|
|
 قراءة خاصة : الإنتخابات فى حكم الإنقاذ وزمانها !!
|
جنوب كردفان وانتخاباتها التى شغلت المنبر العام بسودانيزاونلاين والمنابر المجاورة كما لم تشغله أى أحداث قبل اليوم بما فى ذلك مباريات هلال مريخ..
وقبلها انتخابات الرئاسة وما رافقها من انتخابات دوائر جغرافية وانتخابات ولائية انتهت بفوز المؤتمر الوطنى مواصلا انقاذه لما تبقى من أعضاء الحزب الحاكم الذين لم (يتمليروا) بعد..
وفوق أن المؤتمر الوطنى (فاز) بالسلطة فقد ساعدته المعارضة على شرعنة هذا الفوز رغم ( الطنطنة) لما وقع من تزوير عرف بالخج والرج ثم الزج, وقد ساعد فى هذه الشرعنة مركز الحاج كارتر شيخ المراقبين الدوليين على انتخابات الدول النائمة..
.....................................................
جاءت الإنقاذ فى 30 يونيو 89م بانقلاب من السلاح الطبى وفرع التوجيه المعنوى وقليل من الجيش( بروبر) وحكمت وتفننت فى الحكم حتى أصبحت فى التسعينات معارضة وحكومة ثم استمرت فى الحكم وتقوى شقها الآخر حتى كاد أن يقود المعارضة باسم المؤتمر الشعبى..
ثم قادت مفاوضات بعد حروب مع الحركة الشعبية انتهت بسودانين (فالإنقاذ تحب الثنائيات ) الأمر الذى جعل الظافرين بالسودان الجنوبى يدعون للبشير( المطلوب للمحكمة الجنائية ) بنيل جائزة نوبل للسلام لولا أن الخواجة نوبل رفع رأسه من قبره معترضا, بعد أن خدعته اللجنة قبل ذلك واعطتها لأوباما قبل أن يزرع ويحصد سنبلة فى السلام.
وجاءت الحركة الشعبية كلاعب ثانى فى كراسى الحكم لمدة ست سنوات استخدمت فيها أحزاب المعارضة كعتود نفيسة الذى تربيه للمناطحة وما إن ترضخ عنزة الإنقاذ حتى تذبحه كرامة فى قعدة الإتفاق..
وتقاسمت الحركة الشعبية فى الجنوب والمؤتمر الوطنى فى الشمال السودان بخجه وخجيجه ثم ذهب كل منهم بما غنم فى انتظار التاسع من يوليو..
وعلى الصعيد الجوانى من الشمال جملت الأحزاب العجوزة وجه الإنقاذ بترشيح أعضائها للرئاسة شمالا ومواصلنة سركنتها بإرسال أبنائها الميامين للدعوة لمرشح المؤتمر الوطنى شرقا..
وبذلك بدأت تتحول الإنقاذ فى نظر نفسها ونظر داعميها الإقليميين والدوليين الى الشرعية الدستورية, والداعمون هنا لايهمهم الشفافية قدر ما يهمهم عمل حركة فى شكل انتخابات حتى يبيضوا وجههم ويفتحوا فمهم بالتأييد دون مواربة..
..........................................
حدث الساعة بين الحلو وهارون أو بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى فهو يعد فوز للمؤتمر الوطنى وانقاذا للإنقاذ وإن فاز الحلو برئاسة الولاية وفازت الحركة الشعبية بالبرلمان ..
فهذه الإنتخابات ( الساخنة) قد وضعت الإنقاذ فى خطوة متقدمة نحو شرعنة وضعها, وفى نفس الوقت لازالت تمسك بحبال اللعبة بدستورها الذى صنعته بنفسها دون مشاركة من أحد وكل الحبال مربوطة بيد الرئيس..
ودعاة السودان ( الجديد) أصبحنا نقرأ لهم فى كتاباتهم أن الحكومة قد تركت الحبل على( القارب) وهذا صحيح فقد سحبتهم الإنقاذ بقاربهم الى مستنقعها وجعلتهم يرون طرف الحبل على القارب كما يقولون ولكنهم يجهلون أنهم يرون طرف الحبل الذى على القارب فى وسط المستنقع ولايرون أن طرف الحبل الآخر مربوط فى( الشجرة) التى استظل بها البشير..
فهل ياترى بعد أن كان الحبل على الغارب ليترك لسفينة الصحراء المشى دون شد من صاحبها فى حرية كاملة تجوب بها الفلاة تحول الى حبل على القارب فى مستنقع الإنقاذ الذى لاشاطئ له يرى والمعارضة لاتدرى؟!
.........................................
سيقول قائل أن هذا الطريق سيسلم البلاد من ويلات الحرب والدمار وسيجعل المعارضة تسحب كراسى الحكم من المؤتمر الوطنى دون دماء..
فلنسلم بهذا الرأى المتفائل ونمشى أبعد من ذلك بأن المعارضة قد فازت بالأغلبية مع رئاسة الجمهورية فعندها سيفوز المؤتمر الوطنى بمقاعد المعارضة وسيحتكم الجميع للشرعية الدستورية والقانون..
وعليه لايمكن لأحد إدانة أحد بتقويض الدستور والقيام بانقلاب واختلاس المال العام دون حكم قضائى يستند لكل مايستند إليه القضاء من وسائل للإثبات والإدانة ( وعيش ياحمار...)..
وهكذا تذهب انتخابات وتأتى أخرى وأيا كان الفائز يخاطبه المؤتمر الوطنى كما خاطب هارون الرشيد السحابة التى تجاوزت بغداد لأرض غيرها.
|
|
  
|
|
|
|
Balla Musa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست