اليوم ستسمعها واضحة وصريحة ...أرحـــــــل !!

Quote: هل لعب المريخ مع إنتركلوب أم إنترميلان ليدفع البدري بتسعة من ذوي النزعة الدفاعية؟ نصحناهم بتكثيف الإعداد للإياب فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد! قدر الله وما شاء فعل. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه. أمس تعرضت آمال المريخ وطموحاته الكبيرة لضربة قاسية بمغادرة البطولة الإفريقية من دورها الأول. وهي محصلة محبطة وموجعة لإدارة النادي وجهازه الفني وكل أنصاره، لكننا لا نستطيع أن نقول إنها غير متوقعة. لا نريد أن نمثل دور زرقاء اليمامة. لكننا ظللنا ننبه في هذه المساحة مراراً وتكراراً إلى ضرورة تلافي حالة التراخي العجيبة والغريبة التي سادت تحضيرات المريخ للقاء الأمس. وكتبنا وأعدنا وكررنا محذرين من حالة الإهمال التي تعرض لها الفريق الأحمر بعد نهاية لقاء الذهاب، وتمثلت في ترك المدرب ومعاونيه فريقهم والسفر إلى القاهرة ومنح كل لاعبي الفريق (بمن فيهم من لم يشاركوا في المباراة الأولى) راحة سلبية لمدة 48 ساعة. قلنا وقتها إنه ما من مدرب في الدنيا يمكن أن يترك فريقه ويسافر بين شوطي مباراة واحدة، لأن نزال المريخ مع إنتركلوب يمثل شوطين، جرى أحدهما في الخرطوم والآخر في لواندا. وطالبنا مجلس الإدارة (مراراً وتكراراً) إقامة معسكر تحضير خارجي للفريق، وحذرنا من مخاطر الإبقاء على اللاعبين في الخرطوم، وانتقدنا تبرير عدم إقامة المعسكر المذكور باختيار مجموعة من اللاعبين للمنتخب، وقلنا إن نفس هذه المعطيات مرت على المريخ مرتين في مطلع الموسم الحالي ولم تمنعه من إقامة معسكرين خارجيين في مصر وليبيا، لكن مجلس الإدارة لم يستجب لنا، وضاعت كل صرخاتنا هباءً منثوراً. مرة أخرى نكرر: المقدمات تبرر النتائج. والإعداد الجيد قرين النتائج الإيجابية.. والعكس صحيح. لياقة المريخ الذهنية والبدنية كانت أمس تحت الصفر! وقد اتضح أمس أننا كنا على ألف حق في تخوفنا من سوء تحضيرات المريخ للقاء الإياب، وقد ظهر ذلك جلياً على الفريق حتى في المباراتين الوديتين اللتين خاضهما أمام المهدية والخرطوم. خندقة البدري قصمت ظهر المريخ ظللنا ننبه على مدى اليومين الماضيين من خطورة لجوء المدرب حسام البدري إلى إجراء تعديلات جذرية في طريقة لعب الفريق. وقلنا إن الركون إلى خيار الدفاع الكامل وإهمال الهجوم ستكون نتائجه وخيمة. وبالفعل عدل البدري طريقة لعب الفريق، وانتهج طريقةً جديدة لم يجربها حتى في المباريات الودية التي سبقت مباراة الأمس. وقلنا إن تحفظنا على انتهاج طريقة 2:5:3 يكمن في أن لاعبي المريخ غير متعودين عليها، وتوقعنا أن تضع الفريق تحت ضغطٍ شديد في مطلع المباراة بالذات وقد كان. الأسوأ من ذلك أن حسام دفع بمهاجم وحيد، واكتفى برص أكبر عدد من اللاعبين أمام مرماهم، مهملاً الهجوم تماماً، بدليل أنه أشرك تسعة لاعبين من ذوي النزعة الدفاعية، وترك طمبل في المقدمة وحيداً بلا معين يوصل إليه الكرات أو يساعده على تشكيل أي خطورة أمام مرمى الخصم وزاد على ذلك إجراء تعديلات جذرية في التشكيلة بطريقة أخلت بإيقاع الفريق تماماً، وأضاعت ملامحه، وجعلته مشتتاً وغير قادر على بناء أي هجمة بطريقة صحيحة. وعندما انتبه إلى خطئه وعاد إلى طريقة اللعب المعتادة كانت شباك فريقه قد اهتزت مرتين. قصمت الخندقة ظهر المريخ، وقضت على آماله في البطولة الإفريقية. تشكيلة غريبة هل لعب المريخ أي مباراة منذ أن تعاقد مع حسام البدري بطريقة 2:5:3 أو أياً من مشتقاتها بخلاف مباراة الأمس؟ الإجابة لا! هل أشرك مصعب عمر في وظيفة الظهير الأيسر قبل مباراة الأمس؟ الإجابة لا! هل أشرك طارق مختار أساسياً في أي مباراة رسمية بخلاف مباراة الأمس؟ الإجابة لا! هل أشرك سعيد مصطفى أساسياً في أي مباراة رسمية بخلاف مباراة الأمس؟ الإجابة لا! هل أشرك باسكال في وظيفة الليبرو في أي مباراة بخلاف مباراة الأمس؟ الإجابة لا! هل أشرك الباشا في يمين الوسط في أي مباراة بخلاف مباراة الأمس؟ الإجابة لا! هل لعب بطمبل في المقدمة وحيداً إلا في مباراة الأمس؟ الإجابة لا! أجرى البدري تعديلات عديدة ومؤثرة على فريقه في أهم وأخطر مباراة لفريقه من دون أن يجرب أياً منها حتى في المباريات الودية، ودفع المريخ ثمن المغامرة غير المحسوبة فراقاً مبكراً للبطولة الإفريقية. مباريات الحسم لا تصلح مسرحاً للتجارب، ولا تجوز فيها المغامرات، لأنها تؤدي إلى حدوث كوارث. وقد غامر البدري بإشراك الدافي في يمين الوسط أمام الهلال فأخفق اللاعب ولعب المريخ ناقصاً بوجوده وسلمت الجرة. لكن الجرة لا تسلم كل مرة! وهذا عين ما حدث في لقاء الأمس. خطأ سفاري لا يتحمله البدري ولكي نكون منصفين لابد أن نذكر حقيقة أن البدري لم يأمر بلة جابر بترك وظيفته والتقدم بلا هدى قبل أن يصاب مرمى الحضري بالهدف الأول. ولم يأمر طارق مختار بأن يتفرج على مهاجم إنتركلوب وهو يضع الكرة في المرمى دون أن يضايقه. ولم يطلب من سفاري أن يهدي كرة سهلة للمهاجم ويتابعه حتى يدخل منطقة الجزاء ويرتكب معه ركلة جزاء قاتلة بطريقة ساذجة. كما علمنا أن البدري لم يطلب من موسى الزومة التقدم لتنفيذ ركلة الجزاء، وأنه وضعه في المرتبة التاسعة لترتيب منفذي الركلات! اختار البدري العجب لتنفيذ الركلة الأولى استناداً إلى خبرته كقائد للفريق، وهو لا يدري بالطبع شيئاً عن تاريخ العجب غير المشرف مع ركلات الجزاء والترجيحيات، وكان على معاونيه (خصوصاً أبوجريشة ومجاهد) تنبيه المدرب إلى حقيقة أن العجب أهدر العديد منها، وكان آخرها في مباراة المريخ الودية مع الوصل الإماراتي. وكان على فيصل نفسه أن يمتنع عن تنفيذ الركلة الأولى ويتركها لقلق أو كليتشي البارعين في تنفيذها. يتحمل البدري مسئولية سوء اختيار التشكيل كما يتحمل مسئولية إجراء تعديلات مؤثرة على طريقة اللعب، لكنه لا يتحمل مسئولية الأخطاء الساذجة لبعض اللاعبين، ولا يتحمل مسئولية سوء أداء معظم الأعمدة الأساسية للفريق، كما لا يتحمل عدم قدرة لاعبيه على تسديد الكرة بقوة تجاه المرمى في ركلات الترجيح. ثم ماذا بعد؟ منحت الإضافات الكبيرة التي دخلت على فرقة المريخ وبدايته القوية في الموسم الحالي أنصاره بأن مردوده في البطولة الإفريقية سيكون متميزاً للغاية، ورفعت سقف الطموحات. وبالتالي من الطبيعي أن تتسبب مغادرة الفريق للبطولة الإفريقية من دورها الأول إحباطاً كبيراً وسط كل أنصار الأحمر ومحبيه. لكننا نقول ببساطة هذه هي كرة القدم، لا تعبأ كثيراً بالحسابات المسبقة ولا تعترف إلا بما يحدث في الملعب. خروج المريخ من البطولة الإفريقية بات واقعاً ينبغي التعامل معه بطريقة عقلانية بعيداً عن التشنج، وعلى جماهير المريخ أن تستمر في مساندة فريقها استعداداً للآتي، لا سيما وأنه يمتلك نواة فريق قوي يعد بالكثير في المستقبل القريب. طموحات المريخ أكبر من الفوز بالبطولات المحلية، لكن استرداد لقب الدوري هدف لا ينبغي الحياد عنه. وعلى المجلس والمدرب الاستفادة من الدرس القاسي، كي لا يفرط في تجهيز فريقه كما ينبغي لمواجهة أي خصم، بغض النظر عن ترتيبه ومستواه. الإحباط حاصل، لكن الاستسلام له مهلك.