بالرغم من اللغط الذى دار حول حادثة بورتسودان وبالرغم من التضارب الواضح فى تصريحات المسئولين السودانيين ,رغما عن ذلك تكتسب هذه الحادثه اهميه خاصه وربما كان على معارضى النظام ان ينظروا اليها بعمق لانها لن تكون حادثة قصف وكفى فلهذه الحادثه مدلولات غايه فى الخطوره وهى تكشف الى اى حد ان الامن القومى السودانى لايمثل اولوية بالنسبة لحكام الخرطوم..الحديث عن الدفاعات الارضيه ربما كان اقل اهميه من الحديث عن اتباع سياسه خارجيه رشيده وواعيه تضع امن البلاد القومى نصب اعينها..صحيح ان سياسات تدمير الجيش الوطنى هى احدى اسباب استئساد الاخرين علينا فبعد ان شرد مئات الالاف من العسكريين صارت حدودنا نهبا للطامعين ففقدنا حلايب والفشقه وانتهكت اجواءنا لاكثر من مره وكل ذلك يوحى بان البلاد مكشوفه وان حكومة الخرطوم معنيه فقط بامنها وباستمرارها على سدة الحكم..هذا صحيح لكنه لا يعطينى كمعارض مسوغ ان اهلل لمثل هذه الانتهاكات لسيادتنا ببساطه لان هذه الغارات ليست سوى البدايه ان مستقبل البلاد لن يكون بافضل مما يحدث فى ليبيا وهذا ما لا اتمناه... باستضافة حكومة الخرطوم لمجوعات مطارده ومستهدفه دوليا كان ان وقعت البلاد نهبا لصراعات اجهزة المخابرات وغنى عن القول ان هذه المجموعات مخترقه وبوجودها على اراضينا وبما يعانيه مجتمعنا من فقر وعوز وبما تعانيه جبهتنا الداخليه من تفكك ستمثل عاملا هاما لاختراق مجتمعنا ومن ثم تهديد امننا القومى وما حادثة بورتسودان الا دليلا على الوجود التخابرى على الارض.. هذه الحادثه تضع الجميع امام امتحان حقيقى فالحكومه مطالبه بقراءة المشهدين الاقليمى والدولى وان تقوم باصلاحات حقيقيه متمثله فى عقد مؤتمر دستورى يخاطب ويلبى مطلوبات المرحله ...معلوم ان مفاصل الانقاذ مكبلة بمجموعات موتوره ومتطرفه ولكن ذلك لايعفى العقلاء داخل الحركه الاسلاميه من القيام بدورهم لانه وبدون ذلك سيواجهون بطوفان لن يبقى ولن يذر.. والقوات المسلحه مطالبه بان تضغط فى اتجاه الا تكون اداة لقمع الشعب وان تقوم بدورها الاساسى الا وهو حماية حدود البلاد وسيادتها وان تنحاز الى جانب الشعب فى حال تصلب الانقاذ واصرارها على المضى فى طريق حرق البلاد.. ومعارضى النظام عليهم الاصطفاف حول مصالح الشعب ومقدراته والتوحد كمنظات شبابيه واحزاب ونقابات وشخصيات وطنيه وان يعملوا وبمثابره لاجل التغيير الذى ربما كان علينا ان ناتى به عنوة واقتدارا ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة