مقتل طالب ببوتسودان واشتعال(العرقيه) و الانقاذ ستجني ما بذرته!

Quote: السبت, 04 يونيو 2011 14:17 بورتسودان : عبد القادر باكاش ماذا يحدث بجامعة البحر الأحمر ؟ من يقف وراء التصعيد المتلاحق للمشادة الكلامية بين طالبتين بكلية علوم البحار بالجامعة والتي تطور التعامل معها على اعتبار انها تضمنت إساءات( قبلية) وتنابذ بالألقاب.. عدد من المراقبين والمتابعين الذين أفردت (سكناب الشرق ) المساحة التالية لهم يرون أن القضية أخذت حجماً أكبر من وضعها الطبيعي , لأن الأحداث تطورت بشكل متلاحق وعاصف أدى في واقعه إلى (خلخلة ) النسيج الاجتماعي بين طلاب الجامعة بمختلف ميولهم السياسية والقبلية والجهوية . وقد كانت جامعة البحر الاحمر تتميز في السابق دون غيرها من الجامعات السودانية بالترابط الاجتماعي الحميم بين الطلاب رغم اختلاف وتباين ميولهم السياسية والقبلية والمذهبية والسؤال الذي طرحناه لكل الجهات التي استنطقناها من خلال هذا التحقيق محوره الأساسي لماذا يحدث كل هذا ومن الذي يحرك ويؤجج الصراعات في الجامعة من خلف الكواليس , وهل ستنتهي الأزمة التي بدأت في الجامعة يوم الثلاثاء الثالث والعشرون من مايو الماضي بنهاية وحسم القضايا التي كانت بمثابة البذرة الأولى لأزمة الجامعة ؟ ومتى ترتاح النفوس من رهق السموم العنصرية ؟ لماذا تباطأت إدارة الجامعة في حسم الأزمة ؟ وما المصلحة في استمرار الجامعة في الدراسة في ظل الأجواء المتوترة ؟ لماذا لا يتم إغلاق الجامعة حتى تهدأ النفوس ؟ من المستفيد ومن المتضرر من تعطل الدراسة , كل تلك الاستفهامات والاستفسارات وضعناها على طاولة البحث والتقصي مع الجهات ذات الصلة في هذا الملف فإلي محاور التحقيق : أصل الحكاية : ـ لن يصدق أحد أن مجرد مشادة بين طالبتين في كلية علوم البحار تتصاعد للحد الذي يجعل منها مواجهات بين الطلاب وتؤدي إلى تعطيل الدراسة والامتحانات التي كان من المقرر إجراؤها بعد غدٍ الخامس من يونيو, ولكن كل الشواهد وقرائن الأحوال تثبت أن مستوى فهم وتعاطي الطلاب مع قضاياهم وصل إلى هذا الواقع المحبط في أروقة دور العلم فقد تحولت المنابر والمنتديات والقاعات الجامعية نتيجة لجملة من التراكمات السلبية التي ترسخت في عقول وأفئدة الطلاب منذ أمد ليس بالقصير إلى ساحات صراع إثني وعقدي وسياسي معقد في غفلة من الزمان لبث السموم والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد, ( وتقوقع) الطلاب الجامعيون داخل كياناتهم القبلية مرتدون عن مبادئ وقيم نبذ العنصرية وتأكيد التعايش السلمي والتسامح بين كل أعراقهم وشعوبهم ويرجع المراقبون الأمر إلى ضعف الإدارة وغياب الحكماء في تلافي تصاعد الأمر إذ إن بداية الشرارة كانت مجرد إساءة لفظية وجهتها طالبة إلى طالبة داخل حرم الجامعة وهو أمر طبيعي وقد اعتاد الناس على سماع وإحتواء مثل هذه الظواهر في وقتها ومكانها لأن لا أحد يشعر بالدونية أوالنقص لمجرد مشادات وإساءات لفظية من طالبة تتحدث بصورة فردية فمن الطبيعي أن تواجه الإساءة الفلظية بمثلها وينتهي الأمر لكن سوء تقديرات إدارة الجامعة أدى إلى تفاقم الموضوع حتى أحال الجامعة إلى ساحات للوغى والتوتر والاستقطاب السياسي لأطراف النزاع وجعلها قضية رأي عام وأدارها كل جناح أو طرف في القضية لصالحه, دون أن يكون للطالب الجامعي في كل تلك (الظيطة والظنبريطة) أي مصلحة, وحاولت الكيانات السياسية الطالبية المعارضة أن تظهر الحكومة واتحاد طلاب الجامعة الموالي للحزب الحاكم بمظهر المعتدين على الحريات العامة للطلاب والاعتداء على كل من يخالفهم الرأي وتمكنت الأجسام الطالبية المعارضة من جر إدارة الجامعة واتحاد الطلاب إلى مستنقع المواجهات الدموية العنيفة فيما بينهم فقد تجددت الاشتباكات بين طلاب جامعة البحر الأحمر خلال أسبوع واحد أكثر من خمس مرات أخرها أمس الأول الأربعاء أدت إلى إصابة ستة طلاب بإصابات متفاوتة إذ حدثت مواجهات بين طلاب مركزية مؤتمر البجا والطلاب الإسلاميين الوطنيين بسبب اعتزام طلاب المركزية إقامة مخاطبة رفضها لهم الإسلاميين وقال الناطق باسم طلاب مركزية البجا محمود أحمد محمود لـ(السوداني) إن منبع المشكلة يتمثل في تواطؤ إدارة الجامعة والحرس الجامعي بالسماح للإسلاميين بإدخال عربات محملة بالسيخ للجامعة بغرض إرهاب الطلاب وإثارة واستفزاز الآخرين وأضاف أن الطلاب الإسلاميين استهدفوا مركزية الجامعة وحرموها من إقامة مخاطبة كسائر التنظيمات وأن هذا الأمر لن يمر دون محاسبة وعقاب رادع وطالب محمود بإقالة مدير الجامعة وقائد الحرس الجامعي وقال إنهما فشلا في إدارة أزمة الجامعة وتسببا في تصاعد المشكلة وكشف أحمد محمود نية مركزية البجا في أخذ ثأرها ورد كرامتها وقال ( نحن ما حنقرا حتى نرد ونأخذ حقنا من الوطنيين الإسلاميين لأنهم استهدفوا البجا بالأخص وسنثأر لكل قطرة دم راقت من طلابنا ولن ندع الاستفزاز يمر دون تصدي ).. وأبان أن جرحاهم تم تخريجهم من المستشفى أمس بعد صلاة المغرب وأوضح أنهم يعتزمون المطالبة بتنحية عميد شؤون الطلاب وقائد الحرس الجامعي من موقعهما إلحاقاً بطلبهم السابق بإعفاء مدير الجامعة وتمديد أجل انعقاد الامتحانات بدلاً من الخامس عشرإلى السادس والعشرين من يونيوالجاري وشطب البلاغات المقيدة في مواجهة طلاب جنوب طوكرمع ضرورة تعهد الإدارة بعدم السماح للشرطة دخول الحرم الجامعي في المرات القادمة في كل الأحوال , ولابد للإدارة أيضاً وأفراد الحرس الجامعي من ضبط مداخل الجامعة ومنع دخول (السيخ) والأسلحة البيضاء لكل الطلاب دون تفرقة. من جهته قال رئيس اتحاد طلاب جامعة البحر الأحمر عثمان أحمد عثمان لـ(السوداني) إنهم يرفضون ويستنكرون كل أنواع التنابذ وسب الأعراق والقبائل بين الطلاب وقال إننا مع احترام الكيانات القبلية في كل ربوع السودان. وعن الاشتباكات الأخيرة بالحرم الجامعي قال عثمان إنها بدأت باحتكاكات بين طلاب مؤتمرالبجا وطلاب المؤتمر الوطني أصيب فيها أربعة من مؤتمر البجا واثنان من المؤتمرالوطني. وأكد احتجاز الشرطة لخمسة من الطلاب بينهم أربعة من الوطني وواحد من مؤتمر البجا ونفي علمه بإدخال الطلاب الإسلاميين سيخاً للجامعة وقال إن إدارة الجامعة هي الأحرص على الاستقرار الأكاديمي للجامعة ولا نرى مصلحة أو فائدة يمكن أن تعود للطلاب من إغلاق الجامعة وتأخير الامتحانات أكثر من ذلك , وكشف عن اجتماع انعقد في العاشرة من صباح أمس الخميس بين إدارة الجامعة والاتحاد لبحث تداعيات هذا الأمر ووضع التحوطات اللازمة لمحاصرة العنف الطلابي وقال نحن ندين أي عنف وحريصون على استقرار الجامعة ودعا عثمان الطلاب إلى الهدوء وعدم الانجرار وراء الفتن وحيا جهود الشرطة في تدخلها واستجابتها السريعة في حسم التفلتات والحفاظ على أرواح الطلاب وممتلكات الطلاب. ونفى مدير جامعة البحر الأحمر بروفيسورمحمد الأمين حمزة كل التهم التي يوجهها البعض لإدارة الجامعة وقال من منا أكثر حرصاً على تهيئة البيئة التعليمية المستقرة لطلابنا. وقال إن إدارة الجامعة تتعامل مع الطلاب بكل انتماءاتهم السياسية والقبلية بمستوى واحد دون تمييز أو تفضيل كيان طلابي على آخر كما أننا نتعامل مع الاتحاد كممثل شرعي للطلاب بتنسيق وانسجام كامل. وأضاف أن على طلاب الجامعة النظر إلى إدارة الجامعة من هذا المنظار ولن نتواني أو نتخاذل في حماية طلابنا بصفة عامة وزاد إن تعطيل الدراسة أو إغلاق الجامعة أو تأجيل الامتحانات إلى مدى زمني أكثر من الذي حددته إدارة الجامعة يضر كثيراً بالطلاب ويحدث ربكة في التقويم الجامعي يصعب تداركها. وأضاف أن إدارة الجامعة أوقفت العمل بالجامعة ليوم أمس الخميس على أن يعاود الطلاب التوافد لمكتبات الجامعة ابتداءً من بعد غدٍ الأحد حتى موعد الامتحانات.. وهذا أمر تقليدي يحدث قبل بداية امتحانات الجامعة. وحذرمدير جامعة البحر الأحمر الطلاب من بث الفوضى وإعاقة سير الامتحانات. وقال إن إدارة الجامعة ستقابل مثل هذه المحاولات بالحسم الفوري وناشد مدير الجامعة الطلاب بالإلتفات إلى تحصيلهم الأكاديمي والاستعداد للامتحانات