|
|
إرادة الشعب المباشرة .. فوق كل دستور وإنتخابات
|
عندما حطمت الجماهير أبواب سجن كوبر
أيام إنتفاضة مارس أبريل 1985
وأفرجت عن المعتقلين
رفض بعض المعتقلين الخروج
إلا بصدور قرار سياسي
كان في الأمر جانب من الطرافة
فقد فات على أولئك المعتقلين
أن الشعب قد مارس إرادته المباشرة
وأن تلك الإرادة تعلو على القرارات السياسية
وعلى القوانين
وعلى الدستور
لأن الشعب هو أصل كل السلطات
وما المواثيق والدساتير والقوانين إلا صياغة لإرادته
وما تفويض النواب والحكومات إلا جزء من تفويضه
وأن الإنتخابات تعبير عن إرادته
وأن الشعب إذا عبر عن إرادته مباشرة في استفتاء
يعلو ذلك على أي تشريعات أو نتائج أنتخابات
إما أذا تحرك بنفسه
في تظاهرات عامة
أو عصيان مدني
أو إضراب سياسي
فذلك استفتاء عملي يعلو على كل ما عداه
فقد قام صاحب الحق بالتعبير عن نفسه مباشرة
ساحبا أي تفويض لمن وكلهم من نواب وحكومات
وهو بذلك يعدل المواثيق ويلغي الدساتير ونتائج الإنتخابات
(ميثاق ثورة اكتوبر، إلغاء مجلس النواب المصري ونتائج إنتخاباتها إلخ)
فلا يتحجج علي عبد الله صالح
أو البشير
أو بشار
بأنهم منتخبون بنسبة كذا
والطريف أن إنقلابيين مثل صالح والبشير
يتحدثون عن رفض تسليم السلطة إلا عبر الإنتخابات
(هذا الكلام كان يمكننا قبوله من البشير قبل سنة 1989)
عموما المنطقة دخلت عصر الشعوب
وتجاوزت عصور الوصاية
فلم نعد رعايا
ولا جماهير
وإنما صار شعار المنطقة:
الشعب
يريد...
والشعب يفعل ما يريد
الباقر موسى
|
|
 
|
|
|
|