|
نزف الغمام
|
نَزْفُ الغمَام شعر: منى حسن محمد رُهبانُ شَوقكَ أوقدوا شَمْعَ المَوَاويِلِ العَتِيقَةِ أَيْقَظَوَا مَا نَامَ فِي مُدُنِ الغِوَايةِ زَاهِدًا مِنْ أَلْفِ عَامْ! ** رُهْبَانُ وَجْدِكَ أَسْرَفُوا فِي الوَجْدِ قَامُوا يَقْرَؤُونَ صَلَاتَهُمْ تَحْتَ الضِيَاءِ الـ يَسْتَقِي فَرْطَ التَوهُّجِ مِنْ وَمِيِضِ عُيُونِنَا.. مِنْ لَمْعَةٍ شَابَتْ بَرِيِقَ سَوَادِهَا ذَاتَ انْسِجَامْ ** يَا أَيُّهَا المَوْشُومُ فِي قَلْبِي سُكُونـًا وَالتِحَامْ يَا أَيُّهَا المَعْجُونُ مِن حُلُمِي وَمِنْ أَلَمِي وَمِنْ حُزْنٍ يُخالِطُهُ انْهِزَامْ! رُهْبَانُ وَجْدِكَ عَمَّقُوا فِي قَلْبِيَ الدَّامِي السِهَامْ!
**
أَسَفِي عَلَى نَهْرٍ تَسَرَّبَ مِنْ أَيَادِيِنَا وَكَانَ زُلالُهُ يَرْنُو لأَرْضِ البَوْحِ يَرْجُو أَنْ تَمُدَّ سُهولَهَا نَحْوَ احْتِيَاجِ يَدَيْهِ نَحْوَ رَجَائِهِ.. أَنْ يُزْهِرَ النُوَّارُ حَوْلَ ضِفَافِهِ أَنْ يُوُرِقَ الفَرَحُ المُخَبَّأُ فِي مِدَادٍ لا يَنَامْ ** فَالشَوقُ ظِلُّ الشِعْرِ يَتْبَعُ خَطْوَهُ أنَّى يَسِيرُ وَيُرْسِلُ الآهَاتِ نَهْرَ بَلاغَةٍ يَأْوِي إليهِ بِلَهفَةٍ وَجَعُ الحَمَامْ يَسْرِي بِهِ سِحرُ المَوَدةِ عَابِرًا مُدنًا تَرَامَتْ حَوْلَ دَرْبِ مَبَاهِجٍ نَسيتْ مَلامِحَها اللُغَاتُ وَأَجْدَبَتْ أَفْيَاؤُهَا مِنْ بَعْدِ خُضْرَةِ وَجْهِكَ المَغْرُوُسِ فِي أَنْحَائِهَا مُنْذُ انْتِدَاءِ النَبْضِ مُنْذُ الخَفْقَةِ الأُوُلَى وَفَاتِحَةِ التَشَوُّقِ وَالغَرَامْ.. ** لا لَسْتَ أوَّلَ مَنْ يَلُوحُ لِريِشَتِي لَكِنَّ رَسْمَكَ بِالنَقَاءِ عَلَى شَفِيِفِ بَيَاضِهَا لا يُشْبِهُ الزِّيفَ الذِي مَا كَانَ يُغْرِيِهَا لِتَرْسِمَ لَوْنَهُ مَا كَانَ يُشْجِيِهَا انْعِكَاسُ ضِيَائهِ فِي ظُلْمَةٍ لا تَعْرِفُ الأَلْوَانُ نَحْوَ طَرِيِقِهَا دَرْبًا ، وَلا يَحْنُوُ عَلَى جَدْبَائِهَا نَزْفُ الغَمَامْ ** رَغْمًا أُحِبُّكَ لا يُطَاوِعُنِي الرَّحِيِلُ إِلَى السَكِيِنَةِ لا يُفَارِقُنِي الحَنِيِنُ إِلى عُيُونِكِ حِيِنَ تَرْمُقُنِي بِوَمْضِ جُنُونِهَا المَسْكُوبِ فِي قَلْبِي سَلامًا فِي سَلَامْ ** قَدَرًا أُحِبُّكَ لاَ البَلَاغَةُ صِنْعَتِي، كَلَّا .. وَلا تَنْسِيِقُ بَاقَاتِ الكَلَامْ!
قَدَرًا أُحِبُّكَ فَانْتَصِفْ لِلْحُبِ لَا تُرْسِلْهُ لِلصَحْرَاءِ لاَ تُهْمِلْهُ لِلأَنْوَاءِ لاَ تَسْجِنْهُ فِي قَلْبِي فَقَلْبِي مُنْذُ بَدْءِ الشَّوْقِ غَابَ النُوُرُ عَنْ شُرُفَاتِه الحَيْرَى وَغَادَرَهَا اليَمَامْ ** عَيْنَاكَ مَهْدُ غِوَايَتِي سِرُّ انْفِعَالاتِي وهداة حَيْرَتِي قَدَرِي... وَفَاتِحَةُ التَوَحُّدِ وَالهُيَامْ ** عَيْنَاكَ سِرٌّ كَامِنٌ فِي لُجِّ بَحْرٍ لا يُرامْ لَمْ أَقْتَرِفْ غَوْصَا سِواهُ وإنَّمَا أَوْجَفْتُ مِنْهُ رَهْبَةً حِينَ اجْتَبَانِي كَيْ أُتَرْجِمَ سِحْرَهُ وَأَنَا الضَّعِيِفَةُ لاَ أُقَاوِمُ مَوْجَهُ إلاَّ بِإِطْرَاقِ الرَّحِيلِ وَدَمْعَةٍ أَوْدَى بِآهتَها انْكِتَامْ! ** عَيْنَاكَ سِرُّ بَرَاءَتِي ، سِفْرُ الحَقِيِقَةِ، بُؤْرَةُ الآمَالِ، مَوْطِنُهَا، وَغَوْرٌ لَيْسَ يَسْبرُهُ كَلَامْ
|
|
|
|
|
|