكرون فيه مجرد «اضغاث احلام ولم يزد ابو القاسم على ذلك ..

    زين العابدين:
    Quote: كنت استمع بكل حذر فشنان في الاجتماعين السابقين والسيد احمد الميرغني في هذا الاجتماع لم يطرحا ما يقنعني بأن هناك خطة واضحة او مشروعا معدا او توجها او برنامجا سياسيا متكاملا او مبادئ محددة هم بصددها .




    من عجب الأمر أن التهمة أتت من هؤلاء الذين يقولون مرة لا توجد جدية ومرة الانقلاب مجردفكرة ومرة ديل بهظروا ومرة غير جادين ومرة أضغاث أحلام ومرة لا توجد خطة واضحة ولا مشروعا معدا ولا توجها ولا برنامجا سياسيا متكاملا ولا مبادي محددة هم بصددها!!!!!!!!!!!!!!!!
    ونلاحظ من أعجب الأمر أيضا أن النفي من الشخص الواحد أكثر من مرة وبعبارات مختلفة تفيد النفي والاستهزاء ولكنه استهزاء مفيد جدا للمفترى عليهم حيث يكشف بصورة واضحة كذب الدعوى !!
    وإذا افترضنا صدق القوم الذي لا يتطرق إليه الشك لما وجدنا سبيلا للقول بأن هناك إنقلاب دبره الميرغني على قول زين العابدين أو الختمية على قول بابكر عوض الله!! ولكنا لا نستغرب البتة إذ ان المدعون هنا ينهلون من معين واحد فهم جميعا ضمهم مجلس قيادة ثورة مايو الأحمر الذي انقلب على برلمان للحزب الاتحادي فيه اغلبية!!
    وهي أغلبية فقدها الحزب حال ابتعاد الميرغني - المتهم بالانقلاب - عنه وفي هذه الفترة التي قاطع حزب الشعب فيها الانتخابات وجرى حل الحزب الشيوعي كان الميرغني الكبير السيد علي الميرغني رافضا للأمر برغم تمسكه ببرنامجه ( الجمهورية الإسلامية الديمقراطية )
    مع ملاحظة ان الزعيم الأزهري رحمه الله وبالتالي كل نواب الوطني الاتحادي قادوا حملات طرد الحزب الشيوعي هذه عدا من تقدم باستقالته منهم رافضا للطرد!!
    ومع كل هذا لم يتهم الاتحاديين باي أنقلاب!!
    بل التهمة للختمية!!
    وتم تبربر إنقلاب مايو برغم أن برنامج الحزب قد اصبح هو برنامج الميرغني الحليف عند الشدة!!




                  

03-29-2011, 10:11 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين وعند جهينة الخبر اليقين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    DSC17.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-29-2011, 10:15 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين وعند جهينة الخبر اليقين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    DSC07227.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-29-2011, 10:27 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين وعند جهينة الخبر اليقين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    DSC07228.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-30-2011, 08:11 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين وعند جهينة الخبر اليقين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    DSC07229.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-30-2011, 08:13 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين وعند جهينة الخبر اليقين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    DSC07230.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-30-2011, 08:15 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين وعند جهينة الخبر اليقين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    DSC07231.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-30-2011, 08:20 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين وعند جهينة الخبر اليقين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم

    (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ )

    صدق الله العظيم


    سبحانه القادر جل شأنه ونساله تعالى السلامة في الدين والدنيا
    لك الشكر أستاذ سوركتي
                  

03-30-2011, 08:24 PM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين وعند جهينة الخبر اليقين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    مدارج السالكين إلى مذكرات الرائد زين العابدين (2)

    مصطفى عبد العزيز البطل

    [email protected]

    ---------------------------------------



    (1)

    وقفنا الاسبوع الماضى عند محور العلاقة بين العصبة المايوية والعصبة الشيوعية فى مذكرات المغفور له الرائد زين العابدين محمد احمد عبد القادر المعنونة (مايو: سنوات الخصب والجفاف). وسعينا الى ازالة ما بدا لنا من تخليط حول المسئولية والتبعات السياسية لبعض القرارات الكبرى مثل ضرب معقل الانصار فى الجزيرة أبا بالمدرعات والطائرات، ومثل قرارات التأميم والمصادرة فى العام 1970. وتلك هى المسئوليات والتبعات التى تراوحت بين الفريق الشيوعى الاصيل الذى عارض الانقلاب المايوى من حيث المبدأ، ثم سانده على مضض توافقاً مع مقتضيات الامر الواقع، والفريق الشيوعى الآخر المنشق الذى ساند الانقلاب ودعمه، ثم هجر الحزب قولاً واحداً، بعد فصله من عضويته، فانخرط فى النظام المايوي، وانصهر فى بوتقته.

    الثابت ان فريقاً من المنشقين والمفصولين من الحزب الشيوعى على رأسه المرحوم احمد سليمان، وزير الاقتصاد، والمرحوم معاوية ابراهيم سورج، وزير العمل، والدكتور احمد الأسد، المستشار الاقتصادى لمجلس قيادة الثورة (صاحب إمتياز فكرة التأميم والمصادرة بحسب المذكرات)، أطال الله فى عمره، هم الذين دبروا ونظموا تلك الحملة، ولا علاقة للحزب الشيوعى بمثل تلك القرارات التى اثبت التاريخ صدق تحليل السكرتير العام للحزب وتنبؤاته بأنها فى جوهرها قرارت كارثية تضر بالاقتصاد القومى. وقد قلنا، والحال كذلك، إنّ توظيف الرائد زين العابدين فى مذكراته لعبارات مثل(الكميونة الشيوعية) فى توصيف المسئولين عن مثل تلك القرارات ربما كان متعسفاً بعض الشئ. كما تطرقنا أيضاً لمعارضة السكرتير العام للحزب الشيوعى ورفقائه لضرب الجزيرة أبا الامر الذى ادى الى اعتقاله ونفيه الى خارج البلاد، وتحفظنا تأسيساً على ذلك على استخدام المذكرات لعبارات حول دور الشيوعيين، مثل (كانوا الاكثر حماسة لضرب الجزيرة أبا)، باعتبار ان مثل هذه التوصيفات المرتبكة ربما تؤدى الى خلط الاوراق وتغبيش الوعى بالتاريخ.

    (2)

    ونمضى قدماً الى روايات المؤلف بشأن وقائع انقلاب المرحوم الرائد هاشم العطا فى التاسع عشر من يوليو 1971 واستعراضه للأحداث من الزاوية التى عاصر منها ذلك الزلزال المدوى. وفى هذا الصعيد نلاحظ، مرةً اخرى، شيئاً من الاختلاف بين الروايات الراكزة التى استقرت تحقيقاً وتدويناً عبر العقود الثلاث المنصرمة بوساطة عدد من المحققين اعتمادا على المصادر التى عايشت الاحداث بدورها من ناحية، وروايات الرائد زين العابدين التى تضمنتها مذكراته من ناحية اخرى. ولكننا لا نلقى بالاً لكل ذلك ونعود فنستعصم بعقيدتنا التى اجليناها فى الحلقة السابقة من انه لا عبرة عندنا باختلاف روايات المراقبين والمؤرخين المتواترة عن رواية صاحبنا، وكنا قد كتبنا: (إن زين العابدين من صناع الأحداث. وسلطة صانع الحدث تعلو على سلطة المراقب والمؤرخ. وفي وسع صاحب المذكرات بغير شك - وهو من هو - أن يمحق ما كتب الآخرون وثبتوه في العقول، وأن يبدلنا ما هو خير منه). تلك هى قناعتنا وما تزال.

    غير أن ذلك لا يمنعنا من إثارة بعض التساؤلات المشروعة عن أسس ومنطلقات ومصادر بعض الحيثيات والاحكام الاطلاقية التى وردت فى المذكرات. نلاحظ ان المؤلف يبدو شديد الثقة وهو يتناول مجريات أحداثٍ بعينها، مع ان الخلاف حول وقائعها ظل محتدماً طوال اربعين عاماً دون حسمٍ يقطع بيقين ويردُّ الأشياء الى نصابها. على سبيل المثال تقرر المذكرات بلغة قطعية حاسمة، بشأن مجزرة بيت الضيافة، أن منفذها هو الملازم أول أحمد جبارة، وأن من اصدر الأمر بتصفية الضباط المعتقلين تصفية جسدية هو المقدم عثمان حاج حسين ابوشيبة. ونحن نعلم - من واقع عشرات الافادات والتقارير والاستقصاءات والتحقيقات التى ادلى فيها بالاقوال عدد كبير من الضباط المشاركين والشهود، بل ومن المستهدفين بالقتل انفسهم داخل بيت الضيافة، ان هناك روايات متضاربة حول هذا الأمر بحيث تعذّر تماماً اثبات ذلك الادعاء فى كل مرة تم فيها فتح ملف هذه القضية بالغة التعقيد.

    من بين اقوى الافادات تلك التى ادلى بها فى تسجيل صوتى، ضمن تحقيق اضطلع به احد الباحثين المقدم عثمان محمد احمد كنب، قائد كتيبة جعفر، وأحد الموالين للنظام المايوى، والذى كان معتقلا هو نفسه فى بيت الضيافة ولكنه نجا من الموت بينما قتل عدد كبير ممكن كانوا معه وبجانبه فى غرفة الاعتقال. وقد ذكر المقدم عثمان فى شهادته المسجلة صوتياً، والتى تم تفريغها ونشرها بصحيفة "الايام" فى العام 2003، ان الملازم اول احمد جبارة لم يكن هو الذى نفذ تلك المجزرة، اذ جاءت اجابته بغير لبس او تردد: (ليس هو احمد جبارة). وغير ذلك من الشهادات كثير، كما ان المتهم نفسه لم يعترف بتلك التهمة قط حتى لحظة مفارقته الحياة! من أين اذن للرائد زين العابدين بكل هذا اليقين الجازم؟

    إقرأ - أعزك الله - هذه الفقرة من المذكرات: (استدعى أبوشيبة ثلاثة ضباط لتنفيذ ثلاثة مجازر وليس مجزرة واحدة. تم تكليف الملازم أحمد جبارة بتصفية المعتقلين فى بيت الضيافة.. أما الضابط الذى تم تكليفه بتصفية المعتقلين فى جهاز الأمن فقد وصل الى الجهاز وابلغ المعتقلين بأنه مكلف بتصفيتهم غير أنه لن يفعل ذلك، وطرح سلاحه أرضاً.. واما الضابط المكلف بتصفية مجموعتنا المعتقلة فى القصر الجمهورى ويدعى "......" فقد دخل على نميرى وتحدث معه وقرر عدم تنفيذ التكليف وأطلق سراح نميرى). ونلاحظ ان المؤلف لا يشير هنا الى اسم الضابط الذى كلف بتصفية المعتقلين فى مبنى جهاز الامن، مع انه بالتأكيد يعرفه طالما عرف عنه كل هذه التفصيلات! ولكن الاشارة ترد الى اسم الضابط الذى كلفه ابوشيبة - افتراضاً - بتصفية مجموعة القصر الجمهورى، غير ان المؤلف، لأمرٍ ما، اختار ألا يورده، بل وضع مكان الاسم عدداً من النقاط كما رأينا فى النص الذى نقلناه. والسؤال الذى يقفز الى الذهن هنا هو: ما هى الحكمة وراء اخفاء الاسماء ونحن أمام حدث جلل كهذا؟ العمل الذى قام به هذان الضابطان - افتراضاً - عمل مشرف جداً، فقد تمردا على امر يلزمهما بقتل الابرياء، ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق. وذلك فى نهاية المطاف سلوك إنسانى شجاع ونبيل، يزين ولا يشين. فلماذا لا يريد صاحب المذكرات ايراد الاسماء التى يوحى لقارئه بأنه يعرفها؟ الاصل ان اخفاء الاسماء وحذفها والاشارة اليها بالنقاط والرموز يتم فقط فى حالات الخزى التى يراد فيها الستر، بديلاً للفضح، والحالة التى بين ايدينا لا يستخزى فيها الضابطان، بل يحق لهما ان يفخرا بصنيعهما وحكمتهما، فأين هما؟! ولماذا يتواطآن، ويتواطأ معهما المؤلف، على الاستخفاء فى حين ان المقام مقام ظهور؟!

    اننا نكره ان نفتئت على صاحب المذكرات، أو ان نظهره فى اوراقنا بمظهر من يروج الروايات المصطنعة خدمة للاجندة المايوية. بل انه لا مانع لدينا البتة من ان نثبت هنا ان من بين منفذى انقلاب 19 يوليو انفسهم من أيّد بعضاً من رواية زين العابدين حول مجزرة بيت الضيافة. هناك الصيغة الاولى من مذكرات النقيب عبد العظيم عوض سرور الذى سجّل بقلمه أنه شاهد الملازم اول احمد جبارة فى مساء 22 يوليو 1971 وتبادل معه بعض الاشارات باليد والرأس أثناء وجودهما معاً فى منطقتين متباعدتين داخل القصر الجمهورى بعد وقوع المجزرة، وانه فهم من الاشارات ان احمد جبارة قام بقتل المعتقلين. وقد نشرت تلك المذكرات فى مجلة "قضايا سودانية" عام 2001 . ولكن النقيب عبد العظيم عندما واجهه البعض بوجود تناقضات جسيمة بين روايته تلك وروايات اخرى وردت فى نفس مذكراته المنشورة، فإنه أقر على الفور بتلك التناقضات ثم سارع بشطب الجزء المتعلق بتبادل الاشارات بينه وبين الملازم اول احمد جبارة، بعد ان تبين له خطأ قراءته للاشارات المذكورة، واعاد نشر المذكرات مرة اخرى بدون ذلك الجزء فى صحيفة الايام فى العام 2003.

    كل ما نريد قوله بين يدى تلك الاحداث وتقويم وقائعها هو أن الروايات كثيرة ومتشابكة، بل ومتضاربة ومتناقضة، ظلت تعلو وتهبط، تتقدم وتتراجع، عبر السنوات الاربعين الماضية، وان استخدام لغات قطعية وصيغ جازمة فى شأنها دون أسانيد حقيقية تدعهما وتؤكدها، أمر ينبغى ان نتوقف عنده كثيراً. ونحسب اننا قد فعلنا.

    (3)

    كذلك وجدت نفسى متحفظاً بعض الشيء إزاء نكوص الراحل زين العابدين وتردده فى الاقرار بما هو مرصود وثابت من أمر الاعتداءات البدنية البشعة المفارقة للقيم الانسانية على بعض المعتقلين فى معسكر الشجرة، وتوسله الى معالجة تلك النقطة السوداء فى الثوب المايوي بكلمات وعبارت حييّة مستأنسة تسعى الى تهميش الحدث وتقليص ظله، من شاكلة هذا النص، الذى تناول فيه اسلوب تعامل الضباط والجنود الموالين للنميرى فى معسكر الشجرة مع المعتقلين المشتبه فى مشاركتهم فى الانقلاب:(بعض المعتقلين تعرضوا للشتائم والاهانات من الضباط والجنود الذين كانوا مجتمعين فى الشجرة، وكنا نقول لهم دعوا الامر للمحاكم، فليس من الانضباط ان تنالوا منهم بأنفسكم). وفى ذلك استحياء شديد وتنصل عن الصدع بالحق، كنا نود لو ان المؤلف نأى بنفسه عنه. الشتائم والاهانات شئ، والضرب المبرح المفضى الى الموت بالايدى واعقاب البنادق شئ آخر. الغريب فى أمر معالجة المذكرات المضطربة لهذا الجانب ان العبارة التالية ترد فى مكان آخر:(عندما جئ بعثمان ابو شيبة لمحاكم الشجرة العسكرية، لم يتمالك نميرى أعصابه وضربه بقبضة يده "بونية"، وأطبق عليه يكاد يقتله بيديه)! إذن المؤلف نفسه يقر اضطراراً فى هذا الموقع ان الامر تجاوز بالفعل، وبكثير، حيز الشتائم والاهانات!

    يظل الاعتداء الوحشى، الموثق بشهادة عدد كبير من الشهود، على القيادى الشيوعى والزعيم العمالى المرحوم الشفيع احمد الشيخ معلماً فارقاً من معالم تلك الاحداث المؤسفة. وكما هو مسجل فى الافادات المنشورة فقد تولى قيادة حفلات الاعتداء على المعتقلين الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم. وربما كانت الصلة الخاصة للمؤلف مع الرائد ابوالقاسم هى التى ألجمت قلمه وكبحته عن الاستطراد فى ذلك الموقع (تشير المذكرات فى مواقع مختلفة الى طبيعة العلاقة المتميزة والودودة، بالغة الخصوصية، التى جمعت الاثنين على توالى السنوات والحقب). ومن بين الذين تم الاعتداء عليهم بصورة وحشية المرحوم حامد الانصارى، زوج القيادية الشيوعية سعاد ابراهيم احمد، الذى جاء به الاتهام كشاهد ملك فى محاكمة المرحوم عبد الخالق محجوب فإذا به يدافع عن المتهم ويرد عنه الاتهامات، مما اغضب المحكمة والادعاء فتم اعلانه شاهداً عدائياً. وقد نهض الى مهمة الاعتداء على المرحوم الانصارى الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم، وقد ظل يضربه على الوجه والرأس ضرباً مبرحاً، بينما هو مقيد اليدين. وبحسب المرحوم حامد الانصارى فإنه عندما حاول حماية نفسه بتحريك رأسه فى الاتجاه المعاكس خاطبه الرائد ابوالقاسم بقوله: (ما تبقى راجل وتثبت). الامر الذى يعكس مفهوماً مختلاً للرجولة عند ابى القاسم الذى يعتدى على رجل مقيد اليدين، ثم يتهمه بعدم الرجولة لانه حرّك رأسه لتفادى الضربات المتوالية على الوجه!

    أما الاعتداء بالضرب على المرحوم النقيب معاوية عبد الحى، عضو مجلس قيادة الثورة فى الهيكل الانقلابي، فقد سار بذكره الشهود والركبان. وقد حدث هؤلاء بأن مجموعة من الضباط والجنود بقيادة الرائد عبد القادر محمد احمد قامت بضرب المرحوم ضرباً هيستيرياً حتى انه عندما تم جرّه الى ساحة الاعدام جراً كان فاقداً للوعى بصورة كلية، وكانت ملابسه ممزقة تماماً. وغير ذلك من نماذج السلوكيات البربرية والممارسات الوحشية كثير. فهل يجوز بعد كل هذا ان يقال فى مقام توثيق وتوصيف مثل هذه الصور (بعض الشتائم والاهانات)؟!

    (4)

    ثم إننا نستعجب عجباً لا يدانيه عجب مما كتب الرائد الراحل فى تصويره لتداعيات احداث الانقلاب الشيوعى فى 1971 اذ نراه يصوّر المحاكم العسكرية الميدانية التى شكلها الرئيس المخلوع جعفر نميرى وسيق على اثرها الى فرق الاعدام واعواد المشانق عدد من السودانيين، وكأنها محاكم حقيقية جديرة بالاحترام وكفيلة بضمان القيم العدلية. من مثل ذلك ما جاء فى الجزء الثانى من النص السابق: ( وكنا نقول لهم دعوا الامر للمحاكم، فليس من الانضباط ان تنالوا منهم بأنفسكم). والنص يوحى بأنها كانت محاكم عسكرية منضبطة التزمت القانون وتوخت الاخلاق والقيم العدلية المستقرة. والرائد زين العابدين يدرك بغير شك طبيعة تلك المحاكم، وما هو متداول ومشهور من أمر الممارسات المخزية المنسوبة للرئيس نميرى وبعض اعضاء مجلسه القيادى الثورى فى سبيل تأمين صدور احكام الاعدام على الشخصيات التى الح الرئيس السابق على قتلها والتخلص منها مهما كان الثمن.

    الثابت أن المحكمة العسكرية الميدانية التى شكلت برئاسة العميد تاج السر المقبول والى جانبه العميد فابيان اقامالونغ وضابط ثالث، لمحاكمة المقدم بابكر النور اكملت عملها على خير وجه، وفرغت من اجراءاتها وفقا لقوانين القوات المسلحة، ثم اصدرت حكمها على المرحوم بالسجن اثنى عشر عاماً. والمرحوم لم يكن من المنفذين للانقلاب ولم يعلم به اصلا اذ كان خارج البلاد. ولكن الرئيس نميرى غضب من الحكم واصر على حكم الاعدام وامر باعادة المحاكمة، فتمت الاعادة وصدر الحكم بالسجن عشرين عاماً. ماذا حدث بعد ذلك، وقد رفض النميرى الحكم الثانى ايضاً وركب رأسه والح على صدور حكم بالاعدام؟ كان هناك ضابط برتبة مقدم توفرت عنه معلومات لرئيس جهاز الامن القومى الرائد مامون عوض ابوزيد بأنه كان ممن أيدوا انقلاب الرائد هاشم العطا، وتمت موافاة الرئيس المخلوع بهذه المعلومة فاستدعاه بحضور رئيس جهاز الامن، وتمت مساومته والاتفاق على صفقة معينة يتم بموجبها الصفح عن هذا الضابط المقدم. ماذا كانت الصفقة؟! المعلوم للكافة أنه تم وعلى عجل تشكيل محكمة جديدة لمحاكمة المرحوم المقدم بابكر النور برئاسة ذلك الضابط. وبنفس العجلة اصدر ذلك الضابط حكماً بالاعدام على بابكر النور، وهو الحكم الذى تم تنفيذه فى عجلة ثالثة! وبعد أسابيع صدر قرار بتعيين ذلك الضابط المقدم وزيراً ضمن تشكيل وزارى جديد! لا بد انك عرفته أعزك الله، فلا داعى للأسماء!

    وعند محاكمة الملازم أحمد عثمان الحاردلو أصدرت المحكمة العسكرية عليه حكمها المستند الى البينات والاجراءات القانونية بالسجن لمدة ثلاث سنوات. ولكن النميرى كان غاضباً على ذلك الملازم اذ انه حدثه حديثاً خشناً ولم يحسن الادب عندما واجهه النميرى فى معسكر الشجرة. ركب النميرى رأسه مرة اخرى ورفض الحكم واصر على اعادة المحاكمة واصدار حكم بالاعدام. ولما تعذر ذلك اذ رفض رئيس المحكمة اصدار حكم فوق ما اصدر، قام النميرى شخصيا بتعديل الحكم. اى والله. شطب الحكم الذى اصدرته المحكمة التى نظرت وتبينت واستقصت وحكمت، ثم كتب النميرى بخط يده: "الاعدام رمياً بالرصاص". وهكذا تم اقتياد الملازم الحاردلو الى الدروة واعدامه! وكذلك الحال بالنسبة للملازم صلاح بشير الذى صدر عليه الحكم بالسجن لأربع سنوات، ولكن الرئيس الهائج أمر باعادة محاكمته عدة مرات بدون طائل طلباً لحكم الاعدام، الا ان الاخير تمكن بفضل الله من الافلات من طاحونة الموت وكتب الله له عمراً جديداً اذ انشغل الرئيس ببعض شئونه ونسى قضيته! هكذا كانت المحاكم وأعمالها، وكانت الاحكام وطرق اصدارها، او بالاحرى استصدارها، كما عرفتها منطقة معسكر الشجرة في تلك الايام العصيبة.

    (5)

    الغريب فى الأمر ان الرائد زين العابدين يتطوع هو نفسه فيقدم لنا فى مذكراته - دون ان يقصد - مثالاً صارخاً للابتزاز السياسى والاخلاقى الذى مورس ضد شخصيات كبيرة فى النظام بغرض تطويعها لخدمة المآرب النميرية الانتقامية، بالمخالفة لكل القوانين الوضعية والدينية، والقيم الخلقية والانسانية.

    كتب الرائد زين العابدين: (اكتشفنا ان معاوية ابراهيم سورج عندما أحس بأن الشيوعيين قد استولوا على السلطة خاف على نفسه). قاتل الله الخوف. الخوف هو المفاعل الذى ينتج أغلب مظاهر الضعف الانسانى. ولكن من هو معاوية ابراهيم سورج؟ لمصلحة الاجيال الجديدة نقول ان معاوية هو واحد من ابرز الشيوعيين السودانيين الذين قادوا الانقسام الكبير الذى ضرب الحزب الشيوعى عند وقوع انقلاب مايو 1969، وكان موقفه - المضاد لموقف السكرتير العام عبد الخالق محجوب - الى جانب مايو والانخراط فى مؤسستها، وهكذا هجر الرجل حزبه واصبح من قادة ومنظرى النظام الجديد. وتم بطبيعة الحال فصله من عضوية الحزب الشيوعى برفقة المنشقين الآخرين. اللافت للانتباه فى هذه النقطة هى الرواية العجيبة، التى وقفت عليها للمرة الاولى عند قراءة المذكرات. ووفقاً لهذه الرواية فإن الرائد محمد احمد الزين "ودالزين"، عضو المجلس الثورى القيادى لانقلاب يوليو الشيوعى، عندما كان يسير امام فرقة الاعدام متجهاً الى موقع الدروة حيث سيلاقى ربه رمياً بالرصاص توقف عن السير فجأةً، والتفت الى الخلف، وادخل يده فى جيبه واخرج ورقة سلمها الى أحد العسكريين المرافقين، ثم اعتدل فى سيره وواصل مشواره الى حيث تم تنفيذ حكم الاعدام. يا الله. هذا شئ مدهش، ينضح بالدراما. شئ مثير حقاً. ولكن ما الذى اشتملت عليه تلك الورقة؟! وفقاً للمؤلف فإن تلك الوريقة تم تسليمها للرائد مامون عوض ابوزيد رئيس جهاز الامن القومى، الذى عرضها بدوره على مجلس قيادة الثورة. كانت الوريقة عبارة عن رسالة موجهة من المرحوم معاوية ابراهيم سورج الى الرائد هاشم العطا يعبر فيها معاوية عن تأييده للانقلاب، و"يبارك ثورة التصحيح"، ويرحب بها. وبحسب الرائد زين العابدين فقد تم استدعاء معاوية ومواجهته بتلك الرسالة، فاعترف على الفور بأنه كاتبها، كما اعترف بأنه كتبها تحت تأثير الخوف!

    ما الذى حدث بعد ذلك؟ ما هى ردة فعل النميرى وصحبه فى مواجهة هذا القيادى الذى كان يشغل منصباً وزارياً فى حكومة مايو بعد ان ثبتت خيانته؟ هل اصرّ النميرى على محاكمته واعدامه؟ او على الاقل سجنه؟ هل طرده واذله واجاعه كما فعل مع آخرين؟ أبداً. لم يحدث اى شئ من ذلك، وانما استمر معاوية يشغل المناصب فى نظام مايو ثم اصبح سفيراً للنظام فى دولة السويد! عظيم. كيف يمكننا تفسير ذلك اذن؟ المذكرات لا تحمل تفسيراً. ولكننى قد اتطوع واقدم لك - رعاك الله - تفسيراً من عندى. الذين يعرفون تفصيلات محاكمات الشجرة يعرفون بالضرورة أن معاوية لعب دوراً أساسياً كشاهد اتهام فى مواجهة رفقاء سابقين له من قياديى الحزب الشيوعى. وبعض الدور الذى لعبه معاوية فى تلك المحاكمات، التى انتهت باعدام قادة مثل الشفيع احمد الشيخ، وجدت طريقها الى أشعار الشعراء، واصبحت حداءً يتغنى به الكثيرون. ففى قصيدته العامية الشهيرة التى مطلعها ( قَدَل أبو رِسْوَة للَمُوتْ الْكلَحْ بِتْضَرَّعْ)، يقول الشاعر الراحل صلاح احمد ابراهيم فى شأن معاوية ابراهيم سورج: ( جابوا معاوية يشهد / شوف معاوية وغدرو / لوّح خنجرو وطعن الشفيع فى صدرو). هل كانت المساومة اذن فى الشهادة امام المحاكم العسكرية ضد القادة الشيوعيين وارسالهم الى اعواد المشانق وساحات الاعدام؟! قد يكون هذا وارداً، بل ووارداً جداً، بدليل ان الرائد زين العابدين فى مذكراته أورد عند هذا الجزء عبارة شديدة الايحاء، لا يمكن ان يخطئها النظر الفاحص، يقول فيها ان معاوية عاش مرهق الضمير بعد ذلك، لأن الاحداث ودوره فيها كانت فوق احتماله. هكذا كتب زين العابدين عن الرجل:( أرسلناه سفيراً فى الدول الاسكندنافية، ولكنه لم يتوافق أبداً مع ضميره، وانتهى نهاية مؤسفة)!

    (6)

    هكذا كان النميرى وبعض رفقائه يعالجون الاحداث ويحكمون بين الناس فى أيام يوليو المظلمة السوداء وما بعدها. غلبت فورة النفس الامارة بالسوء على منطق الحكمة، وساد نداء القلب الحقود على صوت العقل، واستعلت نزعة الانتقام فوق سنن الرشاد، وبات منطق المساومة والابتزاز هو الطريق الى نيل الاوطار. تلك صحائف التاريخ الكوالح التي أرهقت نفوساً، وعذبت ضمائر، وقهرت رجالاً، وأهلكت الغرس والحرث.

    ما كان ضر المغفور له الرائد زين العابدين لو انه مضى خطوة الى الامام، فاتخذ من كتاب مذكراته أداةً للتواصل المتهادى بينه وبين شعبه، فأقر بما شاب محاكم الشجرة وممارساتها من رِيَب، وما اعتورها من مظالم، وفتح الجراح القديمة وبادر الى تطهيرها، ومارس نوعاً من النقد الذاتى، فتحمل عن طيب خاطر قسطاً من مسئولية التجاوزات المؤسفة بحكم موقعه القيادى، ثم استبرأ لنفسه من أوزار كثيرة نعلم تماماً انه لم يكن طرفاً فيها، وان المسئولية عنها تنصرف الى آخرين؟

    ومن الحق الذى لا مراء فيه أن المغفور الرائد زين العابدين محمد احمد عبد القادر كان من أنقى وأطهر قادة النظام المايوى من العسكريين، ان لم يكن اطهرهم وانقاهم على الاطلاق. شهد له الاعداء قبل الاصدقاء بأنه عاش متجرداً من أهواء النفس واطماع الدنيا. كان من القلة التى صانت ولم تبدد، حمت ولم تهدد، وجهدت ما وسعها الجهد لكى تجعل من مواقعها فى القيادة سبيلاً الى مرضاة ربها وشعبها. ولهذا كله فقد كنا نود له - من منطلق الحب والوفاء لسيرته الطيبة بين الناس - أن يختار ذات الطريق وهو يقدم حسابه الى شعبه بيمينه فى مواجهة وقائع يوليو 1971. ولو فعل لكان ذلك أجدى وأظهر وأبقى عند الله من غض البصر عن الحقائق واصطناع الجهل بها، أو محاولة القفز من فوقها بعبارات محايدة ومبهمة، او اخفائها تحت ابسطة الكلمات الطيبات، أو طمرها جملةً واحدة تحت ركام التاريخ!

    [ نواصل ].
                  

04-04-2011, 09:29 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين وعند جهينة الخبر اليقين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    Quote: وتعتبر آمال نفسها محظوظة، لأنها ولدت في السودان مع بداية الحراك الاجتماعي وبداية نشأة الحركة النسائية. وكانت في المرحلة الوسطى قريبة جدا من الاتحاد النسائي، ودرست على يد قائدات الاتحاد النسائي، فاطمة احمد إبراهيم معلمة الرياضيات في ذلك الوقت، ثريا أمبابي لغة إنجليزية، محاسن عبد المتعال وفاطمة عبد الكريم بدري.
    وعاصرت بوعي كل صراعات الحركة النسائية، ودرست على يد الأخوات المسلمات واليساريات، وأوصلتها علاقتها باليساريات لدرجة التجنيد في الحزب الشيوعي، وذلك عام 1958، وكان تحرر صفحة الطالبة في مجلة (صوت المرأة)، وكانت وقتها في الصف الرابع المتوسط، وقد كان ذلك لأن أستاذتها فاطمة احمد إبراهيم كانت صاحبة امتياز المجلة ورئيسة تحريرها. وكان تحرر هذه الصفحة باهتمام شديد. ومن هنا نشأت علاقة الأستاذة آمال بالكلمة المكتوبة.
    وعرفت مجلة (صوت المرأة) آمال برموز المجتمع السوداني آنذاك.
    وبعد أن جلست لامتحان الشهادة الثانوية حررت صفحة الأدب والفن والمنوعات حتى عام 1971، وهو العام الذي أممت فيه الصحف.
    وعملت أمال بعد امتحان الشهادة في سلك التعليم، ثم تزوجت باكرا وانتقلت مع زوجها إلى مدينة سنار في عام 1965م، ثم احترفت العمل السياسي والعمل بمجلة (صوت المرأة).
    ومن طرائف عمل آمال في هذه المجلة أن راتبها كانت تصرفه لها بانتظام الأستاذة سعاد إبراهيم احمد حتى قيام ثورة مايو.
    وعندما تم تجنيد آمال في الحزب الشيوعي كانت صغيرة جدا، لدرجة أنها كانت مثار تخوف القيادة، فقد كانوا يتساءلون دائما عن مدى قدرتها على تحمل العمل السري.
    وللتاريخ تعترف آمال أنها مدينة للحزب الشيوعي في كل النواحي الحياتية، فقد تعلمت منه حب السودان بإيجابية، وتعلمت منه إعلاء قيمة العطاء على قيمة الأخذ.
    رفعت ثورة مايو 1969شعارات التغيير الاجتماعي والبناء الاشتراكي، ولم تتردد آمال في الانضمام إليها، فهي من الذين انحازوا لشعارات ثورة مايو.
    ومع زخم ثورة مايو وتداعياتها في خريطة الحياة السودانية، ازدهرت كتابات أمال، ولم يقتصر دورها على مجرد الإفادة من الطقس ا لسياسي الملائم، في طريق ترقية الحياة ورسم المستقبل، بل ساهمت بإيجابية في طرق أبواب جديدة في الصحافة والسياسة، فتراها تهتم بالشعر الشعبي وتتحدث عن طبقات ود ضيف الله بحسبانها تدوينا جيدا للتاريخ الاجتماعي في البلاد.
    الشاهد أن كتابات أمال عباس الراقية لفتت الأنظار بقوة خلال النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي، ولعلها ازدهرت في فترة خصبة جدا من تاريخنا السياسي يبدو لي أننا في غمرة الإدانة الشاملة لمجمل أيام نميري في السودان، لم نهتم بها، والحاصل أن الدكتور منصور خالد الذي قال في مايو ما لم يقله مالك في الخمر، أطلق على تلك الفترة (سنوات البشائر)، وهذا حديث يطول.


    تعلمت من الشيوعيين حب الوطن بإيجابية_ آمال عباس 53 عام ...تابة الراقية (منقول)
                  

04-04-2011, 10:11 AM

محمد ميرغني عبد الحميد
<aمحمد ميرغني عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات الرائد زين العابدين بين أهل اليسار والوسط واليمين وعند جهينة الخبر اليقين (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)

    DSC07232.JPG Hosting at Sudaneseonline.com




    DSC07233.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de