|
Re: الحركة الشعبية : الاعتداء من تدبير القوات المسلحة نفسها لتبرير اجتياح أبيي (Re: نزار يوسف محمد)
|
نقطة ... وسطر جديد / مصطفى سري منبر السلام العادل ينفذ انقلابه الجديد ... بقائد قديم واجندة نازية حكت شخصية سودانية لديها صلات قوية مع اركان النظام لمجموعة من السودانيين كنت من ضمن الحاضرين ، ان وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين كان احد الرافضين لاتفاقية الترتيبات الامنية التي تم توقيعها في يوم الخميس الخامس والعشرين من سبتمبر العام 2003 في نيفاشا الكينية ، وكانت تلك الاتفاقية فاتحة شهية للاتفاقيات الست الاخرى التي تأسست عليها ما يعرف باتفاقية السلام الشامل ، وذكر لنا ذلك الراوي ان مجلس الوزراء كان قد دعا الى عقد جلسة طارئة في ذات يوم توقيع اتفاقية الترتيبات الامنية . وفي ذلك الاجتماع تلأ رئيس الجمهورية عمر البشير الخطوط العريضة للاتفاقية وسأل ان كان هناك من يعترض عليها ، فرفع عبد الرحيم محمد حسين يده وكان وزيراً للداخلية قبل اعفاءه ، وقال انه يعترض على اتفاقية الترتيبات الامنية وان يرفض الاتفاق مع الحركة الشعبية ، وقال ان وزير جنوبي من ( المؤلفة قلوبهم ) ايضا كان رافضاً التوقيع على الاتفاقية ، ولكن الرئيس السوداني عمر البشير قام بتحفيز صديقه عبد الرحيم محمد حسين وجاء به وزيراً للدفاع في التشكلية الوزراية التي اعقبت اتفاقية السلام الشامل ، وكان الرجل قد تم ابعاده من وزارة الداخلية في فضيحة ( عمارات الرباط ) الشهيرة . ثم انكشف بعد فترة وجيزة ان المستشار السياسي السابق للبشير دكتور قطبي المهدي كان من الذين اعترضوا على اتفاقية السلام ، بل انه كان من المعترضين على المفاوضات نفسها مع الحركة الشعبية ، وما زالت تصريحاته التي ترفض السلام تطن الآذان ، وقد كان وراء اعفاء قطبي المهدي من منصبه كمستشار للبشير ، النائب علي عثمان محمد طه الذي كان ممسكاً بزمام الامور بعد انجازه اتفاقية السلام الشامل ، وذهب قطبي ليتبنى سباق الهجن حتى يوازن نفسه بعروبيته المزعومة ، ثم اتخذ من عمود له في صحيفة ( الانتباهة ) ملاذاً يبث فيه سمومه على اتفاقية السلام وعلى الجنوبيين . وقد تم انشاء منبر السلام العادل بعد اشهر من اتفاقية السلام الشامل بايعاز من حزب المؤتمر الوطني ، وبالتحديد من رئيسه عمر البشير ، فهو الذي اقترح على خاله وبعض قيادات القوات المسلحة ، خاصة ان الجيش تتشكل عقيدته الرئيسية في خوض الحروب ضد مواطنيه ، حيث لم نسمع انه خاض حرباً ضد الدول التي ظلت تعتدي على الاراضي السودانية ، سواء في حلايب مع الحدود المصرية ، او الفشقة في الحدود مع اثيوبيا ، او في مثلث الليمي مع حدود كينيا ، واخيراً في الاعتداءات المتكررة من دولة اسرائيل التي يتمدشق قادة المؤتمر الوطني ليل نهار انهم خلقوا للاستشهاد في فلسطين بعد ان عجزت الشعوب العربية في تلبية نداء الجهاد . ويضم منبر السلام ايضا ضباط كبار انتهت مدتهم في الخدمة التي قضوها في الحروب العنصرية ضد الهامش في الجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق وابيي ودافور منذ خمسينيات القرن الماضي ، وقد ارتكبوا الجرائم والفظائع في تلك المناطق بشكل منهجي ، والمضحك ان منبر السلام الاولى كانت بذرته الاولى في ما عرف باسم ( كيان الشمال )، الذي اسسه قيادات سياسية نشطة في عدد الاحزاب الشمالية منها ( الاتحادي الديموقراطي ، الشيوعي السوداني ، البعث ، جبهة الشرق ، الامة القومي والمؤتمر الوطني ) ، وعندما افتضح امر الكيان وانه عنصري ، تشكل بعدها منبر السلام العادل ، الذي ضم شذاذ الافاق والنازيون الجدد . وكان البرنامج الاساسي لمنبر السلام العنصري هو اقامة ( جدار ) عازل بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والشعب السوداني على اسس عنصرية ، وبما ان منبر السلام يضم شخصيات عسكرية ، فان التوجيهات صدرت الى فرع التوجيه المعنوي لتولي اصدار صحيفة (الانتباهة ) ، وان يقوم فرع الاستخبارات العسكرية والاجهزة الامنية في الجنوب في مد الصحيفة بالاخبار المفبركة ، وان تعمل الصحيفة – ومن خلفها الجيش والاستخبارات والامن – على خلق اجواء معادية لاتفاقية السلام في الشمال ، والتعامل مع المليشيات التي تدعمها الاجهزة الخاصة في الجنوب ومناطق الهامش الاخرى لتخريب الاتفاقية ، وكانت هناك عدة اختبارات قام بها المنبر العنصري مع الاستخبارات ، منها فبركة احداث مقتل الزعيم الراحل جون قرنق ، ثم الاعتداء على منزل القائد ياسر جعفر وقتل حارسه ، مع الاستهداف الاعلامي لقيادات الحركة الشعبية وقوى المعارضة في صحف الانتباهة ، اخر لحظة ، والمركز السوداني للخدمات الصحفية ، والاذاعة والتلفزيون ، وفي مرحلة لاحقة تم ضم ( قناة الجزيرة ) من خلال مكتبها في الخرطوم وبعض العناصر في المكتب الرئيسي في الدوحة . لذلك لم يكن احتلال مدينة ابيي في التاسع عشر من مايو الجاري سوى انه اعلان الرسمي لانقلاب منبر السلام العادل النازي على الاوضاع في السودان واحكام السيطرة في سدة الحكم ، ولعل المقدمات لذلك قد بدأت في الصراع وحسمه داخل حزب المؤتمر الوطني في الفترة الاخيرة ، اذ صعد قطبي المهدي مرة اخرى الى القيادة ، واكبر الظن انه سيتولى منصباً دستورياً في وقت قريب ، خاصة ان وزراء الحركة الشعبية من الجنوبيين سيغادرون مواقعهم في الثامن من يوليو القادم ، وستشهد الحكومة تغييرات شاملة قد تصل الى قيادات اعلى في الحزب ايضاً ، وسيتولى اخرون من منبر السلام العنصري مواقع في الحكومة ، التي ستتحول الى ( حكومة حرب ) كتلك التي تشكلها دولة اسرائيل كل مرة عند صعود اليمين المتطرف واليمين الاسرائيلي هو عنصري ايضاً ولا يختلف عن منبر السلام في شئ ، حيث استخدام الجيش والامن والقمع واختلاق الحروب في الحالتين . ولان منبر السلام العادل . وقد نفذ منبر السلام العنصري الانقلاب بطريقة غير تقليدية مثل الانقلابات العسكرية ، وكما يقول المثل ( الجيب واحد ) فان البشير واصل مهمته القديمة كقائد انقلاب قديم ( 30 يونيو 1989 ) باجندة مرحلة ، حيث ان المهام المؤجلة ستتواصل ، بارسال مزيد من المليشيات الجنوبية والتي ستصبح قيادتها في ابيي لتقوم بعملياتها العسكرية في الجنوب لخلق الفوضى قبل وبعد اعلان الدولة الجديدة ، حتى يستولي العنصريون على ابار البترول ، ولعل افتخار البشير بانه اغلق حدود الجنوب لمدة اسبوع كما ذكر امام المعلمين المشاركين في تصحيح الشهادة السودانية – ويا للعجب – وانها رسالة اولى تعتبر واحدة من المهام التي ينفذها الانقلاب القديم - الجديد ، وكان الهدف من اغلاق حدود الجنوب – وقد كذب احد قادة المؤتمر الوطني في تصريحات صحافية قبل اسبوع بان الجنوب هو من اغلق الحدود وليس الشمال - لكي يضيق على الجنوبيين ( لقمة العيش ) كما تفعل اسرائيل مع قطاع غزة ، والفارق ان ( قناة الجزيرة ) لم تفجع وتصرخ لنصرة اخوتنا الجنوبيين ، كما تفعل مع غزة . والمهام الاخرى ، هي الدخول في حرب مباشرة في الحدود مع الجنوب بحجة مطاردة قوات غير شرعية – ويقصد بها قوات الجيش الشعبي في جبال النوبة والنيل الازرق رغم توقيع الحكومة على الترتيبات الامنية في المنطقتين – وقد ذكر رئيس هيئة الاركان الفريق اول عصمت عبد الرحمن قبل يومين بان قواته التي اخذت الضوء الاخضر – ويعني تنفيذ الانقلاب – لحسم اي قوات غير شرعية ، الى جانب تصعيد العمليات في دارفور ، والتي نشهدها في الاونة الاخيرة ، وان يعلن رئيس الانقلاب الجيد القائد القديم حالة الطورائ وتعليق الدستور ، وقد يكون ذلك قبل التاسع من يوليو موعد اعلان الدولة الجديدة ، في حال عدم التوصل الى حلول في القضايا العالقة ، خاصة تقاسم البترول ، وسيقوم القائد القديم باغلاق الصحف ودور الاحزاب ، وانزال الجيش الى الشارع ، وهو يعتقد ان المجتمع الدولي مشغول بالثورات العربية ، لكنه نسي ان الشعب السوداني يعشق شارع ( الثورة بالنص ) .
|
|
|
|
|
|
|
|
|