الرمادي ...

Quote: الاتحادي الاصل واللون الرمادي ..... الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة السيد محمد عثمان الميرغني بات يعشق التواجد السياسي في المنطقة الرمادية ويجاهد كي لا تخرج سياساته إلى مواقف قاطعة ... سوداء كانت أو بيضاء . وعلى الرغم من أن بعض المريدين يرون في هذا النهج المنسجم مع إرث الطريقة الختمية المتحفظ دوماً ، يرون فيه بعض البراعة السياسية التي ستتعصى على الإمساك، إلا أن كثير من المراقبين ليهم قناعة بأن هذا النهج أصبح جزءً من أزمة الحزب العتيد ومن تداعى بنيانه . ولقد أصبحت هذه السياسات المترددة والتي تحمل في الخطاب السياسي الفعل ونقيضه معاً سمة بارزة لأداء الحزب السياسي، ففي الانتخابات الأخيرة ظل موقف الحزب يتأرجح ما بين المقاطعة والمشاركة ... تارةً هو مع أحزاب المعارضة في قوى الإجماع الوطني وتارةً أخرى نراه متوافقاً مع المؤتمر الوطني في المشاركة وخوض الانتخابات . وظللنا على ذات المنوال عقب نتائج الانتخابات والشروع فى تشكيل الحكومة ، فنصف زعمائه كانوا يدعون للمشاركة والنصف الآخر يقول أنه لن يدخلها وإن جاءت مبرأة من كل عيب ، بينما رئيس الحزب يلتزم الصمت وهو يرمق الطرفين بذات القدر من الرضا . ثم وصلنا اليوم الى أعتاب الحكومة ذات القاعدة العريضة فإذا بعشق المنطقة الرمادية يبرز من جديد وراح الزعماء والخلفاء والمريدين يتبارون فى التصريحات المتناقضة ... بعضهم يؤكد المشاركة ونصفهم الآخر ضدها ، والغريب أن لا أحد منهم يعبأ أو يلتفت الى تصريحات زملائه أو حتى يتطوع بنفيها كأنما الجميع سلم بالتعايش مع هذا المناخ . إن السيد الميرغنى عليه قبل أن يحسم موقف حزبه من المشاركة أو المقاطعة أن يسارع بحسم هذا التردى والانهيار الذى اصاب مؤسسة الحزب حتى باتت كل كوادره وعضويته زعماء وقادة وناطقين رسميين بإسم الحزب ، فما هكذا تكون الاحزاب وما هكذا يدار الحزب . إن المنطقة الرمادية التى بات يسكنها ويألفها الحزب لن تقدم نفعاً ولن تنتج خطاباً سياسياً مسئولاً وأكثر ما نخشاه أن يقود التوارى والاختفاء وراء تلك الظلال الرمادية الى إختفاء الحزب نفسه وتواريه . ادريس حسن ... صحيفة الاخبار السودانية