من داخل صالة مطار الخرطوم

Quote: جهة أخرى عبود عبد الرحيم كنت في القاهرة (2 ـ 2) مصر بعد الثورة أمر مختلف في كل شيئ ، فقد صار (الميدان) هو صاحب الشرعية الثورية ، الجميع يتوجهون الي (ميدان التحرير) لاسماع الصوت بالمطالب الفئوية وزيادة المرتبات وأيضاً للمطالبة (بابعاد) هذا المسئول أو ذاك المدير ، وصادفنا (وقفة احتجاج) من طلاب جامعة الاسكندرية حول قضية (اكاديمية) ، وبعد يومين من وصولنا الي القاهرة شهدنا لحظات (اخلاء) ميدان التحرير وفتحه أمام حركة المرور بعد أن كان لا يمكن للسيارات العبور بجواره ، والميدان أصبح أيضاً (مزاراً) سياحياً لابد للأجانب من الوقوف فيه واسترجاع أيام الثورة والاعتصام بجانب التقاط الصور التذكارية كما نشطت تجارة الاعلام التذكارية وعلاقات المفاتيح والرسوم التي تخلد ذكري يناير، بينما في أحد الأماكن البارزة كتبت لوحة كبيرة تشير الي تحويل الميدان الي اسم (ميدان الشهداء) . وفي (مترو الانفاق) الذي تشير الاحصائيات الي أن أكثر من مليون شخص يتنقلون به في اليوم الواحد ، فقد تم (مسح) اسم محطة (حسنى مبارك) واستبدالها باسم محطة (ثورة يناير) رغم أن أسماء محطات مثل (السادات وعبد الناصر) لا زالت موجودة ، بعض المصريين الذين تحدثنا اليهم يشكون من (انفلات) الشارع وسيطرة (البلطجية) عليه خاصة في منطقة (وسط البلد) ومصطلح (البلطجية) يطلق علي الذين يفترشون أرصفة الطرق بالسلع والملبوسات للبيع دون نظام مع غياب ملحوظ لما يسمي بشرطة المرافق التي كانت تقوم بحملات (كشة) !! العملة السودانية لها مكانتها في مصر ، ورغم أنني زرت القاهرة في فترات سابقة وتنقلت في عدة مدن من بينها الاسكندرية والاسماعيلية والسويس غير أنني ولأول مرة أجد (الجنيه السودانى) من بين قائمة العملات في (الصرافة) وهو يساوى جنيه وخمسة وسبعون قرشاً مصرياً بينما هو أكثر من ذلك في السوق الأسود مع تحذيرات متواصلة بعدم التعامل مع ذلك السوق حيث يكثر تداول العملات (المزيفة) ، ويبدو أن مصر بعد الثورة تحتاج الي كثير من الجهد حتي يتم المحافظة علي استقرارها الأمني والاقتصادي ، فقد ارتفعت أسعار السلع بصورة ملحوظة وحتي الفحوصات الطبية والأشعة تضاعفت بشكل لافت . السودانيون لهم مكانة خاصة لدى أهل مصر وأحدهم سأل ابني (محمد) عن بلده وعندما قال له السودان اجابه سريعاً (نحن أهل يا ابن النيل) ، وفي اليوم الأخير لاقامتنا في مصر أخذت (محمد) الي المتحف المصري وبرج القاهرة وكنا قبلاً قد زرنا (جنينة الحيوانات) وفي كل مكان تم معاملتنا معاملة المصريين في تذكرة الدخول لتلك المواقع عدا في (برج القاهرة) الذي قال لي أحد العاملين فيه أنه مملوك لمستثمر لبناني يعامل السودانيين معاملة الأجانب وتذكرة الدخول ارتفعت الي (70 جنيهاً مصرياً) لا يستثني من ذلك الا الأطفال دون سن السادسة . المصريون في كل مكان ذهبنا اليه يتساءلون عن قيام عدم (الثورة) في السودان مثل عدد من دول المنطقة ؟؟ هذا السئوال جاء من بعض شباب حركة 6 ابريل ومن صحفيين ومواطنين التقينا بهم في مواقع مختلفة ، وكنت دائماً أقول بأن أهل السودان اختاروا طريقهم لتداول سلمي للسلطة عبر انتخابات يشهد عليها العالم ، وبعد نهاية الفترة الرئاسية الحالية يمكن للشعب ان يختار الحزب الذي يتولي زمام الحكم بصورة ديمقراطية مقبولة للجميع .