|
Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي (Re: عزالدين صغيرون)
|
[red ]المثقف وعقدة العصاب الأيديولوجي القهري (8/10) (العقل المؤدلج ..وعبثا يطارد ذيله )[/red عند حائط الأيديولوجيا يقف العقل المؤدلج حائرا عاجزا ، ولا يجد أمامه سوى أن يستدير على عقبيه محاولا العثور ، عبثا ، على مخرج – ولكن أيضا – عبر المخرج الأيديولوجي نفسه ، الأمر الذي يجعله يدور حول نفسه بلا جدوى !. يفعل المصاب بداء العصاب الأيديولوجي في حيرته المرتبكة هذي ما فعله (ديك عثمان) !. الديك الذي يخص جيراننا قفز عبر الحائط الذي يفصل بين بيتنا وبيت الجيران ، وكان شقيقي عثمان يتأهب للمغادرة إلى العمل ريثما ينتهي من كوب الشاي ، كان يجلس على مقعد يواجه الحائط عندما قفز الديك وأخذ ، شأن كل الديوك ، يبعثر التراب عله يجد شيئا يأكله ، ولما أراد العودة للبيت المجاور حيث يسكن ، اختار أن يعبر إلى مسكنه عبر فتحة في الحائط أظنها فتحت لتصريف مياه الأمطار ، وقف الديك غير بعيد عن الفتحة وهو يحدق بتركيز، ثم ركض نحوها ، ولما لم يتبقى بينه وبينها مقدار قدم أو ( ) بوصة توقف بقوة محدثا غبارا مزعجا ، ثم أخذ يكرر محاولته للعبور معتمدا على نفس الإستراتيجية ، أي أن يزيد من مسافة ابتعاده عن الحفرة كل مرة ، ثم يقف ويمد عنقه للأمام وكأنه يقيس المسافة ، وبعد أن يتأكد منها يركض بكل قوة ، ليتوقف بعنف ما أن يصل إلى الفتحة وقبل أن يحشر نفسه أو يصطدم بها ، وظل صاحبنا يكرر هذه العملية العبثية إلى أن وصل إلى حيث يجلس عثمان في منتصف الحوش ، فالتقطه هذا بقوة وغضب ، وقال يخاطبه وهو يحمله بيده قبل أن يقذف به من فوق سور الحائط (بليد) ، فسألته ما خطبه ؟، فلم يزد أن قال لي وهو حانق بغيظ " هذا أغبى ديك أشاهده في حياتي !" . هذا ما أحنق عثمان وأثار سخطه ، إصرار الديك على الخروج عبر هذا المنفذ وحده ، رغم أن محاولاته المتكررة أثبتت له استحالة ذلك !!. وهذا بالضبط هو السلوك النمطي للعقل الذي تتحكم فيه ، وتسيطر عليه المنظومة الأيديولوجية ، في عبثية مجهوده للإجابة على أسئلة تبدو في غاية الوضوح ، تجده كال###### في أمثال الانجليز ، يطارد ذيله !. حسنا . أظننا أسهبنا قليلا في الحديث عن قوى التغيير التي يراهن عليها عبد الوهاب الأفندي ، ونقول أسهبنا قليلا لأن لنا توسع أكثر قليلا في هذا الباب ، في مؤلف سيرى النور بعد حين "في نقد الحزب" . ولكن دعنا الآن نلقي نظرة – عاجلة أيضا – على الخطة أو برنامج العمل الذي يقترحه الأفندي لتلعب هذه القوى ، دورها المفترض في حركة التغيير ، والى أي درجة هي فاعلة أو مجدية هذه الخطة لانجاز هذه المهمة . ماذا فعل هو شخصيا ؟ ، ما هي المبادرة ، أو المبادرات التي قام بها؟ ، وماذا كانت نتيجتها؟. خطة العمل التي يقترحها ، تتمثل في ما طرحه عمليا بتحركه ، الذي ذكره هو ، ولخصناه في بداية حديثنا هذا في الآتي : • في الثامن من يناير(2011م) نظم (مركز الجزيرة للدراسات) بالتعاون مع (معهد أبحاث السلام) بجامعة الخرطوم ندوة في الدوحة بعنوان " استفتاء جنوب السودان وتداعياته محليا وعربيا"، شاركت فيها مجموعة من السياسيين والمفكرين السودانيين ، وعلى هامش الندوة دارت نقاشات أخرى بين الحضور، كان من بينها نقاش بين مجموعة من المثقفين السودانيين طرحت فيه فكرة مبادرة تهدف إلى مساهمة فاعلة من قبل المثقفين في معالجة الأزمة. • " قبلنا التحدي، وقد قمت شخصياً في نفس ذلك اليوم بإعداد بيان أطلقنا عليه تسمية "نداء الدوحة في التاسع من يناير"، نستنفر فيه كل المثقفين السودانيين بمختلف مشاربهم إلى أداء واجبهم في طرح صيغة توافقية للتغيير في البلاد. • "وخلال الشهر الماضي قمنا بطرح البيان على نخبة مختارة من أهل الفكر والرأي بغية التفاكر حول محتواه أولاً، ثم التوافق على صيغته النهائية، ثم إقناع مجموعة تمثل أطياف الفكر المختلفة في البلاد لتبنيه والتوقيع عليه قبل أن يطرح للتوقيع عليه من قبل كل من يقبل. وكنا قد تشاورنا قبل صياغة البيان وبعده مع عدد من ممثلي التيارات السياسية ممن رحبوا بالفكرة وتحمسوا لها. • "ولكننا نعلن هنا للأسف أن الاستجابة من قبل العينة المختارة من المثقفين لم تكن بمستوى توقعاتنا، حيث أحجمت الغالبية عن المشاركة. وعليه قررنا صرف النظر عن هذه المبادرة" (20) . شيء ما في هذا "الأسلوب" لمقاربة القضايا الوطنية المصيرية الكبرى يثير التساؤل ، بل ويثير الشك حول الغايات والأهداف من المقاربة والمعالجة نفسها من وراء هذا الجهد وإذا أراد الإنسان أن ينأى بنفسه ، ويربأ بها أن تنقب في الضمائر والنوايا ، فان هذا النوع ، أو قل هذا الأسلوب في معالجة القضايا المصيرية الكبرى ، – وليس أكبر وأخطر من أمن واستقرار ووحدة الوطن وأهله – يكشف لك عن خلل خطير في الرؤية والتفكير ، يقود في نتائجه النهائية إلى نفس النتيجة المخيفة التي تحاول تجنبها ، والى المصير الكارثي الذي ينتظر الوطن . وهو نفس الأسلوب الذي كشف عنه الدكتور حسن مكي قبل أكثر من عقد ونصف تقريبا في حوار أجراه معه الصحفي النابه صبري الشفيع في مجلة (الملتقي) حيث جرى على لسانه تصوير كيفية تداول شأن السودان عبر مناقشات بين نخبة في التنظيم الاسلاموي في غرف مغلقة ، وقد كتبت وقتها تحليلا لما جاء في الحوار على حلقتين بعنوان "ليس أمام الحصان الوضع الصحيح للعربة" ، وقد نبهت إلى خطورة هذا النهج في تناول الشأن السوداني العام أو البت فيه بهذه الطريقة الماسونية ، وتنبأت بأن هذا الأسلوب سيعود بالسودان القهقرى إلى "مهدية الخليفة" عبد الله التعايشي !. والآن ، وفي الربع الأول من القرن الحادي والعشرين ، يحاول الدكتور الأفندي أن يجد حلا لقضية السودان ، التي ما تشابكت وتعقدت خيوطها إلا بسبب هذا الأسلوب في معالجتها ، ليدعو أيضا – وللمرة الكم لا ندري! – نفرا ممن يعرف ضمن دائرة علاقاته العامة والخاصة ، أو " نخبة مختارة من أهل الفكر والرأي بغية التفاكر" ، حول محتوى البيان الذي صاغه ليلة تناقش هو ، و " مجموعة من السياسيين والمفكرين السودانيين ، (تقابلوا في ندوة الجزيرة) وعلى هامش الندوة " . مع عميق احترامنا لمن اصطفاهم ليناقش الفكرة ، واحترامنا لمن انتوى إقناعهم ، وهم كما قال " مجموعة تمثل أطياف الفكر المختلفة في البلاد ، لتبنيه والتوقيع عليه قبل أن يطرح للتوقيع عليه من قبل كل من يقبل " ، كما ، ولمن كان قد شاورهم ، " قبل صياغة البيان وبعده ، (وهم ) عدد من ممثلي التيارات السياسية ممن رحبوا بالفكرة وتحمسوا لها " ، مع عميق ما هم جديرون به من الاحترام ، إلا أن السؤال عن هويتهم يبدو لي مهما . فمن هم ؟. في مثل هذه المواقف يستشير المرء خاصته في المقام الأول .. ثم يختار من يعنيهم الأمر في دائرة علاقاته الخاصة ليعرض عليهم ما يفكر فيه .. فهل تكفي دائرة علاقات الدكتور عبد الوهاب الأفندي ، وهو من هو ، من حيث توجهه الفكري وموقعه الاجتماعي وانتماءه السياسي ، مما يرشحه لأن يتبوأ مقعده اللائق بين نخبة النخبة ، لتشكيل نواة خلية مؤهلة بالفعل للعب دور ما في هذه المرحلة من تاريخ السودان ، أو على الأقل للعب الدور الذي "يريد" أن يلعبه ، وهو دور يتشرف به المرء على كل حال ، إن لم نقل واجب أخلاقي على كل واحد شرفه الله بنعمة الانتماء للسودان ؟ ، و نحن نطرح هذا السؤال مع يقيننا بنبل الدكتور الفاضل ونبل مقصده وصدق مسعاه ، ولا يريبنا في ذلك ظل شك .
هوامش (20) عبد الوهاب الأفندي ، مستقبل السودان بين سيناريو تونس – مصر وسيناريو الصومال http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=8290 تأريخ الطباعة20 February 2011 at 7:50am
]
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المثقف والعصاب الأيديولوجي | عزالدين صغيرون | 05-27-11, 06:30 PM |
Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي | عزالدين صغيرون | 05-27-11, 06:52 PM |
Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي | عزالدين صغيرون | 05-28-11, 05:07 PM |
Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي | عزالدين صغيرون | 05-28-11, 05:08 PM |
Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي | عزالدين صغيرون | 05-28-11, 05:09 PM |
Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي | صلاح شعيب | 05-28-11, 05:16 PM |
Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي | عزالدين صغيرون | 05-28-11, 05:26 PM |
Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي | عزالدين صغيرون | 05-28-11, 05:27 PM |
Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي | عزالدين صغيرون | 05-29-11, 10:11 PM |
Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي | عزالدين صغيرون | 05-31-11, 09:13 PM |
|
|
|