*
![](http://www.sudaneseonline.com/uploadpic11/april/keyimg20050209_5527478_0.jpg)
![](http://www.sudaneseonline.com/u1/hostat1.gif)
*
الموت يضحك أخيراً : قرنق وطه .*
عظمة الرؤى تنبلج كالصبح ، ويخفت طنين الطبل الأجوف .
عندما نُشرق ، تنفتح السماوات ونعرج لأبوابها .
إن الدنيا ببراكينها ورياحها وأغلفتها الهوائية،
وشمسها والقمر والأنجم ،
فالجاذبية فينا ومن حولنا لم تزل أكبر من صناعة البشر .
وحدهم يستعْدون غضبها ، والثمر هدية زرع الفسيلة .
لن تتحول أحلامنا لرؤى إن لم نقرأ التاريخ ،
ونستجمع القدرة على الفعل .
*
عندما يمرّ سرب السيارات الكاسيات المُحجبات،
تجد واحدة منها تحمل في جوفها رجلا ،
صعد به الطموح ليكون نائب قائد السرب المُنظَم في أفق الحكاية ،
وصعد سماءً إلى الأعلى .
الغاية تُبرر الوسيلة .
وجاء الزمان ليبحث الطائر ، مكسور الجناح عن عش ابتناه ،
ولم يجد سوى الريح تعوي .
شتان ما بين الفكرة التي تصالحت ،
وبين الفكرة التي قهرت المجتمعات بالقسوة ،
فهجرتها القلوب .
*
أيحق للعقيدة الغليظة أن تسترق في مسيرة تجربتها ،
بعد أن قهرها الذل،
أن تستنير من وضاءة التصوف ،
لتستعيد خطاباً حالماً لتسترد المحبة المفقودة ؟!.
*
كان للأول رؤيا ، وكانت هنالك قضية .
وكانت أدواتها أيقونات ملهمة ، واستقراء تاريخ ،
تبدو الأرض مبسوطة ناعم ترابها ،
ومن تحتها براكين تغلي .
انتشرت المحبة كالهشيم في نار ،
أشعل مواقدها توازن مريب فيه العالم منقسم ،
أصبح للثروة سطوة وسلطان وبهرج وذكاء ،
وكان للقضية أن تستريح على وسادة ،
وكان للنار أن تبحث عن زيتها لتدوم بأي ثمن .
بالصبر والكتمان كان سبيل عقد المصالح ،
وبالصمت وبالسرية ....
*
وكان الاتفاق أخضر العود ،ليّن المَكسر .
نبت في مزرعته الثمر،
وفي النبات الطيب وفيه السموم وفيه الهشاب وفيه النخل .
اتفق الشقيقان اللدودان على السير ببطء ،
يتحسسان الخُطى في طرقات لا هدى تستهدي .
*
كان النرد لصاحبه يرتمي بمشيئته ،
فصار آخر المطاف للنرد أكثر من صاحب ،
فأتمر صاحب الرؤية بمقاييس السلامة ،
واتخذ العدة ،
وأمَّن حياته بوثيقة باهظة الثمن ،
ليكن مستقبل عشيرته أنضر .
هي حسابات خطرة ،
بمقاييس اليوم والأمس والغد .
*
فقد الصديقان اللدودان السيطرة ،
كَمُن الثعبان في سُترة الاتفاق ،
ومات صاحب الرؤيا ،
ولكن الحيّة انتصرت لأغراضها من بعد سنوات.
وجاء يوم الحساب بأسرع مما تشتهي الأنفس ،
وتهاوت مملكة الطموح ،
فالعبرة بالخاتمة .
وضحك الموت أخيراً .
*