تعتبر خديجة صفوت، المفكّرة والأكاديمية السودانية المقيمة في أكسفورد، واحدة من أبرز الأصوات الفكريّة النسائية المهاجرة.
فلهذه المثقّفة التي تقيم في أوروبا منذ سنوات، أعمال فكريّة عديدة كتبتها بالإنكليزية، بعضها عُرِّب، كـ«الاقتصاد السياسي ورأس المال الهارب»، و«الطرق الصوفية والأحزاب السياسية في السودان»، و«النسوقراط ورأس المال المتوحّش».
والنسوقراط هو النحت الاصطلاحي الذي ابتكرته المفكّرة السودانية، لتدلّ به على نوع من النسوية الغربية المغالية.
سبق لصفوت أن نحتت خلال السبعينيات مصطلح «الإسلام السياسي»، وراج بعد ذلك إلى درجة أن أحداً لم يعد يذكر متى دخل هذا المصطلح على لغة الخطاب السياسي العربي.
تعتبر صفوت واحدة من كاتبات عربيات قليلات عنين بأدب الرحلة، فقد وضعت في الستينيات كتابين، الأول بعنوان «أفراح آسيا» وتناول رحلتها إلى الصين، أعادت دار «السويدي» نشره بعنوان «فتاة سودانية في الصين». والثاني بعنوان «ستار الصمت»، تناولت فيها رحلتها إلى زيمبابوي وغيرها.
التقيناها في هذا الحديث الفكري المميّز، حول أدب المهجر وأدب المنفى وطبيعة تشاكل ثقافتنا العربية مع هذا الموضوع الفكري الشائك.
سألنا د. خديجة صفوت:
> ما هي برأيك أبرز خصائص المهجر العربي والإسلامي المعاصر؟
< لعلّ أبرز خصائص المهجر العولمي المعاصر في شتات العالم الأول، مواجهة العرب والمسلمين لتنويعة من المثقّفين المترحّلين العرب والمسلمين، الذين وجدوا في خطاب السيد الجديد المحافظ في أميركا دستوراً فكرياً لهم، برغم قبح الأفكار التي خرج بها المحافظون الجدد، وولعهم بالهيمنة عن طريق الحروب والكوارث.
يدرك العرب والمسلمون الشرفاء في المهاجر، أن معركتهم باتت مع من أسمّيهم بـ«الليبراليين الجدد»، وهم تنويعة على المحافظين الجدد.
وبالتالي، فإن معركتنا أشدّ ضراوة وأكثر تركيباً وتعقيداً منها مع أسياد هؤلاء الأخيرين. ذلك أن الليبرالين الجدد يرفعون، بالمقابل، ألوية، ولهم خطاب ويحملون سلاحاً ويدافعون عن أجندة. وهذا كلّه مجتمعاً من شغل أسيادهم، المحافظين الجدد. وهذه الصورة تتكرّس في المهجر، أو الملجأين الأوروبي والأميركي، حيث نشهد حالياً ولادة نمط وقح من المثقّف العربي والمسلم التابع للغرب المحافظ بصورة مريبة. وهو أمر يشتد يوماً بعد يوم، بفعل اجتياح مشروع القرن الأميركي وهيمنته. في المقابل، نشهد تزايد أعداد المقاومين له في كل مكان في العالم.
من المهم جداً تذكّر أن هجرة أو مهجر العرب والمسلمين العولمي المعاصر، ترتهن بخلفية ومرجعية من سبقوا من المهاجرين، وأقوام الترحّل ممن أسمّيهم أعراب الشتات. وللآخرين ميل الى الاستقرار المؤقّت، أو الحلول الترانزيت مرة، وإلى النزوع مرة أخرى نحو وطن أسطوري مثيولوجي، متوهّم غالباً، يصدر عن عقيدة تخصّهم دون سواهم. وقياساً، على أعضاء وجماعات هؤلاء مصادرة شرط حلول واستقرار ووجود من عداهم، ما خلا من يقيّض له الاذعان لشروطهم ومفاهيمهم وشعائرهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة