|
Re: بمناسبة عودة سودانيزونلاين.كوم...مصر حاتروح النار... (Re: Siddig A. Omer)
|
(منقول)مصر الوسطية أولا
2-8-2011
محمود الحضري لاشك أن الوضع في مصر بعد ثورة 25 يناير فتح الباب أمام كافة التيارات والقوى كي تجد لنفسها مساحة في المشهد السياسي بالبلاد، بعد سنوات طويلة، أما من حصار النظام السابق، أو من الابتعاد الطوعي عن الحياة السياسية. وعلى مدى الشهور الستة الماضية تشكلت العديد من الأحزاب، والائتلافات السياسية، وبمرجعيات وخلفيات مختلفة، ولكن كان للتيارات الدينية الحضور الأكبر، كنتيجة طبيعية للتنوع في الفكر الديني الذي أفرزته سنوات الحصار على الناشطين الاسلاميين وتياراتهم ذات الطابع السياسي. وخلال السنوات الماضية غاب مفهوم العمل السياسي بين العديد من التيارات الدينية، والتي حصرت نفسها في قوالب ضيقة، وتمحوّر نشاطها حول تطبيق الشريعة، وغير ذلك من محاور الفكر الديني الدعوّي، وفي ظل هذا ومع السرعة الكبيرة والزائدة في تشكيل ائتلافات وقوى سياسية، حتى في بعض الأحزاب ذات المرجعية الدينية جاء خطاب هذه التيارات محصورا في فهم ضيق جدا للعمل السياسي. وعبرت عن ذلك شعارات رفعتها بعض التيارات الدينية في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي، واتسم بعضها، اما بسوء تقدير للحالة السياسية في مصر، أو غياب ثقافة العمل في حالة ثورة، والأخطر من ذلك هو خروج هذه التيارات عن الاجماع الوطني بسلمية ومدنية الثورة. ويبدو أن أصحاب هذه الشعارات والمؤيدين لها نسوا خطورة موقفهم المؤدي شق الوحدة الوطنية التي تجلت في ثورة يوليو، والتي غابوا عنها في أول أيامها ، وانطلاق شرارتها الأولى مثلهم مثل باقي التيارات والأحزاب، وأصر هؤلاء ومؤيدين لهم على ترسيخ حالة الانقسام عن عمد أو في حالة غياب للوعي، وعدم سيطرة من قادتهم على الكثير من افراد القاعدة العامة. والسؤال الذي يطرح نفسه ولايمكن لأحد أن يردده بصراحة "هل حملة الشعارات مقولة ان التيارات الدينية لا عهد لهم؟، ولايمكن الوثوق فيهم، أخشى أن يأتي من يقول ذلك وتزيد الامور تعقيدا بين شرائح المجتمع. أدرك جيدا ان التجربة جديدة ومازلنا نعيش مراحل البناء لمجتمع سياسي، تدخله تيارات لأول مرة، ولكن المرحلة لاتحتمل مزيدا من التشتت، فهناك من يتربص بثورة 25 يناير،والمؤكدأيضا أن التراجع صعب، ويبقى الأهم أن نبقى على وحدة شعب مصر، وحالة التغيير للأمام. ولاشك أن اطلالة السلفيين بروؤسهم على المشهد السياسي في المجتمع في وضع وصفه البعض بأنه استعراض قوة، يحتاج الى مراجعة، فالحشد البشري أصبح ممكنا للجميع، وليس حكرا لتيار دون أخر، وليس التيار الاسلامي القادر على الحشد كما ادعى البعض، فالمتغيرات وكسر حاجز الخوف بين أفراد الشعب، فتح المجال أمام امكانية لحشود متعددة الاتجاهات. مرة أخرى، ان التيارات الاسلامية التي لعبت دور السيف لقطع وحدة الشعب، تحت عبارات أريد منها ترسيخ الانقسام، مطالبة بدور لترميم الشروخ التي تسببت فيها، ليعود الوطن الى سابق عهده، والعمل على ابراز الوسطية التي اتسمت بها مصر تاريخيا، وليس تلك الطائفية التي يريدهاالبعض.
محمود الحضري
|
|
|
|
|
|