|
وخداً ووجيفاً في الطريق إلي محمد المكي ابراهيم ...
|
أعلفتها من طرمبات الغزال الأحمر ويممتها صوب من ألفته وحوش الغابة ورقصت طرباً علي أنغام كلماته هوآم الصحراء. تركت لها الحبل علي الغارب وسرحت بفكري فيمن يممت صوبه. أحد أعمدة الغابة والصحراء، حقوقي بارع، شاعر صناجة، و دبلوماسي مرموق. كيف سأُقابل هذا الرجل القامة؟ وانا لا أفقه الكثير عن أدب الغابة والصحراء، ونصيبي من الحقوق سنتين في كلية الحقوق. كيف سأُقابله وأنا لست بشاعر، ولا أفهم في الدبلوماسية والبروتوكول؟، فأنا ابن القرية. قروي قح لا أجيّد الأكل بالشوكة والسكين، ولا أختار ملبسي بعناية، وفوق هذا وذآك ليس لي دِرآية بمخاطبة هاؤلاء النفر من ارباب الدبلوماسية. تصورت الرجل بهيئة الدبلوماسي الممشوق القامة، ينظر للناس من علياء مكانته المرموقة. لا يجامل علي حساب وضعه ومشغولياته الكثيرة، يؤمي ليحيّ من يريد تحيته في حزم وصرامة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وخداً ووجيفاً في الطريق إلي محمد المكي ابراهيم ... (Re: معاوية المدير)
|
هاهي مدينة كالقري عروس الغرب، إنها اليوم بالنسبة لي ليست كالقري الأمس، تلك التي التقي فيها دوماً محمد النقر، منصور المفتاح، ابراهيم سيل، يحي ابنعوف، عمر عبد السلآم، النصري امين والباقين في بساطة تآمة حيث البساط احمدي والكُلفة مرفوعة بيني وبينهم، نتعامل دون كُلفة أو تكلّفُ. إنها اليوم مغايرة تماماً في حضرة هذا الهرم الشامخ، فيجب ان أحاول جاهداً الإرتقاء لمستوى المناسبة متوخياً الحذر في تصرفاتي كي لا آتي بما يخِل بمسار البرامج ويحرج ضيفنا الكريم. أنخت دابتي في بآركن صالة الحفل، وتقدمت بخطيً اسكرتها رهبة الموقف نحو الباب. حتي اللحظة لا ادري من إستقبلني في الباب؟!، لكنني اظن انه النصري المصوراتي. توجهت للكنبة الآخيرة التي عشقتها منذ ايام الدرآسة وما زلت حتي اليوم. الصالة صغيرة وفي غآية التواضع، ليست مزركشة ولا حيطها مُرصعة بصور ورسومات. منصة الضيف عبارة عن طربيزة مستطيلة جلس في اقصى ميمنتها الأخ امير مساعد وعن شماله كلاً من الناير، حامد الصاوي، وضيفنا العزيز محمد المكي ابراهيم، والأخ الذي في اقصى الشمال حقيقة ما عرفتو؟. الحضور كان متواضع في العدد تحلى افراده بالبساطة في كل شئ منهم من اعرف ومنهم من لا اعرف. ما شاء الله ناس كالقري بقو كُتآر. الفيت شاعرنا وهو يلقي بعض أبيات من احدى قصائده. بصرآحة انا من شُفت الأستاذ محمد المكي ابراهيم في هيئته المتواضعة، وحديثه الذي هو من القلب للقلب، وروحه التي تستشف من خلآلها الطِيّبة والتواضع والبساطة، رجعت معاوية القِدييييم دآك، وإتوهطّت في قعدتي تِوِهِط زول قاعد أمام إنسان تواضع لله فرفعه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وخداً ووجيفاً في الطريق إلي محمد المكي ابراهيم ... (Re: معاوية المدير)
|
حِفنة تمر من شمال بلآدي، وثمار باباي من جنوبها، وبعض تبلدي من غربها، وحبيبات بُن من شرقها، غابة وصحراء، وملآمح من كل أنحاءها تمازجت في نفس هذا الرجل. والله انا بقميصي الإصيفِر الإخترتو بعناية عشان اقابل بيهو محمد المكي شعرت بالخجل أمام لبسه المتواضع الأنيق الجميل، فالرجل علي قدرٍ عالٍ من التواضع في كل شئ. تحدث عن فترة الديموقراطية، وتحديداً عام 88 عند عودته للسودان. قال: البلد كانت في حالة حركة دآئبة لتفعيل الديموقراطية، والأحزاب في قمّة نشاطها. كما شكر الصادق المهدي مشيراً إلي انه سياسي مُحنّك وكان ينادي الناس بعبارة (بني وطني). الغريبة في الفترة دِيّك الناس إستهوتهم عبارة (هلُمّ جرآ). في وآحد كان قاعد جنبي وصلعتو زي صلعتي، أشار إلي انّ العيب في الصادق المهدي وزعماء الأحزاب إنهم لم يتركوا القيادة تتجدد بإعطاء الفرصة للأجيال الجديدة. وافق محمد المكي بأدب جم وتواضع ما شفت زيو قبل كده. محمد المكي جانا شايل معاهو حُلّة من التواضع البسها المكان والزمان حتي بانت وآضحة في كل شئ. حتي الطعام كان متواضع وبسيط ولذيذ طيبته طِيبة الرجل. هاجمنا المائدة قبله، زلعة مننا فأتى بعدنا يتقدم بكل ادب وتواضع. قدمني له الأخ ابراهيم سيل، وعندما صافحني ادآني إحساس كأنني وهو لعبنا في ليالي السودان المقمرة شليل مع بعض رغم فارق السِن. سألني سؤال، فأجبته وكان هذا نصيب محادثتي له. حكمة الله، مع إني انا الزول الوحيد الذي ضرب له اكباد المكن!!! تحدث اخونا الأستاذ كبر عن قصيدة الشاعر (قطار الغرب) مُحللاً ومفلفلاً جزء من القصيدة حيث تحدث عن القطر والمحطات حديث خبير حتي خلته من مدينتنا القاطرة الحبيبة اتبرا. تعليق محمد المكي علي تحليل كبر كان ملئ بالتواضع رفع من خلآله كبر مكاناً يليق بمقامه. القصيدة فيها حديث جميل عن السكة الحديد التي لم يقتصر دورها في وطننا علي النقل. بل لعبت دور كبير جداً في غزل نسيج المجتمع السوداني، وربطته ربطاً مُحكماً مع بعضه البعض، فكانت بمثابة التِباب للعتنيبة. (مافي زول يسعلني).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وخداً ووجيفاً في الطريق إلي محمد المكي ابراهيم ... (Re: معاوية المدير)
|
أوردت راحلتي حياض محمد المكي ابراهيم وكُلي امل ان ترجع ملاى بعذب النثر وبديع الشعر، فإذا به يوقرها إضافة إلي ذلك طِيّبة وتواضع، وسماحة خُلُق، واخلآق عالية، فالرجل صوفي روحه تنهل من نبع الأنبياء والمرسلين. إني أمنت من الزمان وصرفه * لما علقت من السفير حبالا لو يستطيع الناس من إجلاله * تخذوا له حر الخدود نعالا إن المطايا تشتكيك لأنها * قطعت إليك سباسبا ورمالا فإذا وردن بنا وردن خفائفاً * وإذا صدرن بنا صدرن ثقالا التحية لك أُستاذنا محمد المكي ابراهيم، ولك منا جزيل الشكر، سائلين المولي ان ينسأ في اجلك ويبارك في عمرك، وينعم عليك بموفور الصحة والعافية، ويكتب لنا ان نلتقيك مرات ومرات...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وخداً ووجيفاً في الطريق إلي محمد المكي ابراهيم ... (Re: معاوية المدير)
|
Quote: رجعت معاوية القِدييييم دآك، وإتوهطّت في قعدتي تِوِهِط زول قاعدأمام إنسان تواضع لله فرفعه. |
شايفك زي زمان إتمولصت فوق القيفه العالية وجيت جاري وشقلبه شقلبتين في الهوا وتوووووووووشك جوه البحر
أغتس جوه يا زول ... وجيبا من الغريق زولك دا الا تدق فيهو دايف، شغل الدبلماسيه بي يطلعك ملوص
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وخداً ووجيفاً في الطريق إلي محمد المكي ابراهيم ... (Re: aydaroos)
|
Quote: أوردت راحلتي حياض محمد المكي ابراهيم وكُلي امل ان ترجع ملاى بعذب النثر وبديع الشعر، فإذا به يوقرها إضافة إلي ذلك طِيّبة وتواضع، وسماحة خُلُق، واخلآق عالية، فالرجل صوفي روحه تنهل من نبع الأنبياء والمرسلين.إني أمنت من الزمان وصرفه * لما علقت من السفير حبالا لو يستطيع الناس من إجلاله * تخذوا له حر الخدود نعالا إن المطايا تشتكيك لأنها * قطعت إليك سباسبا ورمالا فإذا وردن بنا وردن خفائفاً * وإذا صدرن بنا صدرن ثقالا التحية لك أُستاذنا محمد المكي ابراهيم، ولك منا جزيل الشكر، سائلين المولي ان ينسأ في اجلك ويبارك في عمرك، وينعم عليك بموفور الصحة والعافية، ويكتب لنا ان نلتقيك مرات ومرات... |
أخى معاوية المدير تحياتى و يا سلام على الكلام الجميل ولذلك قيل الرفيق قبل الطريق .. وفى السنة والحديث النبوى إختيار الصاحب والجليس الصالح حامل المسك إماأن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة سويعات جالس فيها أهل كالقرى الأستاذ محمد المكى إبراهيم فنشر فيهم عبيق ريح مسكه الطيب أدباً وأدباً فأخرجوا لنا من مسكاً طيباً!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وخداً ووجيفاً في الطريق إلي محمد المكي ابراهيم ... (Re: معاوية المدير)
|
Quote: شايفك زي زمان إتمولصت فوق القيفه العالية وجيت جاري وشقلبه شقلبتين في الهوا وتوووووووووشك جوه البحر
أغتس جوه يا زول ... وجيبا من الغريق زولك دا الا تدق فيهو دايف، شغل الدبلماسيه بي يطلعك ملوص |
يا عمدة والله الشوق بحور ما ليها حد ما ليها قيف. يا حليل زمان، ذكرتني دآيف ابراهيم ودومة بت ابزيد كانت اشبه بدومة ود حامد وقريتنا كانت اشبه بقرية الطيّب صالح، حتي حامد بيّن عرّس وعرسه كان اشبه بعرس الزين.
زولي يا عيدروس مشيت امتع نفسي بالغابة والصحراء، فأنساني تواضعه وعفويته وبساطته كل شئ، فرجعت وقد عرفت من ايّ مخباء خرجت إبداعات الغابة والصحراء.
شارع الدومة ودومة بت ابزيد عليها رحمة الله يوم بقعدلهن بمزاج هنا. تحياتي للجميع...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وخداً ووجيفاً في الطريق إلي محمد المكي ابراهيم ... (Re: النصرى أمين)
|
Quote: أخى معاوية المدير تحياتى و يا سلام على الكلام الجميل ولذلك قيل الرفيق قبل الطريق .. وفى السنة والحديث النبوى إختيار الصاحب والجليس الصالح حامل المسك إماأن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة سويعات جالس فيها أهل كالقرى الأستاذ محمد المكى إبراهيم فنشر فيهم عبيق ريح مسكه الطيب أدباً وأدباً فأخرجوا لنا من مسكاً طيباً! |
أخي نادر الفضلي، ســلآم وتحايا. محمد المكي ابراهيم، إنه الصاحب الذي لا يشقى جليسه ابداً. إنسان دمث الخُلُق طيّب المعشر تسابقنا نحوه لننهل من شعره وادبه، فغمرنا بتواضعه وإنسانيته اللذان تلمحهما في قسمات وجهه قبل ان يحادثك. كانت ليلة ما منظور مثيلا. ليتك كنت معنا أخي نادر. تحياتي...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وخداً ووجيفاً في الطريق إلي محمد المكي ابراهيم ... (Re: معاوية المدير)
|
محمد المكي إبراهيم ... ولد عام 1939 في مدينة الأبيّض. تخرج في كلية الحقوق بجامعة الخرطوم, ودرس الدبلوماسية واللغة الفرنسية بالسوربون. التحق بوزارة الخارجية السودانية 1966 , وعمل في براغ ونيويورك , والسويد ,وجدة كدبلوماسي , وفي باكستان وتشيكوسلوفاكيا , وزائير كسفير . نشر مئات المقالات في الصحف والمجلات السودانية والعربية. دواوينه الشعرية : أمتي 1969 - بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت 1976 - في خباء العارية 1986 - يختبيء البستان في الوردة 1989. مؤلفاته : الفكر السوداني : أصوله وتطوره - بين نار الشعر ونار المجاذيب . نال وسام الآداب والفنون 1977 , وقد ترجمت بعض قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والروسية . كتبت عن أعماله دراسات عديدة في الصحف والمجلات السودانية , وأفرد له عبده بدوي فصولاً في كتابه عن الشعر السوداني . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وخداً ووجيفاً في الطريق إلي محمد المكي ابراهيم ... (Re: معاوية المدير)
|
Quote: العزيز معاوية اشكرك على البوست الصادق الممتع ، بالمناسبة الزول ابصلعة الذى تحدث عن اهمية التجديد القيادى هو شخصى الضعيف لان اديبنا تحدث عن احترامه للصادق المهدى وبقية القيادات السياسية الموجودة واهمية ان يحفظ الشباب لهم ذلك الاحترام .. انا وافقته يا معاوية على حديثه لكنى فقط اضفت نقدى لهم فيما يخص التجديد القيادى لانهم صادروا من الديمقراطية السودانية شىء من اهم مكوناتهم ، وقد وافقنى الاستاذ محمد المكى بذلك الادب الجم المعروف عنه استاذنا محمد المكى ابراهيم رجل يتميز بالعمق والقبول فى نفس الوقت وهى معادلة صعبة كما تعلم على بساطتها ، ولذلك اجد نفسى مطمئنا تماما فى القول بان الرجل فعلا جمع بين الاستنارة الليبرالية وسماحة وجماعية شيوخ العرب |
الأخ العزيز طلعت الطيّب، سلآم وتحايا. اهلاً بيك في كالقري والمرّة الجاية ما بفوتك إن شاء الله. نعم هو كذلك كما وصفته أخي طلعت إضافة للتواضع الذي هو عابق في جدار نفسة المفعمة بالطيّبة والإلفة الكامنتان في دواخلها لكنّ العين لا تخطئهما في قسمات وجهه الصبوح، وإبتسامته المفعمة بالأريحية...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وخداً ووجيفاً في الطريق إلي محمد المكي ابراهيم ... (Re: معاوية المدير)
|
Quote: حسب بوست النصري إنتا في مدينة اسمها Red Deer
برضو تقول لي "لست بشاعر"!!! |
اشرف الحلبي يا صديق، اشواقي الكتيّيرة. نعم انا في مدينة الكايبويات Red Deer وهي في المنتصف بين اكبر مدينتين في محافظة البرتا Edmonton و Calgary التي تشرفت بزيارة العملآق محمد المكي ابراهيم. ما خطه يراعي في هذا البوست ما هو إلا إلهام من نفس الشاعر محمد المكي ابراهيم المُفعمة بالجمال. هووووي يا الحلبي انا ماني شاعر... تحياتي...
| |
|
|
|
|
|
|
|