الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (3)
كان التجمع في ساحة المولد بالخرطوم.. جميع الأولاد البائسين بما فيهم من يقل عمرهم عن 18 عاما واقفين في الحر.. يعانون الحر والعطش والمصير المجهول..كانوا جميعا حليقي الراس ، بعضهم بدأ يحلق في الساحة نفسها..
بدؤوا بتجميعنا حسب المدارس. وقف عدد الكيزان الذين تبدو عليهم النعمة بزيهم العسكري النظيف.. لاحقاً عرفنا أنهم يسمون "المنسقين" ..كان جلهم من غرب السودان لسبب لم أكن أعرفه لكن ما أذكره بوضوح أن صورة ابناء الغرب في تلك الفترة إرتبطت عندي في اللا وعي بتلك الصوره ، أشخاص مأجورين يتكسبون بمذلة الاخرين!!!!
إنظر كيف يكرسون للعنصرية دون أن تشعر.. ؟؟؟؟ ثمة جرائم كبيرة ترتكب لا يعصمنا من بشاعتها الا الوعي . إذاً فقد قام المعسكر أيضاً بتكريس العنصرية من خلال إستغلال عدم وعي الطلاب في تلك السن وربط القهر في مخيلتهم بعرق محدد.. !!!
تلك من أكبر الجرائم التي أرتكبت أيضاً وأنا هنا أذكرها ليعي الناس كيف انزلقوا الى ذلك المستنقع وسيقوا اليه بطريقة تشي بالتخطيط وهم نيام ، ترى هل تخطط الجبهة لفصل غرب السودان أيضاً كما عملت على فصل الجنوب؟؟
ما وددت التعليق عليه هنا هو أنه من بين الالاف الذين مورس عليهم ذلك النوع من القهر كم منهم وعوا لأن هنالك من يحاول تمزيق النسيج الإجتماعي لوطننا من خلال إستغلال مرحلة ما من مراحل عدم وعيهم؟؟ كم منهم أعاد صياغة تفكيره وعرف أنه أستغل وقيد لمستنقع قذر يسمى العنصرية؟؟؟
ما الذي فعلتموه أنت مع أبناءكم حتى تعصموهم من التفكير المعوج؟؟ والأفكار المريضه؟؟
أعود لحكايتي....
كان هنالك "منسقين" قليلين تبدو عليهم ملامح شماليه.. كان بعضهم نابت الذقن وتبدو لحيته حادة كالسكين وبعضهم تتشتت على وجهه بضع شعيرات كحواشة سيئة السقايه..
نظرت الى زملائي..ذلك اليوم احسست أن ثمة من أخذ مني هويتي وصرت أشبه كل واحد في الواقفين.. حلق الصلعة يجعل الجميع يتشابه.. ومن بعيد يصعب عليك لأول وهله أن تفرق بينهم... كنت محبطاً من الوطن.. تركت من حينها كتابة الشعر الا من قصيدة وحيدة .."لم يعد الشعر موت يكفي" أو كما اعتقدت حينها.. طلب منا ان نركب في شاحنات..تلك التي ينقل فيها السكر والأسمنت ..لم تكن أول مرة إذ أننا كثيرا ما نركب الشاحنات من الجبل للقطينه حين سفرنا لأي أمر طارئ بالليل لكن هذه المرة كانت مختلفة.. عساكر أجلاف يصرخون في وجهك ويبذلون كل ما يمكن ليذلوك ، أشخاص بلحى منفرة ويبدو عليهم النفاق ويحاولون أن يذلوك بإخلاص تجهل كنهه!! ، بعضهم يحسون بالظفر أيضاً لسبب تجهل كنهه !!
جلست في الشاحنة وظهري للشارع..فكرت في الأمر فقد كنت كما قال الطيب صالح : "عقلي يطلب مني أن أفسر له كل شيء"!! ،
تذكرت المضايقات الغبية التي تعرضت لها بالمدرسة ومنها طرد المدير لي دون أي اسباب غير أن أبي شيوعي !! ..الأستاذ عبد المنعم المدير السابق لمدرسة حسونه الثانويه ..من بحري.. رجل عاتي الجسد احمر اللون أشيب الرأس فعل كل ما يمكن أن يفعله أحد ما ليثبت ولاءه ومنها طرد أحد طلبته ولطمه على وجهه دون سبب لأن أبيه شيوعي.. يا للرجل البائس الخلق!! على كل هذا ما أذكره عنه فهو أيضاً يستحق التوثيق هو والاستاذ شيخ الدين الإسلامي الخلوق الذي تكرم بشرح الأمر لوالدي إذ أنه تم بحضوره وطلب منه السكوت من أجل أن لا أواجه المزيد من المضايقه.. عفوا سرحت مرة اخرى في جروح أخرى قديمه !!!
إذا الوضع سيكون أسوأ من المدرسة وسنوضع في مكان تمتهن فيه إنسانيتنا ونردد فيه التكبير والتهليل كثيراً وتحشا فيه رؤوس الأولاد الصغيره الفارغ معظمها بكلام مغلوط عن الدين والعقيدة وسيحدثوننا عن الشيوعيين امثال ابي وكيف أنهم كفار وسيدخلون النار !! .
تناقشنا قبلها أنا وأبي.. - طبعا يا ابني بحاولوا يستقطبوكم ويمارسوا عليكم بعض الضغوط - ايوا عارف يا ابوي لكن نسوي شنو ياخ - ما تسوي شي بس خليك باااارد ابرد من التلج وقليل الكلام !! - غايتو ربنا يهون بالجد ياخي
كم تقلقني الى الان بشده فكرة أن أكون مثل خشبة طافية في الماء..يحملها التيار حيث يشاء !! لا أعتقد أن الله يريد لنا ذلك !!
حرصوا على أن لا يخبروا الطلاب الى أين هم مقتادون.. تكريساً لفكرة أنك مسير.مسير في كل شيء.. يجب أن تتعلم أن لا تقلق من فكرة أن أحداً ما يتحكم في اين يمكن أن تكون أو تصل.. ثمة أناس يملكون أن يذهبوا بك الى اي مكان فخف منهم لكن لا تفكر أبدا في أن تفكر..كن مثل "الغنماية" فمصيرك ثمة من هم يحددونه ويهبونك الجنة أو النار.. تلك ايضاً كانت غاية...
في قناعتي أن معسكرات الخدمة الإلزامية والدفاع الشعبي ساهمت في إبقاء أمد الإنقاذ من خلال خلقها لجيل خانع وسلبي يقبل بالظلم ويتعامل معه باعتباره أمر واقع وطبيعي.. ثم ما لبث ذلك الشعور بالمسكنة والخنوع ان انتقل للشارع إذ أن الشعور السالب يعدي كالزكام تماماً!! لذا فقد مورست في المعسكرات كل انواع التعذيب النفسي بما فيها قراءة القران والتكبير والصلاه !!
وقد أدي كل ما سبق لفصل الدين عن الأخلاق !! ففي الوقت الذي تدعي فيها الإنقاذ محاربتها لفصل الدين عن الدوله كانت تعمل على فصله عن الأخلاق!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
Quote: بدؤوا بتجميعنا حسب المدارس. وقف عدد الكيزان الذين تبدو عليهم النعمة بزيهم العسكري النظيف.. لاحقاً عرفنا أنهم يسمون "المنسقين" ..كان جلهم من غرب السودان لسبب لم أكن أعرفه لكن ما أذكره بوضوح أن صورة ابناء الغرب في تلك الفترة إرتبطت عندي في اللا وعي بتلك الصوره ، أشخاص مأجورين يتكسبون بمذلة الاخرين!!!! |
الأخ مدثر السلام عليكم وشكراً لهذا البوح والتوثيق! لكن أعتقد أن التوفيق جانبك في هذا المقطع! النزعة العنصرية عموماً في السودان موجودة من زمان! وأنا أعتقد أنها في ظل نظام الإنقاذ وجدت نوعاً من الاحتضان! لكن لا أعتقد أن التدبير يصل إلى هذه الدرجة التي تشير إليها! بل يمكن اعتبار هذا الذي ذكرته انتقاصاً من حق إخوتنا بغرب السودان! عموماً، في العقدين الأخيرين، كثر المتعلمون والخريجون من غرب السودان، وأصبح لهم حضور في المجتمع والسياسة والحكومة، عن طريق مؤهلاتهم واجتهادهم! وعدد كبير منهم كان ينتمي إلى تنظيم الجبهة الإسلامية! ويمكنك أن تلحظ في الشقين اللذين انشق إليهما تنظيم الجبهة الإنقاذي، أن أحدهما تكاد تكون معظم قياداته وكوادره من غرب السودان! فأقول: ما لاحظته من كثرة عدد الإخوة من غرب السودان، أمر طبيعي! فالتخطيط العنصري لم يبلغ إلى تلك الدرجة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: صلاح عباس فقير)
|
الأخ صلاح فقير.. تحياتي وشكري العميق لاهتمامك وحرصك علي التعليق.. ربما يكون الأمر كما أسلفت انت ولذا تركت التساؤل مفتوحاً.. قصدت أن أعترف بجهلي في فترة ما وأشير الى أن كثر ممن عايشوا نفس تجربتي عانوا من نفس الجهل الشيء الذي ربما لم يستطيعون فكاكاً منه حتى الان!!!
بخصوص اخواننا في الغرب كان معظم العاملين كمنسقين في الخدمة الالزامية من غرب السودان وهذا أمر عايشه جميع أبناء دفعتي لكن ليس في الأمر إشارة لعدم الكفاءة وقلة التعليم إذ أن الوظيفة نفسها لا تحتاج الى مؤهل أكثر من التنظيم وقد تجد بها الجامعي وخريج الوسطى.. لكن لسبب ما كانوا اكثر من غيرهم على أعتقادي شبه الجازم أن أبناء غرب السودان تعلموا أكثر من اهلي في النيل الأبيض وظهر وعيهم في أنهم أكثر من قدم نساءه للخدمة المدنيه مما يظهر تقدماً في الوعي عن معظم اجزاء السودان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
أحمد الشايقي..نحن كنا كبار حبه وأوعا من كتيرين يمكن بحكم تربيتنا.. صغار السن ديل جزو كبير منهم بقا بتاع بنقو وسكر وما عندو هدف في الحياه.. العساكر كانوا الواحد لو بسكر كنوع من الرجاله ما بسكر براه ...كريمين في كل شي حتى في السكر والبنقو !!
في ناس كتيرين بسكروا وبشربوا بنقوا لكن بتقول انهم بمارسوا أشياء غير جيده وما بتقدر تقول انهم ناس كعبين لكن لمن ده يبقا برنامج الزول كلو في الحياه وما عندو مهنه يعيش منها ولا أمل ويبقا من غير هدف في سن مبكره جدا وهو المنوط بيه يبني اسرتو وبلدو شي مؤسف شديد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
Quote: حدثني بعض الأصدقاء، ممن يصغروننا سناً، بحوالي العقدين من الزمان، ممن طالتهم معسكرات الدفاع الشعبي، قائلين إن السيد بابكر حنين، كان أحد أبرز العاملين في تلك المعسكرات، التي كانت تعمل بجدٍ ومثابرةٍ على كسر الاعتداد بالنفس، وبالرأي، وبالكرامة الشخصية، وسط الشباب. إعتمدت تلك المعسكرات أسوأ الأساليب التي تمخض عنها علم النفس الغربي. فاستخدمت أسلوب توجيه الإهانات المستمر، والتجويع، والحرمان من النوم، والعمد إلى التصغير، والاحتقار، والإكراه على حفظ سور القرآن، لا بغرض التعبد، أو التقرب إلى الله، وإنما بغرض استخدام قوة الدين، وقدسيته لدى الناس، لفرض الطاعة، والإذعان، والاستكانة، حتى تنمحق شخصية المتدرب، ويتحول إلى مجرد ببغاءٍ، عقله في أذنيه. هكذا أرادوا أن يحولوا طاقة الشباب، ودفقها الخلاق، وروح التحدي لديها، إلى استكانةٍ، وخنوعٍ ذليلٍ، وتسبيحٍ لا ينقطع بحمد النظام الحاكم! فما أبأسه من هدف، وما أرخصها من أساليب. فلو أنهم قرأوا تاريخ الأنظمة المشابهة، بذهنٍ مفتوحٍ، لساءلوا أنفسم: أين شبيبة الحزب النازي؟! وأين شبيبة الحزب الفاشي؟! وأين شبيبة الكموموسمول في الإتحاد السوفيتي؟! وأين شبيبة البعث في العراق؟! وأين كتائب مايو؟!
الشاهد أن الشبيبة السودانية خرجت من معسكرات الدفاع الشعبي طيَّبةً معافاة. بل خرجت موقنةً، أكثر من أي وقت مضى، ببطلان التوجهات الإنقاذية، وانغلاق أفقها المعرفي، ولا انسانيتها التي صدمت كل صاحب وجدانٍ سليمٍ، من السودانيين، ومن غير السودانيين. ما فات على الإنقاذيين، وأحسب أنهم لا يزال فائتاً عليهم، هو أن الإنسان السوداني، إنسان خارج من رحم تاريخٍ طويل، عريضٍٍ، وغني. فهو نتاجٌ مركَّبٌ شديد التعقيد، لثقافاتٍ عظيمةٍ، ضاربةٍ في القدم. هذا الإنسان ذو التاريخ الطويل الراسخ، وذو البناء النفساني المتوازن، لا يمكن تغييره، بين عشيةٍ وضحاها!! والذي يظن أن شعباً مخض وجدانه مثل ذلك التراكم التاريخي الطويل، يمكن إعادة تشكيل وعيه، في عشية وضحاها، عن طريق إطلاق هتافاتٍ، وصيحاتٍ، و"جلالاتٍ" في غبش الفجر، في معسكرات الدفاع الشعبي الكئيبة، لشخصٌ موهومٌ، حتى أقصى حدود الوهم. لقد مر في تاريخ الحياة السودانية حكامٌ كثيرون مختلفو المشارب، منهم المحلي، ومنهم الأجنبي. جاءوا جميعاً، وذهبوا من حيث أتوا، وخرج الإنسان السوداني من كل "عيتنوبةٍ"، أثاروها، بذات معدنه النفيس. بل إن الخطوب لم تزد ذلك المعدن النفيس إلا نقاءً، وصقلاً، وبريقا.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (4)
تحركت الشاحنات وهي تقل الصبيان والأطفال الذين تقل أعمار بعضهم عن 18 وفي حالات اخرى ربما 17 مثل زميلي التوأم ناصر وناظم الذي يكتب هنا بإسم انتهازي..
تحركت شاحنتنا وشاحنات اخر باتجاه الكلاكلات .. أحسست بإطمئنان ما ، إذاً نحن متوجهون الى القطينه ، ربما يمكنني إذا الهروب من المعسكر اثناء "الجكة" والدخول في بيت احدي عماتي او اعمامي إذ انها "بلدنا" كما نقول..
تجاوزت الشاحنات الكلاكلات.. تجاوزت أيضاً معسكر الاحتياطي المركزي..كان بها عدد من العساكر الذين منذ أن بدأت في الانطلاق بدأوا في الصياحات: ووووووووووووووووو .... الله اكبر... ورورورورورورور... صيحات تبعث الحماسة وتشعر بالمغامرة، لا غرو ان عدااً من الطلاب المراهقين استهوتهم الفكرة وبدؤا في الصراخ بصورة هستيرية حيناً واخرى فيها اخراج لانفعالات ربما لا يفهمونها..
بدءوا الطلاب كعادة كل السودانيين يتعاملون مع الوضع بوصفه واقعا !!!
كانت العربات كلما مرت بعدد من البنات يطلق العساكر صراخهم.. يليهم كثير من الطلبة وأنا أتأمل ذلك الطقس الهستيري، ربما في الصراخ إشباع لحاجات الإنسان ورغباته الدفينه..قلت ذلك ثم واصلت سكوتي..!!
كنت حزيناً ، شاركني اخرون في ذلك..ربما منهم فهمي ، راشد،إياد واخرين كثيرين لا أعلمهم الله يعلمهم..
أخذت العربات في الخروج من الشارع الرئيسي واتجهت شرقاً ..إستغربت من ذلك.. قلت لنفسي ربما هنالك معسكر سري ما بمكان ما ..سارت العربات مسافة ثم اتجهت للشمال...بعد مسافة فهمت أننا خلف الكلاكلات.. اتجهت العربات لوراء الوحده في ما سمي بمعسكر مصعب بن عمير..
إن كنا نريد الذهاب لذلك المكان الذي سموه مدينة جامعية لم نقوم بكل ذلك؟؟
كان يمكن للطريق أن يأخذ 30 دقيقة بالكثير وها هو يأخذ الساعة والربع أو أزيد.. من الواضح انهم لا يريدوننا أن نعرف اين نحن.. كانت غالبية الطلبة من اركويت ، الرياض، البراري، وأحياء أخرى على نفس الشاكلة ، لم يتوقعوا أن يكون وسط طلاب مدرسة كحسونة بعض الفقراء من تلك المناطق ..يفهمون جغرافية المكان.
وصلنا المعسكر..يبدو انه مبني بطريقة جيده ومسور أيضاً بطريقة جيده وأمنيه بحته لأنه من لحظة خروجك من السكنات والي دخولك للكلاكلات يستطيع اي أحد رؤيتك!!! وفي حال حدوث اي شيء المعسكر معزول بصورة جيده..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
Quote: في قناعتي أن معسكرات الخدمة الإلزامية والدفاع الشعبي ساهمت في إبقاء أمد الإنقاذ من خلال خلقها لجيل خانع وسلبي يقبل بالظلم ويتعامل معه باعتباره أمر واقع وطبيعي.. ثم ما لبث ذلك الشعور بالمسكنة والخنوع ان انتقل للشارع إذ أن الشعور السالب يعدي كالزكام تماماً!! لذا فقد مورست في المعسكرات كل انواع التعذيب النفسي بما فيها قراءة القران والتكبير والصلاه !! |
لله درك فقد لخصت لنا في هذه الجُمل الرصينة الداء وبقي الدواء رهينا بالخروج والإنعتاق من ربقة الخوف والخنوع وذل المسكنة. آن للشعب أن يطرح نفسه بديلاً لهؤلاء الطغاة.
ثم أنني أتوقع أن توثق لنا من خلال هذا الخيط "مذبحة القطينة" والرصاصات التي حصدت أرواح أكثر من خمسين يافعا دونما ذنب جنوه...
متابعين...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: عبدالأله زمراوي)
|
الأستاذ زمراوي.. تحية وأحترام أظنك تقصد معسكر العيلفون وقد تشابهت عليك المعسكرات...كتب الأخ Adil Ali قبل فتره الاتي:
Quote: Quote: تحياتي لكم جميعا....
بداية، يجب أن تظل مجزرة معسكر التجنيد القسري في العيلفون محفورة في الذاكرة إلى حين مثول مقترفيها من مسؤولين وعسس أمام القضاء، فمسؤولية هذه المذبحة، وهي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها نظام الجبهة الإسلامية، ليست مسؤولية أفراد فقط وإنما مسؤولية النظام وكافة سلطاته المعنية بالتجنيد القسري واستغلال الشباب وقوداً لحروبه الخاسرة. في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات (الخميس 2 أبريل 1998)....عشية عيد الأضحى، حصد رصاص نظام الجبهة الإسلامية أرواح شباب غر في مقتبل العمر في معسكر العيلفون للتجنيد القسري في جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائم القتل الجماعي التي ارتكبها نظام الجبهة الإسلامية. شباب عزّل رفضوا تحويل أنفسهم إلى دروع بشرية ووقود لحروب دولة المشروع الحضاري ليحصدهم رصاص عسسها ويُدفنوا بليل دون إبلاغ ذويهم. معسكر العيلفون: يقع معسكر العيلفون على بعد حوالي 40 كيلومترا جنوب شرق الخرطوم، واُقيم المعسكر أصلاً لتدريب المجندين قسراً قبل إرسالهم إلى مناطق العمليات العسكرية في جنوب وشرق السودان في ذلك الوقت. كان المجندون يتعرضون داخل هذا المعسكر، وغيره من معسكرات التجنيد القسري تحت ظل نظام الجبهة الإسلامية، لأسوأ أنواع المعاملة والقهر والإذلال، وكان يتعرض من يحاول الهرب منهم إلى عقوبات أشد قسوة وعنفا. وفيما يتعلق بالعلاج، فلم يكن ينقل للمستشفى أي مجند، وكل من يعاني من حالة تستوجب الرعاية الطبية كان يتهم بمحاولة التهرب. كيف وقعت المذبحة؟ طلب المجندون السماح لهم بعطلة ثلاثة أيام خلال مناسبة عيد الأضحى، التي تعتبر عطلة رسمية في مرافق الدولة كافة، بما في ذلك القوات النظامية (هذا إذا افترضنا أصلاً ان معسكرات تدريب المجندين قسراً تلك كانت لها صلة بالمؤسسة العسكرية الرسمية). رفضت إدارة المعسكر طلب المجندين وهددتهم بإطلاق النار إذا حاولوا عصيان الأوامر. بدأ المجندون عقب ذلك التجمع في طرف المعسكر المقابل للنيل محاولين الهرب. حينذاك أصدر قائد المعسكر تعليماته بإطلاق الرصاص، فقتل في الحال ما يزيد على 100 مجند، فيما حاولت مجموعة كبيرة الهرب باتجاه النهر، وكانت هدفا سهلا لرصاص حراس المعسكر. مع تواصل إطلاق الرصاص على ظهورهم غرق ما يزيد على 100 آخرين، ولم يعرف مصير المفقودين حتى الآن. دفنت سلطات الأمن جثث القتلى التي تم العثور عليها تحت إشراف وزير الداخلية ومدير شرطة العاصمة بالإنابة وعدد من قيادات نظام الجبهة في مقابر الصحافة وفاروق والبكري واُم بدة. قُدر عدد الجثث التي دفنت بشكل جماعي 117 جثة، بينما سلمت 12 جثة إلى ذوي القتلى. هوية المجندين: لم تفصح السلطات، كعادتها في مثل هذه الجرائم، عن مجرد مؤشرات حول هوية المجندين الذين راحوا ضحية مذبحة معسكر العيلفون. إلا ان المعلومات التي وردت حينها تدل على أن غالبيتهم من أولئك الذين جرى اقتيادهم قسراً إثر الحملات الدورية التي كانت تشهدها شوارع العاصمة لاصطياد الشباب من الطرقات والشوارع وإرسالهم لمحرقة الحرب طبقا لشروط التجنيد القسري التي وضعها نظام الجبهة الإسلامية. لم تعلن سلطات نظام الجبهة الإسلامية أسماء الضحايا حتى هذه اللحظة، ولم تقدم أي من المسؤولين عن المجزرة لمحاكمة.
لا تدعوا المسؤولين عن هذه الجريمة يفلتون من العدالة! !! |
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
الله يا مدثر على الكتابه الموجوعه
واعذرني على الحضور المتأخر
وان تحضر متأخر افضل من ان لا تحضر
وحزنت اكثر انني لم اعرف بان مذبحة العليفون قد كانت بتاريخ 2/ابريل!!!!
وانه صار شهر يحمل لزوي الضحايا كثيرا من الحزن و الذكريات....
Quote: في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات (الخميس 2 أبريل 1998)....عشية عيد الأضحى، حصد رصاص نظام الجبهة الإسلامية أرواح شباب غر في مقتبل العمر في معسكر العيلفون للتجنيد القسري في جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائم القتل الجماعي التي ارتكبها نظام الجبهة الإسلامية. شباب عزّل رفضوا تحويل أنفسهم إلى دروع بشرية ووقود لحروب دولة المشروع الحضاري ليحصدهم رصاص عسسها ويُدفنوا بليل دون إبلاغ ذويهم. معسكر العيلفون: يقع معسكر العيلفون على بعد حوالي 40 كيلومترا جنوب شرق الخرطوم، واُقيم المعسكر أصلاً لتدريب المجندين قسراً قبل إرسالهم إلى مناطق العمليات العسكرية في جنوب وشرق السودان في ذلك الوقت. كان المجندون يتعرضون داخل هذا المعسكر، وغيره من معسكرات التجنيد القسري تحت ظل نظام الجبهة الإسلامية، لأسوأ أنواع المعاملة والقهر والإذلال، وكان يتعرض من يحاول الهرب منهم إلى عقوبات أشد قسوة وعنفا. وفيما يتعلق بالعلاج، فلم يكن ينقل للمستشفى أي مجند، وكل من يعاني من حالة تستوجب الرعاية الطبية كان يتهم بمحاولة التهرب. كيف وقعت المذبحة؟ طلب المجندون السماح لهم بعطلة ثلاثة أيام خلال مناسبة عيد الأضحى، التي تعتبر عطلة رسمية في مرافق الدولة كافة، بما في ذلك القوات النظامية (هذا إذا افترضنا أصلاً ان معسكرات تدريب المجندين قسراً تلك كانت لها صلة بالمؤسسة العسكرية الرسمية). رفضت إدارة المعسكر طلب المجندين وهددتهم بإطلاق النار إذا حاولوا عصيان الأوامر. بدأ المجندون عقب ذلك التجمع في طرف المعسكر المقابل للنيل محاولين الهرب. حينذاك أصدر قائد المعسكر تعليماته بإطلاق الرصاص، فقتل في الحال ما يزيد على 100 مجند، فيما حاولت مجموعة كبيرة الهرب باتجاه النهر، وكانت هدفا سهلا لرصاص حراس المعسكر. مع تواصل إطلاق الرصاص على ظهورهم غرق ما يزيد على 100 آخرين، ولم يعرف مصير المفقودين حتى الآن. دفنت سلطات الأمن جثث القتلى التي تم العثور عليها تحت إشراف وزير الداخلية ومدير شرطة العاصمة بالإنابة وعدد من قيادات نظام الجبهة في مقابر الصحافة وفاروق والبكري واُم بدة. قُدر عدد الجثث التي دفنت بشكل جماعي 117 جثة، بينما سلمت 12 جثة إلى ذوي القتلى. هوية المجندين: لم تفصح السلطات، كعادتها في مثل هذه الجرائم، عن مجرد مؤشرات حول هوية المجندين الذين راحوا ضحية مذبحة معسكر العيلفون. إلا ان المعلومات التي وردت حينها تدل على أن غالبيتهم من أولئك الذين جرى اقتيادهم قسراً إثر الحملات الدورية التي كانت تشهدها شوارع العاصمة لاصطياد الشباب من الطرقات والشوارع وإرسالهم لمحرقة الحرب طبقا لشروط التجنيد القسري التي وضعها نظام الجبهة الإسلامية. لم تعلن سلطات نظام الجبهة الإسلامية أسماء الضحايا حتى هذه اللحظة، ولم تقدم أي من المسؤولين عن المجزرة لمحاكمة.
لا تدعوا المسؤولين عن هذه الجريمة يفلتون من العدالة! !! |
تخيلتم يا مدثر
مجرد طلاب ثانويه
اي لازالوا اطفالا....مقبلين على الرجوله....
وتخيلت الرصاص يحصدهم!! اي قلوبا هذه التي اصدرت امر اطلاق الرصاص؟؟؟
اي كراهية حملوها هذا العسكر علينا كمدنين ونسويوا انهم مسؤلين عن آمننا وحمايتنا
والمحافظه على اورحنا؟؟!!وليس قتلنا!!
يا رب السموات
انتقم لكل امهات طلاب العيلفون وغيرهم من ضحايا هذا النظام اللهي ارنا فيهم عدلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: طارق زروق)
|
Quote: في قناعتي أن معسكرات الخدمة الإلزامية والدفاع الشعبي ساهمت في إبقاء أمد الإنقاذ من خلال خلقها لجيل خانع وسلبي يقبل بالظلم ويتعامل معه باعتباره أمر واقع وطبيعي.. ثم ما لبث ذلك الشعور بالمسكنة والخنوع ان انتقل للشارع إذ أن الشعور السالب يعدي كالزكام تماماً!! لذا فقد مورست في المعسكرات كل انواع التعذيب النفسي بما فيها قراءة القران والتكبير والصلاه !! |
حينما كنت في مدينة الأبيض تم تسجيلنا عن طريق المدرسة وبدأت الإعلانات عبر الإذاعة للحضور ... وبالتهديد أكملت إجراءات التسجيل التي تعرضنا فيها لمهانة جعلتني أفكر بعدم الانضمام ثم يأتي دور ملاحقة الغائبين والإعلان المتكرر عبر إذاعة الأبيض من لا يحضر يعرض نفسه لعقوبة الخيانة العظمى والوطنية (الاعدام) - تخيل ذلك الامر ومدى إستيعاب الأمهات له وتجمع النساء حول الوالدة حين سماع إسمي محكوماً عليه بالإعدام - فلم أستجب ومن قام بتسجيلي حضر ذات لدكان يتبع لأسرتي في الحي فأستقل خوفي وحمل ما يقدر حمله دون أن يدفع لي فلس من سكر وبن وزيت وصابون وغيرها ...فأستغل خوفي ... الحمد لله نفذت بجلدي ثم يأتي دور أخي الذي سرد لي آلام التدريب في إحدى المعسكرات لدرجة يستغل البعض فيه الذهاب للحمام لينام وهو جالس للتخلص من فضلاته ... ولعل ما مر به من تدهور لحالته النفسية سببه ذلك المعسكر اللئيم حتى حينها ... لعله ...
ياترى لماذ أتساءل دوما عن أزمة الرجولة بين الكثير من الشباب النامئ في هذا الزمن ومن مظاهرها عدم النخوة التي كانت ملازمة دوماً لنا ، والاحساس بالدونية وعدم الثقة وتزحزحها في كل شئ والتفكير السطحي لأن أمثال هؤلاء اضعفوا فينا قيم التربية الأصيلة وأغرقوا الاسر بالمشكلات الاقتصاديه والاجتماعيه و البعد عن تربية العقول والابتكار... فترة تدني فيها كل شئ وتدنى فيها الفكر الراقي الذي يقي الفرد من الانزلاق الي الهاويه والانغماس بالمشكلات دون القدره علي التفكير العلمي السليم بحل المشكلات - قيادات متدنية الفكر والثقافة - ماكره لديها أساليب شيطانبة قادرة على المناورة للإحتفاظ بالسلطة لا تتورع عن إستخدام أساليب القهر والاذلال ثم اليأس والتيئيس ومعاقبة من يريد الاصلاح ومكافحة المنحرف ثم تكميم الأفواه وكبت الحرية....
يتمتعون بروح الأنا وتفخيم الذات وتأليه المسؤول فهذا كله لتدمير رجولة شعب بأكمله
في فترة من الفترات الصبي كان يلزم البيت في ركن نائي في كل مدن السودان وترسل البنت للبقالة أو للسوق - أي شرخ لجسارة الرجولة أكثر من ذلك ...
واصل السرد عسى ان تفش فينا شئ من الغبينة التي نحس بها ...فروحنا ليست تواقة للإنتقام ... وربنا سبحانه وتعالى بجي اليوم البزلزل فيه الأرض من تحت أقدامهم ... الله ينقم منهم ... وينتقم لأرواح اللذين راحوا ضحايا التدريب ... أو بالموت في المعارك الخاسرة التي راح ضحيتها أبناء السودان ...
-
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: عبداللطيف محجوب)
|
الأخ عبد اللطيف.. شكراً لتساؤلك المهذب..
يسرني أن أوضح لك ما عنيته بعبارتي التي ذكرتها...
يقيني أن اكثر ما احترمه الإسلام الحرية الفردية وتكريمه للإنسان لكونه إنساناً ولم يرد في السنة من قريب أو بعيد إجبار احد ما على الجلوس لساعات تحت ظل شجرة وقراءة القران أو الصلاة أو إجباره على الوقوف لساعات طويلة وهو يكبر أو يهلل.
كان الرسول الرسول (ص) مفكراً عظيماً وقد روي أنه كان أطول الناس صلاة بنفسه وأقصرهم حين يؤم الناس وفي ذلك وعي منه كبير حيث أنه قصد إستمرار محبة الناس لمافعلوه طوعاً من خلال عدم إيذائهم بمشقته.
فربط قيمةأو مجموعة قيم بالإكراه على فعلها يجعل منها أمرا منفراً ومؤذياً ويجردها من معانى كثيرة. ويمكنك أن تتخيل أحدا ما يحمل خرطوشاً اسود - من ذلك النوع الذي تضرب به الشرطة السودانية المواطنين هاها - ويأمرك بطريقة فيها إهانة حتى لعاطفتك الدينية أن تنزل وتقرأ القران . في سن مازالت شخصيتك ومقدرتك على أتخاذ القرار والتخطيط لوقتك وغيرها من المهارات الحياتية في طور التكون.
في مرة من المرات وقفنا لزمن طويل جداً جداً والملازم خالد ذو النجمتين على كتفه يقول
- تكبير
- فنقول الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ( 3 مرات)
- تهليل
- فنقزل لا اله الا الله ، لا اله الا الله ، لا اله الا الله ( 3 مرات)
تخيل أن أظل أكتبها هنا لساعتين متواصلتين وأملأ بها 30 ورقه ثم أحمل خرطوشاً لإرهابك بالضرب وأجبرك على قراءتها بأعلى صوت تمتلكه ترى هل ستحس ذلك تعذيباً أم عباده؟؟
أرجو ان أكون قد نجحت في توضيح ما عنيته.
كنت مهذباً جدا في تساؤلك فشكرا عميقاً لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (15)
كبر الأولاد خلف الفاتح عروه .. كبر المنسقون ..كبرت أنا تكبيرتي المعتاده بلهجة اهلي في النيل الأبيض "الله أكبر عليكم" صرخ بعض الأولاد " "وووووووووووووووووووووو" ، أطلقوا صرخات هستيرية وتكبيرات هستيرة ، ضحك اخرون !!
علق أحد أصدقائي بعد ذلك اللقاء وهو إياد عربي أو عمار كباشي لا أذكر على وجه التحديد: "والله يا مدثر الواحد خاف علي نفسو عديل من الراجل ده"
كان ممسحاً أو تبدو عليه اثار النعمة أو ربما هو هواء الفنادق التي وصفها بأن العيش فيها لا يعدل ليلة واحدة في جبال تلشي وهو يلتحف السماء!!
توطدت علاقتي بإياد... ذلك الولد النادر.. سوداني حتى النخاع .. قبض عليه في لية الهرب تلك وأروه الواناً من التعذيب ليعترف من كان معه لكنه لم ينهار.. سميته رفيق السلاح رغم انني لم احمل سلاحاً..
قضينا في ذلك المعسكر شهرين قضينا منهما 19 يوماً هاربين خارجه في كل مرة نهرب سوياً .. كان يقول لي ونحن نراقب الطريق ونتخيل الأشجار ديدبان المعسكر: والله يا مدثر خيال الانسان ده ذكي خلاص....كان يفكر بطريقة مختلفه.. لا غرو أنه أحرز المركز الثاني في الشهادة السودانية..
إبتدأت البواسير تعاودني من الجلوس الطويل على الأرض والأكل الناشف ..بدأت أنزف نزيفاً حاداً كلما ذهبت لأقضي حاجتي كنت أتقزز من فكرة أن يرى أحد هولاء الأطباء الكيزان مريضي الأنفس وسيئي الدين والخلق مؤخرتي.. تحاملت كثيراً حتى أبتدأت أحس بالدوار أحياناً..
نواصل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (16)
يبدو أن الطبيب يبادلني الرغبة في أن لا يرى مؤخرتي!!!! كتب لي مليناً وراحة ليوم واحد عندما أخبرته أنني أنزف دماً عندما أقضي حاجتي.. وقال: لو استمر الموضوع تعال نكشف عليك!! حمدت الله.. أصبح الأمر مزعجا ومتكرراً..كنا نجلس أكثر من ساعتين وأحياناً ثلاثة.. هربت أنا وأياد عدداً كبيرا من المرات وصرف لي عدد 7 صلعات هربت من معظمهن أيضاً.. أصبحت سماعي لعبارة "الله أكبر" و"لا إله الا الله" يصيبني بالغثيان لما أحس فيها من نفاق وصرت أكره المساجد وهي تعج بالكيزان بذقونهم النتنة وعدم حياءهم من الله.. الأمر الذي لازمنى ردحاً من الزمان وما زلت أذكر حواري وأبي كل جمعة بعد ذلك - أها يا ولدي الصلاه كيف؟؟ - يا ابوي أنا والله المسلمين ديل خلاص بقيت ما بصلي معاهم..!!! - يضحك ضحكة ما زلت لا أفهمها خليط من الاسف والسخرية ثم يقول لي بحب : والله ربنا يهديك يا ولدي - إنشاءالله يا أبوي ثم يخرج للصلاة بعد أن يصلي ركعتين كعادته
نواصل....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
Quote: في قناعتي أن معسكرات الخدمة الإلزامية والدفاع الشعبي ساهمت في إبقاء أمد الإنقاذ من خلال خلقها لجيل خانع وسلبي يقبل بالظلم ويتعامل معه باعتباره أمر واقع وطبيعي.. ثم ما لبث ذلك الشعور بالمسكنة والخنوع ان انتقل للشارع إذ أن الشعور السالب يعدي كالزكام تماماً!! |
شكرا لك يامدثر ولدى لشرحك وتوضيحك لسؤال أرقنى طويلا هو:-
ماذا حدث للشارع السودانى ولم اختفت نخوة السودانى وعزته؟؟؟؟؟
سموها ( عزة السودان)
والحقيقة هى أنها:- ذلة السودانى ومهانة السودان
توثيق موجع حد البكاء
اللهم انتقم منهم ياجبار ياقهار
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
تحية طيبة يا مدثر .. يلجمني الحزن وأناأتابع هذا البوست ولا أستطيع أن أتداخل ... بسبب قبضة لجام الحزن والكره تجاههم ... المتمثل في الاحساس بالمهانة وأن يتسلط عليك الجهلاء ... حريقة تحرقهم وتحرق ملازمهم وصولهم ... كل من مرَّ بهذه التجربة انجرح جرحا عميقا .. و انكسر خاطره ... انصدم .. و اهتز كيانه ... ويزداد عذابه يوماً بعد يوم ... ويزداد كرهه لمجتمعه بل لوطنه ... يجبر على فعل أشياء لا يرضى بها ... يحرم من النوم ... لا يتهنى بنهاره ولا بليله ... مات بعض من صغار السن عندما اصابتهم الملاريا في معسكر للتدريب بنواحي الحصاحيصا وقوبلوا بالتجاهل حينما جأروا بالشكوى ... تم إخراصهم وإجبارهم بالوقوف في حر الهجير في تلك المناطق ذات الجوء الحار صيفا .. فمات منهم إثنان ...حينما سقطا مغشياً عليهما ... قريب لنا كان المصاب الثالث ولقد نجى بعد موت الاثنين من زملائه وكم كان لهذا الحادث الأثر النفسي العميق عليه لأن أحد المتوفيين من أصدقائه ... لقد طالبت يا مدثر بذكر الأسماء ... لو كنت أعلم إسم أي شخص لذكرته ولا أبالي ...
حكي لي أحدد الأخوة اللذين درسوا ببولندا وتجنس بجنسيتها حينما كنا نتبادل أطراف الحديث عن الخدمة الالزامية وإهانتها للشاب السوداني وتفريخ تلك الذهنيات المنكسرة والتي تميل للشر ... حكى لي أنهم في بولندا ... حينما يقدم الشاب للخدمة الالزامية يستقبل هذا الأمر بفرح عارم ... ويقدم نفسه برغبة وطنية جامحة ... ثم تصرف له الملابس العسكرية ويقابل مقابلة الأبطال بالمعسكر مع التدريب والتغذية الجيدة وصرف المكافآت له وتخريجه تخريج الأبطال ومعظمهم يحب الجيش حباً شديداً ويتمنى العمل به ... أما الفرد فينا فتراه يكره مجرد لون الكاكي وربما يحتاج لأطباء نفسانيين لمعالجته من ظاهرة الكره والخوف تجاه الكاكي ....
أعتقد بعد نهاية هذا التوثيق يجب أن يخضع الأمر لتفنيد الظاهرة وآثارها على الهوية - التركيبة الاجتماعية - والقيم المجتمعية - والتجانس الذي يحمي الثقافة المشتركة وطغيان المد الاستبدادي ... وتشويه الانسان لإستقطابه بهذه الصورة ... الظاهرة الأخطر أن نفس الآلية من القهر متبعة في مدارس الجاليات المسيطر عليها من قبلهم في الدول العربية ومن ثم تجنيد هؤلاء الصغار وترغيبهم بشتى الوسائل .. وإرسالهم للتجنيد أي من ناحية أخرى تفريخ فئات قد تكون كارهة لمجتمعها المدني ... ولا تفهم في الكثير من القيم الانسانية للمجتمعات المدنية تفريخ وجماعات أخرى كارهة لوطنها... وتشويه المجتمعات وعلينا مقارنة ذلك بدول أخرى من حيث الممارسة ... لما لا تنطمس هويتنا ... وهل من عودة لأوطاننا ووجود ذلك الزمن والانسان الجميلين ... وتشكر أخي مدثر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (19)
رجعت الى الحله.. عرفت أن حسام محمدين "عيان"..
حسام أحد أصدقاء طفولتي وجارنا العزيز.. ربتنا والدته ، إمرأة سودانية والدها من شبشه في النيل الابيض ووالدتها من نيالا.. وبالتأكيد تزوجا قبل أن يهترء نسيجنا الإجتماعي بفعل دعاة الجهل .
حملتنا على "صفحتها" بدءاً من أختي التي تكبرني وحتى أصغر أخواتي ..هي أمرأة سودانية غاية في الأخلاق والأدب والرقه ، تبكي حين تسلم عليك وتبكي حين تفارقك...
- والله يا مدثر حسام جسمو اتورم كلو في المعسكر ووصل مرحله ما بقدر يمشي الحمام كنا أنا والنذير بنشيلو نوديه الحمام.
إيهاب والنذير اولاد فزعه..أولاد إتربوا بالحلال وبعرفوا الاصول والواجب ، ضكرانين وما بخافوا - هكذا أعرفهم ويعرفهم الناس..اولاد رجال عديل
حدثني بذلك إيهاب الهادي صديق طفولتي وجارنا الذي لم تقم والدته تجاهنا باقل مما قامت به خالتي سهام والدة حسام..
عندما وصل حسام مرحلة مريعة ودخل في غيبوبة نادى قائد المعسكر إيهاب والنذير -أو إيهاب وحده لا أذكر بالتحديد - لأنه عرف أنه يلازمه ثم بدأ يحدثه قائلاً:
- كان الله شال أمانتو.....!!!!
ذلك الضابط عديم الأخلاق عرف أن ما فعله هو وزبانيته قد يوصل حياة هذا الولد المسكين الى القبر وهو بعد لم يكمل العشرين قبل أن يصل للسلاح الطبي فبدأ في ترتيبات ما بعد موته!!
منذ صغرنا ونحن نذكر إسمي إيهاب وحسام مقترنين ببعضهما البعض..كانا جارين ولصيقين في كل شيء حتى رمت بهما الأقدار في معسكر المرخيات وها هو حسام على وشك أن يترك صديقه وحيداً وتطير روحه بعيداً كحمامة مفزوعه !!
سلم الله حسام بعد عدة ايام وأعيد للمعسكر !!!
مرة أخرى مرض بشدة فقرر النذير وإيهاب الهرب به من المعسكر... لم يكن يستطيع المشي، قرروا "يحملوه" ، حملوه من المرخيات وحتى أمدرمان..!
أنا فخور أنني تربيت مع هؤلاء الرجال ..هم رجال يموتون معك أو يحيون معك..ولا يسلمونك لشر، سودانيون حتى النخاع.
حسام الذي مازال ولفترة قريبة لم تتجاوز السنة يعاني من اثار ما حدث له وأجريت له عملية في الأردن عانى ايضاً معاناة أخرى مريره.. لم يستطع دخول الجامعة لأنه لم يكمل المعسكر !!!
حسام كان من أنبغ أبناء الحلة وفي طفولتنا كان مرة يصنع موتوراً ، ومرة مسدساً يستطيع صيد العصافير وإطلاق راس مسمار لعدة أمتار ، ومرة عربة تشتغل بموتور ... كانت عقليته الموجهة نحو الصناعة تسبقنا حتى سميناه "عبقرينو"
هذا الشاب النابغ ها هو يتخرج بعد أن تخرجنا بما يقارب الأربعة سنوات ..
أي ظلم ذاقه ذلك الولد وتلك الأسرة طيبة المعشر؟؟!!
نواصل....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
تشكر مدثر
لحفظ تاريخ مولم في سوداننا العزيز
لدينا الكثير من حقائق نصفها الاخر في الاستوائية فترة الخدمة الاجبارية في السلاح الطبي
التقينا من اختطفوا من امام منازلهم وهو في سن 14 عام و16 عام وبعضهم يعاني من امراض تعفيهم حتي بقانونهم الظالم من الخدمة الاجبارية
احدهم وفي سطور من ابناء القرير وكان في طريقه الي اهله في الابيض تم اختطافه من الكلاكلة ولم يسمع اهله عنه شي الا بعد 9 اشهر وعندها كان قد احضر للكشف الطبي قبل ادخاله السجن الحربي لانه هرب من منطقة الجبلين وتم القبض عليه في سوق جوبا
والذي احضره احد العساكر لان الصبي لديه جرح متقيح في قدمه واليك حوار قصير دار بيننا
انت عمرك كم
16 سنة من وين القرير
ليه طيب ما فكوك
ما كان في طريقة وحاولت ازوق بس دقونا وبعدها ما قدرت
طيب واهلك
ما عارفين
هنا لم استوعب لانه في الاستوائية لمدة ودون اتصال مع اهله في بادي الامر فكرت قد يكونوا علي علم لكنني قررت مواصلة المعلومات
وسالته عندك نمرة تلفون قال
بس نمرة ناس خالتي في الابيض
حاولناها ولم نفلح فقد قطعت الخطوط او تغيرت
كان يائسا بعض الشي
لكننا حاولنا معه وسالناه عن اهله ---ذكر ان احدي شقيقاته كانت علي وشك الزواج وان احد خيلانه لديه حافلة في السوق الشعبي الخرطوم
هنا قررنا حجزه بالمستشفي حتي نتمكن من الاتصال بخاله وعن طريق احد الزملاء تمكنا من الاتصال بخاله في المساء والذي كان بين مصدق ومكذب وهو يتحدث معي في الهاتف عن الصبي وكيف ان اهله يتالمون كل يوم لفقده وبعدها ذهبنا الي العنبر وتركناه يتحدث معه وما هي الا ساعات والا اتصل احد اخوانه من بورتسودان .......
اذكر كيف بكت احي الممرضات في العنبر وهي تشاهده يتحدث مع اخواته عندما عدنا وقد تركنا الموبايل معه حتي يتمكن من التحدث معهم وذهبنا الي النطشية ......
هذه اسر دمرت وتالمت
خضنا صراعا كبير في اهمال يحدث لهم وهم بدون علاج
الاحداث كثيرة ان اسعفنا الوقت ساحدثك بكثيرين معه من بقاع السودان المختلفة من شرقه وغربه ذاقوا الامرين
اما بخصوص الصبي المذكور فقد تمكن بحمد الله من العوده الي اهله سرا وفي احدي الطيارات الغير عسكرية بعد شراء تذكرة وتنكر افلح به من تجاوز الاستخبارات في مطار جوبا ليعود الي اهله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
يا مدثر .. أنا سعيد و حزين في آن واحد .. سعيد أن أرى من يؤرخ لفترة من أشد الفترات ظلاماَ في حياتي إذ كنت من ذات الجيل الذي ضمك .. وللصدفة أيضاَ كنت ممن ضحايا ذات المعسكر ..معسكر شمبات ..عزة السودان الأولى ... وحزين .. فإجترار ذكريات كهذه يفتح في قروحاَ أجاهد عمراَ لدملها .. أذكر أني قد كتبت عنها يوماَ ولكن بإقتضاب في مقام آخر تحت عنوان " النظام ودوره في تنشئتنا معارضين " .. كنت حينها قد تناولت كارثة الخدمة الوطنية ضمن كوارث آخر وخلصت فيها بالقول بأن هذا النظام يستهدف الأحلام .. ويستهدف في الإنسان .. سلامه الداخلي .. كلما دارت القصة حول الخدمه اللاوطنية كلما تذكرت ما فعلته أيدي مخربي الوطن بصديقين إثنين .. أذكر في ذات مساء .. وبعد أن إنقضت تلك الأيام بسوادها أن أتاني صديق لي وجار .. كان في السنة الثانية أو الثالثة في إحدى الكليات الأهلية .. وكان من منسوبي الدبلومات .. أتاني والإحباط يأخذ منه مأخذا .. قصته بإختصار تقول .. أنه إضطر لإن يقدم لتلك الكلية ويدرس دبلوم الثلاث سنوات فقط لإن المعسكر الذي كان يقضي فيه عقوبته الإلزاميه وفي أواخر أيام المعسكر .. صدر قرار بأن يفوج من في المعسكر إلى الجنوب .. حيث ما كانت للحرب ألسنة ... أشار إليه ذويه ألا يذهب إلى أي مكان وأن يدع الشهادة السودانية بحالها إن كان تكلفة معرفة نتيجتها الخوض في حرب .. غبية .. فإنتهى به الحال إلى تلك الجامعة مع أرق يلازمه .. وأضغاث أحلام بنتيجته التى ضيع الأوغاد عليه الفرصة في أن يعرفها ..
ذاك المساء .. وبعد حوالي أعوام ثلاثه .. ما مل فيها من سؤال كل قريب له وبعيد من أن يمدوا يد العون له ..فقط .. ليدري كم كان تحصيله قبل تلك السنوات الضائعات .. أتاني بعد ساعات من تكمن أحد أقاربئه من معرفة تحصيله والذي كان 87 %..... كانت لتفعل في حياته ما تفعل .. كانت لتفتح له أبواباَ ومسالك ينتظم بها في حياة مختلفة .. غير تلك التي عاشها .. مضطرا ... ولكن كان ما كان..
أما صديق آخر .. كان الأكبر بين أخوته .. هرب من ذات المعسكر .. وحيث لم يكن له نفس خيار الكليات الأهلية .. فما كان له إلا أن يعمل كسائق حافلة .. ظلت هي مهنته إلا الآن .. بعد أن قاتلته زبانية النظام .. في أحلامه ..
قاتلهم الله .. كما قاتلوا أحلامنا .. ماضينا .. وشوهوا لنا .. مستقبلاَ ..
مدثر .. لا إنقطع حبرك ..
تحياتي ..
حاتم كاهن ..
عزة السودان الأولى - معسكر شمبات .. السرية الخامسة ( لو ما خانتني الذاكرة )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: حاتم كاهن)
|
أستأذنك مدثر في أن أورد أدناه ما كتبته قبل عامين وتعرضت فيه لهذه المأساة ضمن مآسي أخريات ..
قلت :
النظام ودوره في تهيئتنا لننشأ معارضين ... عندما أتى النظام كنا حينها في أواخر الطفولة او قل بدايات المراهقة..تحديداً كنا دراسياً على ابواب إمتحانات الشهادة الإبتدائية تلك التي جهلاً عزلها النظام عن سلمنا التعليمي.. لم يكن حينها يمثل لنا إنقلاب الحكم سوى بعضاً من مظاهر تغير الحال إيجاباً والتي طالت بعضنا أو سلباً والتي طالت البعض الآخر الذين كنت لسبب ما منهم... ... جل ما كان يجري كان بعيداً عن خواطر زمننا ذلك.. كنا بعيدين ربما لإنشغالنا بما يحدث من تغيير نفسي وجسدي وفسيولوجي بدواخلنا..كان أكثر أولوية أظنه من ذاك الذي يعيشه السودان من تغيير- مماثل- نوعاً ما .. إلا انني فطنت بعد ذاك إلى امر أراه في غاية الأهمية لما يبلغ من شان في خلق مزاج مضاد وفكر معارض للنظام.. وذاك حدث حينما تلاعبت أيدي النظام في طمس وتغيير احلام غضة لجيل غض آنذاك بتغيير بعض المظاهر الطفيفه والتفاصيل الدقيقة التي تتعلق بمستقبلنا الدراسي ..اقول انها كانت مظاهر وليس إلا..ولكن قطعاً لها وزنها ..
كان إنتقالي من مرحلة إلى أخرى يرتبط عندي وانا الذي لا يأبه كثيراً بإلامور الأكاديميه بأشياء توصف ربما بالمضحكة ولكني احبها..فلم تأبه السلطة باشيائي هذه وفعلت فيها ما لا أجد له تفسيراً إلى يومي هذا ..
أترككم قليلاً مع بعض تاريخهم وأحلامي ... وانا في الصف السادس الإبتدائي كنا نرتدي حينها زيّاً باهت اللون لا أتذكره الآن إلا سراباً ولكني أذكر كم كان حنيني إلى الرداء القصير ذاك الذي كم رايت إخوتي الذين سبقوني سناً ونمو يزهون في لبسه... إنتقلنا للمتوسطه فرحين بما اقدمنا عليه من مستقبل يكتظ بما حملناه من أحلام من بينها أحلامي التي تقف بلبس الرداء القصير الكاكي اللون.. حوالي العام من الفرح الطفولي ذاك لم تكن كافيه إلا ان شخصاً ما ممن تربعوا على طاولة القرار في مجالسهم ..قرر ..ان نتردي بناطيل ...... ألم يكن حينها ثمة ما هو أهم من أن يلتفتوا لنا ولما نلبس ..الم يدروا حينها أنهم بصدد إستهداف أحلام يفّع....؟؟؟ لا أنسى ونحن في أواسط المتوسط هذه ، زيارات من تخرجوا من مدرسة الخرطوم الاميريه والذين إلتحقوا وقتها بالخرطوم القديمة الثانويه..لا أنسى زياراتهم لإساتذتنا ..أكثر ما كان يلفتني وقتها زيهم أيضاً ..لا أدري لما كان أكثر ما يشدني بكل فترة قادمه ماذا سألبس حينها......؟ كان البنطال البني والقميص الأبيض هو دافعي الذي لا أغالي إن وصفته بالأوحد في تشجيعي لتحصيل معدل ونتيجه تنقلني للمرحلة الثانويه ... إليكم ما فعلوا ... إختلط الامر على أحدهم مرة أخري...أو هي صفقة صممت لصالح مورد لأقمشة لا أدري ...المهم أبدلوا حين إنتقلنا للمرحلة الثانويه ذاك الزي بلبس عسكري حزين.. نعم أذكر أنه حزين ولا أدري ما كان منبع ذاك الحزن ..أهو المعنى العام ام حقارة الخام ..لا أدري ولست اهتم ..فأنا أهتم فقط لحلم آخر قد اريق دونما سبب ..دونما سبب .. هذه المرة إنتقلت أحلامي لتقف موقفاً متقدماً نوعياً.. الحماس لدخول الجامعه بعد معركة مع إمتحانات الشهادة أخذت من عمري سنتين .. لا أتذكر ما التأريخ الذي إختاروه لإعلامنا بأن الدفاع الشعبي الذي يستنزف وقتها من عمر شبابنا 45 يوماً قد صدر فرمان آخر بإبداله بخدمة وطنيه كنت أول دفعة ذاقت مرها ...
الخدمة الوطنية تلك التي لا تحرك بك روح المعارضه فقط للنظام بل هي تؤسس فيك أرزل ما يمكن أن يؤسس ..تنال من وطنيتك دون أن تعمقها ...تأخذ من عمرك ما تأخذ ..من كرامتك تأخذ ...من نضارة حلمك تأخذ...ولا تضف غير حقد وحنق وغضب لا ينتهي لنظام أتى يستهدف الأحلام ... الخدمة الوطنيه...اضف إلى ما سبق أننا بسببها إلتحقنا بالجامعة الشمس بعد عام وشهر من وضعنا آخر أقلام إمتحانات الشهاده.. عام وشهر لم يكونا في حساب من أداروا شئون البلاد عنوة ترمز لشيء وإن كانت لنا حينها ترمز للكثير .. دعك عن أحلامي .. فالخدمة الوطنية أعرف بعضاً ممن تسببت في هجرتهم للبلاد.. بعضاً ممن آثر أهاليهم درب السلامة من هاجس الحرب التي رموا بعضا منا فيها لان يدفعوا أبنائهم للسوق بدلاً عن التعليم.. او الجامعات الأهليه(الخاصة) عوضاً عن إنتظار شهادة الإعفاء التي تبلغ فاتورتها الكثير من العذاب ...
بعد نأي وغربه كبيرين ..حطت أقدامنا بوابة الجامعه لترحب بنا بعد اقل من شهر بإستشهاد محمد عبدالسلام الذي لم يطالب بكبير مطلب .. كان يسعى ضمن باقي الرفاق بمجانية السكن ...في الداخلية ... فحرموه من ذاك بل حرمونه أيضاً السكن في هذا الوطن .. وأغتالوه بثكنات الأمن....
تاريخنا والنظام هو نسج من ألم وخلق لثأر لا ينطفي.....
حاتم كاهن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تجربتي الشخصية (23)
- يا إبني قول ليهم انا جيت عدد من المرات - (يبدو أن أبي لا يستطيع تخيل أنهم سيتلذذون بتعذيبك أكثر)
- ضحكت ساخرا وقلت له يا ابوي إنت بتتكلم ساي
نظر إلي ثم سكت بعد أن قال :
- ربنا يهون يا ولدي
إستخراج بطاقة المعسكر امر فيه من الذلة ما فيه..صحوت مبكراً جدا وقلت اني لن اعود بدونها... نسيت ان أحكي أنه في المرة القبلها قالوا لي أنها مع أحد الكيزان ولنفترض أن أسمه علي... ولسوء أو حسن الحظ لا ادري سألت الرجل الذي في الباب:
- عايز أقابل علي ياخي
- دايرو ليه؟
- قالوا عندو بطاقات المعسكر
- علي ده في الجزيره عندو فاتحه بجي بعد 15 يوم
لم أقتنع بإجابته ولم يتح لي أن اسال غيره لأنهم جميعا بالداخل ونحن "دواب الأرض" لا يسمح لنا بالدخول.. إنتظرت جانباً.. جاء زميله وجلس بجانبه ، تبدو عليه اثار الوضوء .. يا للصلاة المسكينة ، كيف يقف أمام الله بعد أن يظلم أحدهم بقليل؟؟؟!! لو كنت أنا لما تجرأت أن افعلها..سأتركه يراني دون أن أجرؤ على الوقوف أمامه..
بعد قليل غادر الرجل الذي سألته على ظهر موتر... اي ركب على ظهر دابة بعد أن وضع رجليه على جانبيها..مثلما كان يفعل أحد الصحابة!! عدت وسألت
- داير علي
- علي ما هسي كان قاعد جنبي وطلع قدامك
أحسست بغيظ شديد..كيف يمكن لأحد ما دون اسباب واضحة وشخصية أن يصل به الشر أن ينكر نفسه في سبيل أن تتعذب؟؟!! الى الان ما زلت لا أفهم تلك السادية.
نواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق لإحدى جرائم الإنقاذ - الخدمة الإلزامية – أو ما سمي زوراً "عزة السودان" – تج (Re: مدثر محمد عمر)
|
اخي مدثر
كنت في زيارة قبل ايام لاسرة معنا هنا في بوسطون..
قابلت بالصدفة شاب يحكي قصة اخيه مع الالزامية بمرارة
اخوه الاصغر الذي ذهب هو ومعه أربعة من أصدقائه للسؤال امام احد المعسكرات
وفجاة وجدوا انفسهم صليعي الرأس داخلها دون علم اهلهم
حكي كيف انه كان يعدو بين كسلا والخرطوم وبورتسودان لمدة 8 اشهر للسؤال عن اخيه الذي اتقطع خبره في زمن لم تكن التلفونات فيه حاضرة
وفي النهاية وجد اخوه طريحا جريحا في احد المستشفيات بعد احضاره من مناطق العمليات للمستشفي
الجراح بدات تلتئم لكنه اصبح مذهللا مدمنا للبنقو
الذي تعودوا عليه اثناء العمليات
لم يكونوا مدربين كفاية
ولا اعمارهم تصلح للحرب
الخسارة المعنوية كانت كبيرة
لشباب في عمر الزهور
القصة كانت مؤلمة وطويلة حكاها بحذافيرها
وكانت السبب في ان يكون محدثنا خارج الوطن للان
كم تمنيت ان يكون معي شريط كاسيت لاوثقها
لانها جعلت دموعنا تخرج من محابسها
شكرا لمجهودك هذا يا مدثر
سيف
| |
|
|
|
|
|
|
|