|
|
 "حسابات" لم يأكل الدهر من سجلاتها: تباً لقلبكِ
|
"حسابات" لم يأكل الدهر من سجلاتها: تباً لقلبكِ
في بعض الأحيان، يترآي للمرء من أبناء النيل، ومما ينبغي على ما تبقّى من دِمَنِ "جعليوته"، أن يصفي بعض الحسابات، التي لم يشطب الدهر ويأكل من سجلاتها، إلا صفرا على الشمال. فمهما طالت المدّة وبَعُدت الشُّقَّة، هيهات أن يسلوَ الخليلُ خليلَهُ وهيهات أن تُطوى صفحاتُ "ذكرَى- أوية" لجليلات "مغلفاتٍ" ما زلن قابعات في "بلاد تموت من البرد حيتانها،" بلاد الجنّ والملائكة.
رسالتي إليها ...
بقلم الشاعر: د. محمد بدوي مصطفى
www.sawt-alarab.com
تبا لقلبك!
تباً لقلبك يا شرّ النساء
ويا صيرورتا عللٍ خفية
ويا خلايا أورامٍ مُعيّة
تجلدتُ، بصبر أيوب الأبيّ
ولكن ...!
هيهات للأورام أن تضحى شفيّة!
أيا دودات أيوب "اللويّة"!
في كل رَبعٍ، اتخذت وطنا وسكنتِ
وحتى في ذاكرة الزمان
ألقيت عصاكِ ووَطِنتِ
تباً لعشقك!
فهو مجذرة المعاناة الأبيّة
ليته يُلغى كما تُلغى النفوسُ من المنية
تباً لضيمِكِ
طفحت منه أكواب الذقوم
وكيف علمني لون الشؤوم
وأنين لانهايات الأذية
وسقاني خمر "باخوس" النقيَّة
مسممةً بكوب حسناء تقيَّة
أدخل في مساماتي جراحَ ذاكرة المكان
بعد أن تركت دواخلها الهويّة
بعد أن ذبحت دواخلها آفاق الهِداية
بعد أن رشفت مساماتي
سموم الحب من قلب الدواية
لا حبّ "يُبَلسِمُ" طعنات الضحايا
ولا النوايا
لا دواء، لا دعاء،
ولا ابتهالات "عِينٌ" من صبايا
لا دواء يلثم جرح لإجئ
يحمل أشتات "دبش“ أزهارٍ "زريّة"
يطرق أبوابَ مدنِ البندقية
يطرق أبواب "قصاصات الهوية"
ولا حتى نسيمات الهوايا
}}}
حبك علمني الحقود المستقاية
ماذال يقبع في "نيرونات أضلعي"
وفيه ألوانٌ شقايا
أخرجتِ النَفَسَ من خلدِ آدم
شجر الذقوم حسبته عنبَ السقايا
يا سماءي!
مالي ألعق شوك الرجاء؟
أنت، يا أشنى صبايات السماء!
ترآى السم شهد نحلات الصفاء
يُلبِسُ الأثواب لعن أجسام العراة
نعم شربته!
فتوارت عورتي بعد التعري في ثبات
أنت يا أقبح نسوان المجرات
ياما بصمت العار مسطورا بإبهام
على نبع "الحيواة"
ياما قذفت العيب محمولا بإلهام
على وجه "الحياة"
ياما رشحت السمّ مقذوفا لأعوام
على ديم "الحيات"
ياما سألنا الربَّ في جلدٍ
ياما رجونا الحبَّ في كلدٍ
ياما توسلنا لإدراك النجاة
هل القضاة ملُّوا أقاصيص الفتات؟
ملوا قلوباً دامعات؟
ملوا فتواتاً عتاة؟
ملوا نساءًا عابسات؟
ملوا حجاويٍ مومسات؟
ملوا وجوهاَ ناقمات؟
}}}
سجلات، مقالات ومحضرُكِ القُضاة
تُوثق عن جرم مضى، حيث المنون
حيث رقصات الممات
يراعٌ بمدادِ كلمات نافدات
دراكولا ... وراء نبيذٍ فوق إكليلِ الرُّفات
دراكولا ... يمتص في غيم السُبات
ببصيص نجوم نائمات؟
نعم!
في مهد نساء حافيات
كل شئ يدونه يراع الكائنات
في الحياة، على الجباه وتحت أنهار الممات
كل جرم، كل نَفَسٍ من قلوب هاتكات
بحبرك على أسرات المنايا
يراع العار يصحبك، كفايه
مداد العيب يكتبها حكاية
كلّ ليلٍ وكلّ صبحٍ
يسجل فيه عار اللانهاية
يُدون في سجلاتٍ
دماءٌ عذرى قد ولَّت
قلوب النحل قد ذَلَّت
مسرحيات في قراطيسي
يملأُها، مداد البحر صفحاتي
بحبرك، وقعّتُ على القصاصاتِ
فجال الخجل جولات
وصال العار صولات
وحام على أسرَّات
يَعدُّ الهزم كرات
يعد العار كرات
يعد الفتق كرات وكرات
بنور الليل في هنأٍ
وفي وَضَحِ النجيمات
عضضتُ ثغرك في مخالبه
أأحتسي كأس الملذات؟
كل الأسِرَّةِ وأسرارُ الأسِرَّة لا تُقال
يغطيها دم المقال!
تباً لقلبك يا أم الشقاء
ومال الكونُ يهواكِ؟
لطهرك أم لتقواك؟
تباً لقلبك
ولكل زهرة دفلى بشوكْ
قلبك المسكون دَوك
صمامته العوراء شوك
ودماء تضخ الحقد فيه بهناء
تبا لقلبك يا حقيرة
ويا ذبابة تابوت صغيرة!
يا خنفساء أقذار جزيرة
يا أيها اللانفس!
شهيقك من رجس زفيرة
يا قابعة
يا سابقة المكان ويا نذيرة
تتوجسين
تتربصين
وتجحظين
وترصدين الخلق من خبث السريرة
تتلهفين
تتمطقين
وتلقطين بعين مستديرة
تملأ الأكواخ غَيرَه
وتملأ صدر الناس غِيرة
ماذا بك يا أميرة؟
ما قصدتك إلا فيّ سيرة
كنت أدعو في سريرة
سككت الباب عن ضيمٍ
أوصدت نَفَسيَ المحزون عن كربٍ
وشربتُ کأس الوجد لا أخشى عصيره
لا صبح لليالي الشؤم يُمضي
ولا بصيص النور يُندي
ولا نار المجوس على الأفق
ولا شمش تنيره
كلا ولا
إلا سرب الحدآت الغفيرة
تحجب شمس الحبّ سيرا
لا شفق ولا أفق ينادي
ولا الدهماء لتستثيره
هو السراب أدلى ستائره الكثيرة
لا أجد في بيتي حصيرة
بين المقابر في حفيرة
تلهطين السمّ بأنفاس سكيرة
تقذفين به
كل ولهان وظمآن بجيرة
}}}
إنت الحية الملساء "بمقلتان"
تصطاد ما بين مروج الإنس، ما بين الجنان
وتطرد حواء وآدمها وجان
ذنب آدم غفوة
وذنب حوا مقلتان
هاتي شجرة الملك اطفحيها
شجرة الملك هاهي فخذيها
ودعي الحيات تلدغ في ثوان
وتسلع كل هيمان وكل من قرب المكان
فدعينا في هوان
واتركينا لزمان
الجرح يضمده جمان
والهجر يأتيه أوان
والقلب يقبع في أمان
بعد المزلة والهوان
بعد المشقة صارت السنوات آن
دعينا في عِشاء الدمس نَهوِي
وفي هِوَّة السّم نرشف أقحوان
دعينا في أنين نسترجي زمان
دعينا هِزالا في سكون
تبكي أجراس النفوس وقد حان الأوان
}}}
مخدعك يا ستُّ الحسان
جحر للأفاعي
وقبر للدواهي
وللسموم وأرزال القوافي
ظلل الشؤم واديه الكئيب
لا مرافئ، لامراكب تستجيب
تهزئين يا حقيرة؟
ثم ماذا؟
وبعد أن جفت بحيراتي؟
وساد الغم أوقاتي؟
ونأى، سعد البرّ من ذاتي؟
جعلت أسد بابي من عصف المهبات
ومن بطش الفتوات
من أنت... ومن ذاتي؟
ومن أغرق زوق الأحلام
ومخزون الملذات
من غني إغان زرق؟
من نحبت قلوبٌ ورقٌ؟
ومن نشدَ موالَ الحكايات؟
صراخ منه قد عزفوا
ونعق فيه قد قذفوا
ولطمٌ منه ويلاتي
حملوا عليه نعش الشؤم
ورعد من هتافات
هتافات .. هتافات ...
تشق الفجر أوقات وأوقات
}}}
يا منبع أشجاني العميقة
جفت عيون بحيرتي
بعد الدموع الناحبات
كُثر آهاتي مُعِل
وزفر أنفاسي مُذِل
بعد عزف سمفونيات الألم
بعد إن رقصت على أنغامها حمائمي في وجل
غناء حمامة...
ذبحت فرقصت رقصة الموت الأخيرة
}}}
تبا لقلبك
منه احتسيت كؤوس علقمك العديدة
وبه اشتريت اكفاني الجديدة
وكل أحقادي المديدة
وله أعتريت أثواب الحداد
وكتبت في كل البلاد
أن اسمك من رماد
وقلبك من صلب الجبات
ولحملك، تمساح الجلاد
وركدك سارعه جواد
وخبطك في لذع الأسود وقد يزاد
وشوكتك يا أميرة!
شوكة عقارب صحراء الوئاد...
تلسعين بعد الحبّ خوفا
ثم الإبتعاد
تلذعين عن اللمس خوفا
ثم الإعتراض
"حسابات" لم يأكل الدهر من سجلاتها: تباً لقلبكِبقلم الشاعر: د. محمد بدوي مصطفى
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
محمد بدوي مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست