أقول ، بل أفسدها وأفرغها من مضامينها ومعاييرها المكتسبة ثراثيا وفنيا ووجدانيا ، فلكل عمل مقاييسه وبيئته التى نشأ فيها وكوّن من أجلها ، فتناول بعض النساء المغنيات للكثير من الأغنانى ذات الخصوصية الصوتية والمعنوبه ، أضر بها كثيرا ، وأفقدها مقاماتها الصوتية واللحنية الجمالية وبعدها الوجدانى لدى المتلقى ، وهذه هى إحدى مصائب التشويه لبعض الأغانى ، فكما هو معلوم كانت عائشة الفلاتية ومنى الخير وأم بلينا السنوسى وحتى البلابل وغيرهم ، يختارون ما يناسبهم كصوت نسائى له خصوصيته ، فضلا عن أغانيهم التى تخصهم وأتت ألحانها بما يتناسب والصوت النسائى ، ... وعلماء الأصوات يؤكدون هذا المنحى ، ولكن عندما بدأت فكرة برنامج المسابقات الغنائية عند أخونا بابكر صديق ، الذى بدأه بأصوات وأنامل ، حتى تطور الى نجوم الغد ، ثم برز برنامجاآخر مماثل له فى فكرته بالتليفزيون القومى ، .. كلها برامج حشدت الشباب المغنيين من الجنسين فى تنافس وطيس دون أن يكون لهذه الأغانى موازين واختيارات فى نوعية وكيفية ما يختارون للتبارى فيها من الجنسين ، فنانى الغد ، وأدى هذا الخلط فى المفاهيم الى صراخ فى صراخ ، وتشويه فى تشويه لدى بعضهم .. !! شباب ذكور يتناوبون فى أغانى منى الخير ، وشابات يناوبن فى أغانى رجالية تتطلب أول ما تتطلبه صوت قوى يملأ مفرداتها بشيء من غلظة ، تعتمد على نبره صوتية جمالية قوية وليست ناعمة مما يفقدها جماليتها وجرسها الصوتى الذى إرتبط بكلمات مفرداتها ومثال على ذلك ، عندما تسمع أغنية فى مقام نشيد وطنى لحسن خليفه العطبراوى ( أنا سودانى أنا ) ... تحتاج لمقامات ، صوتيه عالية وليس لمقامات الصوت النسائى ، مما يفسدها تماما وخاصة فى بعض مقاطعها القوية .. وللحديث صلة .. ولك تحيتى .. محمد مختار جعفر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد مختار جعفر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست