|
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى (Re: أسامة خلف الله مصطفى)
|
أخوانى وأخواتى الأعزاء هذا هو المقال محور الحديت:
Quote: دعوا الرئيس يبقى على ما فُطِر عليه ! هاشم الإمام [email protected]
كل الذين اقتربوا من الرئيس البشير –خصومه وشيعته – يجمعون على أنه من أحسن الساسة خُلقاً ،وأنبلهم مقصداً، وأمتنهم ديناً،و أصدقهم لهجة،وأقربهم إلى قلوب العامة مودة ،ففيه بساطة من غير تكلف ،و رقة من غير ضعف ،وحزم من غير جفاء ،يتصرف بعفوية مركوزة في قاع فطرته و لا يبدي شيئاً من جبروت الحُكام ، و لا يتصنع شيئاً من سلوك ذوي السَّلطان رغم ما تتطلبه السلطة و هيبة الحُكم أحياناً من إظهار الشوكة ، و الإبتعاد عن مخالطة العّامة .
كذلك أُثر عن الرئيس البشير شدّة وفاته لأصدقائه و العاملين معه في الحكومة .ورغم أن الوفاء صفة نبيلة و خُلة حسنة إلا أنه إذا تجاوز العلاقة الشخصية إلى علاقة العمل صار عبئاً على صاحبه ،فقد ظلّ الرئيس يحتفظ –من باب الوفاء – ببعض الوجوه في حكومته طوال عهد الإنقاذ رغم ما شاب أداء بعضهم من قصور ، و ما أُتهم به بعضهم –إن صدقاً و إن كذباً- من فساد ، وأخوف ما يخاف النّاس أن يحمل الوفاء الرئيس على إبقاء هذه الوجوه في الحكومة الجديدة فلا يشعر النّاس بأن عهداً جديدا قد أطل ، أو أنّ صفحةً جديدة من تاريخ السودان قد بدأ تحريرها .
و لعل ما زكّى هذه القيم الفاضلة في الرئيس إرتباطه بالقرية صغيراً و تمثله لسلوك أهلها ، فهو لا يزال يأكل ممّا يأكل " أهل حوش بانقا " و يشرب ممّا يشربون ، و يهزه طرباً ما يسمعون ، كما أن تربيته الدينية و إنتماءه المبكر للحركة الإسلامية رسّخا هذه القيم فيه وجعلاها تستكن فيه ، و تطبع سلوكه وعلاقاته بالنّاس.
و هذه البساطة التي يتصف بها الرئيس ليست بدعاً فيه بل هي الصفة الغالبة على رؤساء السودان على أختلاف ألوانهم السياسية و مناهجهم في الحكم ،فهم يخالطون العامة ولا يستنكفون عن مجاملتهم في أفراحهم و أتراحهم ، ولم يكن الحكّام المدنيين منهم أشدّ حرصاً على تمثّل هذه القيم من العسكريين.
و الذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع ما أراه من نهج الإعلام الجديد في التعامل مع شخصية الرئيس ، إذ عدل هذا الإعلام عن التركيز على المشروع الحضاري الذي تبنته ثورة الإنقاذ إلى التركيز على شخصية الرئيس وإبراز مزاياه ، وقد بدأ هذا الاتجاه الجديد للإعلام منذ بداية حملة الرّد على أوكامبو وادعاءات ما يسمّى بمحكمة العدل الدّوليّة ، ثم اشتدّ هذا الاتجاه إبان الحملة الانتخابيّة ، ثم بلغ ذروته بعد فوز الرئيس فأينما وقع بصرك وقع على صورة الرئيس فهي على الحيطان ، وشاشات التلفاز ، وصفحات الجرائد بل هي معلّقة على جُدُر مكاتب بعض مديري الشركات والمؤسسات الحكوميّة . وأسخف ما في هذا النهج الإعلامي الجديدكثرةالأغاني والأناشيد التي تتناول الرئيس بأنواع الممادح، وهذه بدعة جديدة لم تكن ثورةالإنقاذ تعرفها من قبل ، فليس من سنن الهدى أن تعلّق صور الرؤساء تعظيماً لهم ، أو يمدحوا بمافيهم وما ليس فيهم ، فما كانت الأصنام من قبل إلا صوراً لرجال صالحين نصب الناس لهم التماثيل ليتذكروهم ، ثم عكفوا عليهم عابدين . والتغني بالحاكم الرشيد أو القائدالملهم من طبيعة الأنظمة الاستبداديّة وقد استطاع الإعلام في هذه الأنظمة خلال الحقب التي مضت من تاريخ البشريّة أن ينصب عدداً من الأصنام السياسيّة والفكريّة التي أرهبت الناس واستعبدتهم. ومن عجب أن الإنقاذ في أيام قبضتها الحديديّة وطبيعتها الثوريّة لم تكن تهتم بإعلاء قيمة الأفراد، فما كنا نرى صورة زعيم ، ولا نسمع قصيدة تتلى أو تغنى في مدح رئيس ، ولكنها بعد أن صار الرئيس منتخباً ، ونال ثقةالشعب ، وأصبح النظام ديمقراطياً شورياً ارتدّ إعلامها فسلك مسلك الإعلام الموجّه الذي يسبّح بحمدالرئيس ، ويشيد بمناقبه . أعلم أنّ الحملة ضد أوكامبو وادعاءاته كانت تقتضي إبراء ساحة الرئيس ممّا اتُّهم به ، وأنّ الحملة الانتخابيّة تقتضي إبراز محاسن الرئيس ومناقبه ، ولكن كلّ ذلك قد انتهى ولم يعدل الإعلام عن منهجه الجديد فوجب التنبيه ، فإنّا نريد للرئيس أن يبقى على سجيته السمحة ، وفطرته السليمة ، ونخاف عليه من دجاجلة الإعلام ومكرهم ، فقد كان الدكتور العلامة مصطفى محمود يرى أنّ المسيح الدّجال هو الإعلام ، فهو يزيّن الباطل فيجعله حقاً ، ويشوّه الحق فيجعله باطلاً ، أو يلبس الحق بالباطل فيجعل الحليم حيران والله المستعان . َ IP Logged |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | أسامة خلف الله مصطفى | 07-04-11, 02:43 AM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | أسامة خلف الله مصطفى | 07-04-11, 02:45 AM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | أسامة خلف الله مصطفى | 07-04-11, 02:46 AM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | أسامة خلف الله مصطفى | 07-04-11, 02:56 AM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | أسامة خلف الله مصطفى | 07-04-11, 02:56 AM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | أسامة خلف الله مصطفى | 07-04-11, 03:01 AM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | أسامة خلف الله مصطفى | 07-04-11, 03:02 AM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | أسامة خلف الله مصطفى | 07-04-11, 04:38 AM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | النصرى أمين | 07-04-11, 04:57 AM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | بدر الدين احمد موسى | 07-04-11, 05:27 AM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | د.نجاة محمود | 07-04-11, 05:37 AM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | أسامة خلف الله مصطفى | 07-04-11, 05:52 AM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | أسامة خلف الله مصطفى | 07-04-11, 04:07 PM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | أسامة خلف الله مصطفى | 07-04-11, 04:43 PM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | أسامة خلف الله مصطفى | 07-04-11, 11:42 PM |
Re: إمام السودانيون بواشنطن (هاشم الإمام) : ونشر الضلال السياسى | أسامة خلف الله مصطفى | 07-05-11, 01:56 AM |
|
|
|