|
أحلام مستغانمي:هل لايزال بينكم من يشك في انسانية الشعب الامريكي وتقواه وفي سذاجة الشعب السوداني
|
الاديبة الاستاذة احلام مستغانمي :
تجبرني على بدايةتصفح مجلة زهرة الخليج من نهايتها حيث تحتل بحروفها الرائعة الانيقةالصفحة الاخيرة من المجلة. وكذلك تجبرني على احترامها حتى وان اختلفت معها..
واليكم ماكتبته في العدد الاخير من زهرة الخليج متناولة في بعضه مجزرة القاهرة :
مباهج نهايات السنة العربية أقلعت عن متابعة أخبار العراق بعد ان تجاوزني مصابها , لكنني لم أنج من هول عناوينها. عناوينها وحدها كافية لقتلك بذبحة قلبية , فعندما تقرأها على الشاشة أو تقع عليها مجتمعة في جرائد الاسبوع , التي فاتتك مطالعتها . تصوروا مئة وعشرين قتيلا , وأضعاف هذا العدد من الجرحى , وقعوا في يوم واحد ضحايا سلسلة تفجيرات إنتحارية , استهدف أحدها مجلس عزاء وآخر مرقد المام الحسين , وثالث خط انابيب رئيسيا للغاز , أي مسلمين هم هؤلاء ؟ وأية قضية هي هذه التي يدافع عنها بنسف وطن وسفك دماء الابرياء وهم يودعون من سبق للموت أن سرقهم منهم ؟ إنها مباهج نهايات السنة العربية .. عنوان اخر يذهلك ويجهز على عروبتك : ستة وعشرون قتيلا من بين (الاخوة السودانيين ) سقطوا في مواجهة مع قوات الامن المصرية , لازاحتهم من الحديقة المواجهة لمبنى المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة , التي أعتصموا فيها منذ ايام , وانتهت جثثهم في مستشفيات القاهرة , لا باسم الاخوة الانسانية فحسب , بل العربية ايضا . فـ ( الاخوة السودانيون ) هي الصفة التي اطلقها عليهم بيان الداخلية المصرية , بعد أن حلت مشكلتهم الانسانية بالقاء جثثهم في البرادات , بينما تم نقل المئات عنوة الى اماكن اخرى . حدث هذا في (ليلة رأس السنة ) اثناء انشغال العالم عنا بمباهد الساعات الاخيرة . فهذه الليلة التي يتخذها الناس فسحة للتمني , ويجعلونها عيدا للرجاء بتغيير نحو الافضل , تغدو أمنية الانسان العربي فيها البقاء على قيد الحياة , ليس أكثر , حتى و إن كانت حياته لاتعني شيئا بالنسبة إلى وطنه أو (أشقائه) فما بالك بسكان المعمورة الذين إعتادوا على أخبار مذابحه , ومسالخه وشلالات دمه . تشير دراسة لمنظمة مستقلة لحقوق الانسان , الى ان اكثر من 95 في المئة من العراقيين لا يعرفون ماذا يجري في بغداد بعد منتصف الليل منذ أمثر من سنتين , ونسبة تصل الى 50 في المئة يفضلون عدم الخروج من منازلهم بعد الخامسة مساء , تاركين المدينة لامراء الليل من القتلة و اللصوص . عليكم أن تتصوروا كيف قضى العراقيون (ليلة رأس السنة ) التي يجد فيها الارهابيون مناسبة إعلامية نادرة لقصف الاعمار وقطع الرؤوس , طمعا في تصدر الاخبار العالمية , لو أن العالم كان مشغولا عن إنجازاتهم الاجرامية بخبر أهم , حسب سلم القيم و الاهتمامات الانسانية للمواطن الغربي . ما استطاعت جرائمهم أن تؤمن لهم صدارة الصحف في (ليلة رأس السنة ) كانت الصفحة الاولى في كثير من الصحف الغربية (حسب وكالة رويتر ) محجوزة لفاجعة طائر بطريق صغير , أعلنت الشرطة البريطانية خشيتها على مصيره , بعد أ، سرق من حديقة حيوان بريطانية قبل 5 أيام . الصحافيون (الذين نخطفهم ونقتلهم عندما ياتون لتصوير موتانا وثكلانا , هذا عندما لا تتكفل القوات الامريكية بقصف فندقهم حال وصولهم ) سارعوا أفواجا الى حديقة الاحيوانات لالتقاط صور لابويه (اوسكار) و(كيالا) (لاحظوا أن لحيواناتهم أسماء ... بينما لموتنان أرقام ) . وقد أدمى قلوب محبي الحيوانات في أنحاء العالم صور الابوين اللذين مزقهما الحزن على فقدانهما صغيرهما الذي لايتجاوز شهره الثالث , حتى ان مصلين غي كنيستين في امريكا صلوا من أجل الصغير (توغا) . فهل لايزال بينكم من يشك في انسانية الشعب الامريكي وتقواه, وفي سذاجة الشعب السوداني وغبائه؟ فالأفا لاجئ الذين اعتصموا في الحديقة المواجهة لمبنى المفوضية العليا للاجئين , كان عليهم أن يلجأوا إلى حديقة الحيوان البريطانية . فربما كانوا سيحصلون كحيوانات على حقوق , ما كانوا في جميع الاحوال أن يحصلوا عليها كبشر خذلتهم الجغرافيا . كانوا موعودين بمساعدات , على هزالها , كانت ستغير حتى حياتهم , حياتهم التي تساوي رصاصة في شارع عربي , ولا تساوي ثمن طلقة سهم ناري عمره دقائق , يطلق في شارع أوروبي . ذلك أن في ليلة رأس السنة نفسها التي سقطوا فيها كان الالمان وحدهم (يفرقعون) في الهواء 154 مليون دولار ثمن ألعاب نارية إبتهاجا بالعام الجديد . عام سعيدا ..( اشقاءنا ) شهداء (ليلة رأس السنة) ؟ أحلام مستغانمي زهرة الخليج - 21/1/2006
|
|
|
|
|
|