|
وداعا أستاذي دكتور محمد المكي سيد أحمد السيد إسماعيل
|
فجعت البلاد ليلة أمس برحيل أحدعلماءها الأفذاذ المغفور له بإذن الله
الدكتور محمد المكي سيد أحمد السيد إسماعيل
من جيل الرواد في علم الموسيقى، رجل عصامي ومن الذين قدموا الكثير في سبيل أن تصير الموسيقة علما له مكانته في السودان، ولطفوا لنا المكان بتضحياتهم الكبيرة فولجناه بأمان.
تلقى دراساته الموسيقية ببلغاريا حتي نال درجة الدكتوراة فيها وعاد حاملا علمه الغزير وقدمه لطلابه بمعهد الموسيقى والمسرح في السودان.
درست على يده علم الهارموني، ورغم جفاف المادة ولغتها المقعرة المعقدة ومسائلها الصعبة إلا أنها وبفضل خفة روحه وظرافته وحلاوة وطلاوة لغته صارت مادة ممتعة وشيقة.
يزين أحد مؤلفاته رفوف مكتبتي الحزينة كتاب بعنوان موضوعان من منشورات معهد الموسيقى والمسرح صدر في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي من دار الطابع العربي، الموضوع الأول: حول بعض قضايا فن الغناء والموسيقى في السودان الموضوع الثاني: خصائص اللحن والإيقاع النوبي بمنطقة السكوت (عرض وتلخيص رسالة الدكتوراة) وهذا مؤلف ممتاز تعلمنا منه الكثير المفيد، جعله الله له صدقة جارية بإذن الله.
نقل لي هذا الخبر الحزين تلميذه ومن بعد زميله في جامعة جوبا الأستاذ مالك علي جعفر والذي أشرف دكتور مكي سيد أحمد(عليه رحمة الله ورضوانه) على رسالته لنيل درجة الماجستير في الموسيقى وهو ينتحب من ليلة الأمس وإلى مساء اليوم. لك حار التعازي والصبر الجميل على هذا المصاب الكبير أخي مالك والعزاء موصول لجميع الزملاء بالمملكة المتحدة ولطلاب الدكتور بالسودان وكل أنحاء العالم.
لك الرحمة والمغفرة أستاذي الجليل ولأبنائك أسامة وحيدر حار العزاء ولجميع أفراد أسرتك الكبيرة ولجميع طلابك وزملائك من الموسيقيين.
وعزاء حار وخاص لرفقاء دربك بروفسور الماحي إسماعيل وبروفسور الفاتح الطاهر دياب وكل زملاءك في هيئة تدريس معهد الموسيقى والمسرح.
وعزاء حار لشقيقتك الأستاذة سلمى سيد أحمد....
لاحول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون
وإنا لفراقك يا دكتور مكي لمحزونون....
تظهر هذه الصورة الدكتور مكي سيد أحمد في مؤتمر الخرطوم الدولي للموسيقى والذي عقد في مطلع الثمانينات بفندق السودان بعنوان ثقافة السلم الخماسي ويظهر خلفه مباشرة كاتب هذه السطور الحزينة ويجلس بجانبي الموسيقار الأستاذ محمد وردي.
(عدل بواسطة Azhari Nurelhuda on 04-04-2011, 09:27 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
|