مدير إذاعة الكوثر الداعم الأول للإذاعة الرسول (ص) ورأيناه (ص) في الاستديو يتهيأ لتقديم البرامج

Quote: التهمة الضيزى في مقال سارة عيسى بقلم / سيف الدين عيسى مختار/جدة علقت الأستاذة سارة عيسى على ردي على مقالها وعنونت ردها ب(رسالة المحتار) ولست أدري فيم الحيرة، وكان طرحي واضحا لا لبس فيه، فان كان قد أشكل عليها ، أو ربما أزعجها دفاعي عن السيد مدير إذاعة الكوثر، فذلك أمر لا يدعو إلى الحيرة، فأنا ليست لي سابق معرفة بالرجل، وقد التقيته أول مرة في تلك الأمسية التي أقيمت بدار القنصلية على شرف وفد إذاعة الكوثر، وكان هو قادما للتو من مكة المكرمة بعد أن أدى العمرة هو ورفاقه، ثم غادر إلى السودان بعد ساعات من انتهاء الحفل المذكور، أي من القنصلية والى المطار، ولم يكن مخططا إقامة تلك الأمسية، فالحقيقة أن وفد إذاعة الكوثر وهو يضم تلك الأسماء اللامعة في سماء الفن السوداني (محمود عبد العزيز، ووليد زاكي الدين)، وفطاحلة شعراء الأغنية السودانية (عبد الله النجيب، وعمر الشاعر) ودهاقنة المنشدين، لم يكن يرغب في الإعلام عن مجيئه ، لكن القنصل العام وهو المحب للإنشاد الديني المجل للعلماء والأولياء الصالحين لم يفوت تلك الفرصة، فأقام على عجل تلك الأمسية ، وكانت أمسية رائعة، لم يقل مدير إذاعة الكوثر إن إقامة هذه الإذاعة تم بناء على رؤيا، إنما ذكر موضوع الرؤيا كنوع من البشارة والفأل الحسن كما أسلفت في مقالي، عليه فمن التجني وصفه بتلك الصفات وكأنه قد أتى بجريمة نكراء أو انحرف عن جادة الطريق لمجرد أنه شاهد الرسول صلى الله عليه وسلم في الرؤيا، وهو لم يطلب من الحضور أي مقابل، فمن شاء صدقه فيما ذكر ومن شاء كذبه، لكن المسلم يجب أن يقدم حسن الظن بأخيه المسلم وأن يصدقه إذا قال لأن الكذب ليس من شيم المؤمن، وخاصة الكذب في الأحلام فقد روى البخاري (من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل) وفي حديث آخر (من أفرى الفري أن يري الرجل عينه ما لم تر) ومعنى يعقد بين شعيرتين،يعني: يفتل إحداهما بالأخرى، وهذا حيث أنه محال فالتكليف فيه نوع من التعذيب، مثل المصورين يكلفون يوم القيامة أن ينفخوا الروح في كل صورة صوروها. وأشكر الأستاذة سارة عيسى أن أتاحت لي فرصة للحديث عن الدور الكبير الذي تقوم به القنصلية العامة لجمهورية السودان، والجالية السودانية، وذلك التناغم بين الدبلوماسية الشعبية ممثلة في الجالية والدبلوماسية الرسمية ممثلة في القنصلية، هذا التناغم والانسجام الذي انصب خيرا على الوطن وجعل المغتربين في جدة والمنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية يتميزون على من سواهم في بقية المهاجر المختلفة، فتهجم الأستاذة سارة على القنصلية في مستهل مقالها المذكور، قد يكون مرده إلى عدم معرفتها بالانجازات الكبيرة التي تقدمها كل من القنصلية والجالية، وهنا اعترف بأن الإعلام عن تلك الانجازات لم يكن بالقدر الذي يتناسب وتلك الأعمال. أنا لست موظفا بالقنصلية، ومن ثم لست مخولا للدفاع عنها، لكنني أتحدث عما شهدته طوال فترة مشاركاتي في العمل العام وهي فترة طويلة تجاوزت العقدين من الزمان، ولعل من أهم تلك الانجازات إلغاء الضرائب من على كاهل المغتربين ما عدا القليل جدا منها، وحتى هذا القليل فانه في طريقه إلي الإلغاء إن شاء الله، واستطيع أن أقول هنا بشيء من الارتياح أن جهاد المغتربين في هذه المنطقة وفي جدة على وجه الخصوص هو الذي أثمر في إلغاء المساهمات الإلزامية، فقد حمل المغتربون فيها لواء المطالبة بكافة حقوقهم المشروعة وعبر كافة القنوات المتاحة، ولعل صفحات الصحف تشهد بذلك، بينما لم نكد نسمع تلك الأصوات التي بدأت تجأر ألان، فأين كانوا ؟ لقد أصبحت الجالية السودانية في جدة الآن كيانا معترفا به تستمد شرعيتها وقوتها من تكاتف أعضائها ووحدة كلمتهم وصدق توجههم لخدمة الوطن. ذكرت سارة عيسى،(لم يحدث أن طالبت بعثتنا في جدة بجمع التبرعات للأرامل في دارفور ، أو مساعدة الأطفال اليتامى في كل أنحاء وطن كبير كالسودان)، والحقيقة إن البعثة السودانية في جدة (بشقيها الشعبي والرسمي) كانت أول بعثة خارج السودان تتفاعل مع قضايا دارفور، مع أطفال دارفور، فأقامت نفرة كبرى اثر الأحداث المؤسفة التي وقعت بدارفور، وشكلت غرفة عمليات برئاسة أحد منسوبي القنصلية من أبناء دارفور وبإشراف القنصل العام، وتم على أثرها إرسال مساعدات عينية عاجلة لدارفور عدا المساعدات المالية التي جمعت من تبرعات المغتربين، وقد تجاوز اجمالى المساعدات لمليون ريال سعودي ، ولم تكن دارفور بدعا في ذلك بل كافة ولايات ومناطق السودان التي تلم بها كارثة مثل الفيضانات والأوبئة وغيرهما تجد جدة هي أول المستجيبين لتلك النداءات وتقيم النفرات وتفتح القنصلية أبوابها، وتحتضن اجتماعات اللجان المختلفة، بل في القيادة التنفيذية هنالك عدة لجان مختصة منها أمانة النفير، وأمانة الشئون الاجتماعية وأغلب أعمال هذه الأمانات يتعلق بالمساعدات التي تقدم للوطن، وهنالك صناديق للمعوزين وأصحاب الحالات الخاصة من إمراض وإعسار تقدم مساعداتها وتشرف عليها القنصلية والجالية، وقد تعدى اهتمام الجالية مجرد المساعدات المالية إلى التوجه لصيانة سمعة السودانيين في الخارج وقدمت دراسة وافية عن السودانيين في السجون السعودية وكيفية معالجة أوضاعهم، ولا أود أن اعدد الانجازات الضخمة في هذا الخصوص فهي أكبر من أن تحصى وتعد لكنها إشارات فقط لم تكتف الجالية وهي مؤسسة خدمية في المقام الأول، لم تكتف بذلك الدور الخدميـ بل مططت خدماتها إلى الشئون السياسية أيضا، ولعل تلك الوثيقة (وثيقة العهد للوطن) وذلك الوفاق الذي تم بين الأحزاب السياسية عقب الاحتفال باليوبيل الذهبي للاستقلال يقف دليلا على جهود الجالية ومشاركتها في الوضع السياسي، وهو عمل عظيم بشهادة العديد من الأحزاب والقوى السياسية التي اعتبرت الوثيقة تمهيدا لأعمال كبيرة يمكن أن تتم في المستقبل بما سيكون مردوده طيبا على الواقع السياسي السوداني، وفي القنصلية السودانية تم أيضا قيام جبهة دارفور للسلام والتنمية بكل أهدافها الإصلاحية المعلن عنها، وقد هيأت لها البعثة السودانية في جدة (بشقيها الرسمي والشعبي ) المناخ الملائم لتترعرع وتنطلق كخطوة مهمة في حل قضية دارفور. في المجال الاقتصادي قامت البعثة السودانية في جدة (بشقيها) بأكبر معرض ومنتدى استثماري (زراعي وصناعي) وذلك في العام 2005م، وبلغت الاستثمارات التي تمخضت عنه حوالي عشر مليارات دولار ، ولم يكن ذلك هو الانجاز الأول في هذا المجال، بل سبقته منتديات عديدة، لكنه يعتبر الأكبر، وما من مشروع استثماري سعودي في السودان إلا وخلفه المغتربون الذين استثمروا علاقاتهم الحميمة في مشروعات استثمار بوطنهم السودان تحت مظلة القنصلية السودانية في جدة، إن تلك العلاقة الحميمة التي تربط منسوبي القنصلية بأفراد الجالية يمكن أن تعتبر مثلا يحتذى في التعاون البناء والعمل المشترك وخدمة الوطن، وأكاد أجزم هنا أنه لا توجد بعثة دبلوماسية تعامل مواطنيها بالشكل الذي نشاهده في القنصلية والسفارة في الرياض، فالبعثة السودانية تفتح أبوابها للجميع، وتتعامل معهم من منظور سوداني بحت يسمو فوق الأعراف والبرتوكولات الدبلوماسية المتبعة في البعثات الأخرى وهذا هو مبعث فخرنا واعتزازنا، وهذا هو السر في الانجازات العديدة التي أشرت إلي بعضها. لقد تساءلت سارة عيسى (وسؤالي هو كم عدد الصحابة الذين رأوا الرسول ( ص ) بعد مماته؟؟) ولعلها تعني أن رؤية الرسول في الرؤيا لم تكن من الأمور التي يهتم بها الصحابة، وإلا فان هنالك العديد من الصحابة روت كتب السيرة رؤيتهم للرسول في الرؤيا بعد وفاته صلى الله علية وسلم، من أشهرها تلك التي وقعت للإمام على بن أبي طالب رضي الله عنهـ فقد ذكروا بأنه رأى في الرؤيا أنه كان جالسا جوار رسول الله صلى الله عليه في المسجد، فقدمت امرأة من الأنصار تحمل طبقا من تمر قدمته هدية للرسول صلى الله عليه وسلم، فدعا الرسول عليا وأعطاه تمرة واحدة فطلب على من الرسول أن يزيده فلم يزده الرسول، ولما صحا مع أذان الفجر جلس بجانب عمر بن الخطاب وكان هو الخليفة فقدمت نفس المرأة وقدمت لعمر طبقا من تمر فنادى عمر عليا وأعطاه تمرة واحدة فقال على زدني يا عمر فأجابه عمر : لو زادك رسول الله لزدتك . فقال على : أوحي بعد محمد، قال عمر لا لكنها فراسة المؤمن ؟؟ ولقد كانت الرؤيا حافزاً للإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما للخروج في وجه الظالم يزيد بن معاوية الذي اشتهر بفسقه وفجوره وظلمه وظلم ولاته، تحدثنا كتب التاريخ أن عبد الله بن جعفر كتب إلى الحسين كتاباً يحذره أهل العراق ويناشده الله إن لا شخص إليهم، فكتب إليه الحسين: إني رأيت رؤيا، ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني بأمر وأنا ماض له، ولست بمخبر بها أحداً حتى ألاقي عملي، فهذه الرؤيا التي لم يخبر الحسين بها كان لها أكبر الأثر في قيامه• ولا شك أن قتل الحسين عليه السلام إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه سلمى قالت دخلت على أم المؤمنين أم سلمة وهي تبكي فقلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ تعني في المنام ـ وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: مالك يا رسول الله؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفا) كذلك رآه سيدنا عثمان بن عفان في الليلة التي قتل فيها، والعديد من الصحابة رأوا الرسول صلى الله عليه في الرؤيا بعد مماته. أما قول سارة عيسى (وفي الفقه الإسلامي الرؤيا الطيبة يُفضّل أن تُقص علي من تطمئن إليهم النفس وعلي من يجيدون التعبير ، خوفاً من الكيد والحسد ، هكذا نصح سيدنا يعقوب ابنه عندما قص عليه رؤيته للشمس والقمر والكواكب الأحد عشر وهي تسجد له ، لكن ماذا فعل الشيخ عبد الله الطاهر ؟؟) فقد خلطت بين التحدث عن الرؤيا وطلب التفسير، وقد ذكرنا أن الرؤيا ثلاثة أنواع: بشرى من الله، وما يحدث الإنسان بها نفسه، وتحزين من الشيطان. قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة) وقد خص في حديث آخر أن يحدث بها من يحب وأن يتجنب الجهلاء والحساد، أما طلب تفسير الرؤيا فلا تطلب إلا لدى من يعرف التفسير من العلماء ، وقد حكوا عن ابن سيرين وكان من أشهر مفسري الأحلام أنه أتاه رجلان، كل واحد منها يذكر أنه رأى في المنام أنه يؤذن، فقال للأول: أنت تحج، وقال للآخر: أنت تسرق فتقتطع يدك، فقيل له كيف ذلك؟ قال: رأيت على الأول علامات الصلاح فتأولت قول الله تعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ [الحج:27] ورأيت على الثاني علامات الخبث والفجور، فأولت قوله تعالى: (ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) ومن أطرف ما قرأت أن ( رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: رأيت فيما يرى النائم البارحة كأن عنقي ضربت فسقط رأسي فأتبعته، فأخذته ثم أعدته مكانه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يحدثن به الناس)، لذلك وضع العلماء قواعد للذين يرغبون في أن تصدق رؤياهم وتكون حسنة فقالوا فليتحر الصدق، وأكل الحلال، والمحافظة على الأوامر والنواهي، ولينم على طهارة كاملة، مستقبل القبلة، ويذكر الله حتى تغلبه عيناه، فإن رؤياه لا تكذب البتة. لقد ختمت سارة عيسى مقالها بقوها (هناك غرض من طرح الأمر بهذا الشكل ، وهذا هو الذي عنيته باللهث وراء الدراهم ، فويل من الثمن القليل ، وأتمنى أن لا يكون الشيخ عبد الله الطاهر من قبيلة المؤتمر الوطني ، لأنني سوف أكون من أول المكذبين له في حالة ثبوت ذلك ) وهذا تجن واضح فويل لها مما تقول، أما قولها أتمنى أن لا يكون عبد الله الطاهر من المؤتمر، لأنها ستكون من أول المكذبين له، كلام لا معنى له ، لأنها كانت قد كذبته وكتبت مقالا في تكذيبه من قبل أن تعرف أنه منتم إلى المؤتمر من عدمه.ولعلها ختمت بذلك الحقد غير المبرر الذي تحمله للمؤتمر الوطني وهو ما يؤكد المثل الذي استهللت به مقالي السابق (الحكاية ما حكاية رمانة، الحكاية حكاية قلوب مليانة). سيف الدين عيسى مختار/جدة