|
|
 المعركة لم تنتهِ في جنوب كردفان ..!
|
لم تنجلِ المعركة بعد في جنوب كردفان، ورغم سيطرة القوات المسلحة على الأوضاع في كادوقلي والدلنج والمنطقة الشرقية، وهدوء نسبي في مناطق أخرى، إلا أنه لا بد من مواصلة العمليات توطئة لإعلان جنوب كردفان خالية من الجيش الشعبي وزمرة عبد العزيز الحلو ومن شايعه، وهم من قاد هذه الحرب اللعينة وتسبب في الدمار والخراب والنزوح الذي حدث.
لكن أمر معالجة هذه القضية من قبل الحكومة والحزب الحاكم لا يزال دون المستوى المطلوب، فحتى الآن لم تكشف الكثير من المعلومات عن مخطط الحركة الشعبية لتفجير الأوضاع في البلاد بالانطلاق من كادوقلي بعد السيطرة عليها واحتلالها، فالمعلومات المتوفرة تقول إن حركات دارفور ليست وحدها المتورِّطة في هذا المخطط، فهناك أحزاب معارضة وشخصيات سياسية مناهضة للحكومة، لها علاقة ودور رئيس في هذه الأحداث.
على الحكومة أن لا تلجم تدفق المعلومات، ولتكشف للرأي العام حقيقة ما يجري بدقة وبكل التفاصيل، فما حدث خطير للغاية، والمجموعة التي خططت لما جرى لا تزال تعمل في الخرطوم وجوبا ومناطق أخرى لاستمرار هذا العمل، فكل مكاتب ما يسمى بقطاع الشمال بالحركة الشعبية في الشمال تعمل على بث الشائعات ومد قوات الحلو بالمعلومات وتنسيق عملها العسكري والدعائي وتقوم بالتخذيل وإثارة الفتن والشكوك والضغائن في الشمال، ولا يمثل موقف المتفرِّج والمحايد الذي اتخذته عدد من الأحزاب المعارضة إلا دليلاً على التواطوء والتأييد المبطن لما تقوم به الحركة الشعبية ومَن تحالف معها في ولايات الشمال.
وهناك فرصة كبيرة للتخلُّص من الجيش الشعبي بعد أن عجزت الحكومة قبل هذه الأحداث من إنهاء وجوده بنص الاتفاقية ونصوص الدستور الانتقالي، السانحة مواتية لتنقية الثوب الكردفاني كله من دنس الحركة الشعبية، فأحداث الأسبوع الماضي في كادوقلي، أليست هي المبرر الكافي لإعادة حملات الاستنفار واستعداء المجاهدين وقيادة أكبر عمليات عسكرية لتنظيف جنوب كردفان من التمرد ومنع توالد جرثومته مرة أخرى؟
ألم يحن الوقت لإصلاح كل الأخطاء السابقة في التعامل مع الحركة الشعبية، وجب ما كسر وترميم ما تصدع وتلف، في بنية كردفان والنيل الأزرق السياسية والأمنية، لقد أفقدت سنوات تطبيق الاتفاقية المجتمع حماس التصدي وكادت تخمد روح الجهاد، وكثرت الخلافات داخل المؤتمر الوطني والقوى الحيّة الفاعلة وتفرّق حرّاس التراب والعقيدة من المجاهدين بعد إهمالهم، ووصل الأمر لجمع السلاح منهم ومنعهم من الحصول عليه، خاصة في جنوب كردفان بعد التطبيق الصارم والإلتزام الكامل من طرف واحد هو حكومة الخرطوم باتفاقية نيفاشا وبروتكولها للترتيبات الأمنية والعسكرية.
سحب السلاح من فرسان جنوب كردفان، وتُركت الساحة للحركة الشعبية وجيشها المحمي بالاتفاقية وقوات المراقبة الدولية المنحازة إليهم. وعاثت قوات الجيش الشعبي فساداً طيلة الفترة الماضية من 2005م، ووجدت كل شيء بيسر وسهولة، ما كان حراماً عليها ومستحيلاً في سنوات الحرب.
حان الوقت الآن لإصلاح الأخطاء الكبيرة تلك، لابد من جمع كل أبناء كردفان والقيادات السياسية في ولايتي شمال وجنوب كردفان وإطلاق أكبر نفير سياسي لقيادة المجتمع وتبصيره وتنويره وتحصينه من دعاية الحركة الشعبية وحلفائها من الأحزاب، ولابد من إعداد العدة للقوة واستنفار كل المجاهدين وهم لا يزالون يتشوقون لملاقاة عدوهم الذي لم ولن يتصالحوا معه أبداً، يجب جمعهم وتسليحهم تحت إمرة القوات المسلحة وهم سند لها ودعم، فهم خبروا قتال الحركة في جنوب كردفان، قاتلوها في أعلى الجبال ومغاراتها وكهوفها، نازلوها وأفشلوا كل مخططاتها، ولم يفلح عنصر واحد من قوات الحركة من الاقتراب والوصول لمدن وحواضر جنوب كردفان، إلا ببطاقة نيفاشا التي أعطتهم ما لا يستحقونه.
على الحكومة أن تتعامل بجدية وحسم كاملين، فما نراه لا يزال عملاً بطيئاً في مواجهة تآمر الحركة ولا نكاد نفهم شيئاً من تدابير الحكومة، رغم بسالة قواتنا المسلحة وقوات الشرطة والأمن، الطريق طويل والمؤامرة أكبر وأخطر مما نحسب ونظن.
الصادق الرزيقى
______________
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المعركة لم تنتهِ في جنوب كردفان ..! (Re: وليد الطيب قسم السيد)
|
آخر الليل: اسحق احمد فضل الله
٭.. التاسع والعشرون والثلاثون من مايو والأول من يونيو.. وجوبا وأبيي والخرطوم وأديس.. ومشار وعرمان وسلفا وسفراء بريطانيا وفرنسا.. و..و... كلهم = في اجتماعات سرية هامسة = كانوا يرسمون حكاية ما يجري .. وما سوف يجري في كردفان وجنوب النيل الأزرق والخرطوم..
٭.. واللقاءات كلها والأحاديث كلها تلتقي في شيء واحد وهو أن ما يقوله كل أحد هناك ليس إلا خيوط العنكبوت.. العنكبوت هو المتحدث والآخرون هم الذباب.
٭.. لكن مساء الثلاثين كان مزدحماً.
٭ .. ومشار في لقاء أركويت السري كان يقول للحاضرين وعقار وعرمان وهو يحدث عن لقائه مع علي عثمان
٭.. قال:
٭.. تحدثت مع علي عثمان عن تفويض قوات الأمم المتحدة.. والمناطق الثلاث، رغم إننا بصفتنا حكومة جنوب ليس لنا الحق في الحديث عن المناطق هذه «وعقار سوف يتحدث معه في هذا الشأن ذاته».
٭.. ومشار في أوراق نيفاشا «التي تصدر في كتاب في الأسبوع القادم» كان يقول لعلي عثمان إن أبيي ليست جنوبية.
٭ .. وعقار الذي يعلن للصحافة بعد لقائه مع نائب الرئيس، أن حديثه عن الدورة المدرسية الذي كان في اللقاء الليلي هذا يقول:
تحدثت مع علي عثمان حول بقاء الوضع الحالي في المنطقتين.. وعن الجوع..!!
٭ والجوع كان هو محور حديث مشار..
٭ مشار قال:
أخطأنا في ضربة أبيي.. واعتذرنا للوطني.. ولم يقبل اعتذارنا .. واعتذرنا للأمم المتحدة.. وسوف نعتذر للجيش السوداني..
٭ قال مشار:
لكن يا رفاق اتضح أن هناك أشخاصاً في أبيي يعملون خارج الحركة أمثال لينو ودينق أروب وشارلس أبيي.
٭ ومشار سوف يدهشه تماماً أنه في اليوم السابق مباشرة كان جيمس هوث أحد قادة الجيش .. والمتهم في انقلاب ضد سلفا.. يقول لسلفا وهو يلوم مشار:
هناك نقص حاد في مواد الجيش الشعبي.. والمرتبات لم تصرف منذ فبراير.. والجنود يقارنون بين حالهم وحال المليشيات التي تتمتع بكل شيء.
٭.. وهوث الذي يقود الحديث /من بعيد/ ليعصر حلقوم مشار يمضي ليقول للسيد سلفا:
٭ أبناء النوير «ومشار هو زعيم النوير» وجدوا أنهم القوة الرئيسية التي تقاد إلى كل قتال مما جعل النوير يتأكدون من أن هناك محاولة لإبادتهم.
٭ بينما قوات دفعنا بها إلى مناطق النوير من واراب والبحيرات ومنطقة واو.. كانت كلها من الدينكا، الأمر الذي جعل النوير يرتابون أكثر.
٭ .. وهوث الذي يبذر الحب في أرضه السياسية/ أولاد أبيي/ يقترح على سلفا إطلاق كوكو وتانق.
٭ وسلفا كير الذي يقرأ تقريراً قدمه مجوك = مدير مخابراته / عن هوث يرفض كل مقترحات جيمس هوث.
٭ ومعركة كل أحد ضد كل أحد في الجنوب تمضي، لكن حديث مشار في لقاء أركويت كان يكشف عن معركة أكثر خطورة.
٭.. معركة العجز..!!
قال مشار:
كنت حاضراً معنا يا مالك «عقار» يوم التنوير الذي قدمه سلفا كير ونحن نتجه إلى الخرطوم.
٭ في التنوير كان الحديث عن أن أولاد أبيي بدلاً من أن يكونوا قادة سياسيين أصبحوا قادة عسكريين.. وما حدث هو أنهم نجحوا في تحويل المسيرية إلى أعداء .. وأن المسيرية الذين ذاقوا الويل كانوا ينتظرون لحظة الانتقام.. ووجدوها..
٭ وكايسون ونيس ماكدونا وجون كيري كلهم طلبوا من الحركة أن «تحوش» هذا الوضع حتى لا يتطور.. وطلبوا من سلفا حل هذه المشكلة قبل 9/7.
٭ وبعد تكليفي من مجلس الجنوب «ومجلس الجنوب يرسل مشار إلى الخرطوم رغم أنه متهم لأن الحركة الشعبية لم يبق عندها من ترسله إلى الخرطوم.. والخرطوم التي تكشر عن أسنانها تعلن أمس أن عرمان والحلو كلهم الآن مجرم مطلوب للعدالة» .... مشار قال:
بعد تكليفي جلست مع سلفا لأعرف حدود تفويضي.. وحدود الآخرين، وذلك حتى لا أتفاوض مع الوطني، ثم يأتي آخرون ويقومون بنقض كل ما أفعل «ومشار يتحدث عن تجارب سابقة وأولاد قرنق يتعمدون إذلاله بإرساله للتفاوض ثم نقض كل ما يصل إليه».
٭ قال مشار:
طلبت حسم أبناء أبيي.. وحسم تصريحاتهم ضد البشير.. ولعل تباطؤ الوطني في استقبالي كان هو رد الفعل لحماقات أولاد أبيي.. الوطني الآن زهجان تمام..!!
قال مشار:
والوطني خياراته كثيرة وهو «مرتاح» تماماً.. والوطني ينظر إلى حكومة الجنوب وكل أحد فيها يمسك بحلقوم كل أحد.. وعراك بين أبناء جنوب كردفان .. و..
قال مشار: يجب ألا نظن أننا نستطيع أن ننتصر في كل قضية..
٭ ومشار وكأنه ينظر إلى مستقبل مؤلم يقول للحاضرين: الوطني أقل شيء يمكنه أن يوقف مرتبات القوات المشتركة في النيل الأزرق وجبال النوبة.. وهذا سوف يصنع لك اشكالية هائلة يا مالك، ويمكن أن يؤدي إلى ثورة هناك ضدك..!!
٭ قال وكأنه يقدم البراهين:
وسبب الانسلاخ بعد الانسلاخ من الجيش الشعبي هو عدم وصول المرتبات، والآن يتطور إلى صراعات قبلية، لهذا لا بد من خلق صلة مع الوطني..
«مدهش أنه في اليوم السابق لاجتماع أركويت كان جيمس هوث في جوبا يقول لسلفا كير:
هناك نقص حاد في كل شيء.. في مواد الجيش الشعبي على كل الجبهات.. ونقص في المرتبات.. الجنود لم يصرفوا مليماً منذ فبراير.. والجنود يعتقدون أن المرتبات تصل لكن القيادات تبتلعها..» هوث قال هذا ليلة 92/5.
٭ «وأمس السبت كانت صحيفة «نيونيشن» في جوبا تنقل عن مسؤولين كبار هناك أن ابتلاع مرتبات جيش الحركة يهدد بانفجار.
٭ وصحف أخرى جنوبية أمس = وكأنها تكمل المشهد تنقل حديث سلفا كير عن أن مشار «حكومة داخل حكومة.. وأنه يحمل في جيبه دستوراً يهدد الجنوب كله».
٭ لكن مشار يقول للحضور تلك الليلة:
إذا رجعنا للحقيقة فإن للمؤتمر الوطني الحق في طرد الجيش الشعبي خارج حدود 6591م حسب الاتفاقية.. ولكننا في الحديث معه سوف نجتهد لربط بقاء الجيش الشعبي في المناطق الثلاث ببقاء قوات الأمم المتحدة.. فإن طرد قوات الأمم المتحدة سوف يجعلنا نضطر للبحث عن وسيلة تفاوض جديدة .. وما عندنا..!!
٭.. وحديث مشار كان واحداً من عشرين لقاءً سرياً في الأسابيع الماضية وكلها يحمل شعوراً لا يتلفت بأن الوطني الآن يجلس وحده داخل البيت.
٭ والآخرون تحت المطر..!!
٭ والبشير اليوم في أديس أبابا يحدث سلفا كير.
٭ ومثل من يحدث الناس من النافذة.. والمستمعون تحت المطر.. ما يحمله حديث البشير سوف يكون سلسلة من الجمل القصيرة:
بروتكول كردفان يحكم انسحاب جيش الحركة جنوباً وجيش السودان شمالاً، وما بينهما خط 65: هذا هو السطر الأول من حديث البشير.
٭.. والشمال والجنوب كل منهما يسرح من جيشه من يحملون جنسية أخرى.
٭.. ولا حديث عن فرع للحركة الشعبية في الشمال.
٭.. ولا حديث عن جنسية مزدوجة أو عملة مشتركة أو... أو.
٭ واستفتاء جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق من يشرف عليه هو المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي.. والآخرون مسموح لهم بالنظر من النافذة.
٭ وخطاب البشير يعده المستشارون ليلة الخميس الماضية.
٭ الليلة ذاتها التي كانت تشهد الوطني وهو يطلق أحاديثه التي تقول:
عرمان والحلو مجرمان مطلوبان للعدالة.. ومطلوب من كل مواطن القبض عليهما.
٭ وفقرة صغيرة توجز كل شيء
٭ الفقرة تقول:
لا نعرف شيئاً يسمى ترتيبات ما بعد الانفصال.
ـ هذا شيء كان أيام الدلع.
.. والآن هذه أيام أبيي وأم دورين.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المعركة لم تنتهِ في جنوب كردفان ..! (Re: Shawgi Sulaiman)
|
عظاتٌ وعِبَر للمؤتمر الوطني!!
بواسطة: مدير الموقع
بتاريخ : الأحد 12-06-2011 07:17 صباحا
زفرات حرى: الطيب مصطقى
أسألُكم بالله قُرّائي الكرام أن تعقدوا المقارنة بين ما قاله رئيس الحركة الشعبية في السودان الشمالي ووالي ولاية النيل الأزرق الشمالية مالك عقار يوم 62/4/1102 وما صرّح به بتاريخ 7/6/1102 لتُدركوا حقيقة ما ظللنا نصدع به ونطالب منذ ما قبل نيفاشا التي نزلت علينا بالساحق والماحق كما ينزل السرطان بالجسد المعافَى فيحيله إلى حطام.
يقول عقار في الخبر المنشور في جريدة «الصحافة» وليس في «الإنتباهة» بتاريخ 72/4/1102 بعد أن استعرض عضلاته وأوداجه المنتفخة وحذَّر المؤتمر الوطني من التلاعب بنتائج الانتخابات في ولاية جنوب كردفان.. يقول عقار متحدِّثاً عن المؤتمر الوطني: «إذا أرادوا الأوانطة سنحول المعركة إلى الخرطوم فبعد اليوم أهل الهامش لن يعودوا إلى الغابة بل سيُديرون معاركهم من داخل القصر الجمهوري» مضيفاً بأن «الحركة ستكتسح الانتخابات بنسبة تفوق الـ (08%) من إجمالي الأصوات»!! الخبر المنشور في «الصحافة» نُشر في صحيفة الحركة «أجراس الحرية» في نفس اليوم بمانشيت أحمر عريض يقول: «عقار: زمن الأوانطة انتهى»!! كان ذلك قبل أيام قليلة من الانتخابات التي بدأت في اليوم الأول من مايو 1102 والتي استخدم فيها عقار تلك اللغة السوقية التي تُشبهُه وتُشبه المغول الجُدد والغابة التي عادوا منها وأصبحوا بفعل نيفاشا حكاماً لشعب السودان الشمالي بعد أن كانوا لا يحلمون بمجرد دخول مدن الجنوب الكبرى بل والصغرى!!
أما في حديثه الأخير بتاريخ 7/6/1102 بعد انتهاء انتخابات جنوب كردفان التي فاز فيها المؤتمر الوطني بشق الأنفس جرّاء التزوير الذي جرى أمام ناظري قيادات المؤتمر الوطني ومراقبي الانتخابات الذين طُردوا وضُربوا من قِبل الجيش الشعبي باعتراف والي الولاية أحمد هارون.. أما حديثه الأخير بعد المواجهة والحرب التي اشتعلت في كادقلي وأدت إلى طرد ومطاردة عبد العزيز الحلو فقد تغيّرت نبرة عقار وتخلّى عن لغة الشوارع والوعيد والتهديد بدخول القصر الجمهوري وقال من الدمازين: «طالما أنا موجود على رأس هذا البلد لن تُطلق في سمائه رصاصة واحدة وقد قلت هذا الكلام للأجهزة الأمنية.. لن أسمح بأية تفلُّتات وسأكون ضد من يبدأ إطلاق النار حتى لو كان الجيش الشعبي»!! وقال إنه يعتزم زيارة كادقلي لاحتواء التوترات هناك وأكد أن الجنوب لن يهاجم الشمال عبر النيل الأزرق وأنه لابد أن يكون هناك جيش سوداني واحد بعد دمج قوات الجيش الشعبي الشمالي»!!
الآن.. هل أحتاج إلى بيان الأسباب التي أدت إلى تغيير عقار لخطابه السياسي أم أن الأمر واضح ولا يحتاج إلى توضيح؟! طيب، حتى تتضح الصورة أكثر أودُّ أن أذكِّركم بالخطاب الانبطاحي الذي أدلى به مرشح المؤتمر الوطني لمنصب الوالي أحمد هارون في أيام الانتخابات حين عرض على مرشح الحركة عبد العزيز الحلو منصب نائب الوالي في حال فوز أحمد هارون كما عرض على الحركة المشاركة في الحكومة!!
ما الذي حدث؟! بمجرد أن أُعلنت النتيجة رفضتها الحركة التي كان خطابها من البداية يقول بأنه لا بديل للفوز بنفس طريقة عقار في النيل الأزرق «يا النجمة يا الهجمة».. أي إن بديل عدم فوز الحركة يعني الحرب!!
الحلو الذي كان معروضاً عليه منصب نائب الوالي مع المشاركة الفاعلة للحركة الشعبية في حكومة الولاية والبرلمان أصبح اليوم طريداً ومطلوباً للعدالة بعد الهزيمة التي لحقت بهم على يد القوات المسلحة السودانية.. أما أحمد هارون فقد غيَّر خطابه الانبطاحي الذي كان يتودَّد به إلى الحلو.. ففي آخر تصريح للرجل يقول: إن الحلو مطلوب ومطارَد للقبض عليه فسبحان مغيِّر الأحوال!!
لا أظن الأمر يحتاج الآن إلى توضيح وتفسير فقد اتّعظ عقار من تجربة الحلو الذي فقد خيري الدنيا والآخرة وبات مطارَداً بين الجبال في عز الصيف هذا إذا لم يكن معتقلاً بالفعل بعد أن كان موعوداً بملك عريض وثروة لا تنفد!!
عقار يعلم أن أولياء نعمته في جنوب السودان أضعف من أن يمدوا إليه يد العون وهم يعانون من سكرات الموت في بيت الزجاج الذي يتهدَّده الثوار من كل مكان.. لذلك فإن الرجل «حسبها صاح» لكني أقسم بالله إن الرجل يعمل بمنطق «مكره أخاك لا بطل» فهو لم يجنح البتة للسلم إلا مضطراً فمن ينطوي على حقد دفين يتّسق مع شخصيته ونفسيته وسيرته الدموية الاستئصالية لا يصدر عن موقف تصالحي وإنما عن موقف المتحرف للقتال المتحيِّن للفرص ولعلَّ من يعرفون الرجل وكيفية انضمامه للتمرد لأول مرة يعلمون أنه لا يقدِّم المبادئ على مطلوباته الشخصية لكن الغلّ يملأ نفسه فهو كسيِّده قرنق لا يعفو ولا ينسى!!
كذلك فإن ما حدث يكشف ما ظللنا نقوله من قديم وما تعلَّمه المجاهدون في ساحات الفداء أنه ما من سلام يتحقَّق بلا قوة تحرسُه وتذودُ عنه وإن التعامل الرقيق مع اللئيم لا يُجدي فإن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا.. وهل من دليل على صحة ما قلناه عن لؤم القوم أكبر من تنكُّرهم لكل ما يُقدَّم إليهم من تنازلات أنتجت كل المحن والمصائب التي شهدناها ولا نزال؟!
عقار قال في خطابه الجماهيري الذي أشرنا إليه إن الجيش الشعبي لن ينسحب من الشمال قبل نهاية الفترة الانتقالية وأتبع ذلك بحديثه الذي أوردناه حول عدم سماحه بأي تفلتات في ولايته وصدِّقوني إن قلت لكم إن هذا الكلام مريب فإذا كان عقار لا يفكر في شيء فلماذا يرفض سحب الجيش الشعبي الآن وهو الذي يعلم أن نيفاشا تقضي بانسحابه وكان من المفترض أن يتم ذلك قبل أكثر من عام بالتزامن مع انسحاب القوات المسلحة من الجنوب لكن ماذا نفعل مع الغفلة والتهاون والانبطاح الذي نحمد الله تعالى أننا نراه قد أفسح الطريق لمبدأ آخر لطالما انتظرناه ألا وهو مبدأ القوة والرجولة..
على القوات المسلحة أن تكفِّر عن خطئها القديم وتُخلي الشمال من الجيش الشعبي الآن ولا تنتظر ولا ينبغي بأي حال أن ينفصل الجنوب وفي أرضنا جندي واحد تابع لجيش آخر أو حركة تمرد أخرى.. نريد للجمهورية الثانية أن تبدأ وقد تحرَّرنا من تلك الظاهرة النيفاشية التي لم تتكرر في التاريخ.. ظاهرة وجود عدد من الجيوش في بلد واحد إلى جانب قواته المسلحة..
أما المشورة الشعبية فقد انتهت بنهاية الفترة الانتقالية وانتهى قانونها كما انتهت نيفاشا ولم يعد هناك مجال لإحيائها بتعديل قانوني فالنيل الأزرق وجنوب كردفان ولايتان شماليتان لا تتمتعان بأية وضعية دستورية خاصة تختلف عن بقية الولايات الأخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
وليد الطيب قسم السيد
Shawgi Sulaiman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست