|
اشادة بصحيفة سودانيز اون لاين الالكترونية من الكاتب سعد هجرس
|
نقلت الصحف المصرية عن موقع "سودانيز أون لاين" خبرا سخيفا خلاصته أن 28 عاملا مصريا تعرضوا لاعتداءات شديدة وتعذيب همجى على أيدى أفراد الشرطة السودانية مساء السبت الماضى فى مدينة الرياض السودانية. ولم يكتف موقع "سودانيز أون لاين" بنشر الخبر، بل إنه نشر معه صوراً لبعض هؤلاء المصريين الغلابة تبين آثار التعذيب على ظهورهم. ولذلك فان هذا الموقع السودانى، "سودانيز أون لاين"، يستحق التحية مرتين: مرة لأنه رصد هذا الخبر الذى له علاقة بصلب وعمق الوشائج المصرية السودانية، فما الذى يمكن أن يكون أهم من العلاقات بين البشر فى شمال وادى النيل وجنوبه؟! ومرة لأنه لم يكتف بنشر الخبر بل حرص على إدانة الحادث وفتح صفحات المنتدى الخاص بالموقع لتلقى آراء المواطنين السودانيين فى الحادث. ولعل جهة مصرية مماثلة تهتم برصد آراء هؤلاء المواطنين السودانيين وتقوم بتحليل مضمون ردود أفعالهم على هذا الحادث المؤسف من أجل استخلاص الدلالات والدروس المستفادة حرصا على تنقية العلاقات التاريخية بين الشعبين من هذه الشوائب. لكن الأهم.. هو ألا يفوت هذا الحادث المؤسف دون تأمل ودراسة، بهدوء وموضوعية وبعيدا عن الغوغائية والتهييج والصيد فى الماء العكر أو تسميم العلاقات المصرية السودانية التى لا تنقصها المنغصات. وبهذا الصدد تطرح نفسها بضعة أسئلة: أولها – لماذا أصبح المواطنون المصريون عرضة للأذى والإهانة فى أماكن شتى من العالم؟ فلم تمض أيام على حادث الاعتداء على بعض الرياضيين المصريين فى ليبيا، وقبلها على رياضيين مصريين أيضا فى لبنان، حتى فاجأتنا الأخبار القادمة من السودان والتى تتضمن إهانة عمال مصريين فى السودان، ليس فقط فى "خناقة" يمكن ان تحدث فى أى مكان وأى زمان، وإنما أيضا فى مركز تابع للشرطة (أى الحكومة) ويقوم البوليس – الذى يفترض فى رجاله الذود عن القانون – بانتهاك القانون وحقوق الانسان ويتولى هو تعذيب خلق الله!! ثانيا- بالنسبة للسودان تحديدا، بكل ما يمثله من روابط تاريخية وعاطفية ووجدانية وسياسية وجيو استراتيجية مع مصر، ما هو موقع هذه المنغصات من "الحريات" الأربع، التى تم الاتفاق عليها رسميا بين القاهرة والخرطوم.. والتى تبدو – فى ظل مثل هذه التجاوزات – حبرا على ورق؟! ثالثا – حسنا أن تهتم الصحف المصرية بمثل هذه الأخبار وما تمثله من انتهاك فظ لحقوق الإنسان المصرى فى السودان، لكن السؤال هو لماذا لم تهتم بعض هذه الصحف بالتغطية الإخبارية والتحليلية لمأساة اللاجئين السودانيين فى ميدان مصطفى محمود بالمهندسين والذى أزهقت فيه أرواح بعض أشقائنا السودانيين، بينما اتخذت بعض الصحف المصرية الأخرى موقفا سيئا ومجافيا للروح الديموقراطية ناهيك عن المشاعر الأخوية تجاه الشعب السودانى! وألا يضع ذلك على كاهل منظمات المجتمع المدنى، والإعلام، فى البلدين مسئولية إعادة الاعتبار إلى أسس العلاقات السوية والنزيهة والمتكافئة والديموقراطية بين شعبى وادى النيل. إن هذا لن يتحقق بالشعارات والكلمات المعسولة وإنما بمواجهة الواقع واستئصال الأعشاب السامة ومحاسبة من يسيئون الى جوهر هذه العلاقات بأقوال وأفعال سلبية، مثل الاعتداء على عمال مصريين بأيدى رجال شرطة سودانيين مجردين من الإحساس بالمسئولية القانونية والإنسانية.
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=88751
|
|
|
|
|
|
|
|
|