|
|
 لدغة: عقرب النعمان - حسن البدرى ظلم الحضرى فودع المريخ بدرى
|
لدغة عقرب: النعمان حسن- البدرى ظلم الحضري فودع المريخ بدري
قد تلاحظون إنني لا أكتب عن مباريات كرة القدم وذلك يرجع لعدة أسباب:
أولها إن الكتابة عن الأداء فنياً لابد من أن تكون لصاحب مرجعية فنية ومؤهل علميا مع ضرورة توفر الحيادية فيه وكما يقولون رحم الله امرئ عرف قدر نفسه فانا وبالرغم من ارتباطي المباشر بكرة القدم منذ أكثر من خمسين عاما لاعبا فاشلا في الملعب توقف مستواه في أندية الحي ومراحل الدراسة حتى الجامعة لهذا لا اعتبر نفسي مؤهلا لتحليل المباريات فنيا رغم ما أتمتع به من حيادية وبالرغم من إنني شاركت كصحفي في أول كورس لتأهيل مدربين تحت إشراف الكوتش محمد عابدين وجكسا ودفعة الكوتش محمد حسن نقد الذي شاركته في المركز الأول في الجانب النظري لأنني لم ادرس العملي ومع ذلك لما أصدرت صحيفة نجوم وكواكب في سنة 78 وأنا رئيس تحرير نأيت بنفسي عن هذا الأمر وقدمت لأول مرة في تاريخ الصحافة السودانية كابتنا دوليا ومدربا مؤهلا ليقوم بتحليل المباريات وهو نجم النجوم كابتن أمين ذكى الذي قدم يومها نموذجا جديدا في تحليل المباريات فنيا ولعلني اذكر له انه يومها قدم النصح لواحد من اخطر المهاجمين الذين عرفتهم الكرة السودانية سيكا والذي كان يلعب بيمناه فقط فقدم له النصح ان يجرى تمارين منفردة وان يربط يمناه بحجر حتى يشل حركتها حتى تتعود يساره للتصرف إذا ما اقتضى الحال.
ثانيا تحليل المباريات فنيا تغلغل فيه داء التعصب للهلال والمريخ وأصبحت العاطفة هي التي تسود المواد التحليلية للمباريات حتى أصبح من الصعب أن تجد مواد تحليلية يتحرر صاحبها من هذا العيب الذي أصاب الكرة السودانية في مقتل
ثالثا وحتى لو كان حديثي هذا يثير البعض فالكرة السودانية فشلت في مواكبة كرة القدم الحديثة وهى عك كروي لا مقومات فنية له حتى على مستوى القمة لهذا وبالرغم من كبر سني انتمى لشباب اليوم الذي يتابع الكرة العربية والعالمية ولا تستهويه الكرة السودانية ولعل أخر مرة وطأت فيها قدمي أي إستاد لمتابعة لقاء للقمة أو متابعته من التلفاز أكثر من عشرة سنوات وظللت طوال هذه المدة أحس بأنني اتخذت القرار الصحيح لان أغلبية من اعرفهم من الأصدقاء ماراهم نادمون على تكبدهم المشاق بعد كل مباراة يشاهدونها.
ولكن هذه المرة استوقفني خروج المريخ من الأدوار التمهيدية بالرغم من انه صرف مليارات على دعم فريقه مما سبب صدمة لم يعرفها المريخ في تاريخه الطويل فوجدت نفسي أتوقف عند هذا الصدمة ومسبباتها التي لم يتوقعها أكثر المتشائمين أو المتربصين بالمريخ.
وحتى لا ينخدع احد بالعنوان الذي اخترته لهذه الوقفة والى قلت فيه إن البدرى راهن على الحضري فخرج المريخ يدرى فانا قطعا لا اقصد به إن الحضري يتحمل خروج المريخ فالحضري حارس مميز بلا شك ولا يسأل عن نتيجة المباراة وهذا ما اجمع عليه المحللون ولسوف تقفون على سبب اختياري هذا العنوان في سياق هذه المقالة وأنا اعدد أسباب هذه الكارثة واسميها كارثة حلت بالمريخ والتي تقف وراءها أسباب عديدة لن أتناول في طرحها تفاصيل الأداء الفني في الملعب فهذا كما قلت اختصاص من يملكون ذلك فنيا ولكنى سأعدد أسباباً خارجية كان لها مردود سلبي على المريخ ولعبت دورا مباشرا فى هذه الكارثة:
1- مع انتهاء التسجيلات ونسبة لما صرفه المريخ لدعم فريقه وسد نواقصه والتي اختتمها بلا شك بالحضري تسابقت قبيلة المريخ على كل المستويات من إدارة وجهاز فني وإعلام في تضخيم الفريق بصورة لم نشهدها من فبل حتى بدا وكأن كاس البطولة اخذ مكانه في النادي قبل موعده وكان من الطبيعي أن يولد هذا التضخيم الغرور وسط اللاعبين وقد تزايد هذا التضخيم والغرور بعد فوزه على الهلال في مباراة اجمع المحللون على إنها الأسوأ في تاريخ القمة.
2-تفوق المريخ على خصمه في مباراة الذهاب بهدفين مما ضاعف من حالة الانتفاخ والغرور بالرغم من إن الخصم افتقد واحدا من نجومه بالطرد وبالرغم من الفوز الأداء لم يكن مطمئنا على المستوى الفني ولكن لغة الهدفين كانت الأعلى أخرست الأصوات القليلة التي ارتفعت بغير ذلك.
3- غابت عن الجهاز الفني الإستراتيجية الصحيحة لمباراة الإياب حيث إن أول المعادلات الحسابية لأي جهاز فني في حالة المريخ المتقدم بهدفين يفرض عليه العمل بكل قوة للوصول لمرمى الخصم بهدف حتى يصعب مهمته ويضمن التأهل حتى لو ولجت مرماه ثلاثة أهداف وحتى يهبط معنويات الخصم لحاجته لأربعة أهداف لهذا كان يتعين عليه ألا يتجاهل أهمية الهجوم في هذه المباراة على الأقل في شوطها الأول حتى يربك الخصم ويستبين الموقف ولكن المدرب اسقط الهجوم من حساباته واعتمد على وجود الحضري بخبراته خلف الدفاع وكشف بهذا عن جهله باللاعب السوداني كثير الأخطاء الدفاعية التي لا يفلح معها الحضري وقد كان لم يكن بيد الحضري أن يمنع مرماه من أخطاء دفاعه.
لهذا قلت إن المدرب راهن على الحضري فخرج المريخ بدري.
4- لاعبو المريخ لم يكن بمقدورهم التفاعل نفسيا مع الضربات الترجيحية بما يؤهلهم للحضور ذهنيا حسب ما يقتضية الموقف لان هذا اللاعب دخل الملعب وهو ضامن التأهل لتقدمه بهدفين لهذا فان تحقيقه للتعادل يدفع بنفسيات وقدرات الخصم واستعداده لضربات الجزاء لأنه أتنتزع هذا الحق في المباراة مما يشعره بنشوة الانتصار بينما يشارك لاعبو المريخ في ركلات الجزاء تحت وطأة الإحساس الهزيمة والمخاوف من لعنة الجمهور لتفريطهم في نتيجة المباراة الرسمية وتعريضهم الفريق للركلات الترجيحية لهذا كان من الطبيعي أن يتهرب بعض اللاعبين من ركلات الترجيح ومن لعب هذه الضربات كان مثقلا بهم مسبق لو أضاعها لكونه أضاع الفريق مرتين مرة بالهزيمة بهدفين ثم بضياع ركلة الجزاء ولا أدرى إن كان الجهاز الفني تعامل مع اللاعبين بهذا الفهم ليعيد اللاعب لتوازنه النفسي وهو مقبل على ضربات الجزاء بحيث يبعد عن مخيلته ما يقابل به من الجمهور لو عاد مكسورا من المباراة لهذا كان تفوق الخصم طبيعي تحت تلك الظروف خاصة انه يلعب الركلات تحت ظروف أفضل لأنه كسب جمهوره بتحقيق التعادل وانتزاع فرصة ركلات الترجيح بينما توتر لاعب المريخ لأنه أضاع تفوقه ومنح خصمه فرصة التأهل بركلات الترجيح؟
بقيت كلمة أخيرة فالخوف كله أن تنتقل نفس العدوى للهلال بعد أن خلت الساحة لإدارته وجمهوره وجهازه الفني للانتفاخ والغرور الذي بانت ملامحه منذ أعلن الحكم صافرة النهاية والله يستر فيها هو ميشو يصرح انه سيقود الهلال للبطولة وأرجو ألا يسوقه لها كما ساق البدري المريخ للفوز بالبطولة كما أعلن في ول تصريح له انه جاء للمريخ ليتوجه بالكأس الإفريقية. وها هي تصريحات الإدارة والإعلام تصب في ذات الخانة التي كان فيها إعلام المريخ وإدارته (تواضعوا شوية وغنو معانا خطوة خطوة يا حبيبي نسير)
|
|
  
|
|
|
|
محمد نجيب عبدا لرحيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست