|
Re: التحفة السّنيّة في أخبار الطائفة الانبطاحيّة (Re: Hashim Elemam)
|
التحفة السنية في أخبار الطائفة الانبطاحيّة ( 2 ) هاشم الإمام
وأعلم أنّ لهذه الطائفة شناعات في التأويل ، إذ زعموا أن قوامة الرجال على النساء تعني قيام الرجال بخدمة النساء ، والخادم في كل عُرف متّبع أو فكر مبتدع ، تابع لا متّبع . ويُروى عنهم أنهم يقولون إنّ آية ضرب البعول لنواشز ربات الحجول منسوخة بحديث " يا أنجسة رفقاً بالقوارير " فالقوارير لا تضرب وإلا انكسرت كسراً لا يُرتق ، كما أن الضرب ينافي الرفق الذي وُصف به الرسول ، صلى الله عليه وسلّم ، كما ينافي قوله :" استوصوا بالنساء خيراً " وغير ذلك مما جاءت به الأخبار ، ودلت عليه الآثار. وأصحابنا لا يسلمون لهم بذلك ، فبعض النساء لا يشبهن القوارير ، فهن كالحات عابسات خشنات ، يعتدين على أزواجهن ويوسعنهم ضرباً حتى ( طفشوا ) منهن ولاذوا بالفرار . وزعموا –عفا الله عنهم – أن المرأة أصل الخلق ؛ لقوله تعالى " وخلقكم من نفس واحدة " فالنفس مؤنثة ، وكذلك النطفة والمضغة والعلقة . فانظر - رحمك الله – كيف احتالوا لدعواهم بفاسد التأويل ، وقالوا بالرأي في تفسير آي التنزيل . ولكي لا يُظن بنا التحامل ويقال فينا ما قال شيخ المعرّة : والحق يهمس بينهم ويقام للسوءات منبر أو قول قعنب بن أم الصاحب : إن يأذنوا ريبة طاروا بها فرحاً مني وما أذنوامن صالح دفنوا صم إذا سمعوا خيراً ذكرت به وإن ذكرت بشرٍّ عندهم أذنوا وأذَنَ في البيت بمعنى استمع ، وبابه طرب . فإني ذاكر لك – إن شاء الله – جملة من محاسنهم ، وطائفة من مناقبهم منها : الحلم ، والأناة ، وسعة الصدر ، والصبر ، فقد رأيت بعض الناس يلمز أحد قادتهم العُزّاب فيسأله عن صحة حديث " شراركم عزابكم " أو يروون له كلام عمر لأحد العزاب : " والله ما منعك من الزواج إلا عجز أو فجور " وربما أنشدوا أمامه : إذا كنت عِزهاة عن اللهو والصبا فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا والعزهاة من رغب عن النساء ولم يردهنّ . كل ذلك والرجل ساكت تعلوه بسمة ، ولسان حاله يقول : ولو أن كل ###### عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالا بدينار ولو شاء لقال : هل يضر البحر أمسى زاخراً أن رمى فيه غلام بحجر أو قال : ما ضرّ تغلب وائل أهجوتها أم بلت حيث تناطح البحران أو قال : ما أُبالي أنبّ بالحزن تيس أم لحاني بظهر غيب لئيم ولو كان عنده سنان زُفَر بن الحارث لأنشد : فإن عدت والله الذي فوق عرشه منحتك مسنون الغِرارين أزرقا فإنّ دواء الجهل أن تُضرب الطُّلى وأن يغمس العِرّيض حتى يغرقا
وللحديث بقية
|
|
|
|
|
|