|
وحيداً.. مثل الكعبة أمام أبرهة
|
وحيداً.. مثل الكعبة أمام أبرهة
- وفي أسبوعين كل شيء يتصل بكل شيء.. - وحكم المحكمة الأمريكية الذي يصدر قبل أسبوعين بتعويض صاحب مصنع الشفاء يعيد للذاكرة أن طابور التجمع هو الذي - باعترافه.. كان ينقل لأمريكا معلومات تجعلها ترسل صاروخها ضد البلاد. - وفي أسبوعين كان حديث عرمان وباقان في واشنطون يجعل الدولة توجه إليهما قانون الخيانة العظمى.. والعمل التجسسي ضد البلاد. - وفي الأسبوعين كانت حادثة بورتسودان من يقودها .. كما يقول وزير الدفاع.. هو أصابع تجسس داخلية و.. - وفي أسبوعين .. قانون الخيانة العظمى يصاحبه قانون الفساد الذي يجري إعداده الآن. - وفي الأسبوعين كان مخطط (زعزعة الأقاليم) بعد عجز التجمع في الخرطوم يتحول إلى ترع صغيرة من الأعمال هنا وهناك. - ونحدث هنا عن خلايا الحركة والتجمع التي تعد لتفجير الخرطوم. - وعن مخطط دولة أجنبية.. حيث سفارة إريتريا تسعى لإشعال الخرطوم قتالاً ضد الجالية الإثيوبية.. والهدف الأول هو الخرطوم. - وكل هذا يحدث في أسبوعين. - لكن زحام الأحداث يصبح له معنى آخر عند العيون التي تجلس على طرف الطريق تنظر إلى الزحام. - والعيون تجد أن الفريق عبد الرحيم محمد حسين الذي كان يتلقى ملفات من أطراف مدن وقطاطي السودان كل صباح.. عن كل شيء.. وعن كل فرد.. لما كان وزيراً للداخلية.. هو ذاته عبد الرحيم الذي تعجز قواته الآن عن حماية البلاد.. وهو وزير الدفاع.. وإلى درجة تجعله يغوص في الرمال المتحركة كلما حاول أن يخرج منها.. وقياداته في أطراف البلاد تكشف عن عجز فاضح. - وجهات كثيرة سوف تغوص في الرمال هذه.. وقطاعات الجيش والبحرية والقوات الجوية والدفاع الجوي والقوات البرية.. كلها تنظر الآن إلى لجنة (عنيفة) تطلق تحقيقاً عنيفاً الآن عن حدث بورتسودان. - وعن (من .. صنع.. ماذا.. ومن .. لم يصنع ماذا.. ولماذا)..!! - والعيون تجد أن الفريق عبد الرحيم الذي يقول قبل أسبوعين إننا بلغنا مرحلة متقدمة في صناعة السلاح.. هو ذاته عبد الرحيم الذي يقول للنواب أمس الأول.. دفاعاتنا ضعيفة..!! - والأولى هي كلمة لا يقولها وزير الدفاع.. والثانية لا يقولها أي عسكري أو مدني!!.. هذا ما تقوله مجالس الخرطوم. (2) - وفي الأسبوعين عرمان الذي لا يعود إلى الخرطوم.. حتى لا يعتقل بقانون الخيانة العظمى.. يرسل خطة (لإعادة توزيع مكاتب قطاع الشمال.. وفتح مكاتب سرية.. مع إبقاء المكاتب القديمة للتمويه.. ورفع مرتبات مخابرات الحركة الشعبية في الشمال.. وإعادة تكوين عدد من المكاتب.. بعد أن فضحت «الإنتباهة» المكتب النسائي الحالي.. ومكتب المخابرات.. و... - والتركيز على تجنيد النوبة.. لأن النوبة هم أصلح الناس للتجسس .. على النوبة..!! (3) لكن الحدث الأعظم في الأسبوعين الأخيرين والذي لا يلتفت إليه أحد هو.. - إن الخرطوم تضع الآن دستوراً جديداً. - والحدث الذي يرن رنيناً خافتاً يصبح له دوي ضجاج حين يتبين الناس حقيقته. - واللقاء حول الدستور هذا يقول: - أزهري جاء وقال والقول ذهب.. وعبود جاء وقال.. والقول ذهب وعبد الله خليل والنميري والصادق و...و... - كل أحد قال.. وقوله ذهب مع الأيام. - لكن كلمة واحدة قالها النميري تبقى إلى درجة أن النميري ذاته عجز عن حذفها. - والأحزاب بعده عجزت.. - الدستور الإسلامي..!! - والدستور الإسلامي أمام الأحزاب يبقى مثلما بقيت الكعبة أمام أبرهة. - هذا انفرد بالكعبة لهدمها وعجز. - والأحزاب انفردت بالدستور الإسلامي لهدمه وانهزمت.. - والسبب هو أن الناس يجدون/ لأول مرة/ شيئاً له قيمة حقيقية.. قيمة مغروسة في عروقهم من زمااااااااااان. - وأفلام وأغنيات وأحداث وقلاقل العالم.. كلها (تشترك).. نعم تشترك.. في وضع دستور الخرطوم بصورة غريبة.. تحت العيون التي.. ترصد. - في السبعينيات السينما تقدم فيلماً شهيراً اسمه (210 فهرنهايت). - وهي درجة الحرارة التي تحرق الكتب.. فالحكومة العالمية.. في الفيلم.. تقرر حرق كل ما في الأرض من كتب. - والمقاومة تقاوم بصورة غريبة. - المقاومة تحول بعض الناس.. إلى كتب. - فلان وفلان يحفظون/ عن ظهر قلب/ كتاب كذا.. وفلان وفلان يحفظون كتاب كذا. - كان هذا في السبعينيات في احترام هائل للثقافة والكتب. - والأسبوع هذا أبريل 2011م الشاشات يقدم بعضها قصة الكاتبة المعروفة (إيريس مردوخ) الروائية المذهلة التي تنتهي في بيت للعجزة تطعمها الممرضة في فمها.. وهي ذاهلة تتبول على فراشها. - وفي أفلام أخرى جيدة جداً يتساءل الناس هناك (ألسنا نحن البشر مجرد تجمع للحديد والزرنيخ والنيكل واليود و.. و..؟؟؟ وكذلك كل شيء آخر؟؟ ما معنى بشر.. إذن.. ما الحياة؟) - وفي أعمال أخرى ينظر الناس إلى الكتب في يأس.. فالكتب عجزت عن تقديم أي (معنى) للحياة. - وعدم المعنى هذا هو الذي جعل كل شيء عندهم (مطلوقاً.. ولا قيمة له). - بينما كتبنا نحن المسلمين تجعل للحياة معنى رائعاً. - والدستور ليس إلا نوعاً من (الآنية) لتعبئة المعنى الرائع هذا. - إنهم في الخرطوم يكتبون دستوراً. - لكن الناس «ما جايبين خبر». - ومع ذلك فالناس هؤلاء وبغريزة عجيبة.. هم الذين تشبثوا بالدستور الإسلامي منذ أيام النميري - ولن يفلتوه. - ولا عزاء لصاحب جملة (قوانين سبتمبر) الذي ما يزال يبحث عن فصيلة تأويه. آخر الليل: اسحق احمد فضل الله
|
|
|
|
|
|