لقد بلغ الكسب الحرام مبلغه ، وأرى بعض ما أعنيهم يركضون ... أسأل علام يركضون ..؟ وإلام يسعون .. فتجيئنى الإجابة الى جمع المال .. وتكسب فوائده وتخصيص جزء منه فى حساب الذهب وسبائكه المتوهجة .. هل تعرفون السراب .. ؟ إن الذى يسلك الصحراء يراه من بعيد كأنه عين من الماء الزلال تحدق صافية فى عين الشمس ، فإذا كدّ الركاب وحث الصحاب ليبلغوه لم يلقوا إلا التراب وهذا حال مال الحرام وكدّ الحرام الذى بلغ بالأمة مبلغه ... لا يهم كيف يجمعون مال الحرام بل كيف يحصلون عليه حتى غدا الحال لا يفرق بين أيهما يجمع حلالاً كان أم حراماً ، فما يجمع هؤلاء مائة ألف دولار ا حتى يرنون الى المائة الأخرى ، التى فى يد الغير حتى الفقير لهم عنده نصيب من عرقه ، ليجد فيما أخذه منه لذة يتصورها ، وهكذا ينالون الألف ويطلبون المليون ولو كان لهؤلاء واديا من ذهب لأبتقوا له ثانيا ، ولا تملأ أعينهم إلا التراب ثم التراب ..!! ومن العجب العجاب ما أن يتم لهم ما جمعوه وزدادوا فيه ، لايجدوه شيئا ، وطلبوا ما وراؤه ، حيث تذوب عندهم صور الخيال تحت شمس الواقع ، كما تذوب شمس الشتاء تحت همس الربيع ، فيعيش أوهاما تحفه رسائل ومستندات مدّخراتهم فى البنوكٍ خارجية وداخلية ، حيث أصبحت جميعها خارجية خوفا من تفلب الأمر والخوف من المجهول وهوس الغضبة الشعبية ، وهم لا يدرون قد تذهب المتعة الآنية وحب جمع المال ويبقى عقابه مرضا وألما ويتوارى الثواب ويبقى العقاب .. فالينظروا الى الساعة التى هم فيها ، فإن ما مضى قد فات ، وقد تدنوا ساعة الرحيل التى هم فيها ، فقد أحصاها الله ونسوها فيصبحون كالغريق الذى يلتمس طوق النجاة من زورق الحياة التى حرص على تحسينها بمال الحرام وحق غيره ، ... فكم منهم من أعطى المال الوفير والجاه الواسع والصحة والأهل والولد ، ثم تجدهم يشكون فراغا فى النفس وهما خفيا فى قلوبهم ، لا تعرف له سببا ، يحسون أن هناك شيئا ينقصهم ولا يدرون ما هو ..!! فأين هؤلاء من عمر بن عبد العزيز وعمر بن الخطاب الذى كان رداؤه لا يكسو ركبتيه ..! فوا أسفى على هؤلاء المكنزون ، وما أدخروه ولم يزودوا به عند الرحيل بعد أن اكتمل حرثهم وزرعهم وحصادهم وسمعوا الى المواعظ ولم يعتبروا ... وتحيتى ... محمد مختار جعفر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة