الفاضل سلامات وشكرآ على مداخلتك القيمة. السودانيين احيانآ لا يعرفون قيمتهم إلا من انطباعات الاجانب عنهم. من تجربتك الشخصية في المغرب وصداقاتك بالموريتانيين والصحراويين انكشف لك اعجابهم بصفات السودانيين التي تميزهم دون غيرهم. وطابعها العام يستند الى التراث البدوي والثقافة الريفية حيث يعيش معظم سكان السودان. هذه الصفات يحملها السودانيون في حلهم وترحالهم. داخل وخارج البلاد. ولكن هذه الصفات ليست سرمدية. يصيبها التغير بتغير انماط السكن والعمل وثقافة الطبقات السائدة والمهيمنة على السلطة السياسية واجهزة الاعلام وسلطة المال والنفوذ. في بدايات العهد المايوي تبنت الدولة قيم التضامن والنفير واستلهمت العمل الجماعي في تطبيق ما تصورت انه سياسة الاقتصاد الاشتراكي المتمثلة في الخدمات الصحية المجانية والتعليم المجان، واستنهاض المجتمعات واعتمادها على نفسها في مشروعات العون الذاتي وغيرها. ثم تحولت سياسات النظام المايوي الى النقيض، فسادت قيم الأنانية، والكسب السريع والسمسرة، والنشاط الطفيلي والهامشي، وانهارت المجتمعات التقليدية في الريف والبوادي بسبب الجفاف والتصحر والهجرة الى المدن، وخاصة الخرطوم، ثم الحروب الاهلية والنزاعات القبلية والصراعات على الموارد المائية الشحيحة في دارفور وكردفان وغيرها. والآن انظر تأثير حكم الاسلامويين في ال22 عامآ الماضية. وانظر القيم الجديدة التي سادت.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة