|
كلمة الامام الصادق المهدي في تأبين الحبيب عمر محمد عمر (الشهيد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
تأبين الحبيب عمر محمد عمر (الشهيد)
كلمة الإمام الصادق المهدي
الجمعة 17 يونيو 2011م
مقدمة
أحرص ما استطعت على المشاركة في تأبين الأحباب وفاءً لذكراهم والتماساً للقدوة من سيرتهم. قال لي بعض الأحباب أتمنى أن أموت قبلك لتذكر لي محاسن أنا نفسي لا أعلمها! قلت له يا حبيب أنا لا أخترع المحاسن بل أكتشفها، وأرجو أن تكون هذه سنة يتبعها غيري بعدي.
ماذا أكشف عن الحبيب الراحل عمر؟
أقول:
1. أخشى ما أخشاه على الشباب الاستهتار والتسيب واللامبالاة كأن الحياة ملهاة كبيرة. وما أخشاه من آخرين تشنج وعبوس كأن الحياة معسكر، هذا مثلان للتفريط والإفراط:
حب التناهي غلط خير الأمور الوسط
كان الراحل تقيا مستقيما ومنفتحا على الحياة:
الدين ليس تجهما وعبوسا والدين ليس مظاهرا وطقوسا
الدين إيمان وفيض سماحة فاسعد واسعد لا تكن منحوسا
2. بعض الناس مظهرهم ملفت ولكن في أول اختبار تجد أن الفضة قصدير:
ويعجبك الطرير فتبتليه فيخلف ظنك الرجل الطرير
آخرون:
ترى الرجل النحيل فتزدريه وفي أثوابه أسد هصور!
فقيدنا من هذا الصنف الذي قال عنه شاعرنا السوداني الراحل صلاح أحمد إبراهيم: الهدمه مترب وقلبو نضيف.
إنسان عادي المظهر غير غادي المخبر. فأعطى ووجد كيانا مفتوح المنافذ لأصحاب العطاء. مهما يقول الحاسدون هذا الكيان مفتوح للترقي دون أي قيد حسبي أو نسبي.
3. هذا الكيان مستهدف، كل مرة احتكم للشعب كافأه بالتأييد، وكل مرة تعرضت البلاد لحكم الطغاة جعلوا همهم القضاء على هذا الكيان، وعندما يعجزون عن ذلك يسعون لمشاركته.
والكيان مشدود لمشارع الحق لن يساوم في القضية. يحاور ويحلم نعم. ولكن لا اتفاق إلا على أساس أجندة الوطن. كان فقيدنا صامدا في ولائه للكيان في كل المراحل وكان مستعدا لدفع استحقاقات الصمود. لقب بالشهيد لأنه مر بتجربة السحل والاغتيال لولا لطف الله. بعض جماعات الطفولة السياسية المزمنة يشككون في أن حلمنا إنما هو طريق للمشاركة النفعية، وفات عليهم أن الطيف السياسي كله شارك بصورة أو أخرى، وفي مرحلة أو أخرى، ماعدانا وصبرنا مع الحزم من أجل الوطن المنكوب لا المنفعة الذاتية.
4. مدير دار الأمة –رحمه الله- مع إدراكه أنها تتطلع أن تكون دار الأمة ساهم في فتح أبوابها لكل الأنشطة المجتمعية سياسية، ومدنية، وفنية، وتشكيلية؛ فساهم في إعطاء هذه الدار شخصية فريدة بين دور القوى السياسية. هذه الشخصية المجتمعية هي التي سوف تعبر عنها لائحة دائمة للدار، لائحة تعبر عن مقاصد هذه الدار وفيها بصمة من بصمات الحبيب الراحل.
5. كان صاحب مبادرات سياسية ومبادراته كانت دائما مدركة لبوصلة الخط السياسي الإستراتيجي الذي يجتهد المجتهدون فيه لا في تقويضه.
6. هنالك أفراد من رجال ونساء هذا الكيان مهما تقلبت الأحوال يعبرون عن ضمير حزبنا. هؤلاء مهما كان موقعهم التنظيمي يتعاملون مع الحزب كما فعلت أم الولد. كان الفقيد أحد هؤلاء وهم كثيرون سيماهم في سلوكهم وإن لم يحتلوا موقعا تنظيميا.
7. أخيرا، إذ أعدد هذه المحاسن ألتمس بها بناء نموذج للقدوة في الحياة العامة لا سيما وبلادنا الآن تتفكك في أكثر من وجه.
بعض الناس ينسبون هذه المحنة لمؤامرات أجنبية. ولكن من يحاول فرض هوية أحادية على مجتمع متعدد الأديان والثقافات والمصالح الجهوية دون مراعاة لحقوق الآخرين هو معول الهدم للوحدة لأن موقفه يصنع الاستقطاب فالمواجهة فالمفاصلة:
لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه.
أو بعبارة شاعر شامي:
يا سادتي لم يدخل الأعداء من حدودنا
لكنهم تسربوا كالنمل من عيوبنا
نحن في ظروفنا هذه محتاجون للاحتفاء بكل أشخاص يساهمون في منارات القدوة البناءة لمجتمع يعاني من معاول بعض أبناءه وبناته الهدامة.
ألا رحم الله فقيدنا عمر، وتقبله مع الصديقين، وأحسن عزاء كافة أهله والأسرة الخاصة أو العامة، وللذين نظموا هذا التأبين الشكر الجزيل على وفائهم وفقهم الله فالناس بالناس،
والسلام عليكم ورحمة الله.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلمة الامام الصادق المهدي في تأبين الحبيب عمر محمد عمر (الشهيد) (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
Quote: الدين إيمان وفيض سماحة فاسعد واسعد لا تكن منحوسا
2. بعض الناس مظهرهم ملفت ولكن في أول اختبار تجد أن الفضة قصدير:
ويعجبك الطرير فتبتليه فيخلف ظنك الرجل الطرير
آخرون:
ترى الرجل النحيل فتزدريه وفي أثوابه أسد هصور!
فقيدنا من هذا الصنف الذي قال عنه شاعرنا السوداني الراحل صلاح أحمد إبراهيم: الهدمه مترب وقلبو نضيف.
إنسان عادي المظهر غير غادي المخبر. فأعطى ووجد كيانا مفتوح المنافذ لأصحاب العطاء. مهما يقول الحاسدون هذا الكيان مفتوح للترقي دون أي قيد حسبي أو نسبي.
|
| |
|
|
|
|
|
|
|